تنظم الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، دورة تدريبية عن استخدام الطوب الطيني المضغوط، للمهندسين المهتمين بالعمارة والبناء بالمواد المحلية التقليدية، وذلك ضمن إطار الأنشطة العلمية لوحدة البناء بالطين التي أنشأتها الهيئة بهدف تطوير تقنيات البناء بالطين والمواد المحلية، وتشجيع استخدامها كمادة بناء محلية.
وبدأت دورة "الطوب الطيني المضغوط ـ الإنتاج والتقنيات" أعمالها في مقر الهيئة أمس الأول، وتستمر حتى الخميس المقبل، وتهدف الدورة إلى التعريف بهذه التقنية والتدريب عليها وذلك من خلال المحاور التالية: التدريب النظري، ويشمل عرض نماذج بناء مختلفة محلية وعالمية على هيئة أفلام توضيحية وشرائح، إضافة إلى شرح الطرق الميدانية والمختبرية اللازمة لاختيار التربة، واستعراض الطرق المستخدمة لتحسين خوص التربة، ومن ثم شرح مراحل تصنيع الطوب الطيني المضغوط، والتدريب العملي، ويشمل التدريب على القيام بالاختبارات الميدانية لفحص التربة، والتدريب على التطبيقات الميدانية المختلفة لبناء العناصر المعمارية المختلفة.
وتختتم الدورة أعمالها بزيارة ميدانية لحي الطريف التاريخي في الدرعية وعرض لمشروع تطوير الدرعية.
وتستهدف الدورة المعماريين والمهندسين المهتمين بالبناء بالطين وطرق تطويره من منسوبي كليات العمارة في الجامعات السعودية.
ويحظى البناء باستخدام المواد الطبيعية المحلية، باهتمام متزايد في العالمين الصناعي والنامي على حد سواء، ويرجع ذلك للإيجابيات المتعددة في هذا التوجه على كافة المستويات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، حيث يعتبر أسلوب البناء بالطوب الطيني المضغوط أحد أبرز التقنيات الحديثة للبناء باستخدام التربة.
وتمتلك المملكة رصيداً تاريخاً كبيراً ومتنوعاً في استخدام المواد المحلية وذلك في كافة المناطق, إلا أن هذا الإرث أصبح عرضة للتلف والإهمال خلال العقود القليلة الماضية نتيجة للتنمية العمرانية السريعة التي مرت بها المملكة, مما أدى إلى توقف تطور أساليب البناء وبالتالي ضياع عقود من الخبرة التراكمية المتوارثة عبر الأجيال.
وقد سعت هيئة تطوير الرياض للاهتمام بهذا الموضوع والسعي إلى توثيق ونشر وتطوير هذه التقنيات ومنها البناء بالطين لكافة المختصين والمهتمين من خلال إنشاء وحدة متخصصة بالبناء بالطين, تهدف هذه الوحدة إلى الاهتمام بالبناء بالطين والمواد المحلية من كافة الجوانب العمرانية والتقنية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية وغيرها.