وصلت للمربد القصيدة التالية:
مدارات
لا مـا عـرفـتُ الـفـقـرَ حـيـن تـفـتـَّحـتْ
لـغـتـي و فـاضَ مـن الـفـؤادِ هـواكِ
لا مـا عـرفـتُ الـبؤسَ حـيـن تـضـمـُّنـي
ضـمَّ الـريـاح ِ الـمـبـهـجـاتِ يــداكِ
لا أعـرفُ الـطـيرانَ إلا حيـنـما
دنـيـايَ قـد طـارتْ إلـى دنـيـاكِ
إنـِّي سـعـيـدٌ أن أكـونَ مـمـزَّقـاً
إن كـان هـذا فـي سـبـيل رضـاكِ
ولاكِ عـشـقـي مـنـبـعـاً لـدمـائهِ
لا تـقـتـلـي الـعـشـقَ الـَّذي ولاكِ
قـد ضـمَّ بـحـرُ الـعـشـقَ كـُلَّ قـواربي
لا تـطـردي الـحـضـنَ الـَّذي أعـطــاكِ
أرمـي شـبـاكَ الـحـبَّ نـحـوكِ طـامعـاً
فـإذا أنـا الـمـربـوطُ بـيـنَ شـبـاكــي
امـتـدتِ الأزهـارُ مـوجـاً حـيـنـمـا
عـلـمـتْ بـأنَّ مـصـيـرَهـا شـفـتـاكِ
تـخـضـرُّ أشـجـاري بـذكـركِ طـالـما
أحـرقـتـُهـا شـوقـاً إلـى رؤيـاكِ
و تـخـطُّ فـي وسـطِ الـظلام ِ مـشـاعلٌ
لا تـعـرفُ الإبـعـادَ عـن مـمـشـاكِ
و تـُحـلـِّقُ الأوتـارُ نـغـمـاً سـاحـراً
عـند الـهـبـوطِ مـطـارُهـا أُذنـاكِ
مـن قال إنَّ الـقـلـبَ قـرَّرَ طائشـاً
مـا بـيـن ألـحـانِ الـهـوى يـنـسـاكِ
سـجـَّلـتُ أهـدافـاً و أجـمـلـُهـا بــدا
كـالـبـرقِ مـنـدفـعـاً إلـى مـرمـاكِ
هـذي الـنـجـومُ تـكـاثـرتْ و تـناثـرتْ
لـَّمـا تـردَّدَ فـي الـفـضـاءِ صـداكِ
إنـِّي مـداراتُ الـفـضـاءِ تـزيـدُنـي
ضـوءاً و تـحـملـُنـي نـدى كـفـَّاكِ
تـمـتـدُّ أسـلاكُ الـهـواتـفِ فـي دمـي
و رنـيـنـُـهـا مـسـتـمـتـعٌ بـهـواكِ
يـتـوقـَّـفُ الـمـصـبـاحُ عـن أضـوائـهِ
و يـعـودُ للأضـواءِ حـيـنَ يـراكِ
لا يـلـتـقـي نـحـلٌ بـأزهـارِ الـربــى
إلا و ضـمـن شـروطـهِ لـُقـيـاكِ
لا يـشـبـعُ الـوردُ الـجـمـيلُ و يـرتوي
إلا إذا اقـتـحـمَ الـسـمـاءَ شـذاكِ
هـذي جـُذورُ الـشـوقُ تـخـتـرقُ الثرى
ظـمـأً و مـاءُ جـذورِهـا عـيـنـاكِ
تـتـسـاقـطُ الأوراقُ ألـفـاظـاً إذا
أغـصـانـُهـا لـم تـكـتـشـفْ مـعـنـاكِ
يـحـمـرُّ وجـهُ رسـائـلي خـجـلاً إذا
بـيـنـي و بـيـنَ مـيـاهِـهـا خـدَّاكِ
لا تـُثـمـرُ الأقـلامُ إلا حـيـنـمـا
و صـلـتْ لـريِّ سـطـورهـا قـدمـاكِ
خـفـقـانُ قـلـبـي صـامـتٌ إلا إذا
تـسـعـى شـرايـيـني إلـى مـسـعـاكِ
تـأوي إلـى عـيـنـيـكِ كـلُّ قـصـائـدي
و تـكـونُ أجـمـلَ وهـيَ فـي مـأواكِ
الـعـشـبُ يـنـشـرُ كُـلَّ أسـرارِ الـهـوى
مـادامَ مِـنَ صـفـحـاتـهِ مـرعــاكِ
سـيـري فـقـد عـرف الـثـرى مـتـشـوِّقاً
مـن بـيـن أقـدام ِ الـنـسـاءِ خـُطـاكِ
إنـِّي أُحـبُّ الـشـعـرَ حـيـن تـحـرَّكـتْ
فـي جـزرهِ ... فـي مـدِّهِ... شـفـتـاكِ
أغـصـانُ أشـعـارِ الـهـوى قـد أثـمـرتْ
نـوراً و يـسـبـحُ فـي الـغـصـونِ شـذاكِ
مـدُنُ الـقـصـائـدِ كُـلـُّهـا قـد أُغـلـِقـتْ
و يـكـونُ فـتـحُ فـُتـوحِـهـا ذكـراكِ
قـد أبـحـرتْ عـبـرَ الـبـريـدِ قـصـائـدي
عـشـقـاً و مـيـنـاءُ الـوصـولِ يـداكِ
عبدالله علي الأقزم