و جَرَحْتنــي... !
لـمْ أعتقـدْ أنَّ الودادَ إهــانةٌ ..
تــُلْقى على وجْهِ الـمُحِبْ !
و سجَنْتـِــني..ألـمـاً بغيرِ جناية ٍٍ..
وطلبتُ منكِ العفوَ ..
و القلبُ السَّببْ !
يا ليتَ لــمْ أعشقْ جُفونَ صغيرتي..
يا ليتَ لـمْ أسبحْ ..
وكُــــلّي غارقٌ فـي نشوتي
..ضمَّ الـمآسي نغْمــةً..
و الـحَرفَ مصْلوبَ الطَّربْ .
- لا تكتمي .. لا تـدِّعي
.. ما لـمْ تـَـبُحْ عيناكْ
تلكَ التي منَّتْ على أطيارنا ..
وعلى الرّبيع ِالأخضرِ الـــميَّاسْ ..
وعلى الرُّبـَى و الرّافديـْنِ..
و لــمَّةٍ منْ غُــوطَةِ الإحساسْ..
أحْلى تلاحيـنِ الغضبْ !
و جَرَحْتـِـنـِي.. !
كلَّتْ جراحي لونــَها..
و خريــفُ عُمْــري ..
خانـهُ وَهَـنُ الــورقْ..
و تثاقلتْ خُطْواتُ نبضي ..
بينَ شكّي .. بـينَ يأْسِي و الأرَقْ
إذْ صَيـَّرَتْ ذكْراكِ فــِـي وَجَعِي أملْ.. !
يتحيـَّنُ الـيَّـــمَّ الــمُسافرَ بالــعُبابْ..
لِــــمَرافئِ الــــماضِي العفيفْ ..!
تنْساقُ بعـدَ الصُّبحِ أشواقُ النــَّدى..
و صبابتـِي.. و شقاوتــِي..
يا رايـةَ العُودِ الكــفيفْ..
قبلَ الــــلَّهبْ !
و جَرَحْتِنـِـي.. !
هذا أنا مُتلـــهّفٌ سُحُبَ الــلّقاءْ..
و بكلِّ صدْر ٍ مُغْــرَم ٍ.. ٍ
ألـــْـقاكِِ .. أحْتَمِلُ العياءْ !
أتَعِبْتِ منْ تعَبـي الَّذي ملَّ التَّعبْ ؟
هَا ..فـــــٱعلمي..
سأقولُ ملْحَمتـي لكلﱢ النّاسِ و الدُّنيا ..
هلــُـمُّوا ..اِسْـــمعُوا :
.. شكّي يقِيــنٌ أنــّها قالتْ :
"..أحِبُّكَ سيّدي..!
وأنا صغيرةُ لـمْ أزلْ أقوى ، ولــمْ أعتدْ
على خُطَب ٍٍ تُعَــرّفُنـي أنــَا ..
يكْفيكَ منـّي بسْمتـي الـملأى سَنَا..
و إذا رغِبْتَ لكيْ أقولَ بأنكَ
الغافـِــي بقلبِـي..سيّدي
..اُنظرْ عُيونــي..إنّها تُغنِــيكَ
عنْ كُـــلﱢ الـــخُـطبْ ! ".
* * *
هذا مصيري.. سامِعـِـيّْ
قـــدْ جَـرَّ هُ..قلبٌ أحَبْ !
الجزائر / 1999