ناشطة و مقدمة من رابطة" prochoix" والصحافية الفرنسية في الصحيفة الاسبوعية الساخرة "تشارلي ابدو" ،" كارولين فوريست" ، نشرت بدار غراسيت" ediciones Grasset " كتابها "tentation obscurantiste" [اغراء ظلامي]. في هذه الكتاب ،و الذي هو تتمة لنشاطها في مواجهة المنظمات اليسارية الفرنسية المناهضة للامبريالية و المتهمة حسب رأيها ، بالتساهل مع الاسلاميين المتطرفين وكنا في شبكة فولتير سبق ان اشرنا في تقاريرنا كيف ان منظمةprochoix و من خلال نشاطات "كارولين فورست و فياميتا فينين" و مجلة "تشارلي ابدو" لا سيما من خلال افتتاحيات "فيلبي فال" وسعت من تعريف الاسلام المتطرف ليشمل معظم الحركات المضادة للامبريالية ذات الطابع الاسلامي. و ذلك من خلال تكرار وصفها للمنظمات الاسلامية بالشيطانية .و هؤلاء الاشخاص هم جزء من حركة كبيرة تضم تنسق مع صحفيين و سياسيين و زعماء جمعيات يريدون لاسباب مختلفة منع قيام حركة كبيرة مناهضة للامبريالية تضم الجمعيات الاسلامية او المناهضة للاستعمار.
من جهة اخرى استعمال بعض الخطابات النارية من بعض المنظمات الاسلامية و هو خطأ من تلك المنظمات يضع بين اعين التسائل الموضوعي لتلك الخطابات .لكن صورة prochoix و اسبوعية "شارل ابدو" التي تلطخت عند تلك الجماعات مرجعيته الى تحليل نقدي ايضا نظرا للتقارير المشبوهة و المزورة التي تقوم بها الرابطة.
الاغراء الظلامي بالكاد يوفر للقراء مادة جديدة عن اعمال "كارولين فويست وفياميتا فانيير" عن كتبهم ضد"طارق رمضان"[4],او "تيري ميسان" هم دائما فصول كتب عن الشبكات المتطرفة و نوع من التخيلات لاستهداف المعارضين ووصفهم بالعقول الخطرة"و نظريات الكتاب مبنية تقريبا على هذا التصور فهو قسم توجهات اليسار الفرنسي الى قسمين(أ) قسم "معادي للشمولية"وقسم(ب) "العالم النامي" و في رايه انقسم الى حساسيتين المعادي للشمولية وحساسيته وطنية بحتة ضد كل اشكال النازية و هذه الحساسية المرتبطة بمفهوم الوطن و الحرية و التوجس من النزعة الشمولية او خطر ابادة جماعية جديدة.و منظور(ب) المتعلق بالعالم النامي اساسا و قضاياه من محاربة استعمار و حساسية تقرير المصير و محاربة الامبريالية.
ووفقا لفوريست فلو كانت الحساسية الاولى هي ضد مبدأ الاستعمار فان الحساسية الثانية انحرفت عن مفهومها في الحرية لواقع الحركات الاسلامية ما يهدد كيان المجتمعات الغربية حتى ان بعض المنظمات مثل شبكة فولتير سيكونوا من المعاونين النشطين للمنظمات الاسلامية.و بالتالي يحيد واجب اليسار في حماية الفرد و الحريات الى حماية المنظمات الاسلامية المتطرفة و الذي من شانه ان يفتح ابواب الغرب للاسلام المتطرف.
هذا الكتاب من كارولين فريست يندرج في اطار استراتيجية تهدف الى قطع التحالفات المناهضة للامبريالية.لكن هذا لم يمنع المؤلف من محاولة تقديم صورة صادقة عن اليسار بعيدا عن لهجتها العدوانية التي اتسمت بها اعمالها السابقة وضد الفلسطينين الذين يعانون تحت الاحتلال الاسرائيلي .الشيء الذي ليس له اهمية عندها.
و مع ذلك فما الظاهر وراء هذا القلق المفاجئ على اليسار الفرنسي الذي كان متجاهلا في السابق.ام يظهر ان كارولين فريست تعتمد خطابا ازدواجيا باستخدام كلمات و كأنها الناطق الرسمي لليسار الفرنسي و اعطاء ضمانات للمحافظين الجدد.و بالمقابل تتهم طارق رمضان بازدواجية الخطاب معتمدة على نصوص المؤلف و نواياه المزعومة. بينما من السهل ان نجد هاته الازدواجية بين هذا الكتاب و ذلك التي كتبته و نشرته في الطبعة الاوربية لوالت ستريت جورنال ل2 من فبراير2005.
في كتاب "الاغراء الظلامي" تقول فورست عن الاسلاميين "اذا اعتقدنا ان الشياطين النازيين و الستاليين بعيدون.فنحن نستقبل الموجة الثالثة منهم.هذا المد الشمولي الثالث الذي يتقدم.فيوسف القرضاوي يعتقد بامكانية فتح اوربا عن طريق المد الاسلامي .شخصيا لا اعتقد بهذا الخطر.لان الجماعات الاصولية تشكل اقلية بين المسلمين في اوربا.فالخطر لا ياتي من الفرنسين ذوي الاصول المغاربية الذين غالبيتهم علمانيون .لكنه من هذا اليسار الظلامي المستعد لتقديم الدعم للاصولين و مدهم بجنود لا يقلون تطرفا عن الاصوليين".
فالغرب يستعمل كواجهة جديدة لتجنيد متطرفين جدد على امل الثأر للشرق.و الوضع الان ليس مثل مقاومة المغاربة للفرنسيين التي كانت ذات عمق علماني بل هو تهديد خارجي اساسا من العرب الذين يعجزون عن الاندماج(مسألة التمييز ضدهم لم يؤتى على ذكرها)ليخلص المؤلف الى المطالبة بتقييد حرية التعبير عن الاسلاميين حتى لا يستغلوا الوسائل الديمقراطية للدعاية.
هذهالخلاصة الغريبة للخاتمة في تحديدها لمنظور الحرية .صحيح اننا لا نكتب لنفس الجمهور عندما نكتب في شارل ابدو او وال ستريت جورنال ففي الاخيرة نستطيع مثلا ان نستعمل مصطلح اوروعربية "eurabia" و هو المفهوم العنصري الذي اخترعه المحامي الصهيوني "بات ايور" كوصف لضم اوربا المقبل الى العالم الاسلامي.
و مما نفهم من كلام فوريست انها ادانت غزو العراق من طرف الولايات المتحدة بينما كان زميليها فياميتا فينير و الناطق لرابطة prochoix يصف المقاومين العراقيين" بالجهاديين" و من يدعمها "بشيوخ المتطرفين"و هو ما نستخلصه من كتاباته في منتديات وال ستريت جورنال الطبعة الاوربية.
اخيرا علينا ان نتذكر ان" الاغراء الظلامي" الذي نشرته دار غراسيت "Grasset" الذي يراس تحريرها "مانويل كاركاسون"هو عضو الجمعية الفرنسية الامريكية الممولة من طرف مدير الاستخبارات الامريكية "جون نغربونتي" و سفير امريكا في العراق سابقا و مسؤول عن تنظيم فرق الموت في امريكا الوسطى في الثمانينات.
و يمكن لنغربوتني ان يصبح ملهما من منظور (أ) للسيدة فورست اساسا (لمعاداة الشمولية).
تقرير سيديريك هوسس.
مختص في العلاقات السياسية
المصدر.
http://www.voltairenet.org/article131898.html
ترجمة رزاق الجزائري
