شهادات أهل المربد الكرام .. ألق الماضي ...

[أبو شامة المغربي]

شهادات أهل المربد الكرام
شهادة
ألق الماضي
إذا ما دعونا الأخت الكريمة ألق إلى الإدلاء بشهادتها في حق ما تدل عليه وتوحي به الكلمات التالية روحا ومنطوقا، فيا ترى ما عساها تقول؟
وهذه هي الكلمات:

الكتاب
*
الإيثار
*
الجبل
*
القيظ
*
الحرية
*
الفكرة
*
في انتظار الشهادة


د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

[د.ألق الماضي]

حياك المولى أخي عبدالفتاح7
الكلمات التي أردت فيها شهادتي حمالة أوجه
كما أن بعضها حبيب إلي في حين أن بعضها الآخر يقع في مقام المفضول بجانب الفاضل
إليك الشهادة
الكتاب
خير جليس ، صديق فاضل ، يؤثرك على نفسه ، يعطيك من درره كلما أعطيته من وقتك ، لا يمل حتى تمل ، ولا تعتريه شواغل الحياة كما تعتريك ، هو طوع بنانك متى أردت وأنى شئت ، تقرأه واقفا وجالسا ومضطجعا ، تجالسه في يوم غائم ويوم صحو ، تلجأ إليه وأنت فرح أو مهموم ؛ فيشاركك فرحك وهمك بل ويسري عنك.الكتاب صديقك وخصمك ، نظيرك وندك ، معلمك وشيخك ...تجد فيه ما يوافقك وما يخالفك...فيه الغث وفيه السمين...وما عليك إلا أن تغربله كما تغربل الأصحاب...الكتاب قصيدة عشق لا تنتهي.
لنا جلساء ما نمل حديثهم&ألباء مأمونون غيبا ومشهدا
يفيدوننا من علمهم علم ما مضى &وعقلا وتأديبا ورأيا مسددا
فلا فتنة نخشى ولا سوء عشرة&ولا نتقي منهم لسانا ولا يدا
فإن قلت أموات فلست بكاذب&وإن قلت أحياء فلست مفندا
ولله در المتنبي حين قال:
أعز مكان في الدنا سرج سابح&وخير جليس في الأنام كتاب
الإيثار
خصلة رائعة وله رتبة عالية في الإسلام ، وقليل من يستطيعه بأقسامه ؛إذ هو ناشئ عن قوة اليقين والصبر على المشاق ، وتوكيد المحبة ، مع الرغبة في الأجر والثواب.
الإيثار صفة نتوق إليها جميعا ، نحب أن نعرف بها ، وأن ينالنا منها جانب ، أين هم المؤثرون على أنفسهم ، لو وجدوا لما توانينا عن مصاحبتهم لثانية،نعم هناك من هم بهذه الصفة لكن للأسف كلما ابتعدنا عن الدين وعن المحجة وارتبطنا بالماديات قلت هذه الصفة.
"ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".
فليتك تحلو والحياة مريرة&وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر&وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين&وكل الذي فوق التراب تراب
الجبل
حقيقة أنا أحب البحر
لكن الجبل يوحي لي بالصلابة والقوة والعزة والشموخ والأنفة والصمود والعلو والسمو والارتفاع كما يحرك فينا التدبر والتأمل والنظر.
وهنا أستدعي رائعة ابن خفاجة الأندلسي في وصف الجبل :وارعـن طمـاح الذؤابـة بــاذخ &يطـاول اعنـان السمـاء بغـارب
يسد مهب الريح عـن كـل وجهـة& ويزحـم ليـلا شهبـه بالمنـاكـب
وقور علـى ظهـر الفـلاة كانـه& طوال الليالي مفكـر فـي العواقـب
يلوث عليـه الغيـم سـود عمائـم &لها من وميض البرق حمر ذوائـب
اصخت اليه وهو اخـرس صامـت &فحدثني ليـل السـرى بالعجائـب
وقال الى كـم كنـت ملجـا قاتـل& ومـوطـن اواه تبـتـل تـائــب
وكم مر بي مـن مدلـج ومـؤوب &وقال بظلـي مـن مطـي وراكـب
ولاطم من نكب الريـاح معاطفـي &وزاحم من خضر البحار غواربـي
فما كان الا ان طوتهم يـد الـردى& وطارت بهم ريح النوى والنوائـب
فما خفق ايكي غير رجفـة اضلـع& ولا نوح ورقي غير صرخة نـادب
وما غيض السلوان دمعـي وانمـا &نزفت دموعي في فراق الصواحـب
فمتى متى ابقى ويظعـن صاحـب& اودع منـه راحـلا غيـر ايــب
وحتى متى ارعى الكواكب ساهـرا& فمن طالع اخرى الليالـي وغـارب
فرحماك يا مولاي دعـوة ضـارع &يمد الـى نعمـاك راحـة راغـب
فاسمعني من وعظـه كـل عبـرة &يترجمهـا عنـه لسـان التجـارب
فسلى بما ابكى وسرى بمـا شجـا& وكان على عهد السرى خير صاحب
وقلـت وقـد نكبـت عنـه لطيـة &سـلام فانـا مـن مقيـم وذاهـب

[د.ألق الماضي]

القيظ
تعني لي هذه المفردة ضيق الخلق ، وسرعة الغضب ، واحتباس الأنفاس ، وتسارعها ، واللهاث ، والجباه المقطبة ، والأعين الغائرة ، والشفاه الجافة ، والأوجه المخددة ، والأجساد المبلولة ، بل إني إذا أردت أن أرسم صورة إنسان بائس فلن أرسمها أو أتخيلها إلا في يوم قائظ.
ومع ذلك أن أفضل فصل الصيف على فصل الشتاء(لأنه لا ربيع لدينا)

[د.ألق الماضي]

الحرية
كلمة مطاطة ، وحمالة أوجه...
من منا لا يعشق الحرية ؛ فكلنا قد ولدنا أحرارا...
لكن الحرية التي نعنيها ليست تلك التي يفهمها من تقاصرت بهم الههم ، الحرية ليست لباسا ماجنا ، الحرية ليست سفورا ، الحرية ليست كفرا وإلحادا ، الحرية ليست أن نفعل في أجسادنا ما نريد، الحرية ليست ...
إن كانت الحرية بتلك المفهومات السابقة وما على شاكلتها فهي عبودية.
أن أكون حرة يعني أن تحترم إنسانيتي فلا أقول إلا حقا ولا أسمع إلا حقا
أن يكون عقلي حرا وفكري محلقا ، لا توضع القيود والأغلال على قراءاتي وكتاباتي وتصرفاتي ، ولا يكمم فمي ، ولا أشعر بأدنى وصاية علي ...لكن كل ذلك في نطاق ما أباحه الشرع
علينا أن نعرف ما لنا وما علينا ثم ننطلق غير أبهين...
أما الخروج على الشرع فهو عبودية أخرى توقع صاحبها في القلق والاضطراب والتشكك...

[د.ألق الماضي]

الفكرة
ماذا أقول؟!
ألم يكن كل شيء في بدئه فكرة؟!
ألا نسمع ونقرأ : (بنات الأفكار)و(بنت الفكر)؟!
الكلمة كبيرة جدا وتحمل ما تحمل من معان...
لكن لو أخذنا ما هو أقرب لنا ...كل عمل أدبي يبدأ بفكرة رئيسة تمتلك لب الأديب ثم تتوالد منها الأفكار يأتي القالب الأدبي ليعبر عنها ويخرجها للوجود.
الفكرة عالم غامض مجهول طالما بقيت في رأس صاحبها ...عالم مجنون ...متنافر...مليء بالحياة والصخب...عالم يجتمع فيه الخير والشر...وقد يغلب أحدهما الآخر...الفكرة على الرغم من محدودية المكان الذي تشغله بأحرفها حين تكتب إلا أنها على مقدار من الخطورة ؛ إذ بإمكانها أن تشيد صروحا من الخير وبإمكانها أيضا أن تدك صروحا أخرى...هذا يعود إلى نفس من نبتت تلك الفكرة في رأسه أهي نفس طيبة أم خبيثة؟!
الكلام حول الفكرة يطول ...لكن لعلني قد أوصلت شيئا منه...

[د.ألق الماضي]

الفاضل أبو شامة
أسوق سحائب شكري إليك
ولعلني قد أصبت الهدف
وحققت ما ترنو إليه
7

[أبو شامة المغربي]

الأخت الكريمة
ألق الماضي
لك من أخيك أبي شامة المغربي جزيل الشكر وغيثه على كريم إجابة الدعوة وسريع الإستجابة، وإلى دعوة جديدة في القادم من الأيام بإذن الله عز وجل.
حياك الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com