"مجالس"
أول مكتبة رقمية عربية
للتراث


تمكنت (ISESCO) المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وبدعم من
(UNESCO) (المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة) التابعة لهيأة الأمم المتحدة من إنشاء أول مكتبة رقمية عربية إسلامية، أطلقت عليها إسم (مجالس) (Majaliss) سوف تمكن مواطني الدول الأعضاء في منظمة المؤتمرالإسلامي من ولوج قنوات المعلوميات والمعرفة عن طريق (TIC) (تكنلوجيا المعلوميات والتواصل).
إن مشروع (مجالس) يروم أساسا خلق ومقاربة المعرفة العربية الهامة والإسهام كذلك في خلق فضاء افتراضي متعدد ومتنوع على المستوى اللغوي والثقافي.
لقد شكلت المجالس عبر القرون والحقب الماضية عنصرا أساسيا، بل آلية مركزية في سلسلة إنتاج وتلقي الآداب العربية.
فمنذ بزوغ ظاهرة المجالس المسائية إلى ظهورمجالس الخلفاء والأمراء، ثم المجالس العامة.

تنوعت الفضاءات المعرفية بين فضاءات مفتوحة في الهواء الطلق الصحراوي والقروي، والمجالس الخاصة للخلفاء والولاة والسلاطين والأمراء في المساجد والمدارس العتيقة والفضاءات العمومية.
تبقى المجالس فضاءات للقاءات، والحوارات، وتبادل الأحاديث والسجالات بمختلف أشاكلها، والتي كانت تتحول فيما بعد إلى مؤلفات وكتب هامة، وبفضل تطور التقنيات الجديدة للتواصل والمعلومات، وتنوع وسائط الإنتاج والتلقي، أمكننا أن ننتقل إلى المجالس الإفتراضية، التي تواكب التطور التقني، وتمكننا بفضل رقمنة النصوص العربية من خلق علاقات جديدة مع الكتب والتراث العربي بصفة عامة.
يتكون مشروع مجالس من مكتبة رقمية عربية، تضم واحدا وخمسين عملا يناهز 50000 صفحة خاصة بالأدب العربي في مختلف المجالات، بهدف الإسهام في دعم برامج (ما بعد محو الأمية) (Post-
alphabétisation) كما تتكون هذه المكتبة الرقمية من مقتطفات صوتية لعشرين عملا أدبيا، أما بالنسبة للأشخاص المكفوفين وضعافي البصرالعربوفون فسوف يستفيدون هم أيضا من هذه المجالس الرقمية.
إن هذه المكتبة الرقمية تمثل أيضا منهلا ديداكتيكيا مستقبليا، سوف يطعم من دون شك تكنولوجيا التعليم عن بعد، خصوصا على مستوى دمج النص بالصوت.
يمثل إذن مشروع (مجالس) ترسانة من الأعمال الكلاسيكية العربية المرقمنة، التي تمثل في نفس الوقت وسيلة عمل، بقصد البحث العلمي والمتعة المعرفية، سواء على مستوى إستثمارها فرديا أو جماعيا في مختلف الفضاءات: البيت، المدرسة، دور الشباب، جمعيات، مكتبات عامة ... إنه عملية تحيين، باعتباره فضاء للإبداع والتلقي والحوار والتواصل مع الماضي الذي يستشرف المستقبل.
ويتم حاليا الإعداد للجزء الثاني، وقد اهتمت الكثير من الجمعيات والمنظمات الشبابية بالإسهام في هذا المشروع الرقمي التراثي العربي الإسلامي عن طريق الإنكباب على معالجة النصوص، ورقمنتها، وتوضيب الصوتيات.
جاكو دوتوا
عن مكتب اليونيسكو بالرباط
ترجمة: عبده حقي


المصدر

د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com