انا وبنت سيادة الوزير !!!
يحكى أن رئيس جمهورية صفر العربية خرج ذات يوم يتفقد احوال الرعية... و بينما موكبه الضخم وسيارته المصفحة تمر في أحد الشوارع.. استوقفه أحد مواطني تلك الجمهورية... وقدم إليه معروضاً.. يشكوا أنه حُكم عليه بدفع دية قتل غير متعمد.. ثلاثة ملايين ريال... فاستغرب الرئيس الهمام.. وقال: الديه حسب قوانين دولتنا هي مليون ونصف.. وليس ثلاثة ملايين ريال
فقال المواطن.. نعم ياسيدي ولكن القتيل هو من قبيلتكم ولهذا حكموا عليّ ثلاثة ملايين ريال.. و أنا فقير ومن طبقة المهمشين بالأرض و بروليتاريا جمهورية صفر العربية..
ابتسم الرئيس وقال .. سأمر لك بثلاثة ملايين ريال.. ولكن بشرط أن تجاوب على اسئلتي الثلاثة..
فقال المواطن.. نعم سوف أجاوب وربنا يكون معنا.. إذا عاد بها شروط من الرئيس..
الرئيس: من الأشجع أنا أم الرئيس الأمريكي جورج بوش..
المواطن: أنت ياسيدي الرئيس هو الأشجع..
الرئيس: وكيف ذلك...؟!!! وهذا الرئيس بوش اقوى رئيس بالعالم... يصحى الصباح ويقول احتلوا افغانستان يحتلوها.. يقول احتلوا العراق.. يأتي الظهر وهم محتلين العراق... يقول احتلوا إيران.. يأتي الليل وإيران محتله... فكيف تقول أنا أشجع منه..
المواطن: ياسيدي... ولكن هذا الرئيس بوش يخاف من بن لادن والظواهري.. وأنت شجاع لا تخاف منهم... وتأويهم لديك وتسهر معهم يومياً.. فكيف يكون اشجع منك..
الرئيس " السؤال الثاني يامواطن.... فمن هو الأشجع أنا أم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين..
المواطن: أنت يا سيدي الرئيس الاشجع..
الرئيس: ولكن هذا صدام قاوم أكثر وبكل قوة بالعالم وصمد وهو على حبل المشنقة..
المواطن: نعم ولكن ياسيدي الرئيس .. أنت الأشجع لأن صدام احتل الكويت وخرج منها..
وأنت احتليت بلادنا والحكم والسلطة منذ 17 سنة ولم تطلع منها.. إذا أنت الأشجع
الرئيس: السؤال الأخير و ما في أي خيارات أو وسيلة مساعدة...
المواطن: هات السؤال وعلى بركة الله...
الرئيس: من الاشجع.. أنا أو الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه..
المواطن: أنت يا سيدي الأشجع من خليفة المسلمين..
الرئيس: لا يا مواطن أنت هذه المرة قد بالغت.. فهو خليفة المسلمين وصاحب رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم..
المواطن: نعم ياسيدي أنت أشجع من عمر ابن الخطاب..
الرئيس: وكيف انا أشجع منه
المواطن: عمر ابن الخطاب رضي الله عنه... كان يخاف الله.. وأنت شجاع لا تخاف الله..
تذكرت هذه النكته السياسية اللاذعة التي يتنفس بها الفقراء والمهمشون في جمهورية صفر العربية... وانا التقي الهانم عبير... وهي ابنة وزير مهم في جمهورية صفر العربية... عندما أتت قبل أسابيع.. تتسوق... وما أن دخلت المعرض.. وهي تمشي.. بغرور.. وخيلاء... وعلى قول: زميلي.. يا أرض أحفظي ماعليكِ..
دخلت وهي تتأمل المعروض... وتختار بعض الأصناف والموديلات...من عيار معين...
وكانت تختار ولا تسال عن السعر... أو تفاصل ابداً..
هناك عند باب المعرض كان يقف والدها الوزير عباد... يتحدث بالجوال.. ويعطي التعليمات..
والأ اوامر.. ربما هو يدير وزارته عبر الهاتف....
كنت قد التقيته قبل سنوات عندما كان وكيلا لوزارة العدل... ويشكي من أن بيته بالإيجار بعد أن تم نقله من منطقته لمنصبه الجديد بالعاصمة... وان الوكلاء استلموا سيارات جديدة آخر موديل بينما هو يملك سيارة حكومي منذ سنوات...
بعد سنتين تم تعيينه وزيرا للعدل... وهنا في عهده زاد الظلم والفساد.. وانتشر ت الرشوة والمحسوبية... حتى أن بعض القضاه... تم التشهير بهم بالصحف.. وهم يتناولون المسكر.... وانتشرت رائحة الفاسد لتصل للصحف... وبدل أن يعزل ويحاكم..
تم تعيينه بالتشكيل الجديد.. وزيرا لوزارة سيادية مهمة...
ما أن نظرت إليه وهو يتحدث بالهاتف... وكان يلوح بيديه.. وهي اشارت سلام... كانت ابنته الأموره عبير هانم... قد اشترت.. بمايعادل... 81 الف ريال.. وعند السداد سالت وكم يعادل هذا السعر بالدولار.. ففتحت شنطتها الصغيرة.. واستخرجت رمزة من الورق النقدية وتعد المبلغ... المطلوب..
سالت قبل أن تخرج... أي المعارض أفضل من جيرانكم هؤلاء.... فارشدها.. زميلي إلى المعرض الثالث.. ووعدها أن يذهب معها لأن صاحب المعرض صديقه وسيختار لها أفضل المشغولات...
كنت حينها اطقطق على لوحة المفاتيح... وتلك الطقطقه هي مصدر رزقي.. واتعجب.... من ذلك... الوزير... في بلد يشكل أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر...
بينما المسؤلين و أبنائهم .. لايجدون مكان للإنفاق و الإسراف....
قبل أن تطلع... سألتها ما اسمك.... فقالت عبير.. فكتبت الفاتورة باسمها كاملا.. وقالت إذاً تعرف أبي.... وقلت وهل يخفى ابن عباد.... وزير اشهر من نار على علم...
استخرجت ورقة صغيرة وقالت هذا رقم جوالي.. و إذا لكم أي خدمة من العاصمة.. أو أي مشكلة عندما تعودا للبلاد.. لاترددوا .. أبي إنسان طيب وخدوم.. واني لن اتردد في مساعدتكم...
بعد أن أنهى الوزير المكالمات المكوكية... دخل المعرض.. وبدا بشوشا ويوزع الإبتاسمات وهو يسلم على الجميع... اقترب إليّ وهو ينظر ليتأكد... ويقول: لي مخاطباً... أنت.......******. فقلت له نعم... وبدا يعانقني.. ويقول لي .. و أين أراضيك لم التقيك مرة ثانيه.. وماذا تعمل هنا... فقلت له لقمة العيش.. هي التي أتت بنا إلى هنا... سألت البنت .. قائلة وبتعجب..!! يعني تعرفوا بعض... فقال: نعم... اعرفه..كان مدير لمكتب *******وهنا قاطعته مازحا.. يبدوا أنه تشابه فقط.... واخذت بيده بعيدا خوفا أن ينتبه الآخرون.. ويتم نقل ذلك لصاحب العمل.. فهو يكره السياسة.. واصحابها.. ولا اريد أن اخسر عملي.. ايضا بسبب هذا الوزير.... استخرج كرت به تلفوناته وعنوانه..ويعرض خدماته... فشكرته...ولم احب أن أسأله عن 13 عاماً من اعمارنا اغتيلت بسببهم... ونظام حكمهم...
ودعته على أمل أن ألقاه بدولتنا جمهورية صفر العربية أو نتواصل على الجوال... فعدت بالمساء واشاهد التلفاز... واذا بامذيع يقراء خبرا عن اللجنة المشكلة لمكافحة الفساد بالبلد.. واسماء الوزراء الذين قدموا .. بيان بذمتهم المالية للجنة... ولم أجد اسم ذلك الوزير بعد...
ترى... ماذا سيكتب.. ذلك الوزير..... وهل سيظل هكذا.. حكم العرب...
وزراء يتباهون بالشجاعه...ولم يسألهم أحد ما..
من أين لكم هذا..؟
وهل لايزال ذلك الحكم الصفري.. يفتخر أنه أشجع من عمر ابن الخطاب رضي الله عنه...؟ وإلى متى سيظل ذلك...
هذيان..خارج التغطية!!!
القلم الساخر
