صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 13 إلى 20 من 20

الموضوع: العوالم المتوازية:

  1. #13 رد: العوالم المتوازية: 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,901
    مقالات المدونة
    40
    معدل تقييم المستوى
    18
    يعني ممكن وجود أمة بشرية على الأرض (البدائيين) قبل خلق سيدنا آدم ؟
    طرح مثير.
    ...

    كذلك المشمومات و المذاقات و ما بعد الملموسات كلها تثير التساؤل

    مشكور سيدي
    رد مع اقتباس  
     

  2. #14 رد: العوالم المتوازية: 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    195
    معدل تقييم المستوى
    18
    شكراللمكرمة الدكتورة أمجاد على المتابعة.

    نتابع الموضوع:

    ومن جملة تعليقاته، رده على محاور، أفاد بشئ عن العوالم المتوازية.

    إقتباس:
    المشاركة الأصلية بواسطة المنار

    و في الخصال، عن الصادق (عليه السلام) قال: إن الله تعالى خلق اثني عشر ألف عالم كل عالم منهم أكبر من سبع سماوات و سبع أرضين ما يرى عالم منهم أن الله عز و جل عالما غيرهم.

    وكان تعليق المحاورأبوفاطمة:

    عجبا ، كأن الرواية تشير إلى نظرية تعدد الأبعاد !

    مفاد النظرية أن هناك عوالم كثير موجودة بشكل متوازٍ مع عالمنا ، كل عالم يمثل بعدا لا يتداخل مع غيره ! ولا يعلم كل عالم بوجود غيره.

    هذا النظرية ألهبت خيال مؤلفي أفلام الخيال العلمي و لا تزال !!!

    وهناجاء تعليق العلامة المنار:

    الأخ أبوفاطمة المحترم

    أعجبتني نباهتك في قراءة ما وراء النص .

    إن نصوص أهل البيت فيها الكثير من الإشارات لنظريات عظيمة وعجيبة، قد (لم يصل) لها العلم وهي لا زالت بمستوى الخيال العلمي. ولكن وجود عوالم متداخلة أو منعزلة ، مسألة اصبح فرضها فرضا علميا رغم عدم تطور وسائل قياسها.

    ونحن وإن أتينا بالرواية من أجل بيان وجود خلائق عاقلة قبل ومع وبعد الإنسان ، ولكن لا مانع من فهم الرواية على أسس أكثر شمولية.

    أو التوسع في إشارة مهمة وهي الوجود الموازي ودراسة ما أمكن إثباته في ذلك ، فقبل 100 سنة كانت مسألة الثقوب السوداء غير واضحة وقد نسجت حولها الخيالات ، واليوم أصبحت اكثر رعبا لأن المعلومات والصور توضح ما هو اخطر بكثير مما كان يتصوره البشر ، فقد تبين إن هذه الكتلة المغناطيسية قادت على جذب الضوء نفسه، وهو ما يفسر كونها نقطة سوداء ولكن حين اكتشفوا كيف تسحب كتلة نجومية هائلة وكأنها تلتقطها بملقط سريع وتسحب هذه الكتلة بما هو أسرع من الضوء بحيث لا تعطي (صورة) لأي انفجار وغير ذلك، لأنها تبتلع نفس الصورة ونفس شكل الانفجار ، إنها آلة تبلع (الشيء) و (صورته). ( هذا ما فهمناه من مقالات علمية، ومن كان عنده معلومات تخصصية تصحيحية فحيهلا)

    المشكلة الحقيقية إننا نواجه ما هو ابسط من هذا بكثير، حيث نواجه تجهيلا للذات، وفرارا من المعرفة البسيطة، إنه التسطيح والمعرفة الحسية البسيطة، وتناقض المعلومات. فهل تريد من التسطيحي أن يتنبّه لتعدد الأبعاد والكون الموازي.

    إن مشكلة خلق آدم وغيرها من المشكلات المماثلة تعتمد اعتمادا كليا على مسألة الإيمان بتدخل الله مباشرة في حياة بعض البشر.

    إن من نحاورهم .. مرة لا يؤمنون أصلا بما وراء الحس وبما وراء التفكير البسيط، وحين يحرجون يتبين انهم يؤمنون ولكنهم لا يريدون أن يصدقوا، وحين يجبرون على التصديق لا يقبلون النتائج ولكن يقبلون خرافات الجان والسحرة وغيرها، فهم مستعدون لتصديق كل الخوارق ولكنهم على غير استعداد لتصديق ميزة لولي من أولياء الله.

    وهذا في عقيدتي ليس عداءً من الخوارق ومصدرها، ولكنه تعبئة فكرية مسبقة ضد من تصيبهم نعمة الله وتتمثل فيهم هذه الخوارق، فنحن نرى بأم أعيننا عدم اعتبار خوارق الدجال والشيطان والسحرة والأولياء الفجرة من المشكلات.

    ولكن نسبة أي أمر بسيط لأهل البيت عليهم السلام يعتبر غلو وجريمة وضحك على الذقون، وما شابه من تلك الأشباه من التهم.

    فلو كانوا رفضوا الجميع، لقلنا بأن العقل الحسي مسيطر بشكل كلي، ولكنه عقل حسي ومنطق معرفي لا يعترف إلا بالظواهر العامة المكشوفة، أحادي الفكرة واعور النظر، ويطبق فقط على من يعادون ويكرهون (محمد وآل محمد صلى الله عليهم أجمعين) .

    وحين يجابههم أحد بهذه الحقيقة نراهم يتعجبون ويقولون أنحن نكره محمدا وآل محمد؟؟
    عجيب !!

    نحن أحبابهم.

    ولكنهم لا يعلمون بأن الخلفية لمثل هذه الاتجاه في الرد هي الكره لمحمد وآل محمد، ولهذا فإن النتيجة إفراز ثقافتهم لهذه النتائج المنبثقة عن الكره الشديد لمحمد وآل محمد ص من دون علم منهم في أغلب الحالات (الوهابية نموذجا).

    وليس عجيبا أن نرى المزج عند بعض من يحاول محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، بين محبة النبي محمد وآله وبين فصلهم عن تراثهم وعدم التفكير بهذا، فلا يهمه أن يأخذ تراث النبي عن كذّاب مشهور، بينما يرفض وبكل قوة أخذ تراث النبي عن الصادق المصدق، بناء على تصديقه كذب الطريق المفتعل.

    ويقبل ترهات من النقد لا تثبت بأي دليل كان.

    فيقبل ترك الإمام الصادق بناء على ما ينسب لزرارة والهشامين وغيرهم مما لا يفهمونه ولا يثبت في واقعه.

    فهذه سطحية وكسل في البحث العقلي الصحيح.

    فهنا ينطلق عن خلفية كارهة للرسول بدون علم ومعرفة ولو احب الإنسان أحد لسعى إليه بما يحب، وهذا الحال في أحسن الناس حالا عند محاورينا. أما من يعلن العداء والتلون فحدث ولا حرج.

    وقد جرى معي الكثير من الحوارات، بل قل لا يمضي أسبوع إلا وأنا في حوار كبير، وعند نهاية الحوار أقول لنفسي : ما هذه المصيبة أحاور من يكذب على نفسه، ويدّعي المعرفة ثم يتبيّن انه لا يعرف شيئا، ومتناقض ويريد أن يصحح العلم فيوجهه إلى الخطأ .

    وأخيرا يخرج المحاور معترفا بأنه كان مشتبه، وكأن أوقاتنا هدر لنحاور من هو مشتبه، بشتى الطرق ليكتشف في نفسه أنه مجرد مشتبه.

    وقد يخرج مني بلا إحساس، لعظيم ما طرحه على الفكر الإسلامي، وتدميره لبنية المفاهيم الإسلامية في عقله، وكأن ما قام به مجرد نزهة تستحق الابتسام.

    واكتشافه لخطأه بسيط جدا كما يكتشف خطأه في معاملة زوجته أو أولاده وغير ذلك.

    وقد حدث معي الكثير من المواقف التي ينبغي تسجيلها ولكن لكثرتها لا أستطيع تسجيلها ولعل بعضها مكرر بشكل ممل، وسأنقل قصة تكشف طبيعة التفكير لدى محاورينا الحسيين المتناقضين،
    (نقل معنى وليس نص الحوار لأنني نسيت الكثير منه لقدمه) :

    فلقد جاءني يوما أحد الأخوة من أهل السنة المتأثرين بالسلفية مع شيعي مؤمن بسيط ، وقال لي السني المتأثر بالسلفية بأن هذا الشيعي هو جاري وصديقي، وقد عجز عن إجابتي عن سؤال حول تفسيركم لمسألة الإمام المهدي عليه السلام.

    وبعد أن طرح إشكالاته قلت له: قبل أن أجيب أسألك جملة أسئلة:

    - هل تحاورني في الإمكان أم في الوقوع؟

    - قال : كلاهما

    - قلت : هل تشك في قدرة الله أم في المقدور؟

    - قال: لا تحرجني ولكن أقول لم يثبت وقوع شيء مشابه

    - قلت: هل أنت مطلع على الكون وعلى العوالم الخفية وأسرار التكوين ؟

    - قال : لا ولكنني أدرك بعقلي الأمور الواضحة

    - قلت له : هل تدرك إسرار الكيمياء والفيزياء التي تحرك الأشياء المحسوسة لك؟
    -
    قال: لم افهم كثيرا ما قلت، فمثّل لي.
    -
    قلت له: أنت تعرف مثلا أن الذرة مكونة من أجزاء صغيرة جدا مثل الإلكترون والبروتون والنيترون وغيرها مما اكتشف أخيرا، فهل هذه نفسها لها صفحة حسية مادية؟
    -
    قال: لا اعلم
    -
    قلت: إذن أنت لا تعلم أساس ما نفهمه من تكوين مادي الذي هو بحد نفسه بدء العالم المادي والذي لا نعرف بالحقيقة ممن يتكون هو؟ فمثلا هل الإلكترون يتكون من أجزاء أخرى أو هو جزء لا يتجزأ ؟ فإذا كان جزء له أجزاء فما هي طبيعة هذه الأجزاء، وإذا كان جزء لا يتجزأ فكيف يمكن تصويره؟ وممن منشأه فنحن نعرف الذرة وأواصرها التي تشكل الصورة المادية ، ولكن كيف نصور هذا الجزء من الذرة، وهل هو مادة أم طاقة وهل هناك علاقة حقيقية واضحة بينهما؟
    -
    فقال: لا ادري
    -
    فقلت له: جيد هل هذا الذي لا تدري ما هو، له تأثير في الكون ؟
    -
    قال: نعم ، فكل ما اعرف من تأثير ينسب له بحسب ما درست في تعليمي المتوسط والجامعي.
    -
    قلت: إذا كان هذا متحقق عندك وأنت تدري بتأثير ما لا تعرف، فكيف تنفي ما لا تعرف في أمور قد تكون ابسط بكثير من هذه الظواهر الغامضة ، وكأنك تتكلم بما تعلم ، بل تريد أن تقول بأنك مطلع على أسرار الكون والعوالم المتوازية وتنفي من موقع الاقتدار
    -
    قال : إنما استبعد بحسب ما يظهر لي من معرفة.
    -
    قلت: هذه لغة جديدة، ولكن هل استبعادك عن علم أو لأنك لا تعرف
    -
    قال: لأنني لا اعرف
    -
    قلت: إذن هل وجود الإمام المهدي وغيبته ممكن أم لا حتى نتحاور فيه
    -
    قال: بل ممكن ولكنه خلاف العادة، ولم نر مثله قط.
    -
    قلت له : هل كل ما تؤمن به موافق للعادة
    -
    قال: نعم
    -
    قلت له: أنت مخطئ
    -
    قال: كيف فأنا لا اعتقد إلا ما كان واضحا
    -
    قلت له: يا أخي أنت مسلم وتؤمن بنجاة إبراهيم من نار متأججة تبخر البشر، ونوح دعا 950 سنة وجهز سفينة واتى الطوفان الذي اخبر به، بل أنت تؤمن بشيء اعظم من هذه جميعها.
    -
    قال: ما هو؟
    -
    قلت: هو الخلق من الطين ، فعيسى حين أخذ من الطين كهيئة الطير ونفخ فيها فكانت طائرا (بإذن الله) ، هل تفهم معنى ذلك؟ إنه أخذ طين من الأرض ونحته بشكل طير من الطين، ثم نفخ فيه، فطار طائرا بريش وخلايا حيوانية وخلقة حيوانية كاملة. هل هذا معقول عندك؟ وهل عيسى الذي قام بفعل الله ذاته حين خلق آدم من طين، قد ارتفع إلى مرتبة مبهمة أم هو مفهوم عندك؟
    -
    قال : ولكن هذه نصوص قرآنية من جهة ولا علاقة لها من جهة ثانية بموضوع المهدي.
    -
    قلت له: بل لها علاقة وهو عدم كون إيمان المسلم بأمور حسية 100% و إنما هناك أمورا فيها تدخل الله أو منح الله لقوى خارقة للعادة، كالخلق لكائن حي، من الطين الأرضي، وقد غفلت عن الإشارة إلى إن من جملة ما هو في القرآن مسألة طول العمر والحياة المتخفية، فنوح عليه السلام عاش في قومه داعيا حوالي ألف سنة (950) وعاش بعدها قيل 1500سنة وقيل 2500سنة، والمهدي لم يبلغ هذه المرتبة من العمر بعد. فكيف تصدق بحياة نوح هذه المدة التي تقارب 2500 أو اكثر بألف سنة؟ ولا تقبل طول العمر لغيره؟ وكذا أحاديث المسلمين عن الخضر وحياته المتخفية وغير ذلك؟؟؟

    وللموضوع بقية:
    رد مع اقتباس  
     

  3. #15 رد: العوالم المتوازية: 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    195
    معدل تقييم المستوى
    18
    نتابع الموضوع:

    - قال : لم أفكر في هذا ، ولكن أنا مأمور بالطاعة للنص للقرآني. فنحن نصدق ما قاله ربنا حتى لو لم نعقل الأمر.
    -
    قلت له: هذا تحوّل جديد ، وقد سلّمت الآن بأن ليس كل النص الشرعي وليس كل ما تؤمن به إنما هو معقول وواضح كما كنت تدعي، بل أنت تقر الآن بأن في القرآن الكريم آيات لا تعقلها ولكنك تصدقها، وهذا اهتزاز في الفكر واضح، ولكن من قال لك أن المهدي عليه السلام ليس نصا يجب التصديق به؟ كما صدقت بقصة خلق عيسى للطير من طين أرضي.
    -
    قال: لو ثبت لي صحة المهدي أساسا لصدقت به. فأنا لا أؤمن بالمهدي فضلا عن وجوده وظهوره.
    -
    قلت: الآن اختلف الوضع، فأنت تدعي الآن: أنه لم يثبت لك النص، وهذا يعني أحد أمرين وهما إما إنك لم تطلع فادعيت الاطلاع كالعادة، أو اطلعت على ما هو خلاف مقياسك فادعيت عدم الصحة، وكلاهما باطل، لأن عدم اطلاعك ليس بدليل ، ولأن مقياسك لا يعول عليه في إثبات الصحة.
    -
    قال: كيف ترى إن مقياسي لا يعول عليه؟ وأنت لم تعرفه من جهة، وقد جازفت باعتبار مقياسك هو الصحيح فطرحت مقياسي بدون نظر.
    -
    فقلت له: لا هذا ولا ذاك وهذه عجلة منك، فإنما قلتُ إن مقياسك لا يعول عليه، إنما قصدت ما يلي: وهو إن طرح فكرة المهدي عليه السلام بروايات عن النبي مختلفة وتعد بالآلاف بما يفوق روايات الصوم والصلاة مجتمعة، ولم يظهر في الإسلام إلا مدعٍ من الخوارج في اليمن أنكر المهدي، لأن فكرة المهدي تدحر الفكر الخارجي، فهو نكران لغرض واضح، ولم يقبله أي مسلم واستنكروا عليه وحقروا فكرته بجميع طوائفهم بما فيهم الأمويين الكارهين لرسول الله ص، فمثل هذه القضية التي وصلت إلى تسليم جميع المسلمين وقبولهم لها، وعدم الاعتراض عليها، يدل دلالة أكيدة بأن مثل هذا الأمر فوق اعتبارات التصحيح، مثل كون صلاة العصر ثلاث ركعات. فهذا لا يحتاج إلى تصحيح. وكل معايير التصحيح خطأ فيها، وأهل العلم عندهم لا حاجة لتصحيح المنصوص على تواتره مع ثبوت هذا التصحيح فلا يطلب مسلم تصحيحا لرواية بل لا يطلب لها طريقا إذا ثبت كونها متواترة إلى حد التسالم الكلي، أو (ادعى) أحد التواتر ولم يرده أحد على اقل تقدير لأنه في مقام التحدي وظهور التحدي، فهذا يثبت التواتر، وبه لا نحتاج إلى سندٍ أصلا، لأن التواتر قد يصل إلى حد لا ينفع معه تثبيت السند لكثرته وعجز المتتبع عن الإحصاء، فيكون نقل التواتر عن الثقات أو التحدي بها مع عدم النكران يكفي في إثبات تواتر الحديث، مثل ما تحدا الشيعة على طول قرون بثبوت تواتر حديث (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما) واعتراف جميع الشيعة من زيدية وإسماعيلية وإمامية وسكوت أهل السنة وعدم رد التحدي لهؤلاء جميعا، دل على ثبوت تواتر هذا الحديث مما لا يحتاج إلى سند أبدا، فعدم المعارض لما يقوله جميع المسلمين يكشف عن كون الأمر ضرورة من ضرورات الإسلام، ولا يوجد من يستطيع رد هذا إلا بالجهل والكذب. فمعايير التصحيح لا تنطبق على هذه القضية التي بين أيدينا، فأنت حين لا يثبت لك النص على المهدي، إنما لأنك لا تعرف أين تقيس؟ ولا كيف تطبق المقياس؟ وأما أن مقياسي أصح أو غير ذلك، فلم اقل بأن مقياسي اصح وإنما مسألة التصحيح والتضعيف غير واردة.
    -
    قال : الحقيقة إن مسألة انتشار خبر المهدي، وعدم رده هذه حقيقة لا ينكرها إلا مفتر، وأنا لا أريد أن أكون كذلك، ولكن اختلف المسلمون فيمن هو وفي طبيعته ووجوده.

    - قلت له : هذا لا يؤثر على ثبوت حقيقة المهدي سلام الله عليه. ولو دققت لوجدت إن من أنكر ولادته أو اسمه هو ممن يعادي خط المهدي ع ، وهذا يكشف طبيعة الدافع لهذه التحريفات. ثم إنك تقول بأن الروايات السنية التي هي عمدتك ضعيفة ، فلماذا تستخدم ضعفها في نكران حقيقة المهدي مع التسالم الإسلامي عليها، ولا تستخدم ضعفها في رد هذه الأقوال المخالفة في اسمه وفي ولادته؟؟ ثم أين الرواية التي تقول أنه يولد آخر الزمان وإنه لم يولد قبل ذلك؟ أليس أنه استنباط من كلمة سيظهر في آخر الزمان؟ فهل الظهور هو الولادة؟ أم انه العلن بعد الخفاء ؟ فكيف تفهمون الألفاظ؟

    - قال: ليس بالضرورة الظهور هو العلن بعد الخفاء فقد يكون بالولادة أيضا ظهور.

    - قلت : لنسلم بهذا، ولكن لا يمنع من ذاك، فحصركم للفهم ، وتدينكم على أن المهدي سيولد في آخر الزمان مبني على احتمال لو أردنا أن نكبّره فهو متساوٍ وهو عين الشك في علم المصطلح وهذا لا يقوم به دليل، فكيف تتدينون بما لا دليل فيه؟

    - قال: لعل علمائنا لديهم أدلة خاصة على عدم ولادة المهدي وأنه سيولد في آخر الزمان.

    - قلت: الآن دخلنا في دليل (لعّل)... يا أخي الكريم كم رأينا من (لعل) للتخلص من موقف خطير، ينبغي فيه ثبات الكلمة، وثبات الحق. فـ (لعل) عمر عرف ناسخا لمتعة الحج والنساء لم يعرفه الصحابة، و (لعل) عمر عرف أن النبي ما أراد أن يكتب الكتاب أو (لعله) أشفق عليه، و(لعل) طلحة والزبير رأوا العز الإسلامي في محاربة علي، و(لعل) عثمان أراد الخير فأعطى خراج المسلمين لبني أمية، و(لعل) معاوية لا يعرف حرمة الخروج على الإمام علي عليه السلام في فقه مدرسة الشيخين التي يدعي الانتساب إليها، ولعل ولعل ولعل وكلها احتمالات هروب لا قيمة لها. فنحن نواجه معكم مشكلة تصعيد الوهم من جهة، وخفض الدليل من جهة ثانية ، فأنتم لا تقبلون النص على علي بالخلافة والإمامة والولاية نصا باللفظ وتقولون أنها مؤولة، بينما تعتبرون حادثة مزعومة وهي التوكيل لإمامة الصلاة نص على الإمامة، وانتم تؤمنون أن الصلاة خلف البر والفاجر، فكيف لا تفهمون التقديم من قوله (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) وتشككون في هذه المنزلة الوزارية ثم تدّعون إنها لتطييب الخاطر، وكأن علي بن أبي طالب مكسور الخاطر دائما والنبي يطيّب خاطره كلما دعت الضرورة ، بينما ترون أن الصلاة خلف الفاجر جائزة ثم ترونها تعينا خفيا بالخلافة؟

    فهل هناك خروج عن العقل اشد من هذا. وهنا نحن نواجه نفس القضية في المهدي عليه السلام.

    وللموضوع بقية:

    نتابع الموضوع:

    - قال: نحن نمحص الدليل.

    - قلت: وضح لنا تمحيصكم.

    - قال : المهدي عندنا غير مولود وهذا ثابت، فكيف تدّعون الولادة؟

    - قلت: طبعا عندكم المهدي غير مولود ، لأنكم لا تعرفون من هو؟ فمن لا تعرف عينه لا تعرف وجوده. وهذا بدهي. ولكننا نعرف عينه بروايات عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، كرواية جابر وروايات أهل البيت عليهم السلام قبل ولادته بمئات السنين. فمن يعرف من هو ومن سيلده، يعرف فيما إذا ولد أم لا ؟ وأما من لا يعرف من هو؟ سوف لا يعرف هل ولد أم لا، ولكن أنبهك إلى عودتك إلى دليل (الجهل) بمعنى انك تنفي ما تجهل ، وهذا عين الجهل. فما تقوله من تأكدكم من عدم ولادته مبني على عدم معرفته، فجهلكم هو دليلكم، وهذا غير مقبول.

    - قال : طيب انتم ما دليلكم على ولادته؟

    - قلت له : نحن دليلنا مرتب منهجيا ومن لا يرتب الأفكار منهجيا لا يستطيع أن يتعقل الدليل.

    - قال : بيّن لي.

    - قلت: 1- النصوص متضافرة متواترة على حقيقة المهدي، 2- والنصوص عندنا متواترة على تسميته وتسمية آباءه فردا فردا، 3- وقد وقع بالفعل كل تلك المسميات بالتسلسل، 4- وقد اُخبرنا بأن ولادته غير طبيعية وغامضة، لأن والده وجده ووالد جده وجد جده كانوا تحت الإقامة الجبرية في القصور العباسية وكانوا تحت المراقبة بحساسية ظهور المهدي ، وقد عمد العباسيون لتسمية أحد أولادهم (بالمهدي) فخيّب ظنهم لأنه تبيّن انه من الراقصين والحمقى، فترصدُ المهدي في هذا البطن من هاشم، لم يكن تربص الشيعة وحدهم، بل تربص أعداءهم أيضا للقضاء عليه، ولكن شاء الله أن يظهر نوره، ولو بشكل معجز وخفي، ولهذا شابت حالته الكثير من التناقضات المتعمدة، كإخفاء وإظهار في نفس الوقت، وقد قيل إن الإمام الحسن العسكري نفى وجود ولد له (لو صح الحديث) وفي نفس الوقت يبعث على رؤساء الشيعة يريهم إمامهم، وهو طفل يكلمهم بأرقى ما يتكلم به رجل. والإمام الحسن العسكري لا يتزوج و إنما يتخذ لنفسه أمَة وهي تكون أم المهدي، ليقال هو غير متزوج، فمن أين له الولد؟ فهذا كله نوع من أنواع وضع المشوشات العقلية أمام الأعداء من أجل حفظ هذا الإمام العظيم، وهي أمور جرت بأمر الله وتوفيقه، ونجاحها كان معجزة بحد ذاته، فلو فكرنا جيدا، لوجدنا إن من الصعب تضييع مثل هذه الحقيقة على جند يقومون بحراسة إمام تحت الإقامة الجبرية في بيت الخليفة يسير مع الخليفة أينما سار، ولهذا فإن الجند هم من اختلق قضية السرداب، التي لا يعرفها الشيعة القدماء و إنما حَرسُ الخليفة هم من أثارها، حين تأكدوا من الاستخبارات وجود ولد للإمام، فأرادوا القبض عليه، فهجموا على دار الإمام، فلم يجدوا إلا أن طفلا نزل سردابا فنزلوا خلفه فلم يجدوا شيئا وهم من أشاع هذا، وجاء من لا يفهم بعد ذلك وأدعى إن هذه هي الغيبة!! بينما هي حاثة في بداية حياة المهدي عليه السلام، وهذا هو نتيجة الإشاعات والتشويش الذهني الذي قام به نفس من يشيع هذه الترهات وساعد عليها الشيعة لسلامة إمامهم كما فعل الإمام الحسن العسكري نفسه سلام الله عليه. المهم أن المهدي عليه السلام تم الإخبار عن ولادته من قبل أبيه الحسن العسكري ومن اغلب الأئمة قبله ومن النبي، 5- وتم الإخبار عن ولادته بشهادة أبيه والقابلة (عمة أبيه) ، 6- وتم مشاهدته واللقاء به، 7- وتم تواصل الشيعة به بطرق ملتوية، 8- ومن ثم اخبر بالغيبة الكبرى التي لا يعلمها إلا الله. فهذه أدلة لم تحصل لثبوت أي واحد منا، لا أنت ولا أنا، وقد ثبت لنا وجودنا تاريخيا، فكيف تريد أن ننكر هذه الأدلة؟ التي يثبت بأقل منها وجود شخص تاريخيا، فالشهادة على الولادة واللقاء به وثبوت آثاره، من فقه ودعاء وعقيدة، تعتبر إثبات وجود لا ينكرها إلا منكر للعقل ونتائجه. على انك للأسف خرجت من تسننك برفض فكرة المهدي وملت إلى الوهابية في تفكيرك، ولكنك خالفتهم بإيمانهم بضرورة الإيمان بالمهدي.

    - قال: الحقيقة أحرجتني ولكن عندي بعض الأسئلة.

    - قلت : سلها

    - قال: سلمت بأن الحسن العسكري له ولد، وبعد ثبوت مثل هذه المنهج في الدليل، فلا يحق نكران الولادة، وانتم معذورون فيما ذهبتم إليه، ولكن من أخبركم أن هذا هو المهدي المنتظر؟؟؟ فلعله مهدي من المهديين؟

    - قلت: كأنك لم تفهم ما قلته لك فقد قلت لك قبل إثبات ولادته هناك سلسة منهجية للدليل وهي التسليم بالمهدي والتأكيد بالنصوص بأنه سيكون ابن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وعلى اقل تقدير فإن روايات الإمام الصادق والإمام الرضا بالخصوص في هذه التسمية شديدة الوضوح والبرهان وهي سابقة على وجوده بأكثر من 60 سنة – 100 سنة. فالربط بين هذا المهدي وبين المهدي المنتظر ليس من البدع بل خلافه خلاف المنطق والدليل. ( وقد نقلت له روايات كانت تحت يدي بسندها وطريقة تصحيحها).

    - قال : لا أستطيع نكران حجتك ولكن ما فائدة غيبته؟

    - قلت : لقد انقلبنا إلى موضوع ثان تماما ، فبعد أن كنا في الحوار حول المهدي تحوّلنا إلى إثبات كونه سيولد ثم تحولنا إلى الحديث عن ولادته وسلمنا بهذا فالآن نتحدث في الفائدة من غيبته وهذا يعني أنك أما أن تثبت الغيبة وتشكل أو انك تريد أن تنفي الغيبة بالتساؤل عن عدم منفعتها، (وأمدح لك عدم تعرضك لما احتمله بعض الكتاب بأن المهدي عليه السلام ولد ولكنه مات وهذا ما يروج له الكثيرون، ليفصلوا بين المهدي عليه السلام وبين انتظار المهدي. من اجل الطعن بالشيعة قبل الطعن بالمهدي عليه السلام) وكل هذا بناء على عدم معقولية بقاء الإنسان لهذه المدة، والعياذ بالله من الخذلان في التفكير، والآن أقول لك باختصار، إذا كانت الغيبة من الله فلن نستطيع معرفة حقيقة السر والحكمة والفائدة، وإذا كانت من نفس الإمام فلن نسلم أن له القدرة من نفسه على هذا العمر والغيبة، فماذا تختار أنت ؟ هل الغيبة من الله أم من الإمام؟

    وللموضوع بقية:
    رد مع اقتباس  
     

  4. #16 رد: العوالم المتوازية: 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    195
    معدل تقييم المستوى
    18
    نتابع الموضوع:

    فقال: بل من الله وهذا مقتضى المسيرة التي نتكلم بها.

    - قلت: إذن سؤالك خطأ من أساسه!

    - قال : أريد أن أصحح سؤالي ، فأنا أريد هذا : بما أنكم تقولون بوجوب وجود الإمام وأن وجوده لطف ، فهذا منفي في حال الغيبة فبطل دليلكم.

    - قلت: هذا السؤال كله خطأ، فلا نحن نقول بوجوب وجود الإمام بل نقول بوجوب الإمامة، وأن الأمة لا تخلو من إمامة، وهذا أمر لا يختلف مسلم معنا فيه ، غير أننا نقول أن الوجوب عقلي، بمعنى لا ينبغي أن يكون بدونه، ويختلف معنا قسم ممن لا يفهم الإسلام فيقول بأن الدليل شرعي وليس عقليا ، ودليل اللطف هو جوابنا على المعتزلة القائلين به، والذي هو دليل صحيح، ولكنه لا يمثل رأينا بالكامل، فليس فيما طرح أهل البيت أي إشارة إلى اللطف، و إنما هو من باب إلزام الخصم بما التزم به. وقد بحثه علماء الشيعة فوسعوا في تحديد هذا الدليل وتصحيح طرقه بموجب قاعدة الحسن والقبح والعقليين وهو عندنا فرع لدليل ( قبح العقاب بلا بيان) المنبثق من تلك القاعدة التي تؤسس للعدل والتي نتفق فيها مع المعتزلة بتطابق تام. ثم إننا لا نرى مطلقا عدم حصول اللطف بالغيبة ، لأننا نؤمن إيمانين مهمين الأول هو حصول التوفيق الخفي بواسطة الإمام نفسه وهذا بحث خارج موضوعنا ، والثاني وهو المهم فكريا ، وهو إن المدار على الحجة المجعولة شرعا وهي حاصلة قطعا بالنص الصريح، بخلافها عند غيرنا وهذا بفضل الإمام نفسه، حيث تم تكليف المؤمن بالعمل وفق القواعد المؤسسة، سواء بجعل أو بكاشفية الصحة من النص ، والصيرورة إلى جعل (صحة الحكم الظاهري) ، وقد حُرم الناس وليس نحن فقط من الحكم الواقعي، الذي ننتظر حصوله بلهفة بظهور مولانا المهدي صلوات ربي عليه، وهنا أبين لك الفرق بين السنة والشيعة في مقام الجعل والحكم، ببيان بسيط جدا، وهو أن فترة البيان عندنا بحدود 345 سنة من البعثة إلى الغيبة، بينما فترة البيان عند السنة من البعثة إلى وفاة الرسول نظريا، وعمليا من السنة الرابعة أو الخامسة للهجرة إلى وفاة الرسول، ثم انقلب مصدر التشريع عندهم في تذبذب بين اتباع طريق الصحابة الذي لا دليل على اتباعه إلى أدلة عقلية قاصرة عن الوصول للحجة المبرأة للذمة ، فالفرق هو طول فترة البيان الحجة عندنا بما لم يدع شيئا إلا ذكر، وقد تنكر علينا بالإرسال عن رسول الله ، وبوجود التعارض، جوابه: إن رواية إرسال أئمتنا غير ضار أبدا وهذا يعرفه أهل الحقيقة، ولهذا حين يروي عنهم سني يؤكد بأنه رواية متسلسلة إلى الرسول لأنه لا يفهم القضية حقيقة، كما هو حال السكوني القاضي السني الراوي عن أئمتنا والموثق عندنا، فلو تمعنت في روايته عن الإمام الصادق عليه السلام، لوجدت اغلبها منصوص على انه رواية عن الرسول، و أما التعارض فهذا حاصل وهو غير مضر لأنه محلول بشتى الطرق ، ولم يكن التعارض في يوم من الأيام مصدر نفي لأصل الحديث وإلا لبطل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فملخص ما أريد قوله بأن الفترة التي قدرها الله للبيان هي فترة كبيرة، وقد عرفنا فيها جل القواعد مما لا يخفى على الفقيه الشيعي حل اصعب وأعقد المسائل الفقهية بواسطة قوانين أسسها أئمتنا عليهم السلام بحجة عندنا ، وهي نفسها لو عمل بها غيرنا لا تخرج من كونها ضلالا مبينا لهم، لأنها بدون حجةٍ من حجةٍ عندهم، وما هي إلا سرقات واحتمالات ظنية مجردة لأنهم لا يؤمنون بحجة الأئمة واقعا، وهذا لا يقوم به حق وبراءة ذمة، ولكن على قول من يقول بسقوط التكليف بموافقة الحجة في العمل حتى بدون إرادتها فيكون من يتبع هذه القواعد ناجٍ وهذا قولُ يقول به بعض فقهائنا ومن المتأخرين السيد محمد الروحاني، فما تعتقدونه من التعارض بين دليل الإمامة عندنا ومن معارضته بالغيبة ما هو إلا عدم توفيق في إصابتكم الحقيقة، وعدم فهم كبير فيما نقول، وفي مقولاتنا العقائدية والفقهية وفي تاريخنا الإسلامي الناصع.

    - فقال: كيف لي أن أثق بأن كلامك صحيح وإن ما تقوله هو التشيع فقد تخفي عني معارف بحكم التقية ، ومن أين اعرف هذا.

    - قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، يا أخي الكريم لو كنت تعلم ما تقول لما قلت قولك هذا، وعلى كل حال، فإن جميع ما قلتُه لك ميسر ومبسط، وهو لا شيء تجاه ما هو مكتوب في كتاب الشافي للسيد المرتضى فارجع إليه ستجد ما أقول وزيادة، بل ستجد كل إشكال يطرأ على بال أحد، قد عرض في ذلك الكتاب وقد رد عليه ، وهو بالأساس كتاب رد على الفكر المعتزلي الذي هو خصمنا الفكري الكفء، و أما التسنن بشكله المفهوم فهو ليس خصمنا الفكري، لأنه فكر هلامي لا يستطيع الثبات وليس له قواعد عقلية حقيقية، وأما الفكر السلفي فهو مجرد مشاغب لا قيمة له حتى في الفكر السني وهو ليس خصما كفءً له. بل لو قسنا الفكر السني للسلفي، لكان قياس الإسلام لليهودية والنصرانية، فالسلفية أقل اعتبارا في التحقيق من طرق اليهود والنصارى. وما هم إلا صحفيين حزبيين لا قيمة لأفكارهم التي تحمل المتناقضات وتنشر البغض والكراهية وتسوق للإرهاب الفكري والاجتماعي والسياسي، وتروج لثقافة القتل والذبح، في مجتمع مدني متطوّر، مثل المجتمع الإسلامي المحب للسلام، لغرضين مهمين وهما
    1- ضمان تخلف المسلمين
    2- ولتشويه صورتهم الجميلة في نظر شعوب العالم . واراك بكل أسف تميل إليهم في كلامك وكأنك تريد ترك الإسلام والتمسك باليهودية المطبوعة بطابع أموي كاذب.

    وبعد هذا الكلام جرى كلام عن طبيعة الخلاف بين السلفية والتسنن وانتهى الحوار بأن طلب مني عنوان كتاب الشافي وكيف يحصل عليه في مكتبات بيروت، وما إلى ذلك .
    وقد كان يتخلل الحوار العديد من الاستشهادات والأفكار والأسئلة الجانبية التي أغفلت بعضها عمدا ونسيت بعضها لأنه من سنوات.

    فهذه إحدى الحوارات الكثيرة جدا، الكاشفة عن طريقة التفكير عند المسلم العادي، مثل هذا الرجل السني السلفي الخفيف السلفية ، وقد وضّح لنا كيفية السطحية والقفز الفكري من أجل عدم الدخول بالتفكير الجاد لصلب الموضوع بطريقة ذاتية، و إنما يحتاج إلى إدخال قسري للفكرة الواقعية وعليه تحمّل آلامها ، فهي مؤلمة حقا لمن يريد أن يهرب بطريقة الدفاع النفسي عن المرتكزات الفكرية عنده. ( وقد ذكرني هذا الحوار قولك يا أخي أبا فاطمة فيما يتعلق بالعالم المادي الموازي، فقد استشهدت به عليه في هذا الحوار، كعالَم أثبته العلماء حقيقة ولكنه غير مدرك بل لم يعرف العلماء الوصول إلى كيفية تخيله)

    فما نواجهه من عدم القدرة على التخيّل لخلق آدم من طين وعدم علاقته بمخلوقات شبيهة قديمة، هو بسبب طبيعة المنهج الفكري ، ولهذا نواجه الكثير من المشكلات المفتعلة، بسبب هذا المنهج الفاشل في تناول المعارف.

    ولو فكر المسلم بطريقة إسلامية بعيدا عن العلل الطبيعية والعلوم الحديثة ومشكلات علم الأنثروبولوجي ، في موضوع خلق عيسى لطير طائر، فيه روح الطائر، من طين الأرض، فهذه اكثر إشكالية من خلق آدم نفسه ، فآدم خلقه الله بـ (كن فيكون) والطائر خلقه عيسى وهو مخلوق بسيط أعطاه الله القدرة، وهذا لا يتناسب مع فكرة انحصار القدرة بالله حتى لو قلنا بأن الفاعل هو الله سبحانه، ففي هذه الحال أيضا هناك مشكل، لأنه لا يختلف عن الأوضاع الأخرى، ولكن لا يُنكر النسبة لعيسى عليه السلام وهذا هو مصدر الصعوبة في هذه الفكرة.

    فنحن لا نعيش بما هو واضح تماما ولا بما هو معروف ومكشوف دائما، حتى نشكل إشكالات بناءً على هذه المعرفة، فكل ما لدينا أننا نجهل حقائق تسيرنا فضلا عن حقائق لا صلة لها بنا. فرفع إدريس وعيسى وبقائهم بأجسامهم (ولعل موسى أيضا رفع)، وطول عمر نوح وغيره من البشر المذكورين في المعمرين ،وغيبة الخضر والمهدي وقيل غيبة نوح في آخر عمره ، تعتبر مشكلات حقيقية للمتدين إذا أراد أن يعتمد علما حسيا ويحاول تصديق النص، فإن دعواه هذا العلم يخالف إيمانه بالنص، ولهذا عليه أن يكتشف إن هذه حقائق لم يكشف العلم عن كنهها لحد الآن، وهذا الاعتراف العلمي هو ما يفسر صحة الإيمان بهذه الظواهر، ولا يوقف المؤمن من السعي لكشف هذه الأسرار وتحديد الظاهرة علميا.

    فلو ثبت إمكانية الرفع من العالم المادي الحالي إلى العالم الموازي والتنقل بينه، فهل يمكن أن ندّعي بأن قوانين العالم الموازي في تصنيع خلايا الكائن الحي هي نفسها هنا؟
    طبعا لا نفرض هذا الفرض قسرا، ونقول أنه عين الحقيقة، ولكننا نبدأ بتساؤل، قد يكون الآن بعيدا وغريبا ، ويسخر منه الجّهال، ولكن سيأتي يوم يكون الجواب على السؤال أمر ملح، وقد يكون جوابا إيجابا وقد يكون سلبا. ولكنه سيكون بعلم.

    وهذا لا نستطيع تحديده ما لم تتطور العلوم بهذه الإتجاهات، وهي من سيحدد الصورة بشكل افضل أو قد تصحح السؤال أو تولد سؤالا آخر.

    ولكن لو ثبت صحة الانتقال وان قوانين الحياة هناك تختلف عن القوانين هنا والأعمار هناك تختلف عنها هنا.

    فما المانع أن ينزل عيسى من العالم الموازي بلحمه وعظمه ليقول كلمته الفصل للمؤمنين ، وما المانع أن يكون المهدي في عالم موازٍ سهل التنقل بين العالمين؟ وهذا العالم لنسميه السماء أو لنسميه المادة السالبة أو أي تسمية؟

    لقد اصبح العلم يقترب من تصديق وجود التلباثي ومن القدرات الخارقة ، حتى إن التلفزيون السوفيتي في زمن الشيوعية كان يعلن على الشاشة صور عملية لكيفية ثني الملاعق بواسطة فتاة صغيرة تستعمل التركيز الذهني لثني الحديد، إن مثل هذه الظواهر لم تستقر فيها النظريات الفيزيائية، فقسم يقول إنها خارجة عن الفيزياء وقسم يقول إنها في نطاق طاقة فيزيائية غير محددة علميا ، وقسم يحاول أن يجد حلها في العالم المتوازي وإمكانية التواصل به إنسانيا.
    فلو فرضا (وفرضه ليس بالمستحيل) ثبوت إمكانية التواصل، فما يمنع أن يكون الإمام هو سيد هذا التواصل؟ طبعا مع ثبوت الإمكانية لا يثبت الوقوع، ولكن الوقوع لا يكون إلا بعد الإمكان. وبثبوت الإمكان، تتقوى صورة من صور الخفاء فيما نجهل من قضية الغيبة.

    أن ما ثبت لدي من قصص اللقاء بالإمام سلام الله عليه، لا يستبعد فيها تداخل عالمين ماديين حسيين منفصلين، ويكون التنقل بينهما بانسيابية هائلة ولا يمكن إيجاد الفاصل بينهما، بعد استبعاد كل القصص التي يشوبها شائبة الشك بالوهم والتخيّل، فإن ما اعتمدته من حوادث منقولة لي بسند لا احتمل فيه الكذب تدل دلالة أكيدة على العالمين، والبرزخية بينهما، بشكل حسي عالي المستوى بحيث تتوقف قوانين الفيزياء التي نعرفها، وهذه تختلف عن المنامات وشبهة التوهم و التكشف بعد اللقاء وما شابه ذلك.

    فاعتمادي على حوادث خاضعة للبحث العلمي بمعيارية علمية، ولو استطاع العلماء إثبات القدرة على التحسس أو التنقل بين عالمين متوازيين، لأصبح البوح بمثل هذه الحوادث لا يثير أي مشكلة ولكن الآن بمثل هذه الظروف التي يسيطر فيها الجهل والاستخفاف بالعلم لا يمكن بحثها ، خصوصا عند من لا يمتلك الجرأة، وحتى من يمتلك الجرأة، فأنا مثلا لا أخشى من بحث علم يسخر به الناس، وهو علم حقيقي، ولكنني أرى بكل تأكيد أن بحث العلم - بين من هم ليسو أهلا- إهانة للعلم.

    وبكل تأكيد فإن دليل - من يستبعد أي شيء يتعلق بالإمام المهدي- إنما يستند إلى فقد الدليل أولا ، وإلى خلاف العادة ثانيا، وكلاهما مخروم فلا فقد الدليل دليل، و قضية المهدي من أساسها خلاف العادة (أي من حين بشر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأنبياء السابقين) فالاستدلال بأنها خلاف العادة هو إعادة لنفس الفرض الذي في القضية.

    فالفرض هو أنها قضية خلاف العادة.
    فما الجديد في النقد؟
    وهل يريد الناقد إن يقول إن خلاف العادة ممنوع؟ فهذا قد قدمت فيه الكلام، وهو قول السطحيين.

    إن مسألة آدم فيها قضية مهمة للباحث المسلم قد تفسر وجود عالم مواز وهي تسير بنفس قضية الإمام المهدي.

    وهي مسألة (الجنة) التي كان فيها آدم فهذه قضية مهمة جدا، يجب على الباحثين المسلمين أن يبحثوها بحثا علميا، وأن يجدوا لها تفسيرا علميا، واعتقد إن خير تفسير الآن هو العالم الموازي أو العالم المتداخل.

    جنة آدم أرضية مادية.

    جنة آدم فيها صفات بكل تأكيد غير مادية ( مقابلة الشيطان، الحديث مع الملائكة مشافهة، فيها البقاء والأبدية والخروج منها هو القابلية للفناء) .

    وهنا يجب أن نفكر بأن الجمع بين القضيتين لا يصح علميا فإما أن تكون الجنة أرضية وهي حديقة جميلة (غابة مثلا) فهذه لا يمكن أن تتصف بتلك الصفات. وإما أن تتصف بتلك الصفات ولا تكون أرضية.

    فيبقى هناك احتمال مهم يجمع بين الصورتين وهو كون أدم ابتدأ خلقه في العالم الموازي ثم انتقل إلى هذا العالم.

    وهذا حل خطير لمشكلة خطيرة ، تبعد الفكر الإسلامي عن تهمة الخرافة. فقد تصور حتى بعض المسلمين بأن قصة جنة آدم رمزية من أجل أن يبتعد عن الخرافة، كما أشيع عن الدكتور طه حسين مستنبطين ذلك من كتابه في الشعر الجاهلي (ولعلي أحس بأن الدكتور عبد الصبور شاهين يميل لذلك ولكنه ليس صريحا)

    والحقيقة إنني أرى بأن ذكر قصة آدم في القرآن لم تكن لمجرد بيان أصل الإنسان أو لمجرد التاريخ والعبرة، بل هو موضوع مثير لقضايا خطيرة تتعلق بتفسير ظاهرة الوحي بشكل أساسي وبمشاكل أخرى.

    وللموضوع بقية:
    رد مع اقتباس  
     

  5. #17  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,901
    مقالات المدونة
    40
    معدل تقييم المستوى
    18
    رد مع اقتباس  
     

  6. #18  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,901
    مقالات المدونة
    40
    معدل تقييم المستوى
    18
    رد مع اقتباس  
     

  7. #19  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,901
    مقالات المدونة
    40
    معدل تقييم المستوى
    18
    رد مع اقتباس  
     

  8. #20  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,901
    مقالات المدونة
    40
    معدل تقييم المستوى
    18
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. بوح ذات العوالم الممكنة
    بواسطة المصطفى في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20/09/2007, 11:37 AM
  2. بوح ذات العوالم الممكنة -3 -
    بواسطة المصطفى في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19/09/2007, 01:34 PM
  3. بوح ذات العوالم الممكنة-2-
    بواسطة المصطفى في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17/09/2007, 10:28 PM
  4. بوح ذات العوالم الممكنة
    بواسطة المصطفى في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16/09/2007, 02:33 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •