فصاح في لغة العامة...( 1 ) ألفاظ مفردة...

[عبد المنعم جبر عيسي]

فشل
( الفشل ) في الفصحي هو الفزع والجبن والضعف .
ونحن نستعمل ( الفشل ) في الدارجة بمعني ( الخيبة ) ، وهو استعمال مجازي صحيح ، فمن يفزع من عمل أو يجبن أو يضعف عنه فإنه لا ينهض لإنجازه ، وتكون النتيجة ( خيبته ) فهما متلازمان ، لأن الخيبة هي النتيجة الطبيعية المعقولة للفزع أو الجبن أو الضعف ، والتعبير بالنتيجة عن السبب فرع من فروع الكناية .
لذلك فإن استخدام الفشل بمعني الخيبة هو استخدام صحيح فصيح ، بل هو أفصح من استعمال الخيبة ، لأنه يشير إلي الخيبة وسببها معا .

[عبد المنعم جبر عيسي]

بات
نقول في الدارجة :
بات الرجل عندي
ونقول :
فلان هذا يبات عندي ، أو يبات عندك
وذلك للمضارع ، كما نقول :
يبات الرجل في منزله
أو
يبات يقرأ
أي : يقضي الليل كذلك
كذلك في الفصيحة :
بات يبيت ويبات بيتا وبياتا ومبيتا وبيتوتة .
ومن أمثلة ذلك قولنا :
يبات المريض ساهرا
أو
يبات يتقلب من الضجر
وقد غلب في الفصحي استخدام ( بات - يبيت ) دون ( يبات ) مع أنها صحيحة أيضا ، لكن استخدامها في الدارجة أكثر وأشيع .

[عبد المنعم جبر عيسي]

بيت
بيت تجمع علي ( أبيات ) و ( بيوت ) ، دون اختلاف في المعني .. سواء كان المقصود بكلمة ( البيت ) المنزل الذي يسكنه الإنسان أو غيره من الحيوان ، أو قصد به أحد أبيات الشعر .
ومع تساوي الجمعين : ( أبيات و بيوت ) إلا أننا عندما نتفصح نستعمل كلمة ( أبيات ) للشعر ، ( وبيوت ) للسكن .. وأعتقد أنه لو أن أحدنا غيّر استعمال أحد الجمعين علي عكس هذا النحو ، فقال مثلا :
تسكن عائلتى ابياتا متجاورة
أو قال
بيوت هذه القصيدة جيدة
لعجبنا منه ولأنكرنا عليه ، وهذه تفرقة لا مسوغ لها ، وقد استعمل شعراؤنا كلا الجمعين وكلا المعنين ، قال المتنبي في فخره بشعره :
ومـا قلت من شـعـر تكاد بيوتـه
إذا كتبت يبيض من نورها الحبر
وقال شوقي في ( مجنون ليلي ) علي لسان قيس :
ألمّ علي أبيات ليلي بـي الهوي
وما غير أشواقي دليل ولا ركب
أي : دفعني الحب إلي زيارة منازل ليلي وأهلها .

[عبد المنعم جبر عيسي]

بائت
في الدارجة ؛ نصف الطعام من خبز وطبيخ وشراب بأنه ( بائت ) ، أي صنع قبل ليلة ، أيضا نصف الخبز بأنه ( بائت ) .
و ( البائت ) في الفصيحة : هو الذي مضت عليه ليلة .
( والبائت ) عكسها ( الطازج ) .

[عبد المنعم جبر عيسي]

تشويش
ينقل ( لسان العرب ) عن ( الصحاح ) للجوهري قوله :
التشويش : التخليط
نقول في الدارجة ، مثلا :
لم أستطع أن أسمع كلامك ؛ لأن صوت القطار ، أو صوت فلان يشوش علي
أو نقول :
صوت إذاعتنا غير واضح ؛ لأن اذاعة أخري تشوش عليها
فالتشويش هنا بمعني : التخليط فصيح ، واستعماله جائز .
وربما كان يعين معني التشويش ، ويخصه بمعني التخليط في الكلام وحده ، وما ورد في معني ( الوشوشة ) وهي تعني : الكلام في اختلاط .
والتشويش والوشوشة من جذر لغوي واحد ، وكلتاهما تحكي صوتا واحدا .

[عبد المنعم جبر عيسي]

فرشح
في الفصيحة : فرشحت الناقة
إذا وسعت بين رجليها الخلفيتن متهيئة لأن تحلب .
ونقول في الدارجة :
فرشح وتفرشح ، وجلس مفرشحا : أي وسع ما بين رجليه .
ونقول أيضا :
لا يليق بالمهذب أن يفرشح في مجالس الحشمة ، أو حيث لا يكون مع خاصته المقربين ، ولاسيما في مجلس فيه نساء ، أو رجال ذوو تقدم في السن أو المقام .
وربما كان من الدلائل علي كراهة العرب ( للفرشحة ) ، أنهم يطلقون ( الفرشاح ) علي المرأة السمجة الكبيرة .
ويلاحظ أننا في الدارجة نستعمل ( فرشح ) لازما ومتعديا ، ولا نستعمل ( تفرشح ) إلا لازما ، وهذا استعمال صحيح فصيح وفقا للقياس .

[روان أم المثنى]

الأخ والأستاذ الكريم

عبد المنعم جبر

بارك فيك المولى عز وجل

وبارك في الدكتوره ألق صاحبة الموضوع

أتابع هذا الجمع المفيد والصيد الثمين

الذي أفدت منه كثيرا بحق

أسأل الله أن ينعم عليكم بالتوفيق والسداد

وما زلنا بإذن الله متابعين

[عبد المنعم جبر عيسي]

ينهج
نقول في الدارجة :
نهج الرجل ، أو ينهج ، أي يلهث أو ينبهر .. إذا تتابعت أنفاسه .
وهي كلمة عربية فصيحة ، فقد جاءت بهذا المعني في كثير من المعاجم ، وكتب التراث .
فإن ( النّهجة ) - ومثلها ( النّهج ) - هي اللهاث أو الربو ؛ يعلو الإنسان والحيوان .
فيقال : نهج أو نهج - ( بفتح الهاء أو كسرها ) - الرجل أو الدابة ، ينهج نهجا ، أي انبهر ولهث ، وهذا الفعل الثلاثي لازم لا ينصب مفعولا به .
ويقال : أنهج الرجل الدابة ، أي سار عليها حتي انبهرت .
وكذلك يقال : أنهجه الجري أو السمن ، لأن السمين أو البدين ينهج لأقل جهد ، حتي المشي الخفيف ، والأكل أحيانا .. كذلك ينهج كل حي إذا بذل جهدا عنيفا كالجري وحمل الأثقال .. فتتتابع أنفاسه .
والفعل الرباعي ( أنهج ) يأتي متعديا كما في قولنا ( أنهجه الحنين إلي الأهل أو الأحباء ) ، وقد يأتي لازما كما في قولنا : ( أنهج الحصان من الجري ) ، أي أصيب بالبهر أو الانبهار واللهاث .

[عبد المنعم جبر عيسي]

جيب وجيوب
الجيب في الفصيحة - ومثله الجوب - يعني مطلق القطع ، أو الشق ، نافذا أو غير نافذ ، حقيقة أو مجازا .
فيقال مثلا :
جاب الرجل البئر .. أي حفرها .
وجاب الثوب يجوبه ويجيبه ، وجوّبه ، أي قطعه ، أو عمل له جيبا ( أي فتحة يدخل منها الإنسان رأسه حين يلبسه ، ويخرجه منها عند خلعه ) .
يقول الله تعالي مخبرا عن قوم ثمود { الذين جابوا الصخر بالواد } أي قطعوا صخر الجبال ليتخذوا فيها لأنفسهم بيوتا ، أيضا يقال : تجتمع المياه في جيوب الأرض ، أي حفرها .
ويلاحظ في ذلك أن بعض هذه الشقوق نافذ ، كما في جيوب الثياب حول العنق ، وبعضها غير نافذ : كما في شق الآبار ، وفي قطع الصخور لبناء المنازل ، وفي الحفر الأرضية ، وكلها جيوب بالمعني الحقيقي .
ومن المجاز في الفصيحة : ناصع الجيب .. أي مخلص .
وحين نطلق كلمة ( الجيب ) ، تدل علي فتحة الثوب حول العنق ، ومن هنا جاء الأمر للنساء بستر محاسنهن ، التي لا عذر لهن في ابدائها { وليضربن بخمرهن علي جيوبهن } .. أي علي كل امرأة أن ترخي طرف خمارها الذي تغطي به رأسها لتستر به ما يبدو من أجزاء صدرها عند فتحة العنق .. وهذا هو المعني المقصود في قول النبي الكريم صلي الله عليه وسلم { ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوي الجاهلية } .
وفي الدارجة تعني كلمة ( الجيب ) : فتحة غير نافذة لوضع الأشياء الخفيفة في الملابس أو الحقائب ، كما نقول :
بحث الرجل في جيوبه عن قلمه ، فلم يجده في أي جيب .
و .. كتب الجيب .. أي يمكن وضعها في الجيب لصغرها .
ومن المجاز في الدارجة : خالي الجيب .. أي مفلس .
فمعني ( الجيب ) في الدارجة متطور عن معناه في الفصيحة ، والأصل في ذلك يعني القطع ، نافذا أو غير نافذ .

[عبد المنعم جبر عيسي]

الأخ والأستاذ الكريم

عبد المنعم جبر

بارك فيك المولى عز وجل

وبارك في الدكتوره ألق صاحبة الموضوع

أتابع هذا الجمع المفيد والصيد الثمين

الذي أفدت منه كثيرا بحق

أسأل الله أن ينعم عليكم بالتوفيق والسداد

وما زلنا بإذن الله متابعين

وبارك بك أيتها الأخت الكريمة ..
تحياتى وتقديرى ..

[عبد المنعم جبر عيسي]

الفسحة
الفسحة والفسح في الدارجة مثل نزهة ونزه وزنا ومعني ، وهو استعمال فصيح ، ولو لم يرد في معجم ولا في نص مأثور .. لأن كل ما يشتق في الفصيحة من مادة ( ف س ح ) يدل علي السعة ، اما حسيا - وهو الأصل في الدلالة - واما عقليا - وهو متفرع عن الحسي في الدلالة - .
ومن الحقيقة الحسية : فسح المكان ، وأفسح وتفسح وانفسح ، فهو فسيح .. وفسحت وتفسحت في المجلس لصديقي : أي وسعت له .
وقد جاء في موضع واحد من القرآن الكريم : { يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم .. } " المجادلة ١١ " .. وتفسحوا وتفاسحوا : وسع بعضهم لبعض .
ومن المجاز :
لدينا فسحة من الوقت .. أي سعة .
و : هو في فسحة من الرزق .. أي غني .
و : رجل فسيح الصدر .. أي حليم .
و : هو فسيح الأفق .. أي واسع الفكر والمعرفة كثير الإطلاع .
فإذا قلنا :
خرج الرجل في فسحة ، أو : هو يتفسح في الحديقة .. فمعني ذلك أنه يطلب التوسعة علي نفسه سعيا لإنبساطها ، لأن هذا العمل ونحوه مما يشرح الصدر وينفس الضيق .. كما نقول في المدارس : الطلاب في فسحة .. أي في سعة وراحة من الدراسة .

[عبد المنعم جبر عيسي]

الفرجة في العامية :
التطلع لأشياء أو أحداث تجذب الإنتباه والإهتمام .
فكل ما يشتق في الفصيحة من مادة ( ف ر ج ) يدل علي الشق ، أو الإتساع بين شيئين ، سواء أكانت الدلالة حسية ( حقيقية ) أو مجازية ( عقلية ) .
فمن الحقيقة اللغوية :
فرجة الجدار أو الثوب ، أي الشق فيه .
و : فرجت بين الكراسي ، أي وسعت بينها وباعدت .
و : الثوب مفرج ، أي مشقوق .
و : تفاريجه ، شقوقه .
و : تفاريج الأصابع ، الفتحات بينها .
و : أفرج لأخيك في المجلس .. وفرج له ، أي وسع له وأفسح .
ومن المجاز في اللغة قولهم :
فرج الله كربتك .. وفرجها تفريجا ، أي أزالها فاتسعت الحال بعد الضيق .
ومنها قول نبي الرحمة صلي الله عليه وسلم { من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا ، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة } .