يظل المشهد الثقافي العربي في شبكة الإنترنت متسعا ليشمل جوانب عديدة من الحياة ويفسر موقف الذات العربية في انفتاحها على المعلوماتى والتقني الحديث في محاولة لأحداث إنجازات معرفية جديدة وتواصلا معها,عبر الشبكة الرقمية التي اتسعت دائرتها في كافة أنحاء الكرة الأرضية ليظل المشهد الثقافي العربي يمثل بهذا الكم الجاد أطروحات متعددة ورؤى مختلفة التوجهات بحرية التعبير عنها عبر منجزه الحضاري وان كان يواجه صعوبات كثيرة غير أن هذه العقبات التي يواجهها الواقع الرقمي هي قمة نضوجه المعرفي وسبيله الأمثل لتخطيها والتفوق عليها رغم ذلك .وان كانت حتمية تاريخية تلك التى تؤكد الواقع الرقمي بكل منجزاته وسلبياته أيضا كأي واقع معاش ويطرح أسئلة لا حصر لها إن التأمل الحقيقي لكم الإبداعات الفنية والثقافية عبر الشبكة والتي تصدر بحرية شديدة سوف تنقل مجتمعاتنا العربية نحو أفاق جديدة معرفية وحضارية مختلفة تمام الاختلاف وليس هذا تفاؤلا فحسب ولكنه ضرورة اجتماعية غاية في الأهمية كانت في تلهفنا المستمر للخروج من أزمتنا الحضارية ككل حتى عبر الحوارات الثقافية والتعرف على الأخر وعلى الكيانات الثقافية مختلفة التوجهات يظل لهذا الحوار الجاد والمثمر أهمية قصوى عبر تفهمات كثيرة ونقاشات لا حصر لها ربما تتصادم أحيانا ولكنها تظل طوال الوقت في حوارها المستمر والذي لا يمكن قطعه أو فصله أو هجره.أو حتى أحداث تلك العزلة التي تعود عليها الإنسان العربي.
ربما تلاحقت الأسئلة في هذه التجربة الحضارية الجديدة وتوالدت إجابات أكثر وواجهت معها لعبة الاحتمال و ربما كانت التجربة برمتها في عنفوانها وتأخذ الشكل الجاد في الطرح غير أنها أصبحت تمثل قيما اجتماعية وثقافية أخذت في التصاعد التدريجي لأعلى وتشيد بناء ضخم جدا يمنح الإنسان العربي بداية احترامه لنفسه ولكيانه الانسانى المنتهك سابقا طوال الوقت.
وان كان المنجز الحضاري السابق- على اعتبار الواقع الرقمي منجز حضاري جديد – وهو كذلك بالفعل- يعد ولنسميه الكتاب الورقي مرجعا لا غنى عنه حتى الآن وان كانت قد صدرت مقولات بموت الكتاب الورقي ليس بمفهوم رولان بارت في وجه كل الإبداعات والدراساتمع هذا الواقع المنفتح على الكتابات الرقمية وفى ظل وجود المكتبات الرقمية بكل نتاجها الفكري الأسهل في التداول, لكن إذا كان موت الكتاب التقليدي أمرا قادما غير انه لا دليل حيوي على ذلك- وهذه الفكرة في حد ذاتها تمثل قيمة جديدة ومفهوم مختلف على اعتبار أن الثورة الرقمية تقتل الماضي بكل مميزاته وعيوبه من هذا المفهوم تبقى هذه الثورة المستمرة في شكل توجهاتها العديدة تحافظ على أساس انطلاقها ألا وهو الكتاب الورقي ولا يمكن أن تعدم الملك الآن . ألا وهو كم الإنجاز الحضاري السابق ربما سيأخذ شكل الأهرامات في نظري ويعد اثر سياحيا لابد من زيارته والتعرف إليه عبر منجزه الحضاري السابق ربما يكون هذا بعد زمن طويل نسبيا .
يؤسس هذا في اتجاه نظرية الحداثة أو إلى مفهوم ما بعد..... الحداثة والتي كانت في عصرها واحدة من النظريات الحديثة في نقد الحياة والأدب بشكل خاص والتطور الطبيعي للواقع المعاش والذي ينظر إليه عبر ضرورة التغير وإحداث ماهيات جديدة في كونه العام غير انه يتشابك الآن مع الواقع الطبيعي كي نتحدث عن واقع مغاير بكل مكوناته سواء كنا معه أو ضده.

إلا انه واقع رقمي افتراضي يقدم بنية مغايرة وعالم مغاير جديد بكل التفاصيل وهو يقدم هذا المنجز الحضاري عبر تقنيات وآليات مغايرة لمعارفنا السابقة وهذا يقابل بكثير من التوجس والريبة وقد أحدث هذا المنجز موقفا فنيا مختلفا وقسم التوجهات الفكرية إلى عدة أقسام وكثرة الآراء حول الواقع الرقمي والكتابة الرقمية وهى حتى الآن لم تتضح رؤاها وتوجهاتها الفنية ولازالت تحاول الدخول في التفاصيل .
رغم التطورات السريعة والمتغيرات المعلوماتية في الواقع الرقمي وتطرح أسئلة عديدة حول الجنس الأدبي ونوعه حيث ترتبط الكتابة الرقمية بالمرجعيات وبأحدث تقنيات لأجهزة الكمبيوتر وبالانترنت حيث تتداخل مجموعة كبيرة من العناصر في العمل الفني الرقمي كالصور والفيديو ومؤثرات الصوت والضوء والألوان والبرمجيات وكلها عناصر جديدة على الكتابة , ربما كانت تتشكل في الواقع الطبيعي من المفردات وحدها في الكتابة الورقية غير أنها تختلف الصورة في الواقع الرقمي ويبقى السؤال مطروحا
هل الكتاب الورقى سيصبح مثل الأهرامات ؟