صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 19

الموضوع: الأربعون...

  1. #1 الأربعون... 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    العمر...وما أدراك ما العمر...
    في رحلة الحياة لا بد أن نتوقف يوما لنلتفت إلى الوراء ونحن ننظر نظرة وداع تحمل الألم والحسرة والندم والضيق...ونعود لننظر إلى الأمام نظرة إشفاق وخوف ووجل ورهبة و...
    أمر طبعي يمر به جل البشر ...لكن هناك من يقف وقفة مطولة عند مرحلة عمرية يسبر أغوارها ...ويستكشف خفاياها...و...
    والأدباء كانت لهم وقفات مع مراحل العمر...وقفات قد تكون سريعة ...ربما للإخبار عن حال ومآل...
    إن الثمانين وقد بلغتها
    قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
    وربما للتحسر...للإشفاق...للندم...للتوبة...للرهبة ...للخوف...
    ولعل مرحلة الأربعين من أكثر المراحل استيقافا للأدباء؛كيف لا وهي بوابة مفصلية في البناء العمري لهم ؛ إذ هي تقف بين مرحلة الشباب والنزق والطيش والطوح والأماني...ومرحلة الشيخوخة والكهولة والحكمة والعقل...هي مرحلة النضج التي من عبرها لا يمكن أن يعود أدراجه...مرحلة لا تشكل بحد ذاتها رعبا لكن الخوف آت مما سيجيء بعدها من مراحل...
    ربما كانت وقفتي مع المجموعة الشعرية الكاملة لغازي القصيبي - هذه الفترة - قد جعلتني ألتفت لهذا الأمر ، خاصة أن هذه المرحلة قد شكلت - فيما يبدو - له هاجسا ؛ فأعاد الحديث في أكثر من موضوع،بل إنه وسم إحدى قصائده باسم( أمام الاربعين).
    يقول في قصيدة ( أغنية حب للبحرين):
    الأربعون غضون خطها قلم
    من الشجون..وتاريخ من النصب
    والشيب في لمتي فجر بلا مرح
    يطل فوق مساء خامد الشهب
    وهما بيتان يفصحان عن نفسهما...ويقولان الكثير...
    لنتشارك هنا في تلمس خطرات الأدباء ...ووقفاتهم أمام هذه المرحلة العمرية ...

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: الأربعون... 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    مقالة بقلم / ياسن صويلح
    المجلة العربية

    http://www.arabicmagazine.com/last_i...794&num =3852


    سن الأربعين.....مرحلة فاصلة وحساسة في حياة الأنسان



    درس العلماء منذ القديم، مراحل عمر الإنسان وقسموها إلي أطوار متتالية لكل منها صفاتها وخصائصها، ثم أخذوا يتوسعون ويسهبون في وصف كل طور من تلك الأطوار بشيء من التفصيل.

    وقد احتضنت لغتنا العربية بين دفتيها بحارًا شاسعة من الألفاظ الغزيرة، وخصصت لكل فترة زمنية من حياة الإنسان اسمًا خاصًا بها، منذ ما قبل ولادته وحتى وفاته. حيث استقلت كل مرحلة من مراحل حياته بلفظة خاصة بها.


    ثلاث محطات في حياة الإنسان

    وثمة وجود إجماع على ثلاث محطات أساسية في حياة الإنسان:

    المحطة الأولى هى: ساعة الولادة، والأخيرة هي: لحظة الوفاة.

    وما بينهما مرحلة فاصلة وحساسة هي سن الأربعين.

    - وإذا أخذنا هذه المرحلة من العمر كعدد. نجد أن العدد أربعين يحمل جانبًا من الأهمية في بعض المأثورات في الثقافة الشعبية لدى بعض المجتمعات، مثل الشعوب السامية والإغريقية والسلافية. فهو يرد في العديد من المأثورات الشعبية كقولهم: «يخلق من الشبه أربعين».

    وقولهم: «من عاشر القوم أربعين يوم صار منهم».

    - وغيرها من الأمثال الشعبية التي تختزنها الذاكرة الشعبية وتتعلق بالعدد أربعين.

    - وقد خص القرآن الكريم هذه السن دون غيرها من السنين وذلك لأهميتها. فورد قوله تعالى: {حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة}(1).

    - وقوله تعالى: {قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض}(2)

    - وقد تلقى نبينا محمد عليه أفضل الصلوات والسلام الرسالة السماوية وعمره أربعون سنة. وبدأ نشر رسالته عندما بلغ عدد الصحابة أربعين.

    - والأربعون في عمر الإنسان، مرحلة زمنية تتميز بخصائص عديدة فهي بداية مرحلة النضج والبلوغ الفكري، وهي مرحلة حرجة في عمر الإنسان باعتبارها نهاية عقد يحاول الإنسان فيه بناء فكره ونفسه. وبداية عقد جديد مفعم بأحاسيس الأمل في تحقيق ما عجز عن تحقيقه في سنوات عمره السالفة، والخوف من المستقبل الذي قد ينذر بدنو الأجل، وبالتالي الرحيل عن هذه الدنيا الفانية.


    تغيرات في عمر الأربعين

    - وفي هذه الفترة تطرأ على الإنسان تغيرات نفسية وجسدية عديدة. فهو يحن إلى الماضي، ويقوم بدراسة وتقويم الحاضر، ويتطلع بحيرة إلى المستقبل.

    - ويصاب بعض الناس مع اقترابه من الأربعين بنوع من التوتر وعدم الاستقرار والإحساس الغامض بمشاعر سلبية مغلقة خاصة عندما يبدأ الشعر الأبيض يغزو شعره، والتجاعيد تأخذ طريقها في الظهور إليه. ويفكر في أمور كثيرة أصبحت عبئًا ثقيلاً عليه، فلا القوة هي القوة، ولا الهمة هي الهمة، ولا البصر هو البصر. وقد لا يرضى عما حققه من إنجازات فيحاول إصلاح ما فات فبعضنا في هذه السن يفكر في تغيير مهنته أو حرفته، وبعضنا يحاول أن يهجر وطنه باحثًا عن حياة أفضل ومستقبل أفضل، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا التغيير نحو الأفضل، فكم من إنسان كان مستقرًا وانحرف في هذه السن وتراجع إلى الوراء، والرجل لا يقل عن المرأة هروبًا من سنوات العمر، وإن كان يتظاهر بغير ذلك، والغالبية العظمى من الناس -رجالاً ونساء- يحاولون إنكار فعل الزمن لكن هذا لا يعنى أن الجميع متساوون في هذا، فهناك من لا يتردد في الإعلان عن عمره لا عتقاده أن الإفصاح يدل على الحكمة والاتزان والخبرة في شؤون الحياة، بدل الرفض والإنكار والتهرب من العمر.

    لكن لماذا لا يحاول المرء أن يرى الجوانب الإيجابية؟ ولذلك أسباب عدة منها:

    أن المشاعر والانفعالات العاطفية تقوى بعد الأربعين لدى الرجل والمرأة على السواء، ويخف الشعور بالوحدة، كما أن احتمالات الطلاق تصبح أقل بعد بلوغ سن الأربعين، كذلك فإن الهدوء والتروي اللذين يصاحبان سن الأربعين، تجعل من احتمالات الإصابة بالجروح في العمل وأثناء النشاط اليومي أقل أو في حوادث السيارات والأعمال التي تتصف بالتهور. على أن بعض الناس يدخل مرحلة الأربعينيات من العمر ويتقبل نفسيًا وعقليًا أن يكون أقل مرونة وأضعف حركة وأقل قدرة على العمل مما كان قبلاً، إلا أن هناك من يدخل مرحلة الأربعين بحيوية ونشاط أكثر مما كان وهو في سن العشرين، ومثل هؤلاء يكونون في الغالب ممن يتمتعون بحدة في الذكاء وقدرة على الابتكار والإبداع فيواجهون سنوات العمر بمواقف التحدي وكأنهم يريدون إثبات أنهم لا يزالون في حيوية ونشاط الشاب، وهناك بحوث علمية ودراسات تبين أن المرء يصاب بالهرم والعجز ليس بفعل الستين بل بسبب قلة الحركة وانعدام النشاط الفيزيولوجي وبسبب الخمول البدني الذي يسبب شكلاً من أشكال الخمول الذهني، وكذلك بسبب الموقف السلبي والاستسلامي، والهرم مسألة ترتبط بموقف الشخص من الموضوع وبنفسيته أكثر مما ترتبط بعدد سنوات العمر.


    :الأربعون في أقوال الشعراء*

    - إن من يغوص في بطون كتب الأدب والتاريخ والتراث، يجد أن الشعراء هم أكثر طبقات المجتمع تأثرًا بهروب سنوات العمر.

    - فالشباب مرحلة عزيزة من حياتهم، طيبة إلى قلوبهم، قريبة من أنفسهم، حافلة بألوان البهجة والمرح، زاخرة بأشكال السعادة والهناء، مليئة بصنوف النشاط والمغامرة.

    - وإذ ينقضي هذا الطور من الفتوة والشباب فإنه يخلف في القلب لوعة، وفي الروح حسرة، وليس هناك أرق عاطفة، وأصدق تعبيرًا من الشاعر الذي يذكر أيام شبابه ويبكيها، ويتحدث عن ليالي صباه ويرثيها.

    - ومــــن منا لا يذكــر قول الشاعر أبي العتاهية الذي أخذ يذرف الدموع على شبابه الراحل، فأصبح شعره مثلاً شائعًا تتناقله الأجيال حيث يقول:

    بكيت على الشباب بدمع عيني

    فلم يغن البكاء ولا النحيب

    فيا ليت الشباب يعود يومًا

    فأخبره بما صنع المشيب

    - أما المنفلوطي الذي كان يرتع في ملاعب الصبا، غير مبال بدورة الأيام. فيفاجأ أنه وصل إلى أعتاب الأربعين وأن الشباب قد ولى إلى غير رجعة، وهو لا يصدق ذلك فيقول:

    أنا لا أصدق أنني

    كهل بلغت الأربعين

    ضيعت أحلام الشباب

    وكن في حرز مكين

    وطويت أجنحتي على

    وعد كعطر الياسمين

    -بينما نجد شاعرًا آخرهو الدكتور محمد صادق زلزلة لا يعترف بالفائدة التي يجنيها من وراء الحكمة عندما تأتيه في مثل هذه السن، وما نفع الحكمة في مرحلة الكهولة؟ فيقول:

    أتيت تنفعين لا أهلاً فما

    أيتها الحكمة في الأربعين

    أسست بنياني وشيدته

    واخترت دربي واعيًا عن يقين

    - أما الشاعر الدكتور غازي القصيبي، فيصور لنا ما فعلته الأربعون بنفسه وجسده، بعد أن أحالت أحاسيسه الفتية إلى كهولة، فأطفأت شعلة حماسه واستراح الفتيل بعد أن نفذ الزيت فيقول:

    قبضة الأربعين تهصر روحي

    فأحاسيسي العذارى كهول

    لم تعد ثم شعلة من حماس

    سكب الزيت واستراح الفتيل

    - وفي قصيدة أخرى يتساءل بقلب يحوى بين طياته الألم والحسرة على صباه الذي ولى دون رجعة فيقول:

    عدت كهلاً تجره الأربعون

    فأجيبي أين الصبا والفتون

    - وعلى عكس ذلك نجد أن مواقف بعض الشعراء تتباين فبعضهم ينطلق من الرأي السائد، بأن الشيوخ أكبر عقلاً، وأعمق روية، وأطول أناة، وأكثر خبرة من الشبان. ومن هنا يفضل هؤلاء الشيب الذي هو عنوان الكبر والشيخوخة، على الشعر الأسود الذي هو علامة الشباب والصبا. ويعبر الفرزدق عن هذا المعنى بقوله:

    إن المشيب رداء الحلم والأدب

    كما الشباب رداء اللهو واللعب

    - ويكاد ابن المعتز يتميز عن الشعراء العرب بنظرته إلى الشيب فهو لا يتباكى على الشباب المنصرم، ولا يحزن لحلول الشيب. وهو يرى أن الشيب أمر طبيعي، ونتيجة منطقية لتقدم الإنسان في العمر، وبالتالي لا داعي للتذمر منه والقدح فيه. فيقول:

    جاء المشيب فما تعست به

    ومضى الشباب فما بكاي عليه

    - وهذا أحد الشعراء يستعرض ما للكهولة والشيب من عطاء خصب وصفات حميدة: إنه يهدي الوقار لصاحبه، وينفي جهالة الشباب وفورة الصبا عنه، ويكون مبجلاً من قبل الشباب ومصدق المقالة في المجتمع ومعترفًا له بالكمال والعدالة، فيقول:

    أهلاً وسهلاً بالمشيب ومرحبا

    أهلاً به من وافد ونزيل

    أهدى الوقار وزال كل جهالة

    كانت لدي وساق كل جميل

    فصحبت من أهل التقى أهل النهى

    ولقيت بالتعظيم والتبجيل

    ورأى لي الشباب فضل جلالة

    لما اكتهلت وكنت غير جليل

    فإذا رأوني مقبلاً نهضوا معًا

    فعل المقر لهيبة التفضيل

    إن قلت كنت مصدقًا في منطقي

    ما حنى المقالة حاضر التعديل


    وأخيرًآ

    - على كل حــال.. إن عمـــر الإنسان، لا يقاس بالسنوات، بل بما يشعر به من حيوية ونشاط تدافعه إلى الإقبال على الحركة والعمل. وعليه أن يستفيد من دروس الماضي، وقد بلغ مرحلة متقدمة من النضج العقلي والنفسي. وعلى الإنسان أن يؤمن أن التغيير هو سنة الكون، وهو يستطيع إلى حد كبير أن يكيف حياته بتقبل أدوارها ولكل مرحلة عمرية جمالها الخاص واهتماماتها التي تناسبها.


    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 على عتبات الأربعين للشاعر عبدالله الرشيد 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    أوقدي لي ذبالة من ذبولي

    شاخ في مقلة المدى قنديلي

    التراتيل- تذكرين التراتيــــــ ...

    ـل؟- تهشمن في مدار أفولي

    والصبابات- تعرفين الصبابا ...

    ت - توارين في ركام العويل

    كنتٍ ريحانة وكنتُ نسيما

    جمعتنا مراهقات الفصول

    دأبنا الإنطلاق والنصب العذ...

    ب وركض المنى إلى المستحيل


    لا تقولي: ما زلت. حسبي اشتعالا

    لم يعد يسكر الغمامُ حقولي

    *****************************
    *****************************


    في وداعيكِ ما أحرت بكاء

    وتلاشى تحت اللسان هطولي

    إنني أحسن السكوت ، ولكن

    أنصتي تسمعي ضجيج ذهولي

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: الأربعون... 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31




    القصيبي في مواسم الأحزان «1-2»

    إبراهيم مضواح الألمعي *







    في آنيةٍ أنيقةٍ، مشغولةٍ بالبساطة والجمال، يسكبُ لنا القصيبي لغةً صادقة، تشفُّ -كالماء - عما وراءها، وبظمأ السائرين في دروب الحياة، وتوجُّس المنتظرين مواسمَها، نشربها، فنجد لها مذاق العسل، حتى إذا تمكنت من قلوبنا، فإذا هي مشبعةٌ بالحزنِ العميق، الذي يملأ الشرايين، فيوقظ في نفوسنا كلَّ المواجع، وقد احتواها وجعٌ جديد، ربما غفلنا عنه بعض الوقت، وجعُ المستقبل الذي يَمْثُلُ أمامنا شبحاً من الفراق، والوداع، وإذا الذين حولنا من الأحباب، يقفون في طابور طويل، لنودِّعَهم أو نودِّع بعضَهم، أو يودِّعونا، أو يودِّعنا بعضُهم..

    يقفُ القصيبي على قمة سنواته الخمس والستين، تكسو سفوحَها الذكريات السعيدة، والحزينة، ويطلُّ بنا على مهامهَ عمرٍ مليء بالأحزان، التي تعتَّقت في الذاكرة، وترسَّبت في الأعماق، وفاضت على كلماته وتأملاته، وأشعاره، المليئة بلحظات الوداع، ليس على أبواب الوزارات والسفارات والمطارات، بل أمام شواهد القبور..

    دفعةً واحدةً يرشُّ القصيبي في وجوهِنا كلَّ أحزانه، بعد أن كانت نفثاتٍ، تضمنتها مراثيه، لأحبابه، ولسنواتِ عمره المتصرِّم، بدأت منذ قوله يرثي، أحمد ابن أخته، سنة 1958م ولمّا يبلغ العشرين بعد:

    نموتُ فيا فجرُ لا تبتسمْ

    ويا أمسيات الصبا أقفري

    نموتُ على الأكؤسِ المترعات

    ونرحلُ عنها ولم نسكرِ

    لم تتحقق نبوءة القصيبي المبكرة، فقد عاش خمسين سنة، بعد قوله هذا، وإن كان يلوح له من وراء الأفق شفق المغيب، منذ وقت مبكر، حين وشى بدخيلةِ نفسه المتوجِّسةِ، ولَمَّا يزل في مطلع عشرينياته:

    الشعراتُ السودُ في مفرقي

    تحجبُ عنكِ الخافق الأشيبا

    والشمسُ في الأفقِ ولكنني

    ألمحُ خلفَ المشرقِ المغربا

    نضجٌ مبكِّر، وقلق ولات أوان القلق، كان يواري حزنه الدفين خلف أقنعة الشباب، والمسؤولية، والطموح، والتجلد، والتجربة المديدة، التي أنجبت قناعاً من الشعور بألا جدوى من الشكوى، وتمضي السنوات وهو يرقب مواسم للحزن تكفلت بها الحياة، فشكا زمناً (صدمة الأربعين) وأنشدها أشجى شكاواه:

    وها أنذا أمام الأربعين

    يكادُ يؤودُني حملُ السنينِ

    * * *

    أطالعُ في المودِّع من شبابي

    كما نظرَ الغريقُ إلى السفينِ

    وأرتقبُ الخبيءَ من الأماسي

    بذُعرِ الطفلِ من غَدِهِ الخؤون

    وتملأ الأربعون نفس الشاعر، وحشةً، وأسىً على أيام الشباب:

    والأربعونَ عويلٌ مِلءُ أوردتي

    وفي شفاهي يبكي الصيفَ واللبنا

    ***

    مات الصبيُّ الذي قد كان يسكنني

    وكنتُ أسكنُه والكائناتُ لنا

    ويعيش همَّ حصار الأربعين:

    يا دميتي! حاصرتني الأربعون مُدىً

    مجنونةً وحراباً أدمت العُمُرا

    وتأخذه الأربعون إلى عالمها، الساكن، المتوجِّس، ويظن أنها غاية مشتكاه، فلا يفجعه إلا الخمسون، تزحفُ عليه بكلكلها، فتنسيه بسنواتها الثقيلة، همَّ الأربعين، فإذا هو يبكي الأربعين مع شبابه الآفل:

    أو ما أنبأوكِ قبلَ لقانا

    أنني في أصابعِ الخمسينا؟!

    تأخذ الرُوحَ من عروقيَ .. حيناً

    وتردُّ العروقَ والروحَ حينا

    ترسلُ الشيبَ عبر شَعريَ.. لصاً

    يتوقَى، شأن اللصوصِ، كمينا

    قطفَ الأسودَ النضيرَ.. شِمالاً

    وتمشَّى يمحو السوادَ .. يمينا

    والخمسون تفعل فوق ذلك:

    خمسون صبَّتْ لكَ الأقداحَ مترعةً

    ونادمتْكَ فأنتَ الرِيُّ والشَبَعُ

    * * *

    خمسونَ تحملُ جرحَ الناسِ يا رجلاً

    جراحُه من عذابِ الكونِ ترتضعُ

    * * *

    خمسون .. دَبَّتْ إلى الفودين فاشتعلا

    وا حرقة الرأس فيه الشيبُ والصَّلُعُ!

    وتستمر شكوى الخمسين:

    أيرجعُ الصيفُ.. والفودان من لهبٍ

    والقلبُ صمتُ رمادٍ ودَّع الضرما؟

    أيرجعُ الصيفُ.. والخمسون مطبقةٌ

    عليَّ لا رحمةً أبدتْ ولا ندما؟

    هذا فعلُ الخمسين، فماذا يقول شاعرنا وقد حلَّتْ الستون بقلبه الرهيف، وتوجُّسِه القديم، وقلقه الذي لا ينتهي، فتزجره نفسُه عن صبوات الشباب، وتذكِّرُه بأنه ولجَ مرحلةً جديدةً، ومن قصيدته ( في عامي الستين) قولُه:

    يا أيها الكهلُ أزعجتَ الورى! أفلا

    أغمضتَ جفنَكَ من حينٍ إلى حينِ؟

    يا أيها الكهلُ.. أيامُ الصِبا هربتْ

    هل كنتَ تحسبُها بعضَ المساجينِ؟

    يا أيها الكهلُ في المرآةِ لو نظرتْ

    عيناكَ أبصرتْ إخفاقَ المعاجينِ

    يا أيها الكهلُ!.. لا تحلمْ بفاتنةٍ

    حلمُ الصحاري بحقلٍ من رياحينِ

    لقد تراكمت هذه المرارات عبر السنين، حتى إذا بلغت به خمساً وستين سنة، ما كان لينتظر السبعين، فكل سنة، مفصلٌ في العمر، يَئنُّ له قلبُ الشاعر الرهيف، وما جبن شاعرنا من الموت، فهو آتٍ لا محالة بهذا الرضا عشت ما عشت. وبهذا الرضا تموتُ حين تموت: (ص9)، ولكنه يرثي حياةً مكتظةً بالحياة، مليئةً بالذكريات، بالناس، بالمعارف، بالتجارب والأفكار، فلقد عاش شاعرنا الحياة كما لم يعشها كثيرٌ، من أولئك الذين أخذتهم المسؤولية، أو أخذهم الأدب، أو العائلة، أو المال، أو الوظيفة، حتى الثمالة، فعاشوا حياة الجمل في المعصرة، يدور ويدور ولا ينتهي دورانه إلا بنهاية حياته، أما القصيبي فقد ركض في اتجاهات متعددة، وأحسبه، أصاب في كل دربٍ سلكه نجاحاً لم يُحَقِقْهُ كثيرٌ من السائرين المنقطعين لتلك الدروب.. ترى ما الذي دفع القصيبي إلى هذه الصرخة الحزينة، أهي السنوات الخمس والستون، أم أنَّهُ تساقطُ النجومِ من سمائه تباعاً:

    خمسٌ وستون.. في أجفانِ أعصارِ

    أما سئمتَ ارتحالاً أيها الساري؟

    أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأتْ

    إلا وألقتكَ في وعثاء أسفارِ؟

    أما تعبتَ من الأعداءِ.. ما برحوا

    يحاورونك بالكبريتِ والنارِ

    والصحبُ؟ أينَ رفاقُ العمرِ؟ هل بقيتْ

    سوى ثمالةِ أيامٍ وتذكارِ؟

    لم يكتفِ القصيبي عند الخامسة والستين بقصيدة، تأبينية للعمر الذي تولى، كما عودنا، في الأربعين والخمسين والستين، بل زاد فوق ذلكم، كتابَ (المواسم) الذي جئت اليوم أحذركم من قراءته، لأن كاتبه يدس الحزن في العسل المُشتهى، منذ السطر الأول، بل الكلمة الأولى: (تسكنك هواجس الرحيل. تشعر أن المسافة بينك وبين نهاية الطريق تهرب بسرعة غير مألوفة، تشكو أشياء لم تكن تشكو منها..) (ص 7).

    في كتاب (المواسم) ينجح القصيبي في الاستعاضة عن حديث (الأنا) بحديث (الأنت) وبدلاً من أن يتحدث عن نفسه، على ما في الحديث عن النفس من محاذير، اختار أن يتحدَّث إلى نفسه، ومن يلومه عندما يتحدث إلى نفسه؟ ومن يتهمه بالنرجسية؟ له أن يقول لنفسه ما يشاء، وما ذنبه إن سمعنا أو قرأنا حديثه إلى نفسه، أو حديث نفسه إليه؟! فالذنْبُ ذنْبُ الذين أرهفوا إلى حديث نفسه أسماعَهم، حتى أُشْرِبَتْهُ قلوبُهم.. تتلقى نفسه حديثه إليها، أو إن شئت يتلقى حديثها إليه، تخاطبه بلغة الراوي الذي يعرف كلَّ شيء، يتلقاه بتسليم، فلا نجد اعتراضاً، حتى لنشكَّ أنَّهُ ونفسَهُ شيءٌ واحد، برغم ضمير المخاطب.. أنت.. (وأنت في الخامسة والستين، تحملُ ألفَ جرح، بعضها ينزف، وبعضها جفَّ، وبعضها يتكوَّن، وتشعر بإرهاقٍ يملأُ جسدك وروحك..) (ص20).

    يتنقل الكاتب في حديث نفسه بين مراحل متعدّّدة من حياته، فهل كان موت شقيقته الغالية (حياة) الشرارةَ التي أوقدت كلَّ هذا الضرام، أم موت (عادل) أم موت (مصطفى) أم أنه ذلكم كلُّه أيقظ هاجساً قديماً، قديماً.. في حين كان آيلاً للبكاء بفعل السنين الخمس والستين، وكثرة الموَدَّعين من الإخوان والأخوات والأصدقاء، والأحباب: (بدأ الأسبوع ولك شقيقة وشقيق وانتهى الأسبوع وأنت بلا شقيقة ولا شقيق) (ص20)، شعور مؤلم ينتابك وأنت ترى نجوم سمائك تتساقط من حولك، بينما تبقى منفرداً معلقاً غريباً..


    - أبها







    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: الأربعون... 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31

    الشاعر عيسى حسن الياسري
    في عامك الأربعين





    في عامك الأربعين





    الى ولدي الدكتور ياسر



    عيسى حسن الياسري



    1

    =

    ألليلة ستحدق في رماد أربعين شمعة



    وستردد بحزن



    مالذي فعلته ايتها العاصفة..



    بعصافير طفولتي..؟





    2

    =

    أنت تنظر الان من نافذة في ..



    مبنى دمشقي



    ربما تريد أن تقيس المسافة بين –دمشق- و- بغداد –



    وربما تريد ان تحصي كم من أزهار..



    أيامك تركتها مخبأة في حقيبة..



    أعوامك الاربعين





    3

    =

    عندما ولدت أنت



    أجهشت أنا بالبكاء





    4

    =

    من خلال نديف الثلج



    أحدّق في وجهكَ



    هناك خطان أزرقان تحت عينيك



    شعرات بيضاء في لحيتك التي تركتها تنمو..



    حدادا على موت أيام جميلة حلمتَ بها





    5

    =

    عندما كنتُ في مثل عمركَ



    لم تكن لي هذه الملامح الشبيهة ..



    بجدار نهشه المطر





    6

    =



    لم أوقد شمعة في ميلادك الاربعين



    فقط كنت أحدّق بثلج المساء



    إنه يشبه حضورك الذي يبدد



    وحدتي الحزينة



    7

    =

    قبل أن ينهار الوطن



    أراني هيأته التي سيكون عليها



    عندها قلت لكَ سيغرق..



    كلُ شيئ







    8

    =

    أنت لم ترافقني عندما بحتُ لك بما أسره ليّ الوطن



    أنّى لكَ أن تنفض رأسكَ من حكاياتي



    المضللة عن شيئ..



    أسمه بيت



    وحقل قمح



    ونهر ترضع من أثدائه سواق لاحصر لها



    وامرأة بجدائل شبيهة ..



    بخيوط الشمس





    9

    =

    وها أنت



    وبعد أن وخطكَ الشيب



    ونبتت أربعون مجزرة على أهدابك



    تبحث عن ظل شجرة



    وفضاء يستقبل نشيدكّ المعمد بطفولة نبيلة



    فلا تجد غير خلاء شاسع



    تجوبه أرتال رياح عمياء



    وأتربة خانقة





    10

    =

    الليلة لم أوقد لكَ شمعة إحتفاء بمولدك



    لقد فتحت النافذة



    وحين دخل نديف الثلج بقامته البيضاء



    اخذته الى صدري



    ومن خلاله ضممت قامتك الناصعة كبياضه



    وانا اردد :



    الحياة ليست سيئة الى الحد الذي تخذل فيه



    طيورها النظيفة .

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: الأربعون... 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    ( الأربعون )

    للدكتورة / حنان فاروق






    عندما تبلغ سن الأربعين **حين تصطف على القلب السنون


    وترى الماضى كحلم هارب** وطيوف الغد أسرى للحنين


    لا تسل كيف ولكن سل لم؟ **سار زحف العمر فى ركب الظنون؟؟

    **********

    حينما تهرب أنوار الصبا **ليخط الشيب ميثاق الشجون


    وبقايا ذكريات أصبحت **كل ما تملك فى السفر الحزين


    اعترف أن الدنى قد أوشكت** تغرق الشمس بأمواج السكون
    **********
    حينما تجلس فى كف الرجا **تبذر الصبر على أرض الأنين


    وترى الحب دموعا لم تزل** تسكن الحزن المسجّى فى العيون


    ينشد القلب خلاصاً من وغى**نبضه الباكي على صدر الجنون

    **********

    حينما تبلغ سن الأربعين**وإذا الدنيا بما فيها تهون

    والليالى كالثوانى تنتشى** حين تقتات بماضيك الدفين


    سائل النفس مراراًهل ترى **أدرك العمر تلابيب اليقين؟؟

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: الأربعون... 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    عن الأربعين..


    تقولين :لماذا تحمّل الأربعين مالا تطيق؟!
    لماذا تكثر الشكوى منها .. ومما فعلت بك؟!
    تقولين أن الأربعين سن هادئة متزنة تخلصت من حمق العشرين ومن غرور الثلاثين .. وقبلت أن تتعايش بسلام..
    مع نفسها ومع العالم..
    ما تقولينه ، أيتها الصديقة ، صحيح ومنطقي..
    ولكن منذ متى اعترف الشعراء بالصحيح والمنطقي؟!
    الشعراء يرون في الأربعين رحيل الشباب وقدوم الكهولة ، سفر الربيع ووصول الخريف ، هروب النهار وهجوم الليل..
    والشعراء -كل الشعرا- يخافون الكهولة يخافون الخريف ، ويخافون الليل..
    ومن هنا فقد كانت الأربعون هاجساً دائماً من هواجس الشعراء ، والعرب منهم بالذات..
    بدأً من الشاعر القديم الذي أعلن للعالم أنه جاوز حد "الأربعين" إلى الشاعر المعاصر الذي كتب "قصائد في الأربعين"..
    ولو تحمس باحث لاصدار كتاب "نفح الياسمين عن الشعر الذي قيل في الأربعين" لتجمع له مجلّد ضخم..
    وأنا ، يا سيدتي ، أخاف أن تقلّم الأربعون أظافري ، أن تكسّر أقلامي ، أن تحنطني ، أن تعطيني قلباً صناعياً ،
    أن تجعلني مليئاً بالوقار .. والقش..
    أود أن أظل في طفولة لا تنتهي..
    والأربعون هجوم كاسح على الطفولة ..
    تقولين : ولكن الطفل يبقى في الروح..
    يبقى .. يبقى.. ولكنه يوشك أن يختنق..
    ثمة كلمة أخيرة .. سأكف عن الحديث عن الأربعين ..
    لسبب آخر..
    ذلك أن الحديث عن الأربعين بعد أن تجاوزتها.. بخمس سنين قد يعتبر من باب التضليل!...


    Sweet_Nany

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: الأربعون... 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    بقايا الأربعين
    للشاعر مصلح المباركي
    عندما قالت أحبك!
    كان عمري وقتها خمس سنين..
    لم يكن للحب معنىً في فؤادي أو حنين..
    كنت كالعصفور دوماً
    يشتهي الغصن الأمين..
    عندما قالت أحبك!
    مزقت في داخلي معنى السنين..

    علمتني كيف أشتاق إليها
    بعد أن سلمتها ذاك السجين..
    علمتني كيف أمشي
    بين أسراب الحمام الطائرين..
    علمتني كيف أن أكتب اسمي
    بحروف العاشقين..
    كيف أن أبدو طفلاً
    في ثياب الأربعين..!!
    علمتني كيف أبني قلعة الرمل
    بجو عاصف لا يستكين..
    علمتني كيف أبني لغتي
    ليس للرمل حنين!!

    و تناديني بآلاف الحروف
    لم أكن أجمعها
    لم أكن أعرف معنى الياسمين..
    لحنت في داخلي أغنيتي
    كبر الطفل الأمين..
    كبرت أحلامه يا منيتي
    أنت من علمته معنى الحنين..!!
    كبر الطفل كثيراً، و زهور الياسمين..
    كبر الطفل كثيراً،
    كيف لا تجني ثمار الياسمين..

    فتعالي نحو صدر ضمُّه ينسي الأنين..!!
    نحو حب جامح لا لن يلين..
    إنني لحنك يا سيدتي
    و بقايا أغنيات الأربعين ..
    غير أني في سجلات الغرام
    لم يزل عمري سوى خمس سنين!!

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  9. 24/08/2007, 01:36 AM


  10. #9 رد: الأربعون... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    بسم الله الرحمن الرحيم

    *وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً، حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً، وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً، حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ، وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ، الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ، وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ، وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي، إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ، وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ*
    صدق الله العظيم، وبلغ رسوله المصطفى الصادق الأمين
    صلى الله عليه وسلم
    سورة الأحقاف - الآية 15



    د. أبو شامة المغربي
    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  11. #10 رد: الأربعون... 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شامة المغربي مشاهدة المشاركة




    بسم الله الرحمن الرحيم

    *وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً، حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً، وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً، حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ، وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ، الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ، وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ، وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي، إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ، وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ*
    صدق الله العظيم، وبلغ رسوله المصطفى الصادق الأمين
    صلى الله عليه وسلم
    سورة الأحقاف - الآية 15



    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    الدكتور أبو شامة المغربي...

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  12. #11 رد: الأربعون... 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31

    رَبَّــــــــاهُ...!
    شعر: عيسى جرابا
    22\6\1428هـ

    رَبَّاهُ مَا فِي يَدِي ضَيَّعْتُهُ بِيَدِي
    مَا بَيْنَ شَوْقِي لأَمْسِي وَانْتِظَارِ غَدِي

    نَادَيْتُ نَادَيْتُ... صَوْتِي عَادَ مُنْكَسِراً
    يَحْسُو صَدَاهُ وَيُوْهِي ضَعْفُهُ جَلَدِي

    نَثَرْتُ أَسْئِلَتِي كَالطِّفْلِ مُنْتَظِراً
    جَوَابَ مَنْ رَاحَ... حَتَّى الآنَ لَمْ يَعُدِ

    فَلُذْتُ بِالصَّمْتِ بَعْضُ الصَّمْتِ ثَرْثَرَةٌ
    تَقُضُّ مَضْجَعَ رُوْحِي فِي ثَرَى جَسَدِي

    رَبَّاهُ رَبَّاهُ مَا لِي حِيْلَةٌ... رَكَضَتْ
    بِيَ السِّنِيْنُ فَمَا أَوْفَتْ وَلَمْ تَعِدِ

    رَأَيْتُ فِيْهَا وَقَلْبِي مَا يَزَالُ يَرَى
    مَا لَيْسَ يَخْطُرُ لَوْ كَالـحُلْمِ فِي خَلَدِي

    كُؤُوْسُهَا مُتْرَعَاتٌ لَوْعَةً وَأَسَى
    كَمْ أَسْلَمَتْ طَرْفِيَ الـمَكْدُوْدَ لِلسَّهَدِ!

    الأَرْبَعُوْنَ تَمَامُ الرُّشْدِ قُلْتُ كَفَى
    مَازِلْتُ أَبْحَثُ... لَكِنْ لَمْ أَجِدْ رَشَدِي

    مَرَاكِبِي فِي خِضَمِّ الـمَوْجِ مَا هَدَأَتْ
    هَوَى الشِّرَاعُ وَمِجْدَافِي بِغَيْرِ يَدِي

    وَالرِّيْحُ فِي مَسْمَعِي تَنْصَبُّ دَمْدَمَةً
    تَهُزُّ قَلْبِي وَتُذْكِي جَذْوَةَ الكَمَدِ

    طَالَ السُّرَى رِيْشَتِي مِنْ أَضْلُعِي وَدَمِي
    حِبْرِي أسَطِّرُ أَنَّاتِي عَلَى كَبِدِي

    أَنَا هُنَا خَفْقَةٌ أَسْيَا وَجَانِحَةٌ
    ثَكْلَى وَحَظٌّ تُغَذِّيْهِ الـهُمُوْمُ رَدِي

    أَمْضِي...! إِلَى أَيْنَ...؟ لَيْلُ التِّيْهِ يُزْعِجُهُ
    وَقْعُ الـخُطَى وَحُدَاءٌ كَالصَّبَاحِ نَدِي

    أَعَيْشُ وَحْدِيَ بَيْنَ النَّاسِ لَيْسَ قِلَىً
    سَئِمْتُ مِنْ صَوْلَةِ الأَحْقَادِ وَالـحَسَدِ

    حَتَّى مَتَى...؟ لَمْ يَعُدْ فِي مُهْجَتِي رَمَقٌ
    أَشْكُو وَلا أَحَدٌ يُصْغِي إِلَى أَحَدِ!

    فَصِيْحَةٌ لُغَةُ الأَقْدَارِ أَحْرُفُهَا
    تَنْقَضُّ كَالبَرْقِ أَوْ تَفْتَرُّ كَالبَرَدِ

    رَبَّاهُ إِنْ ضَاقَ دَرْبِي وَاسْتَبَاحَ فَمِي
    لَيْلٌ... فَإِنِّي إِلَى نُوْرِ اليَقِيْنِ صَدِي

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  13. #12 رد: الأربعون... 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    أمام الأربعين
    شعر:غازي القصيبي


    وها أنذا ..أمام الأربعين
    يكاد يؤودني حمل السنين
    تمر الذكريات رؤى شريط
    تلوّن بالمباهج والشجون
    إذا ما غبت في طيف سعيد
    هفت عيني إلى طيف حزين
    عرفت الحب أفراحا تغنّى
    وذقت الحب كأسا من أنين
    وعشت المجد زهوا يستبيني
    وعفت المجد يأسا يحتويني
    وجربت الأنام..فكان أقسى
    من الأعداء إعراض الخدين
    *****
    تعبت من المسير على الفيافي
    وضربي في النجود وفي الحزون
    تسائلني القوافل ما مرادي
    وينسكب الهجير على جبيني
    وتنأى الواحة الخضراء عني
    كما تنأى السعادة عن ظنوني
    " نجحت !" ، يقول بعض القوم عني
    " وعدت تخب بالفوز المبين
    وأعطتك الحياة..فمن شمال
    سقتك رحيقها ومن اليمين"
    وأعجب ما النجاح ..عذاب روحي؟
    وعربدة السهاد على جفوني؟
    ******
    أطالع في المودع من شبابي
    كما نظر الغريق إلى السفين
    وارتقب الخبيء من الأماسي
    بذعر الطفل من غده الخؤون
    ويرمقني المصير..ورب حتف
    يروع..وفيه تحرير السجين

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •