النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تواصل أثيري عصري

  1. #1 تواصل أثيري عصري 
    تواصل أثيري عصري

    بقلم
    حسين أحمد سليم
    آل الحاج يونس
    hasaleem
    سلكت درب الوعي الباطني المتنامي بإضطراد ذاتي, في هالة جسمي الأثيري, الواقي لجسدي المادي, العاكس لحالتي النفسية والذهنية... وفي هالة جسمي الكوكبي, الذي يجسد مشاعري وعواطفي, التي تتراوح بين أحاسيسي البشرية ومشاعري الإنسانية, لترتقي إلى العواطف النبيلة, بمحبة سامية متطورة تتفتح باطنيا بإنسجام ونقاء, ورقي وشفافية, عاكسة كينونة وجوديتها... وفي هالة جسمي العقلي الأدنى, المشتمل على الأفكار المادية والبشرية والإنسانية, وسائر الطاقات من دقة في التفكير, والمنطق والوعي, والتسلسل الفكري, والتحليل والتمييز والإستنتاج... وفي هالة جسمي العقلي الأعلى, المشتمل على الفطنة والذكاء, والإبتكار والإبداع, وكل المقدرات العقلية الخفية, والأفكار الروحية والمعرفة السامية, لأبقى على تواصل أثيري بالأجسام الروحية العليا, من خلال حواسي الباطنية الدقيقة, التي أستقبل بها الطاقات الحياتية من أبعاد الطبيعة والفضاء, لتوزع مجددا في أنحاء جسدي بعناصره الباطنية...

    تجتاحني إنعكاسات الأشعة اللونية المنبثقة سباعيا من الألوان الأصيلة, منذ زمن ليس ببعيد, ترقيا إلى وحدة النور عبر الألوان, أشعة حياة وذبذبات وجود, من مرحلة الكمال المادي, فمرحلة الكمال الإنساني, ومرحلة الكمال الروحي, وصولا إلى الكمال المطلق, كأنني فضاءات ممتدة, تدور فيها كوكبات الوعي, وكأنني كيانات نورانية, تدور فيها إشعاعات الوعي, وتنبثق منها سيالات الروح, بمقدرة كونية شاملة, تتحكم بسير كل الأشياء بمودة ورحمة ومحبة كلية...

    السيالات الفضية, الممتدة بين ثنايا النور, في درجات الوعي الباطني, تتملك جوارحي مسيطرة على حناياي, تقيم سكنها إصرارا في عناصر دواخلي وأعماقي وشغافي, لم تحلو لها السكنى إلا في قلبي الصغير, لتمسك الأذينين والبطينين معا, تقوم بفعل التنظيم التقني المعقد, للعملية الكيميائية الدقيقة, للتنظيف والتعقيم والإستيراد والتصدير, متحكمة حتى بأحادية مايسترو الفرقة الموسيقية العازفة, قدرا حياتيا, سمفونية إيقاعات الموسيقى المنتظمة, لتوالد الحياة بالحياة, متابعة لمنظومة ضخ الدماء في عروقي وشراييني الدقيقة, وصولا لشعيرات السيالات في رؤوس أصابعي, التي تكون في تضاريسها الناعمة, شيفرة تمييزي بين الخلق من البدء حتى النهاية...

    الوعي الباطني, لم يكتف بإجتياحي من رأسي حت أخمص قدمي, مرورا بكل عناصر كينونة جسدي المادي والنفسي والروحي والأثيري والعقلي, بل راح عنوة يمارس فعل التحريض الذاتي, لأفكاري المكتنزة بكل الثقافات المغايرة, الرافضة لكل مواقف الذل والخنوع, الهابطة دنوا في دركات تتناسخ تحت دركات, ليتنافخ فيها شرفا, من لا شرف لهم, من حدود الماء إلى حدود الماء...

    الوعي الآخر بانعكاسات هالاته اللونية, المحيطة بجسدي الترابي, يلهب بالحب والعشق مشاعري وأحاسيسي, ويدفعني دفعا قويا لخوض الغمار في متاهات الأبعاد, وولوج عوالم الماورائيات في سرادقات السرمد عبر رؤى العقل بالتفكر... وهدأة النفس في محراب العبادات, وهي تستقبل قبلة البيت الحرام, تيمما وتبريكا روحيا, لمن أسلم أمره لله, تلك السكينة الروحية, تحملني إلى أبعد من المكان والزمان الذي أنا فيه, أمتطي صهوة الخيال التخاطري في المدى, أحلق بعيدا في فضاءات لا متناهية, أتواصل بالإلهام القدري الذي كرمني به الحق, بكل الإمتدادات خارج منظومة الجاذبية التكوينية لجسدي المخلوق...

    وأنا أقف خاشعا بين يدي الله, أقيم صلاة الفجر, ونجمة الصبح تخاطرني, أتحرر من كل الهالات اللونية المحيطة بصيرورتي التكوينية, والتي تعكس لثاقب النظر صورتي النفسية الحقيقية, وتشكل لوحة أفكاري المتناهية إلي, من وراء الإمتدادات الخيالية, محاكاة من نوع فلسفي آخر, بين قلبي وعقلي وكوكب الزهراء, الجرم اللاحق بالشمس إنعكاس نورها في صفحته الفضية, مثله كمثل قمر الأرض, مع الفارق البعدي والطيفي لكل من الجرمين...

    تراني في المواقف الجريئة, أرسم القاعدة السوية التي تحكم كل المسارات, وأجهر بالقول العدل في وجه السلطان الجائر, وانا على صهوة أصيل أثيري أمتطي الفعل الثوري, مدججا بكل أسلحة الأفكار, التي أحمل في مكنوناتي, وأقطع كل الحدود المصطنعة زورا وبهتانا, بين الحب والحب وبين العشق والعشق, أتحدى كل أجهزة الرصد القمرية, وكل وسائل المراقبة الإلكترونية الرقمية الحديثة الصنع, المستخدمة لدرء المخاطر, وأتحدى أكثر جلاوذة السلطات المدججة بكل أنواع السلاح الحربي, لحماية الحدود الجغرافية الوهمية, التي ابتكرها الشيطان الأكبر وزمره عنوة استعمارية, للتقليص من جذوة القوة العظمى, والتفريق بين البطين والبطين والأذين والأذين في القلب الواحد الوحد, وتقطيعا لأوصال الجسد الجغرافي الواحد, على ذمة سياسات العصر, لإضعاف الطاقة الكبرى, للجسد العربي الأثيري والكوكبي والعقلي, وبخسا للتقويم الهجري أمام تقاويم أخرى, وتغييبا لكوكب القمر ونجمة الصبح, عن ساح حضارة العرب, سياسة عصرية إستعمارية شيطانية, إنعكاسات رؤى التعاون والتعاضد والإتحادات لمنظومة الأمم, وهرطقات مجالس هاروت وماروت التنجيمية, القائمة على موازين سياسة الكفر والإلحاد ونهب الثروات, وإرتكاب الفواحش والعهر في عولمة العصر, إحياءا لقوم الفجور والفسق, سدوم وعمورة, في بداية هذا القرن...
    عولمة العصر؟؟؟!!!...
    لتبقى الشياطين العظمى عظمى...
    تسرق, تنهب, تقتل, تقصف, تحرق, تدمر, تجتاح, تستعمر... بحق لها ما لا يحق لغيرها؟؟؟!!!...
    دول إرهابية الوجود في الوجود, تصطنع شبكات الإرهاب للإرهاب الدولي, وتتهم أصحاب الحقوق بالإرهاب, على ذمة السلام العالمي الوهمي... وتضاجع سحاقا ولواطا نفسها بنفسها, زنى عصريا معولما, ممهورا بمباركة أختام الأبالسة والزنادقة, فالغاية تبرر الوسيلة, أمام المفاعلات النووية في العالم الثالث...
    ولتزداد أقطار الفقر فقرا على فقر...
    فسياسة الكفر في دول العهر...
    " فرق تسد "...
    يا أولي الأمر...
    حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
    أديب, شاعر, ناثر, رسام هندسي,فنان تشكيلي, وصحافي حر
    عضو إتحاد الكتاب اللبنانيين تحت رقم 749
    مهندس مساح محلف لدى المحاكم
    عضو نقابة الطبوغرافيين اللبنانيين تحت رقم 138
    لاجيء بضاحية بيروت الجنوبية
    موالي في قرية الصدر النموذجية
    نسألكم الدعاء
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: تواصل أثيري عصري 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    سلام الله عيك

    أرى فيما أرى أنها رسالة أدبية , رغم لهاث الصور التي فيها وما يعطيها لوناً من ألوان الحداثة , لكنها أصيلة بمعانيها

    أرى فيما أرى أن النهاية فيها بحاجة لتغير
    فقد انتهت نهاية مباشرة تماماً

    وتصوير الانعتاق في الرسالة جميل , ونقل الأحاسيس المبهمة لحيز المادة يقرب المرء من الفكرة

    أشكرك
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: أسواق المال الخليجية تواصل تراجعها
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29/09/2011, 11:59 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22/08/2011, 02:15 AM
  3. توازن الرعب
    بواسطة سهيل كعوش في المنتدى الشعر
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 24/03/2010, 07:32 AM
  4. لماذا تواصل هذا التسكع
    بواسطة زاهر جميل قط في المنتدى الشعر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17/09/2007, 07:56 PM
  5. لماذا تواصل هذا التسكع؟
    بواسطة زاهر جميل قط في المنتدى الشعر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04/05/2007, 08:53 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •