حبيبتي بغداد


حلت ضفيرتها ظلا عليّ نــــــــدي
فأسفر الصبح عن خدين من شهد

دنت ْ أزاهيرها من كل زاويـــــــة
خصبا ً يغذي نداه حرقة الكبــــــد

أدنو لتسقيني من روح جنتـــــها
عمرا يبدل جمر القيض بالبــــرد

متى ظمأت فلي نبع ولي مــــــدد
وإن تعبت فرؤيا حلمها سنـــــدي

قد أتقنت رصف زهر الروض في يدها
تحلل الولع المعقود في جســــدي

فكل واحة عشق حول مبسمــــها
عطر يضيئ شذاه عتمة الابـــــــد

ما جاوزتني وما جاوزتها ابـــــدا
ان ارتخى سببي شدت على وتدي

تعشقت فيّ لا زيغ ولا قلـــــــــــق
و لا انفصال كعشق الام للولــــــد

و حلفتني بجود الارض راجيـــــة
ان لا تفيق على حلم ولم تجـــــــد

سرت فما زلفت عن سور مقصدها
فهي التي رسمت حولي حدود غدي

يا بيتنا قد عشقت البيت معتمــــــدا
رموزه فهو بعد الله معتمــــــــــدي

يا ملء ما في فضاء الكون من عجب
يا ملء ما في اكف الله من رفــــــد

على جبينك نجم ظل مشتعــــــــــلا
يزيح سوط ظلام القهر عن عقــدي

فكل قطرة ضوء أعشبت امــــــــــلا
يحكي عن الثمر المكنون في الصفد

يحكي ليسقي ربوعا تحتها مــــــدن
من الطفولة تروي فاقد الرغـــــــــد

قالوا تميل على جوع ؟ فقلت نعــــــم
نعم اميل ولكن صوب معتقــــــــدي

كم لوحوا بوريقات مغمســــــــــــة
بالذل فارتكزت روحي ولم تحــــــد

هذا انا بسماء العز ملتحــــــــــــف
فلو شربت {العفا} ما قلت وا كبــــدي

هذا انا لن اجاري الريح لو جردت
سعفي فجذري َ في كل الجهات ندي

عشقتها ملهما عقلا وعاطفـــــــــة
فلن اقول برأيي عن فراغ يــــــــــد

فان تغربت لا ظل سيحملنـــــــــــي
و لا بلاد تداوي مثلما بلــــــــــــدي

انا هنا بين أهل كلهم شــــــــــــرف
وبعد بغداد لا أرنو الى أحــــــــــــد ...



سعدون الخياط 16/10/2007