عبد الرزاق المساوي يتحدث عن مكتبته الخاصة ...

[أبو شامة المغربي]

حديث عن المكتبة الخاصة

عبد الرزاق المساوي
إذا ما دعونا الأخ الكريم عبد الرزاق إلى أن يحدثنا بإسهاب أدبي منساب قدر ما يستطيع عن مكتبته الخاصة، فيا ترى ما عساه يحدثنا به عن مكتبته؟

عبد الرزاق المساوي
يتحدث إلى أهل المربد الكرام
عن مكتبته الخاصة

في انتظار الحديث


د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

[المساوي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..

أما بعد:

بادئ ذي بدء أشكر الأخ المفضال الذي عهدنا فيه حب العلم والمعرفة والعمل على نشرهما والتشجيع والترغيب في حبهما وإفساح المجالات لكل من يأنس من نفسه العمل في إطارهما.. فبارك الله في أخينا الكريم الدكتور أبي شامة المغربي وبارك عليه وبه ووفقه لكل خير ويسر له طريقا إلى الجنة لطلبه العلم.. وجعل عمله هذا ذخرا له بعد موته حين تنقطع الأعمال إلا من ثلاث.. وفتح له أبواب رحمته وفضله لدأبه على نشره واستثارة العاملين في حقوله...

أخي الفاضل إن الأعمال دليل على عامليها
ونحن لا نزكي على الله أحدا هو أعلم بمن اتقى.. ولكننا نقول الحقيقة التي لمسناها في شخصكم وما نلحظه من خلال آثاركم.. وإن غابت عنا صورتكم وبعدت عنا ذاتكم فقد كفانا في ما مضى من الزمن توقيعاتكم على أمل اللقاء بكم في ما هو آت من الوقت..
والله أسأل أن يجمعنا جميعنا كلنا
في رحمته إنه سميع مجيب..

وإلى لقاء بكم أيها الأحبة قريب
في المكتبة الخاصة
ومرحبا بكم جميعكم
في مكتبة بيتي المتواضعة..

[د.ألق الماضي]

حياك الله
ونحن ننتظر مكتبتك الرائعة
و

[المساوي]

وحياك المولى جل وعلا أختي الكريمة ألق الماضي والمستقبل
إن شاء الله تعالى..
وأهلا بنا وسهلا بنا جميعا في هذا المربد الزاهر المزهر

[المساوي]

*حكايتي مع أول كتاب في حياتي*

لا زلت أذكر ولا يمكن أن أنسى ذلك اليوم العظيم، وقد كانت العادة كما هو معلوم أن الأطفال مثلي في مثل تلك الأيام يكونون كلهم حيوية ونشاطا ... فهم يستعدون لأيام عاشوراء .. يهيئون أنفسهم لما سيرد عليهم من الألعاب المختلفة: مسدسات ومفرقعات ودمى وهدايا كثيرة يأتي بها الكبار للصغار احتفاء بذلك اليوم الذي كنا لا نعرف عنهأي شيء ولا حتى لماذا نحتفل؟ ولا لماذا نشعل النار ونطوف بها
وحولها ونقفز من فوقها..؟ ولا نبالي بما قد تسببه مثل هذه الألعاب من مصائب وكوارث .. ولكنه شغب الطفولة وضجيجها وعدم مبالاتها ...
في مثل هذا الجو من سنة 1970م دخلت القسم كعادتي بعد الزوال صفا مع ثلة من التلاميذ .. وعلى حين غفلة من المعلم رفع أحد التلاميذ كتابا، وهو يقول: من يريد أن يشتري هذا الكتاب ويحاول أن لا يرفع صوته إلى الدرجة التي قد ينتبه إليه فيها معلمنا المشغول حينها بإفراغ محفظته من أدوات الدرس ليضعها أمامه على مكتبه .. لا أدري كيف علق بصري بما في يد صديقي ولم أستطع أن أتمالك نفسي فهمست إليه بالإشارة أن أعطني الكتاب كي أراه ..
ثم جلست صامتا بعد أن لحظت أن المعلم ينظر إلينا.. وبقي القول والصمت بيني وبين رفيقي في القسم إلى أن أذن لنا جرس الاستراحة بالخروج إلى الساحة.. وفيها تم الاتفاق على الصفقة على أن يؤجل البيع إلى يوم الغد حين آتيه بالمبلغ الذي طلب وكان قدره حينها أربعة (4) دراهم .. وما كنت في الحقيقة أعرف لا أنا ولا حتى صديقي البائع لذلك الكتاب قيمة، ولا نعرف حتى عما يتحدث، ولا ما يحمله بين طياته .. كل ما في الأمر أنني حين أمسكت به قرأت عنوانه بصعوبة - فأنا ما زلت في الابتدائي - دون أن أعيه أو أفهم مفرداته أو أحدد معاني تلك الجملة المتربعة على غلافه الأحمر، والتي صفعتني بشدة حين قالت لي: أنا "منجد الطلاب"...

كان صديقي يريد فقط الثمن المعين ليشتري به لعبته المفضلة، لا أذكرها الآن بالضبط مع أنه ذكرها لي أكثر من مرة .. وكدت أنا أطير من الفرحة لكونه وعدني بأن لا يبيع الكتاب لأحد غيري .. وتواعدنا على اليوم الموالي .. ثم دق الجرس وصففنا كي يستقبلنا القسم في هدوء مرة ثانية .. وكل كياني مع الكتاب .. وخيالي يسبح في البحث عن مصادر ذاك الثمن .. إلى أن دق جرس الخروج .. حينها طمأنت نفسي بوعد آخر بالبيع .. وانطلقت كالسهم إلى البيت فرحا .. وأنا أمَنِّي نفسي بامتلاك أول كتاب غير المقررات .. دخلت بيتنا ولا أحد يعرف ما أصابني من فرح .. وكتمت السر إلى حين ...

[أبو شامة المغربي]

قديما أنشد أبو الطيب المتنبي بيتا شعريا خالدا، قليلا ما يتدبره القارئ، ونادرا ما يعيه المستمع ...
خير مكان في الدنا سرج سابح*
وخير جليس في الأنام كتاب
لك من أخيك أبي شامة المغربي ألق الشكر وبهاءه على إجابة الدعوة، ولك منه سناء التقدير وضياءه على ما أشرقت به كلماتك من نجمات في سماء المربد الصافية، والحق أن أي حديث عن الكتاب لا ينصرف عنه ذو حس سليم، وأخوك أبو شامة المغربي ما زال يطمع منك في المزيد، وعسى أن يكون ما بسطته من حروف الحديث حتى الساعة غير بداية البدايات ...
في انتظار المزيد من غيث حروفك حول رحلتك رفقة الكتاب،
فهل من مزيد؟

حياك الله

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[المساوي]

كتمت سري وكتمني سري في سره..

تحينت الفرصة التي يمكن أن أكلم فيها أبي..

فلا يمكنني أن أكلمه في أي وقت كان..

فكرت كثيرا من أين أبدأ؟؟ وكيف أبدأ؟؟

فكرت وقدرت ثم قررت..

واستغربت من نفسي كيف تجرأت ونطقت..

أبي يبدو أن عاشوراء أصبحت قريبة جدا.. أليس كذلك؟؟

نعم.. على ما يبدو.. لماذا؟ ما الأمر؟؟

لا فقط أريد أن أعرف متى سنشتري المسدسات أنا وإخوتي..

على كل حال سيكون ذلك في القريب إن شاء الله تعالى..

هل سيكون ذلك غدا؟؟

إن شاء الله..

أبي.. أنا عندي فكرة.. فبدل أن تشتري لي لعبة..

لماذا لا تعطيني ثمنها..

ثم أتصرف أنا.. فإني أحب أن أشتري ما أريد..

نعم لك ذلك.. لكن بشرط أن تعينني غدا على قضاء الحاجات..

نعم.. أبي .. نعم..

اعطني غدا صباحا قبل خروجي إلى المدرسة بعض الدراهم..

بل الآن خذ هذين الدرهمين واتركني وارحل عن ساحتي..

وارتمت يدي على الدرهمين كما يرتمي

الحارس على الكرة ليحتضنها..

وانصرفت قاصدا بيت جدتي وقد كان قريبا من بيتنا..

جلست مع من كان فيه لوهلة..

ثم استفردت بالجدة العزيزة سائلا إياها:

هل سأنال منك هذا العام لعبة عاشوراء..

بالطبع ستكون لك مني لعبة حديدية..

لا أنا لا أريد أي لعبة جدتي.. لو سمحت فإني أريد شيئا آخر..

لذلك اعطني نقودا بدل اللعبة..

اترك الأمر الآن..

ولا تشغل نفسك بهذا لم يصل وقت الحديث عنه..

لم يبق من الوقت إلا القليل.. أياما معدودات.. جدتي..

وفجأة تغير الموضوع وأخذ الحديث مسارا آخر مخالفا..

و مر الوقت.. وظننت أنني نسيت..

وعندما هممت لمغادرت البيت إلى منزلنا

وسلمت على الحاضرين

نادتني جدتي وكأن صوتها

بعث في نفسي الطمأنينة..

ولم أدر كيف وصلت أمامها ويدي ممدودة..

ضحكت ومدت يدها إلى صرتها المعلقة على جيبها..

فتحتها أدخلت أصابعها مفرقة وأخرجتها مجتمعة..

وضعت يمناها في جيبي

وقالت اذهب إلى البيت مباشرة ولا تلعب مع أحد..

أغلقت الباب خلفي وفتحت جيبي..

إنه درهم أبيض يحمل صورة رأس الملك متسخة..

قلت في نفسي: ها هي ثلاثة دراهم قد اكتملت..

فمن أين لي بالدرهم المتبقي؟؟

والليل بدأ يرخي سدوله.. ما عساي أفعل؟؟

يجب أن أشتري الكتاب قبل أن يفوز به غيري..

وتلاطمت أمواج من الأفكار داخل رأسي الصغير..

ما أذكر منها إلا دعاء التيسير من الله..

رفعت بصري إلى السماء..

ثم أرجعته إلى الأرض

لأجده أمامي منتصبا يكاد يصفعني

لولا رحمة الله تعالى بي..

قلت له ماذا تفعل هنا في هذا الليل؟؟

ألا تخاف على نفسك من الظـّـُلْمَة والظـَّـلَمَة..

والتفتت يمنة ويسرة وحملته بخفة غير معهودة مني

وأطلقت نفسي للريح..

ووضعته كي يستريح من وحشة الوحدة..

ويستدفئ من برد الليل.. ويستأنس بأخيه..

على أمل اللقاء بالأخوين الآخرين في الصباح الباكر

فسوف يبيتان عند الوالدة..

ثم الرحيل بالجميع إلى مسكن آخر..

لا أدري كيف سيكون..

وضعته في جيب سروالي..

وأنا أكاد أطير من الفرحة..

وكأن الكتاب ضمنت ملكيتي له بدون منازع..

أخذت الكتاب يلفني وألفه..

أخذ الدراهم يعدها وتعده..

وضعته بين يدي أبي قائلا:

ها هو الذي حدثتك عن حبي له ورغبتي في ابتياعه..

انظر إليه

هـــــــــــا

هـــــــــــو

أول كتاب

في حياتي

[المساوي]

أشكركم

أخي الفاضل

أبا شامة المغربي على اهتمامكم

ولكم مني خالص الدعاء

""أحسن الله إليكم""

[أبو شامة المغربي]

لك من أخيك أبي شامة المغربي زهر الشكر ونداه على جميل الإضافة، ولك منه بهاء التقدير وسناه على ما أضاء من حروف الذكرى حول خير جليس في سماء المربد الصافية، ثم إن مما شد انتباهي أثناء قراءة كلماتك، هو أن لي حكاية مع ذات الكتاب الذي أفضت في الحديث عنه، وأقصد:

الذي يؤرخ في حد ذاته لأول كتاب أشتريه في حياتي الدراسية، من مكتبة ما زلت أذكر اسمها ومكانها، وقد اشتريته بناء على طلب الأستاذ، الذي درسنا اللغة العربية سنة 1978 ميلادية، وهي السنة التي اجتزت فيها امتحان الشهادة الإبتدائية، أو ما كان يصطلح عليه آنذاك بمستوى المتوسط الثاني من الدراسة الإبتدائية، ثم إني ما أزال أحتفظ بهذا المنجد إلى يومنا هذا ...
فسبحان الله المدبر الحكيم

حياك الله

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[أحمد الحمّادي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذنا أبا شامة المغربي
أين الأستاذ عبد الرزاق المساوي, هل توقف عن الكتابة في هذا المنتدى الطيب المبارك ؟
وهل يكتب في منتدى آخر بشكل مستمر ؟
أرجو من حضرتكم التكرم علينا بالإجابة
مأجوراً غير مأمور.

[أبو شامة المغربي]

أخي الكريم
أحمد الحمادي
لك في البدء من أخيك أبي شامة المغربي مسك الشكر الجزيل وعبير التقدير الجميل، على مبادرتك الأخوية إلى السؤال عن الأخ الكريم عبد الرزاق المساوي ...
أما الإجابة الكافية الشافية على سؤالك، فليس المسؤول عنها أعلم بجملتها وتفصيلها من السائل، ولا أرى غير الأخ عبد الرزاق من يستطيع بسطها في هذا المقام ...
نسأل الله جل جلاله أن يكون الأخ الكريم عبد الرزاق المساوي بخير وعلى خير، وأن يطل علينا بإشراقة حروفه العربية الأصيلة من جديد ...
حياك الله

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

aghanime@hotmail.com

[المساوي]

:bism:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته

أحبابي وإخوتي في الله

أسألكم الدعاء الدعاء الدعاء

فقد أصبح أخوكم لا يملك إلا عقيدته

فالحصار مطبق علي من كل الجهات

إلا من الهواء الذي يتسرب إلى رأتيي أو قولوا يتسلل إليهما

ولا أظنهما بقيتا معا في قفصي الصدري المهشم

أرجو من العلي القدير أن لا تكون هذه هي الفرصة الأخيرة في التواصل مع الأحبة في

كل مكان من بقاع الأنترنيت..

أسأل المولى جل وعلا أن أكمل مشاويري العلمية والفكرية والدعوية..

وأسأله سبحانه رزقا واسعا وعلما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا ودعاء مستجابا..

وإلى لقاء آخر بإذن الله تعالى

وعلى فكرة فأنا أكتب إليكم أحبتي من حاسوب أحد الأصدقاء جزاه الله ألف خير..