ذكرياتكم الرمضانية..حدثونا عنها..

[د.ألق الماضي]

لرمضان الماضي عبق..
ولرمضان الحاضر ألق..
وبينهما ذكريات جميلة تملأ الصدور..
لنفتح قلوبنا..
ولنشحذ عقولنا..
لنتذكر ..
ولننثر شقاواتنا هنا..
حدثونا عن رمضان..
عن المواقف الطريفة التي حدثت لكم..
عن طفولتكم ..
كيف كان رمضان في أعينكم..
وهل له الوهج نفسه..
هل رمضان الماضي أفضل..
أو رمضان الحالي أجمل..؟
بانتظار تشريفكم..

[د.ألق الماضي]

[أبو شامة المغربي]

ذكريات
أبي شامة المغربي
في رمضان

قريبا على هذه الصفحة المربدية المزهرة

حياكم الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[د.ألق الماضي]

[أبو شامة المغربي]

من ذكريات
الطفل أبي شامة المغربي
في رمضان

في مستهل الحديث عن بعض ما بقي راسيا راسخا رسوخ ورسو الجبال في ذاكرة الصبي أبي شامة المغربي من مشاهد ومواقف خلال أشهر رمضان التي أدركها منذ عقل نفسه، أرى أن للأخت الكريمة ألق الماضي عطر الشكر وأريجه، وطيب التقدير وشذاه على مبادرتها إلى دعوة أهل المربد في رحاب هذه الواحة المربدية الغناء، ليبعثوا أنفسهم على تذكر ما شهدوه من أجواء مميزة في أشهر رمضان الماضية ...
إني أرى الساعة بعين الذكرى من مكاني هذا الصبي أبا شامة وهو يستعد كباقي أقرانه لاستقبال شهر رمضان، وأراه يترقب حلوله بفارغ الصبر، وإن كان سيقضي أيامه الثلاثين أو التسعة والعشرين مفطرا، فقد كانت عيناه كباقي أعين الأطفال منتبهة لكل حركة تصدر من الكبار، بقدر ما كانت أذناه كباقي آذان من هم في سنه مرهفة تلتقط كل منطوق حول رمضان، وكأني بتلك العيون والمسامع تجتهد في أن لا تغادر من تفاصيل الإستعداد للترحيب بشهر رمضان كبيرا من الأمر ولا صغيرا ...
الكبار يتبادلون مباركة شهر شعبان قبل رمضان في ما بينهم، فيسمع بعضهم من بعض عبارة: "عواشر مبروكة"، أو عبارة "مبروك العواشر"، والأطفال ينشدون باللسان المغربي الدارج، وهم يوقعون بأيديهم أو بعصي صغيرة على جملة من العلب الحافظة للمواد الغذائية: " تريرا تريرا (بتشديد التاء وخفض الراء)، هذا شهر الحريرة، أللي عنده شي كارو (أي السيجارة)، إلوحو (أي يلقيه) في التارو (أي الوعاء الخاص بالنفايات)، وللي عنده شي سبسي (أي الغليون)، إلوحو فالسويسي (مستشفى "ابن سينا" المشهور في مدينة الرباط) " ...
ثم عند اقتراب حلول رمضان، تبدأ روائح مميزة بالتحليق في سماء كل زقاق، وما هي إلا رائحة الدقيق المحمر فوق النار أو داخل الأفران، وهو المادة الأساس المعتمدة في إعداد "الزميتة" بتشديد الزاي وفتحها، أو "بندق" بفتح الباء، أو "سلو" بفتح السين وتشديد اللام وضمها، وكذلك ما هي إلا رائحة حلوة "الشباكية" بتشديد الشين والباء وفتحهما، التي يتم قليها في الزيت، وغطسها في عسل السكر أو في عسل النحل ...
فإذا حلت الليلة الأخيرة من شهر شعبان، بادر قارع الطبل "الطبال"، ونافخ المزمار الكبير "النفار" بتشديد النون بالمرور في الأزقة معلنين عن حلول شهر رمضان، ومعرفين أهل الدور بأنفسهم، بقصد أن ينالوا منهم، مقابل إيقاظهم وقت السحور في كل ليلة، بعض ما يجودون به عليهم من أعطيات في منتصف الشهر، وفي ليلة السابع والعشرين، ويوم عيد الفطر ...
لقد كانت عينا وأذن أبي شامة الصبي، وأعين وآذان أصدقائه الأطفال متعلقة بالطبال، وطبله المحمول على كتفه الأيمن بحزام جلدي، وبتوقيعاته القوية بعصا قصيرة على أحد وجهي الطبل، بقدر ما كانت مشدودة إلى "النفار"، ومزماره الكبير المحمول بكلتا يديه، وحنكيه المنتفخين تارة والمنقبضين تارة أخرى ساعة نفخه في المزمار ...

حياكم الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[د.ألق الماضي]

جميل أن نعرف شيئا عن الطفل الذي كنته ..ty>?
وأن تطلعنا على ثقافة منطقة غالية من مناطق العالم العربي والإسلامي ...

[بنت الشهباء]

جميل ورائع هذا الموضوع
أختي الحبيبة ألق
ولا أكتم عليك أنني عدت بذاكرتي إلى هناك في العام الماضي ....... إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الأيام المباركة من شهر رمضان حيث أنني كنت أذهب للحرم من قبل صلاة الظهر , ولا أعود للفندق إلا بعد صلاة التراويح ...رمضان والله له طعم ومذاق خاص في حرم رسول الله ... حيث أنك تجد أهل المدينة أهل الكرم والجود لا يفطر أحدهم إلا ما ندر في بيته ... فكل أهل المدينة تقريبا يتوافدون للحرم , ويحملون معهم الزاد والطعام لإفطار الصائمين ....وما أجمل الإفطار ..........حبات قليلة من التمر , مع ماء زمزم وكعكة صغيرة , ولبن الروابي بالاضافة إلى القهوة السعودية ومن بعد ذلك نصلي المغرب .... والعشاء والتراويح وبعدها نذهب للفندق لتناول السحور مع الافطار فوالله مهما حاولت أن أصف لكم أنوار مدينة الحبيب النبي الأمي لا يمكن أن أفي حقها ...شعور يمتلكه الإنسان العربي المسلم وهو بين أهله وخلانه من كل بقاع الأرض ..لا فرق بين سوري , ومصري , وباكستاني ووووو.... هذا الشعور الوحدوي الذي جمعهم من كل صوب وحدب هو معجزة من معجزات الاسلام الخالدة التي لا يمكن لأي كائن كان أن يشتت جمعه أبدا ....وقد كان لي أجمل أيام العمر من ثلاث سنين في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طلبت من ربي أن يهيء لي الفرصة لأكون داعية في حرم نبينا الحبيب قبل أن أصل لهناك .....وبالفعل حاولت أن أجمع النساء من حولي بعد صلاة المغرب وأشرح لهم تفسير سورة يس , مع أنه ممنوع التجمعات في الحرم ... لكن الله شاء أن يستجيب لي دعوتي , بقيت لمدة تزيد عن خمسة أيام وكل يوم يزداد التجمع حولي ... ولكن كنت أعرف أنني مراقبة من قبل الكاميرات التي كانت موجهة حولي ... ومع ذلك تابعت الدروس مع من حولي حتى إن وصلت للحديث عن وضع الأمة العربية وشتاتها وتمزقها إذ بإحداهن تأتي إلي وتطلب مني أن أتوقف ...................لكن أحمد ربي أن سمحوا لي بهذه المدة الزمنية التي ما زلت أفتخر وأعتز بها , وأتمنى من الله أن لا يحرمني من أجرها وثوابها ....وستبقى هذه الذكرى من أجمل ذكريات حياتي كلها ....

[د.ألق الماضي]

ذكرياتك رائعة يا أخية..
وتنم عن قوة إرادة وعزيمة..
هل من مزيد؟:lol:

[د.ألق الماضي]