ألامام الحسين (ع)
ليس للمسلمين فحسب .!!
يحتفل العالم الاسلامي في اليوم الثالث من شهر شعبان من كل عام ويبتهج لذكرى ولادة الامام الحسين بن علي (عليهما السلام) ، ولقد شاهدنا عبر المذياع المرئي هذه السنه تلك الحشود المليونيه وكيف احتفلت بهذا اليوم الخالد عبر الدهور ، فإرتأينا ومن وحي هذه الولاده ان نشير الى القارئ الكريم جانب من شخصية الحسين واثرها في العالم . فثورة الحسين (ع) جائت درسا للبشرية جمعاء ،مثلما هو (عليه السلام) ليس خاصا لطائفة دون اخرى ، ولا دينا دون سواه ، ولو رأينــا الامام الحسين (ع) في الفكر المسيحي لوجدنا ان شخصية الحسين (ع) وثورته هي رؤيه انسانيه لها ، فالفكر المسيحي هو قاسم مشترك للفكر الانساني وجزء لايتجزأ منه ....... فانظر ماكتبه الفكر المسيحي عن سيد الشهداء (ع) ، إنــه الاستاذ الجليل انطوان يارا من كتابه ((الحسين في الفكر المسيحي )) ، حيث يقول :- {{ واقعة كــربــلاء لم تكن موقعة عسكرية انتهت بانتصار وانكسار بـــل كانت رمزا لموقف اسمى لا دخل له بالصراع بين القوة والضعف ، بين العضلات والرماح بقدر ماكانت صراعا بين الشـك والايمان بين الحق والظلم ... ثانيا – آثــر الحسين عليه السلام صلاح أمــة جده ، الانسانيه الهاديه بالحق العادله به على حياته ، فكان في عاشوراء رمزا لضمير الاديــان على مَــر العـصــور }} . وهـــكـــذا تطرق الاستاذ الفاضل بــولــص الــحــلــو في احدى كتاباته حيث يقول :- {{ الحالة الحسينية ليست مقتصرة على الشيعة فحسب، إنما هـلـّة عامة وشاملةولهذا فإننا نجد أن ارتباط الثورة الحسينية بمبدأ مقارعة الظلم جعلها قريبة جداً منالإنسان أيًا كانت ديانته وعقيدته لأنه ما دام هناك ظالم ومظلوم فلا بد أن يكونهناك يزيد والحسين كرمزين أساسيين لكل من الجهتين }} .
وعليه فان السّمه الانسانيه العظمى والمظلوميه الحقه التي اتّسمت بها ثورة كــربــلاء هي التي جعلتها قدوة لطلاب الحق وأنصاره . والغرابه ان كون الاساتذه الكرام أنــطــوان يــارا وبولص الحلو مسـيحيون عرب وهذه المساله تجعلها اكثر جديه للوقوف التام على مايمكن ان يضيفه هذا الفكر المسيحي الى واقعة كــربــلاء من أبعاد وآفاق جديده لنــا .

بقلم / محمد حسين . سيدني