أشكرك أخي الكريم أبا شامة على ما تفضلت به ونعم به وأكرم..
إن القضية أخي الفاضل تحتاج فعلا إلى روية وإمعان نظر..
خصوصا إذا نظرنا إلى ما جادت به قرائح السلف الصالح
في هذه النقطة وما دار بينهم من خلاف حولها
والذي كان مركز الحوار فيه
قد انقسم حول هل هي جنة الخلد التي وعد المتقون
فلماذا يخرج منها من دخلها أول مرة..
أم هي جنة بمعنى الربوة في أرض زاهرة مخضرة..
أم هي جنة أخرى كانت للاختبار؟؟؟
وكل هذا يحاول أصحابه التدليل عليه
من النصوص الدينية واللغوية..إلخ..
لكن يبدو أن كلامي لم يكن واضحا كما يجب
فأنا لم أختر من هذه الآراء رأيا دعمته
أو رجحته على غيره..
بل ما قمت به هو توضيح أن تلك الجنة
هي فعلا جنة الخلد لكن هي كذلك
في الوقت نفسه كانت جنة امتحان
قبل أن تصبح جنة المأوى بمعنى آخر كلمة الله العليا
بكينونة ذلك المكان جنة المأوى
لم يسر مفعولها على الخلق إلا بعد أن أصبح هذا الخلق مسؤولا
"مسؤولية وعد ووعيد"..
فهو المكان الواحد - وليس أماكن متعددة -
الذي كان في زمن محدد للاختبار..
ثم كان في زمن آخر وعدا صادقا من الله لعباده الأخيار..
وقد كان في علم الله تعالى أنها هي جنة الخلد
منذ أن خلقها وبناها وسوى أمرها..
إلا أنها خضعت هي لإرادة المولى جل وعلا
كي تكون في وقت ما فضاء للاختبار..
وحتى يتم التعرف على المكان الذي سيؤول به الأمر
إلى أن يصبح هدفا فيما بعد ويصبو ويهفو إليه
كل تائب وآيب إلى الله تعالى..
إنها هي هي بكل تفاصيلها الجغرافية والطبيعية والجزائية
التي وصفت بها في النصوص القرآنية والحديثية
إلا أنها عاشت هي الأخرى مرحلتين تاريخيتين عظيمتين
أرادهما لها الله تعالى..
وهو الفعال لما يريد سبحانه وتعالى..