بقلم بوزيان حجوط


فتوى لمصادرة قلوبنا العاشقة .. !!?

في عصور الجاهلية الجديدة ، أصبح كل شيء ممكنا... !!

أمام قوة هذا الإجتياح ... هذا العبث السائد ، والمنتشر كالجراد هذه الأيام !! . وأمام هول هذه اللاجدوى الزاحفة والكاسحة فوق الأشياء الجملية . أصبحت أخاف أن تنزل فوق رؤوسنا في أية لحظة فتوى، أو مشروع قانون يصدره الصدر الأعظم !? أو الزعيم العربي لافرق.. ! .
قانون يجيز بجرة قلم جائرة وطائشة !مصادرة قلوبنا العاشقة ، قلوب كل الشعراء .. !وجزها عنوة في الشارع العام ، وأمام الملأ .. ! بتهمة تهريب و ضخ وتغذية مصادر الفكر ، والمخيلة ، والإلهام، بالأشعار المتمردة ، وعذب الكلام المسحر للروح . وليس أخيرا تهذيب الإحساس !.
أو مصادرة ألسنتنا في أحسن الأحوال ، كي نكف عن البوح المباح ، والهمس اللذيذ لحبيباتنا حين تحل ليالي المساء الرومانسي . أو أثناء قدوم نيسان ، كي لانرقص فيه كالأطفال ، كالملائكة .. ونتغنى بأجمل قصائدنا البكر. ونهديها بعد ذلك للزوار ، والمعجبين، والناس الطيبين .
أو من يدري ، إن كانوا قساة أكثر من اللازم ، فسيصادرون عيوننا حتى .. !? . كي لانرى الجمال وفتنه ، وزوابعه المسحرة للألباب ، حين نتامل خلق روعة الله . وكي لانعشق الحياة أكثر ..ولا نفرح أكثر ..
ماأتمناه ، وأرجوه : أن أنقرض وأختفي بالمرة من فوق هذا الكوكب ! إن صدقت تنبؤاتي الحزينة هذه . وأرجو الآ أكون أهذي ، وأنا في كامل قواي العقلية ، والكرة الملتهبة فوقي أكاد أقطفها بيدي ، وألمسها . إذن إنني قطعا لا أهذي بالمرة ... !!!
سأعيد الكرة ثانية هذه المرة ، وسأهمس بها في صمت خافت بعض الشيء ..
- إنـي أخاف .. أخاف أن ذلك سيحــــدث ...ذات يــوم .. ??!!
ولكل ما سبق أدعو كافة المبدعين في الوطن العربي للتوحد والتضامن سعيا لتأسيس نواة أولى لتشكيل إطار موسع يدافع عن حقوقهم ، ويناضل من أجل قضاياهم العادلة.
وأرجو من القلب المخلص أن تكون الفكرة وصلت ... ففكرة المقال وجحيم واقعنا العربي ، بكل كوارثه، وزلازله المدوية ، وهزائمه المتتالية يجعلنا في كف عفريت ، مادامت ثقافة المزاج المتقلب ، وسيادة اللآقانون هي السائدة بامتياز وإن كانت بأشكال متفاوتة بين الحدة والتراخي
.في كل بلد عن حدة .
خلاصة القول ، أرجو ومن القلب المخلص أن تزول هذه العصور الجاهلية الجديدة التي نحياها وإن كانت بأشكال أكثر تطورا وعصرنة ، رغم أن الأسس ، والعقليات ، والأجواء المكهربة ، وشيوع ثقافة القبيلة . كلها عوامل تجعل كل مبدع لايستيقظحتى يتحسس أن رقبته ما زالت في مكانها بعد آخر قصيدة أو مقال كاتب ناري القسمات .
فاللهم اشهد أني قد بلغت .....
****
الكاتب : مبدع من المغرب .
hajjout@gmail.com