ديـــــوان الشاعر
محمد الصالح الغريسي
أمّي الحبيبة
نادت بنيّ، فقلـــــــــــت مــــــن ناداني
أمّي الحبيبة، صـــــوتها أشجــــــــاني
نادت بنيّ، فصـــوتها يحييــــــــــــــــني،
ويزيد من عزمي ومن إيمـــــــــــــاني
أمّـــــــاه يا لحنا جميـــلا خـــــــــــــــالدا
في مسمعي من أعذب الألحـــــــــــــان
أمّاه يا صوتا إلــهيّا، شجـــــــــــــــــيــ
ــــيا قادما من أرحب الأكــــــــــــوان
علّمتني معنى الحيــــــاة وســــــــــرّها:
حبّ الإلــــــه وعزّة الأوطــــــــــــــان
لولاك ما كان الصّفـاء ولا الوفــــــــــا
ولما تجلّت روعــــــة الوجـــــــــدان
ما أروع البيت الجميــــــــــل الهادي،
تسعـــــــين فيه بثوبك المــــــــــــــزدان
بالحبّ أمسى روضة فيحــــاء من
ورد ومـــن فـلّ ومـن ريــــــــحان،
بل جنّـــــــــــة فتّــانة ألوانــــها،
قد زيّنتــــــــــــها ريشة الفنــــــــــــّان
أعطيتــــــــه كلّ العطاء محبّـــــــــــــــة،
فغـــدا سعيــــــــــدا هادئ الأركان
أمّاه، إن بعـــــد المــــــــــزار مسافة،
ناديت طيفك في دجى الأكــــــــوان،
فإذا الدّجى شـــــــــــــلاّل نور دافق،
يهدي فـــــــــــؤاد التّائه الحــــــــــــيران؛
أروي به ضمئي إليـــــك فأرتــــوي
وأشــــــقّ دربي ثابت الإيمـــــــــــان