رواية العبور

فلسفة الحضور وحكمة العبور
**






باريس امرأة جميلة تسرق العيونَ..





كنتُ في الحافلة المسرعة التي تنهب الأرض نهبا..
نحو تلك المدينة الجميلة التي تحلم بها الجن والعفاريت،
ويحلم بها الحلم ذاته.!
كان السائق أمامنا سارحا مع مقوده..
الشيخ الطاعن في المقعد الأول أمامنا يتأمل صامتا، وربما نائما، ولكن رأسه مليئة بالأسئلة..
ولكنه لا يتكلم ..ويعبر!
وامرأة عجوز قربه صامتة تحتضن محفظة أمامها، وكتيبا لتقرأه، وترتعد...وتعبر!
وفتاة خلفي تحدث فتاها، يبتسمان رضى، يضحكان،يقهقهان، فتنظر، وتضحك، .. وتعبر!
**
وفي لحظة كان الصمت سيد الحضورْ
والمقود يدورْ
وخلفه الحضورْ
تلاحق سائقها الأمير
إلى محطة يحلم بها ..
مستعجلا
كل راكب هنا..
مصيره الى المحطة يصيرْ
وكانت الدنيا التي نتركها وراءنا..
تجري وراءنا..
لتلحق بنا في المحطة ..
الاخــــــيرة،
فيكتمل العبورْ !!
**

كنتُ أطل من النافذة فأرى السيارات التي تعبرنا والتي نعبرها..
وأرى الاشجار تعبر..
وأرى الأطيار تعبر..
وأرى قطعان بقر وغنم راضية ترتع ..ولكنها تعبر!
وأرى أعمدة كهرباء تبعث ضوءها..
فيبتسم الموتى في منفاهم..
وترتعد القبورْ !!
**
وأرى قطعان بشر غير راضية ..تسخط
.. وتعبر!
ودولا تعلو وتنهدُ..وتعبر!
وأمـــــــمًِا تعبر..
وحضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا رات تعبرُ !
وحضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا رات تعبرُ !
وحضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا رات تعبرُ !
فقمة خلودها حين تعبرُ (!!!)
..
وتـــــــاريخًا يبلعُ حـــاضرا
ويمـــد فاه فاغــــرا الى المستقبل..
ويعبرُ
وأراه يعبر..ويعبرُ!
وأراني أعبرُ
وأرى عبوره يعـــــبر ُ !!
**
أيتها الحية الرقطاء..
ياتاريخنا..
ايتها التي تبلع كل حياة..
وليس تعبرُ !!
**
يا أيــــــها الأمــل الطافحُ..
أنت الذي لا تعــــبر ُ !
يا أيـــــها الحلم الوردي ..
أنت الذي لا تعــــــبرُ!
وأرى عبوركما يعـــــبر ُ!

**

أحبُ أن أكتب قصيدة..
تقول كل شئ ..
عن كل شئ..
لكل شئ..
ويسمعها كل شئ..
..
لكن كل شئ..
ذكرتــــُــه هنا.
لا يسمعهـــأ
ولا يقرأهـــــا
فالفتـــــنة ُ ذاتها عبورُ !!

**
قررتُ حينها ..
أن أترك القصيده..
وأن أكتب العبور!!!
..