الحمد لله وحدة والسلام على من لا نبي بعده :

وما سمي الإنسان إنساناً إلا لنسيه وما سمي القلب قلباً إلا لتقلبه ، ففي هذه المحن ومع كثرة الفتن ينبغي

لمن أراد السلامه أن يسلك الجادة ، وليعلم أن النصرة لمن اتبع أوامر الله وجتنب نواهيه ، وعليه أن

يسلك مسلك الفرقة الناجية التي قال عنها الرسول علية الصلاة والسلام هي ما علية أنا وأصحابي ،

ولا يدخل اليأس في قلبة وليعلم أن الساعة لن تقوم إلا عند هزيمة اليهود وإخراجهم من ارض المقدس

حررها الله من رجس اليهود ، ومع هذا فإن الاصلاح يبدا من النفس ثم من هم تحته حتى يكتمل البناء

وليتأكد أن ما اصلح حال أول الامة يصلح آخرها .

الدين الإسلامي دين عز وشرف وهذا ما عرفناه من حال الصحابة ومن جاء بعدهم من قتوحات

وإنتصارات وغز لايذخله ذل وطلب للهداية لايدخله شبهة وهوى ، فعند النظر إلا حال الناس ومن بيدة أمرهم

يندى الجبين من أمرهم وهذا ماحكاة الشاعر: عمر أبو ريشة

فقال :
أمتي هل لك بين الأمم
منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق
خجلا من أمسك المنصرم
ويكاد الدمع يهمي عابثا
ببقايا كبرياء الألم
أين دنياك التي أوحت إلى
وتري كل يتيم النغم
كم تخطيت على أصدائه
ملعب العز ومغنى الشمم
وتهاديت كأني ساحب
مئزري فوق جباه لأنجم
أمتي كم غصة دامية
خنقت نجوى علاك في فمي
أي جرح في إبائي راعف
فاته الآسي فلم يلتئم
ألاسرائيل تعلو راية
في حمى المهد وظل الحرم !؟
كيف أغضيت على الذل ولم
تنفضي عنك غبار التهم ؟
أوما كنت إذا البغي اعتدى
موجة من لهب أو من دم !؟
كيف أقدمت أحجمت ولم
يشتف الثأر ولم تنتقمي ؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي
وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها
تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنم مجددته
لم يكن يحمل طهر الصنم
لايلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدوَّ الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما
كان في الحكم عبيدُ الدرهم
أيها الجندي يا كبش الفدا
يا شعاع الأمل المبتسم
ما عرفت البخل بالروح إذا
طلبتها غصص المجد الظمي
بورك الجرح الذي تحمله
شرفا تحت ظلال العلم