لقاء حواري مع الأخ الكريم .. الدكتور مصطفى عطية جمعة ...

[أبو شامة المغربي]

لقــــــاء حـــواري مــــع الأخ الكريـــــم الدكتور
مصطفى عطية جمعة

سلام الله عليك أخي الكريم
مصطفى
ورحمته تعالى وبركاته

كأن " سهام " تغني
زخات المطر على زجاج النافذة بجواري، رناته على أرضية الممشى خارج الفصل، غيومها استشعرتها منذ الطابور، على وجنتيّ، وأصابعي المجمدة بحذائي، رنين جرس الفسحة، تحاور البنات بأحداقهن، عصاة الأبلة صفيحة "صبيحة"، إنذارها بعدم نزولنا، "لن أفرد جدائل شعري تحت الرذاذ ولن يسيل في خطوط لجبتهي وشفاهي ...
مصطفى عطية جمعة

قبل أن أهديك أخي مصطفى علامات استفهامي على هذه الصفحة المربدية المزهرة المتألقة، وفي رحاب هذه الواحة المربدية الزاهرة، أبدأ لقائي الحواري معك بهذه الحروف التمهيدية، وأسأل الله لنا جميعا التوفيق والسداد في القول، والحرف، والعمل ...

يستطيع المرء أن يلاحظ في غير عناء ودون مشقة إقبالا، مثيرا للفضول العلمي، على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، وهذا يبعث المرء على المبادرة إلى السؤال حول هذا المنحى التعبيري الجلي البارز:
ترى هل الدافع الحقيقي إلى كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، يكمن في ما يسم هذه الكتابة القصصية من قصر الحجم، مما يوفر على القاص الإطالة والإسهاب وشديد العناء؟
أم أن الاقصوصة والقصة القصيرة أدب ليس من اليسير أو الهين طرق بابه، وأن القليل القليل مما يتلقاه القارئ من هذا اللون الأدبي التعبيري، هو الذي يصل أدب القص والحكي بسبب من الأسباب، في حين أن أكثر ما تتم كتابته ليس من هذا الأدب في قليل أو كثير؟

سؤال قبل الأسئلة
ترى من يكون مصطفى عطية جمعة جملة وتفصيلا؟
سؤالي الأول
ما الذي يعنيه فن القص والحكي بالنسبة إليك، ثم ما الذي يدل عليه حسب رأيك؟
سؤالي الثاني
كيف كان مستهل الكتابة الأدبية لديك، وما أثر ما تتلقاه بفعل القراءة من أدب في ما تقصه من قصص؟
سؤالي الثالث
إن لأدب القص لدى الكثيرين من الكتاب، حسب ما أرى، مقاما مميزا في ما يكتبونه، ما حقيقة الباعث لهم، يا ترى، على الكتابة في دائرة هذا الضرب من التعبير الأدبي؟
سؤالي الرابع
هل لنا أن نعرف البعض من أهل الأدب والنقد العرب، الذين قرأت لهم أكثر من مرة، وما عنوان أول عمل أدبي وأول عمل نقدي قرأتهما؟
سؤالي الخامس
ما السمة الغالبة على الإبداعات الأدبية التي تعثر لها في نفسك على أصوات وأصداء فريدة من نوعها، وما الذي يبعث منها في ذاتك الرغبة في الكتابة والشوق الدائم إليها؟
سؤالي السادس
ترى هل فعل الكتابة الأدبية، شعرا كانت أم نثرا، وفعل قراءة الأدب عموما، في نظرك، هما في حاجة إلى تنظيم محكم ونهج سبيل يجب أن يعتمد بصرامة؟
سؤالي السابع
كيف ترى اليوم حال النثر والشعر، وأساليب الناثرين والشعراء، وكيف تجد حال النقد الأدبي، وأساليب نقاد الأدب في البلاد العربية الإسلامية؟
سؤالي الثامن
ما الذي يعنيه الأدب القديم بالنسبة إليك، ثم هل استطاع الأدباء والنقاد المحدثون أن يأتوا في باب الأدب بما لم يأت به الأقدمون؟
سؤالي التاسع
هل ثمة من رابط قوي وعميق بين ما خلفه القدماء من أعمال أدبية ونقدية عتيقة، وما شهده العصر الحديث من أدب ونقد؟
سؤالي العاشر
ما هو في اعتقادك حظ الخيال ونصيب الواقع مما يقصه نثرا القصاصون العرب المعاصرون، ثم أمن حقنا أن نتحدث عن النثر الشعري، وعن الشعر النثري في الظرف الراهن؟
سؤالي الحادي عشر
ترى هل لسيرة أهل النثر والشعر الذاتية من أصوات وأصداء تسكن قلب ما يبدعون من أدب؟
سؤالي الثاني عشر
هل سبق أن صادفت في قراءاتك بعض السير الذاتية القصصية أو الشعرية؟
سؤالي الثالث عشر
في رأيك كيف ينتقي الأديب، ناثرا كان أو شاعرا، والناقد عناوين أعمالهما الأدبية والنقدية؟

إنها حروف حوارية أرسلتها فراشات باسمة محلقة في سماء هذه الواحة المربدية المشرقة، وغاية القصد أن تؤتي أكلها لدى القراء الكرام تاما غير منقوص بمشيئة الله جل وعلا ...
في انتظار إجاباتك
حياك الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[د.مصطفى عطية جمعة]

الأستاذ الدكتور ، الباحث الأديب / أبو شامة المغربي .
تحياتي إليك وإلى إدار المربد الكريمة ، وخالص شكري لكم على هذه الجهود الدؤوبة في الثقافة والأدب
ونظرا لأنك طلبت تعريفا بي ، فأحب أن أقدم سيرتي الذاتية ، وأقدمها من باب التعريف والرغبة في إيجاد قاسم مشترك للحوار بيننا .

سيرة ذاتية للأديب والناقد د. مصطفى عطية جمعة

مواليد : 15 / 9 / 1969
محافظة الفيوم ، مصر .
المؤهلات العلمية : ليسانس آداب وتربية ، قسم اللغة العربية ، جامعة القاهرة ، 1991م .
دبلوم الدراسات العليا من معهد الدراسات الإسلامية ، القاهرة ، 1993م
دبلوم الدراسات العليا ، دار العلوم ، القاهرة ، 1993م
دبلوم دار القرآن الكريم ، الكويت ، 4 سنوات ، 1999م
دبلوم معهد الدعوة الإسلامية ، الكويت ، سنتان ، 2001 م
ماجستير في النقد الأدبي ، كلية دار العلوم ، ج . القاهرة ، 2000 ، بعنوان : خصائص الأسلوب في صحيح البخاري .
دكتوراه في البلاغة والنقد الأدبي ، دار العلوم ، ج. الفيوم ، 2006 م ، بعنوان: منهج الرواية وبنية الحكاية في كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي .

صدر له :
- وجوه للحياة ، قصص ، نصوص 90 ، القاهرة ، 1997م
- نثيرات الذاكرة ، الجائزة الأولى في الرواية ، دار سعاد الصباح ، القاهرة / الكويت ، 1999م
- دلالة الزمن في السرد الروائي ، نقد ، جائزة النقد الأدبي ، الشارقة ، 2001
- شرنقة الحلم الأصفر ، رواية ، الجائزة الثانية في الرواية عن نادي القصة المصري ، 2002 ، ومركز الحضارة العربية ،2003م .
- طفح القيح ، قصص ، مركز الحضارة العربية ، القاهرة ، 2005م .
- أشكال السرد في القرن الرابع الهجري ، نقد ، مركز الحضارة العربية ، القاهرة ، 2006
- جدلية المرئي واللامرئي ، نقد ، اتحاد الكتاب مصر ، 2007 .
تحت الطبع :
- أمطار رمادية ، مسرحية .
- الرحمة المهداة : بحث مقارن بين الفلسفة والشريعة في مفهوم الرحمة ، دراسات إسلامية .
- كتاب : نص ودراسة ، دراسات نقدية من أدباء الشبكة الإلكترونية .
عضوية :
- اتحاد الكتاب ، مصر .
- نادي القصة ، مصر
- ملتقى الثلاثاء الكويت .
- يقوم بالمتابعة النقدية والأدبية والإشراف في العديد من المنتديات على الشبكة العنبكوتية .
- جوائز أخرى :
- الجائزة الثانية ، لجنة العلوم السياسية ، المجلس الأعلى للثقافة ، مصر ، 1999م ، بحث مصر والعولمة .
- الجائزة الثالثة ، مركز الخليج للدراسات السياسية والاستراتيجية ، القاهرة / البحرين ، 2002 ، بحث مؤشرات التطور الديمقراطي في البحرين .
- أربع جوائز عن بحوث فكرية في مسابقة الكويت الدولية الإسلامية ، وكانت بحوثها على التوالي :
1 ) الأمة الوسط في الإسلام .
2 ) الوقف في الإسلام : نظريا وتطبيقيا .
3 ) العولمة والإسلام .

- ثلاث جوائز عن قصص قصيرة في مسابقة الكويت الدولية الإسلامية .

نشر في :
- مجلات : البيان ( الكويت ) ، المحيط الثقافي ( مصر ) ، الثقافة الجديدة ( مصر ) ، أدب ونقد ( مصر ) ، الرافد ( الإمارات ) ، جذور السعودية ، صحف الكويت اليومية : القبس ، السياسة ، الرأي العام .

الإقامة : الكويت
الإيميل : mostafa_ateia123@yahoo.com

mostafa_ateia123@hotmail.com

[د.مصطفى عطية جمعة]

[الأخ الدكتور / أبو شامة المغربي
سلام الله عليك ورحمته وبركاته .
شكرا لك على هذه الدعوة الكريمة ، ودعني أحاورك فيما طرحته من أسئلة عالية القيمة ، عظيمة الشأن .

سؤالك الأول
ما الذي يعنيه فن القص والحكي بالنسبة إليك، ثم ما الذي يدل عليه حسب رأيك؟
*************

رزقني الله موهبة القصة والرواية منذ نعومة أظفاري ، مع عشق القراءة ، وأرى أن الكتابة القصصية تنفيس لي فيما تختلجه نفسي من أفكار ومواقف وشخصيات ، وأذكر لك - أخي الحبيب - أنني توقفت عن الكتابة فترة طويلة ، فشعرت بغصة شديدة في نفسي ، كنت قرأ القرآن ، وأصلي كثيرا ، ولم تذهب الغصة ، وعندما أمسكت القلم وعدت للقص ، ذهبت الغصة ، فعلمت من ساعتها أنني ميسر للكتابة القصصية والروائية والمسرحية .

__________________________________________________ _

سؤالك الثاني
كيف كان مستهل الكتابة الأدبية لديك، وما أثر ما تتلقاه بفعل القراءة من أدب في ما تقصه من قصص؟

****************

بدأت الكتابة في سن العاشرة من عمري ، وكانت قصة غريبة جدا ، تخيلت أن قطة تصادق كلبا ، وهما عدوان بالطبع . بالنسبة لقراءاتي ، فإنني أحمد الله أنني قرأت في سن مبكرة روايات عالمية وعربية بلا آخر ، لدرجة أنني قرأت لأعلام الأدب العالمي وأنا في الخامسة عشر من عمري ، مثل : دستوفيسكي ، وتولستوي ، وألكسندر ديماس الكبير والصغير ، وهمنجواي وغيرهم ، وهذا أعطاني بفضل الله ثراء قصصيا واسعا ، وعمقا في التخيل الدرامي .
__________________________________
سؤالك الثالث
إن لأدب القص لدى الكثيرين من الكتاب، حسب ما أرى، مقاما مميزا في ما يكتبونه، ما حقيقة الباعث لهم، يا ترى، على الكتابة في دائرة هذا الضرب من التعبير الأدبي؟
******************

أرى أن الباعث يختلف من أديب لآخر ، ولكن من خلال ما اطلعت عليه فيما ذكره الروائيون والأدباء ، يكاد الجميع يشترك في شيء واحد ألا وهو : أن لديهم شخوصا ومواقف وعوالم روائية يريدون أن يطلعوا القراء عليها ، وأن لديهم مواقف فكرية يرغبون في نشرها . ثم تأتي رغبات أخرى مثل : إثبات الذات والرغبة في التميز ، والشهرة ، وامتلاك القلم بكل مزايا الكتابة وغير ذلك . وهذا ما اعترف به نجيب محفوظ ، وإبراهيم أصلان وغيرهما .
__________________________________
سؤالك الرابع
هل لنا أن نعرف البعض من أهل الأدب والنقد العرب، الذين قرأت لهم أكثر من مرة، وما عنوان أول عمل أدبي وأول عمل نقدي قرأتهما؟
***************

لقد قرأت تقريبا لكل الروائيين العرب ، وكل رواية سقطت في يدي قرأتها ، لم أفرق بين أديب شهير أو مغمور ، بل العكس ، هناك من نال الشهرة على غير استحقاق ، وهناك من لا يعرفه القراء وهو أسطورة في الكتابة . من أبرز من قرأت لهم وأعجبت بهم : نجيب محفوظ ، إحسان عبد القدوس ( في فترة أولى من حياتي ) ، محمود البدوي ، يحيي حقي ، ومعظم قصاصي وروائيي مصر . ومن ليبيا : إبراهيم الكوني ، والجزائر : الطاهر وطار ، واسيني الأعرج ، ومن المغرب : الطاهر بن جلون ، وبرادة ، ومحمد شكري ، ومن الشام : غسان كنفاني ، غالب هلسا ، وجميع قصاصي لبنان وفلسطين والعراق ، وبحكم إقامتي في الكويت قرأت معظم أبناء الحركة الأدبية في الخليج .
____________________________________
سؤالك الخامس
ما السمة الغالبة على الإبداعات الأدبية التي تعثر لها في نفسك على أصوات وأصداء فريدة من نوعها، وما الذي يبعث منها في ذاتك الرغبة في الكتابة والشوق الدائم إليها؟
*******************

سؤال جميل وحساس ، وإجابتي هي أن العمل الطريف الجديد المبتكر يشدني في قراءته ، وفي الكتابة النقدية عنه ، وفي كتابي : تجليات المرئي واللامرئي ، تناولت الكثير من الأدباء العرب الذين لم ألتقهم ولكنني قرأتهم وكتبت نقدا عنهم . وأعترف لك أن التجربة الجديدة تستهويني وتولد في نفسي أفكارا جديدة .

__________________________________________________ __

سؤالك السادس
ترى هل فعل الكتابة الأدبية، شعرا كانت أم نثرا، وفعل قراءة الأدب عموما، في نظرك، هما في حاجة إلى تنظيم محكم ونهج سبيل يجب أن يعتمد بصرامة؟
****************

سؤال رائع ، وإجابتي بسيطة ، إنني مؤمن أن المبدع يأتي بالجديد ويخترق السائد ( في حدود الأخلاق والآداب ) ويبتكر الأشكال الأدبية والقصصية الجديدة ، وعلى النقد أن يتابعه ، وأي ناقد يقولب المبدع في قالب ما ، هو مخطئ بلا شك ، وهذا لا يعني أن يهمل المبدع الشكل الأدبي ، ويكتب على هواه ، بل يعني أن يقوم بالمغامرة الإبداعية بطريقة محسوبة ، منطلقا من تمرسه السابق في الأشكال السائدة . مثال على ذلك : تمرد يوسف إدريس ( قاص مصري ) على تيار القصة الموجودة ، وأبدع كثيرا في القصة القصيرة ، وعندما حاول المغامرة في الرواية دون وعي ، كانت أعماله الروائية من أسوأ ما كتب .
___________________________________
سؤالي السابع
كيف ترى اليوم حال النثر والشعر، وأساليب الناثرين والشعراء، وكيف تجد حال النقد الأدبي، وأساليب نقاد الأدب في البلاد العربية الإسلامية؟
*******************

حال النثر والشعر : أي حال الأدب عموما ، أنا أخالف ما هو معروف ، فقد اتسعت الحركة الأدبية كثيرا ، وانتشر المبدعون ، ولكن المشكلة أن حجم القراء قليل ، رغم اتساع النشر وكثرته وسهولته ، وأرى أن لدينا أجيالا من المبدعين لم يأخذوا حظهم من الشهرة والقراءة .
أما حال النقد : فقد تطورت الحركة النقدية كثيرا ، وظهرت أجيال رائعة من النقد ، ولكن المشكلة هي : وجود جهل بالنقد وأسسه لدى المبدعين أنفسهم ، وأن من يتصدى للنقد في الصحف والمنتديات غير متخصصين نقديا ، ويعتمدون على النقد الانطباعي التذوقي ، دون إدراك لمناهج النقد الأدبي الحقيقية .

شكرا لك والحوار موصول

[د.ألق الماضي]

مرحبا بك أيها المبدع ...7
الدكتور مصطفى ...
لن أسأل - على الأقل الآن - فقد كفانا دكتورنا المغربي ذلك، لكن هناك ما حرك كوامن النفس حين قرأت رأيا لك، تكرر أكثر من مرة وهو عين الصواب؛ إذ يمثل الحقيقة والواقع ...
ذلك الرأي يتعلق بالنقد الانطباعي الذي يمارس في الصحافة وفي المنتديات ...
من واقع ما عايشناه أقول: إن من أكبر الأسباب التي أدت إلى ذلك طريقة التعليم (وأتحدث عن من تخصص في هذا المجال)، فالنقد المنهجي غائب عن مدرجات الطلبة، بل هو غائب عن طلاب الدراسات العليا إلا من رحم ربي ... لذا حين يمارس الباحث النقد في بحثه العلمي يبدأ بالتخبط، ويبدأ من أبجديات النقد، وقد يقف عندها، إن لم يحتج بحثه لأكثر من ذلك ... نعم للتعليم الذاتي دور كبير، لكن هناك ما يحتاج إلى مناقشة وحوار، وهنا يأتي دور التكسير والإقصاء وسياسة الكبت ...
عذرا فقد أطلت لكنك أستاذي قد أثرت الشجون وشخصت الداء ... فهل لنا بالدواء؟!
همسة:
هل طبعت أطروحتك؟
كتبك الأخرى خاصة ما طبع منها في مصر هل لها موزع في السعودية أو الخليج؟

[د.مصطفى عطية جمعة]

الأخ العزيز الأديب أبو شامة
سلام الله عليك
حوارنا موصول ، ولتسمح لي الأخت د. ألق الماضي باستكمال الرد على أبي شامة ، ولي رد تفصيلي على ما تفضلت به من أسئلة.
أخي العزيز أبو شامة:
__________________________________________________ ___________
سؤالك الثامن
ما الذي يعنيه الأدب القديم بالنسبة إليك، ثم هل استطاع الأدباء والنقاد المحدثون أن يأتوا في باب الأدب بما لم يأت به الأقدمون؟
***********

الأدب القديم لي ولكل أدباء العربية هو الأصالة، وعنوان هوية الأمة، ومصدر ثروتها اللغوية، ولكن ينبغي أن نعي أن الأقدمين كانوا عظماء وعباقرة، ولكن الأمة لم تجف أرحامها، فهناك من المحدثين من يوازي الأقدمين، وهناك من أزاد عليهم ، وهذه طبيعة الحياة، وإلا توقف الإبداع وصار اجترارا للماضي. إننا نريد عمالقة آخرين نفخر بهم فخرنا بأبي تمام وامرئ القيس، وهؤلاء موجودون، ولكن تغيب عنهم الأضواء أو لم يدرسوا بشكل كاف.
__________________________________________
سؤالك التاسع
هل ثمة من رابط قوي وعميق بين ما خلفه القدماء من أعمال أدبية ونقدية عتيقة، وما شهده العصر الحديث من أدب ونقد؟
************
نعم يا أخي الروابط موجودة: لغة، وهوية، وفكرا، وتقاليد، ولكن منطق الأمور أن كل عصر له ذائقته، وأجناسه الأدبية، ومبتكراته الإبداعية، فإذا شاعت المقامة قديما، فإن القصة والرواية توازيها حديثا وهكذا.
_________________________________________
سؤالك العاشر
ما هو في اعتقادك حظ الخيال ونصيب الواقع مما يقصه نثرا القصاصون العرب المعاصرون، ثم أمن حقنا أن نتحدث عن النثر الشعري، وعن الشعر النثري في الظرف الراهن؟
***********
للقاص المبدع الخيار وحرية القص كما يشاء من خياله، ومن واقع تجربتي المتواضعة، فإن جل الأدباء ينطلقون من أحداث وشخوص واقعية عاشوها عن قرب، ثم صاغوها في قصصهم ولكن خيال الأديب وقناعاته وفكره، كلها عوامل تتدخل في العمل، ويجب ألا نحاكم القاص على واقعية قصصه، وإنما عن المنطق الفني والدلالات لأنه ليس مؤرخا ولا عالم اجتماع.
ومن حقنا كل الحق أن نطور قصائدنا ونثرنا، وأنا مع إبداعات قصيدة النثر في توهجها الفني ولا أقيس على الهزيل الضعيف منها، فكل جنس أدبي جديد يكون على المحك في القبول من المتلقين، وطبيعي أن يوجد من يقبل أو يرفض.

_________________________________________

سؤالك الحادي عشر
ترى هل لسيرة أهل النثر والشعر الذاتية من أصوات وأصداء تسكن قلب ما يبدعون من أدب؟
***********
نعم أوافقك على هذا، هناك أصداء واضحة في أعمال كل أديب ، شاعر أو قاص أو فنان تشكيلي، ونجيب محفوظ رفض أن يكتب سيرته الذاتية لأنه كما قال سجلها في رواياته كلها، من خلال أحداثها وشخوصها.

__________________________________________

سؤالك الثاني عشر
هل سبق أن صادفت في قراءاتك بعض السير الذاتية القصصية أو الشعرية؟
***********
نعم كثير من قرأت لهم كانت قصصهم طبق الأصل من حياتهم، خذ مثالا على ذلك: رواية الخبز الحافي لمحمد شكري من المغرب، كما قال هو، هي قصة حياته، بغض النظر عن قبولنا أو رفضنا له، وهناك أعمال همنجواي، وثروت أباظة، ويوسف إدريس، وإدوار الخراط، ولكن هم قد يغيرون في الشخوص والأحداث، حتى لا يكون هناك تشهير.
__________________________________________
سؤالك الثالث عشر
في رأيك كيف ينتقي الأديب، ناثرا كان أو شاعرا، والناقد عناوين أعمالهما الأدبية والنقدية؟
*******************
العنوان يأتي فنيا مع نهاية العمل، عندما يخط الأديب ما لديه كاملا على الورق، فلحظات الكتابة والإبداع وميلاد النص تكون شديدة التعقيد من الوجهة النفسية، عموما، معظم الأدباء فيما قرأت يدونون العناوين عقب الانتهاء من أعمالهم ، وقد لا يجدون عناوين مناسبة، فيقترح عليهم الأصدقاء المقربون عناوين من عندهم.
أشكرك أخي الحبيب غاية الشكر على أسئلتك الثرية، ولنا حوار موصول دائما.

[د.مصطفى عطية جمعة]

أختي العزيزة الدكتورة ألق الماضي
سلام الله عليك
جميل منك أن تقومي بالتركيز على قضية النقد الانطباعي ، وهو بالأحرى النقد القائم على القبول النفسي أو عدم القبول ، وهذا يضع النص أمام معايير مطاطة ، فهو يرفع نصوصا وضيعة ، ويقتل نصوصا عظيمة . وللأسف هذا ناتج عن غياب الثقافة النقدية الجادة في الوسط الأدبي ، وأيضا في أوساط كليات اللغة العربية وآدابها، فمن هم قائمون على الأدب والنقد يدرسون الأدب تدريسا مدرسيا تلقينيا وليس تذوقيا وفقا لمعايير منهجية واضحة، ولا يدرسون منهاهج النقد بشكل تطبيقي على النصوص حتى يتدرب الطلاب على قراءة النص جماليا ونقده، فلا تستغربين من غياب النقد الموضوعي الممنهج عن الساحة، لذا ندعو الجميع أن يكون الحوار الأدبي عميقا ويرتكز على اسس واضحة، ويتم تدريب الطلاب على البحث النقدي بشكل ممنهج وواضح.
بالنسبة لكتبي: كما ذكرت في سيرتي الذاتية منشورة في أمكنة عدة، وأهمها مركز الحضارة العربية بالقاهرة، وهو يشارك في معارض الكتاب بدول الخليج كلها.
شكرا لك أختي وسلام الله عليك

[د.ألق الماضي]

شكرا د. مصطفى...

سأدون كتبك خاصة الدراسات الأدبية وما يتعلق بالأدب القديم...وسأبحث عنها إن شاء الله في معرض الرياض القادم...
دمت بخير7

[أبو شامة المغربي]

لك من أخيك أبي شامة المغربي غيث الشكر على ما أشرق وتألق في هذا اللقاء الحواري من حروف فصيحة بليغة، ولك في الوقت ذاته فيض التقدير على ما أزهر باسما من المباني وأورق منسابا من المعاني أريجا وشذى، وبهاء وسناء في أرجاء هذا البستان الأنيق المشرق ...
ثم للأخت الكريمة ألق الماضي جزيل الشكر وغاية التقدير على ما بادرت إليه من مشاركة في هذا اللقاء المبارك ...
وإلى لقاء حواري جديد قادم بإذن الله عز وجل

حياك الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[د.مصطفى عطية جمعة]

الأخت العزيزة / الدكتورة ألق الماضي
الأخ العزيز الدكتور أبو شامة المغربي
شكرا لكما على هذه الاستضافة الكريمة .
وأدعو الله أن أكون عند حسن ظنكم دائما .
تحياتي وتقديري

[أبو شامة المغربي]

[نهي رجب محمد]

بارك الله جهودك الأدبية والنقدية
شكرا لأستاذنا الدكتور محمد عطية جمعة هذة النافذة الحميمة التي فتحها بمنهي السخاء علي سيرته سهيلة9/9/2007

[د.مصطفى عطية جمعة]

بارك الله جهودك الأدبية والنقدية
شكرا لأستاذنا الدكتور محمد عطية جمعة هذة النافذة الحميمة التي فتحها بمنهي السخاء علي سيرته سهيلة9/9/2007

الأخت الأديبة / سهيلة
تحياتي إليك وكل عام وأنت بخير ، بمناسبة الشهر الفضيل
أشكرك على كلماتك الرقيقة التي هي حافز لي على المسيرة .
وتفضلي بقبول خالص تحياتي
د. مصطفى عطية جمعة