صفحة 7 من 9 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة
النتائج 73 إلى 84 من 106

الموضوع: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."

  1. #73 رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....." 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    68
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الحمّادي مشاهدة المشاركة
    قبل دقائق معدودة وصلتني رسالة عبر بريدي الالكتروني وعنوانها منتديات اسواق المربد : رد على مشاركة 'قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."'‏
    ففرحت كثيراً , ولكنني ازدت فرحاً وفرحاً عندما فتحتها فوجدت أن الذي قام بالمشاركة في الموضوع هو قلم الأستاذ " المساوي "
    الحق كل الحق أني احترم هذا القلم وصاحب هذا القلم, ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتوجه إلى الله بالدعاء أن لا يحرمنا أشراقة شمس حروف الأستاذ " المساوي "

    تابعوا سادتي فإنا متابعون إن شاء الله ..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

    [FONT="System"]يسرني أخي الفاضل أن تكون من المتابعين لهذا النقاش الثر والمشاركين في هذا الحوار الطيب.. وزادك الله تعالى فرحا وفرحا في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب..

    وأشكرك أخي الكريم على كلماتك العذبة في القلم وصاحبه.. وما هذا إلا من حسن خلقك زادك الله فضلا على فضلك..

    وأسأل الله الكريم ألا يحرمنا من بعضنا على أرض هذا المربد الخصيب..

    ولنا إن شاء الله تعالى جولات عديدة حول هذا الموضوع المثير للجدل والنقاش منذ القديم والله الموفق لكل خير..[/
    FONT]

    والسلام على كل الأحبة ورحمة من الله وبركاته
    رد مع اقتباس  
     

  2. #74 رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....." 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    68
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الحمّادي مشاهدة المشاركة
    أستاذنا الكريم عبد الرزاق المساوي :
    هل الاجتهاد جائز في حق الملائكة؟
    وكيف نستطيع أن نوفق بين قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) وبين قولهم ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا)
    يعني هل يمكننا أن نقول بأن قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) كان عن سابق علم علمه الله إياهم , وعلى أساس هذا العلم بنوا قولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) ؟
    تساؤلات تنتظر إجابتكم سيدي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


    أخي المفضال أحمد زادنا الله وإياك علما ومعرفة وفهما..

    إن الإجابة عن هذا السؤال لهو أس الموضوع ولبه ونحن نحاول -بإذن الله تعالى-

    التدرج للحصول عليه وليس للوصول إليه لأن الإجابة الصحيحة كما أراها والله تعالى

    أعلى وأعلم ما أظن أني عثرت عليها في بحثي المتواصل في هذا الموضوع بأي مصدر

    أو مرجع..

    ولذلك وضعت هذا العنوان " لماذا قالت الملائكة:.......؟" على صفحات مربدنا الزاهر لعلي

    أعثر على من يطرح شيئا مما أجد في نفسي جوابا لسؤالنا هذا..

    وعليه أتمنى من كل المربديين أن يجدوا معنا في البحث والتنقيب في كل ما يتيسر من

    مصادر العلم والمعرفة كي نغني الموضوع من جهة ثم نخرجه من دائرة الخلاف من جهة

    ثانية..

    ((**والله الموفق لكل خير**))
    رد مع اقتباس  
     

  3. #75 رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....." 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    45
    معدل تقييم المستوى
    0
    وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته
    بارك الله فيكم أستاذنا الحبيب " عبد الرزاق المساوي " على كلماتكم التي تنبض بالمحبة والجمال والنور , وأسأله تعالى أن يجعلنا من المتحابين في جلاله, وان يظلنا في ظله يوم لا ظل الا ظله ..آمين.
    أستاذنا الكريم
    قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره الكبير لجواب الملائكة: ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا):
    والذين أنكروا معصيتهم(أي الملائكة) ذكروا في ذلك وجهين: الأول: أنهم إنما قالوا ذلك على وجه الاعتراف بالعجز والتسليم بأنهم لا يعلمون ما سئلوا عنه وذلك لأنهم قالوا إنا لا نعلم إلا ما علمتنا فإذا لم تعلمنا ذلك فكيف نعلمه، الثاني: أن الملائكة إنما قالوا: { أَتَجْعَلُ فِيهَا } لأن الله تعالى أعلمهم ذلك فكأنهم قالوا إنك أعلمتنا أنهم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء فقلنا لك أتجعل فيها من يفسد فيها وأما هذه الأسماء فإنك ما أعلمتنا كيفيتها فكيف نعلمها.

    انتهى كلام الرازي
    رد مع اقتباس  
     

  4. #76 رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....." 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    68
    معدل تقييم المستوى
    17
    وبارك فيك أخي الحبيب وجمعنا في رحمته..

    أخي الفاضل إن الشيخ الرازي جمع في تفسيره لهذه القصة أقوالا كثيرة وآراء عديدة ناقش بعضها

    ودحض ثانية وأشار إلى إلى أخرى على سبيل الاستئناس..


    ولذلك يمكن نقل *بين الحين والحين* بعض ما جاء في ذلك الكتاب على أساس أنه جمع

    بعض ما تفرق في غيره، وإن كنت أعتبر أكثر ما جاء في الموضوع زيادات كانت نتيجة فهم

    غير موفق للقصة القرآنية بشكل عام ولقصة آدم عليه السلام بشكل خاص..
    رد مع اقتباس  
     

  5. #77 رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....." 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    45
    معدل تقييم المستوى
    0
    أستاذنا الكريم " عبد الرزاق المساوي " بارك الله فيكم وزادك علما وفهما
    لنا عودة إن شاء الله ..
    رد مع اقتباس  
     

  6. #78 رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....." 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
    ورحمته تعالى وبركاته
    وبعد ...
    يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ*وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ*قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ*قَالَ يَآ ءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ"
    صدق الله العظيم
    جاء في "تفسير القرآن" للفيروز آبادي
    (المتوفى عام 817 هـ)
    الآتي:
    {وَإِذْ قَالَ} وقد قال {رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ} الذين كانوا في الأرض {إِنِّي جَاعِلٌ} خالق أخلق {فِي ٱلأَرْضِ} من الأرض {خَلِيفَةً} بدلاً منكم {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا} أتخلق فيها {مَن يُفْسِدُ فِيهَا} بالمعاصي {وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ} بالظلم {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} نصلي لك بأمرك {وَنُقَدِّسُ لَكَ} ونذكرك بالطهارة {قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ} ما يكون من ذلك الخليفة {مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا} أسماء الذرية ويقال أسماء الدواب وغير ذلك حتى القصعة والقصيعة والسكرجة {ثُمَّ عَرَضَهُمْ} على مذهب الشخوص {عَلَى ٱلْمَلاَئِكَةِ} الذين أمروا بالسجود {فَقَالَ أَنْبِئُونِي} أخبروني {بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ} الخلق والذرية {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} في مقالتكم الأولى {قَالُواْ سُبْحَانَكَ} تبنا إليك من ذلك {لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ} ألهمتنا {إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ} بنا وبهم {ٱلْحَكِيمُ} بأمرنا وبأمرهم {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُمْ} أخبرهم {بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ} أخبرهم {بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ} غيب ما يكون في السموات والأرض {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ} ما تظهرون لربكم من الطاعة لآدم {وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} منه ويقال ما أبدى لهم إبليس وما كنتم منهم.
    حياكم الله


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  7. #79 رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....." 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
    ورحمته جل وعلا وبركاته
    وبعد ...
    يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ؟ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"
    صدق الله العظيم
    جاء في "تفسير بحر العلوم" للسمرقندي
    (المتوفى عام 375هـ)
    الآتي:
    قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ} روي عن أبي عبيدة أنه قال: معناه وقال ربك للملائكة وإذ زيادة، وروي عن الفراء أنه قال: واذكر معناه إذ قال ربك وقال مقاتل: معناه، وقد قال ربك للملائكة، والملائكة: جماعة الملك، وهذا اللفظ على غير القياس لأنه يقال: ملائكة بالهمز ويقال للواحد: ملك بغير همز، وإنما قيل ذلك لأنه في الأصل كان مألك بالهمز، فأسقط الهمز للتخفيف. وأصله من: ألك يألك (ألوكا) وهو الرسالة. كما قال القائل:
    وغلام أرسلته أمه*بألوك، فبذلنا ما سأل
    وإنما سميت الملائكة ملائكة لأنهم رسل الله تعالى، وإنما أراد ها هنا بعض الملائكة، وهم الملائكة الذين كانوا في الأرض، وذلك أن الله تعالى لما خلق الأرض، خلق الجان من مارج من نار، أي من لهب من نار لا دخان لها، فكثر نسله، وهم الجان بنو الجان، فعملوا في الأرض بالمعاصي وسفكوا الدماء، فبعث الله تعالى ملائكة سماء الدنيا، وأمر عليهم إبليس وكان اسمه عزازيل، حتى هزموا الجن، وأخرجوهم من الأرض إلى جزائر البحار، وسكنوا الأرض، فصار الأمر عليهم في العبادة أخف، لأن كل صنف من الملائكة يكون أرفع في السماوات، فيكون خوفهم أشد وملائكة سماء الدنيا يكون أمرهم أيسر من الذين فوقهم، فلما سكنوا الأرض صار الأمر عليهم أخف مما كانوا، وسكنوا الأرض واطمأنوا إليها، وكل من اطمأن إلى الدنيا أمر بالتحول عنها، فأخبرهم الله تعالى أنه يريد أن يخلق في الأرض خليفة [فذلك قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ} يعني الذين هم في الأرض {إِنِّي جَاعِلٌ فِى ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً} يعني أريد أن أخلق في الأرض خليفة] سواكم.
    فشق ذلك عليهم وكرهوا ذلك {فَقَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا} يعني أتخلق فيها {مَن يُفْسِدُ فِيهَا} كما أفسدت الجن {وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَاء} كما سفكت الجن {وَنَحْنُ نُسَبّحُ بِحَمْدِكَ} أي نصلي لك بأمرك، ويقال معناه: نحن نسبح بحمدك ونحمدك {وَنُقَدِّسُ لَكَ} قال بعضهم: نقدس أنفسنا لك، يعني نطهر أنفسنا بالعبادة عن المعصية، وقال بعضهم: نقدس لك، أي ننسك إلى الطهارة ونقدس أنفسنا لك: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} قال مجاهد: علم من إبليس المعصية وعلم من آدم الخدمة والطاعة، ولم تعلم الملائكة بذلك. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: قد علم أنه سيكون من بني آدم من يسبح بحمده ويقدس له ويطيعه، ويقال: قد علم الله تعالى أنه سيكون في ولد آدم من الأنبياء والصالحين والأبرار، وذكر في الخبر أنه لما أراد الله تعالى أن يخلق آدم بعث جبريل ليجمع التراب من وجه الأرض، فلما نزل جبريل وأراد أن يجمع التراب، قالت له الأرض: بحق الله عليك لا تفعل، فإني أخشى أن يخلق من ذلك خلقاً يعصي الله تعالى فأستحي من ربي.
    حياكم الله


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com



    رد مع اقتباس  
     

  8. #80 رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....." 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
    ورحمته عز وجل وبركاته
    وبعد ...
    يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ؟ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"
    صدق الله العظيم
    جاء في "تفسير النكت والعيون" للماوردي
    (المتوفى عام 450هـ)
    الآتي:
    قوله عز وجل: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ في الأَرْضِ خَلِيفَةً}، في قوله: "وَإِذْ" وجهان: أحدهما: أنه صلة زائدة، وتقدير الكلام: وقال ربك للملائكة، وهذا قول أبي عبيدة، واستشهد بقول الأسود بن يعفر:
    فَإِذَا وَذلِكَ لاَ مَهَاةَ لذِكْرِهِ*وَالدَّهْرُ يَعْقُبُ صَالِحاً بِفَسَادِ
    والوجه الثاني: أن "إذ" كلمة مقصورة، وليست بصلة زائدة، وفيها لأهل التأويل قولان: أحدهما: أن الله تعالى لما ذكَّر خلقه نِعَمَهُ عليهم بما خلقه لهم في الأرض، ذكّرهم نِعَمَهُ على أبيهم آدَمَ {إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}، وهذا قول المفضَّل.والثاني: أن الله تعالى ذكر ابتداء الخلق، فكأنه قال: وابتدأ خلقكم {إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}، وهذا من المحذوف الذي دَلَّ عليه الكلام، كما قال النمر بن تَوْلَبَ:
    فَإِنَّ الْمَنَّيةَ مَنْ يَخْشَهَا* فَسَوفَ تُصَادِفُهُ أَيْنَمَا
    يريد: أينما ذهب، فأما الملائكة فجمع مَلَكٍ، وهو مأخوذ من الرسالة، يقال: ألِكِني إليها أي أرسلني إليها، قال الهذلي:
    ألِكْنِي وَخَيْرُ الرَّسُو*لِ أَعْلَمُهُمْ بنواحِي الخَبَرْ
    والألوك الرِّسالة، قال لبيد بن ربيعة:
    وَغُلاَمٍ أَرْسَلَتْهُ أُمُّهُ*بأَلُوكٍ فَبَذَلْنَا مَا سَألْ
    وإنما سميت الرسالة ألوكاً لأنها تُؤْلك في الفم، والفرس يألك اللجام ويعلكه، بمعنى يمضغ الحديد بفمه، والملائكة أفضل الحيوان وأعقل الخلق، إلا أنهم لا يأكلون، ولا يشربون، ولا ينكحون، ولا يتناسلون، وهم رسل الله، لا يعصونه في صغير ولا كبير، ولهم أجسام لطيفة لا يُرَوْنَ إلا إذا قوَّى الله أبصارنا على رؤيتهم، وقوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ في الأَرْضِ خَلِيفَةً} اختلف في معنى {جاعل} على وجهين: أحدهما: أنه بمعنى خالق، والثاني: بمعنى جاعل، لأن حقيقة الجَعْل فِعْلُ الشيء على صفةٍ، وحقيقة الإحداث إيجاد الشيء بعد العدم، و{الأرض} قيل: إنها مكة، وروى ابن سابط، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دُحِيَت الأرضُ من مكةَ"، ولذلك سميت أم القرى، قال: وقبر نوح، وهود، وصالح، وشعيب بن زمزم، والركن، والمقام، وأما "الخليفة" فهو القائم مقام غيره، من قولهم: خَلَفَ فلانٌ فلاناً، والخَلَفُ بتحريك اللام من الصالحين، والخَلْفُ بتسكينها من الطالحين، وفي التنزيل:
    "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ"
    [مريم: 59]
    وفي الحديث: "ينقل هذا العِلْمَ من كل خَلَفٍ عُدُولُهُ"، وفي خلافة آدم وذريته ثلاثة أقاويل:
    أحدها: أنه كان في الأرض الجِنُّ، فأفسدوا فيها، سفكوا الدماء، فأُهْلِكوا، فَجُعِل آدم وذريته بدلهم، وهذا قول ابن عباس.
    والثاني: أنه أراد قوماً يَخْلُفُ بعضهم بعضاً من ولد آدم، الذين يخلفون أباهم آدم في إقامة الحق وعمارة الأرض، وهذا قول الحسن البصري.
    حياكم الله


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  9. #81 رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....." 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
    ورحمته عز وجل وبركاته
    وبعد ...
    يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ؟ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"
    صدق الله العظيم
    جاء في "تفسير معالم التنزيل" للبغوي
    (المتوفى عام 516هـ)
    الآتي:
    قوله تعالىٰ: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ} أي وقال ربك وإذ زائدة وقيل: معناه واذكر إذ قال ربك وكذلك كل ماورد في القرآن من هذا النحو، فهذا سبيله، وإذ وإذا حرفا توقيت، إلا أن إذ للماضي وإذا للمستقبل، وقد يوضع أحدهما موضع الآخر قال المبرد: إذا جاء (إذ) مع المستقبل كان معناه ماضياً كقوله تعالىٰ
    {وإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ}
    [الأنفال: 30]
    يريد وإذ مكروا، وإذا جاء (إذا) مع الماضي كانت معناه مستقبلاً كقوله:
    {فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ}
    [النازعات: 34]
    {إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ}
    [النصر: 1]
    أي: يجيء {لِلْمَلَـٰئِكَةِ} جمع ملك وأصله مألك من المَأَلُكَة والألوُكَةِ والألُوكِ، وهي: الرسالة فقلبت فقيل مَلأْك، ثم حذفت الهمزة طلباً للخفة لكثرة استعماله ونقلت حركتها إلى اللام فقيل: مَلَك، وأراد بهم الملائكة الذين كانوا في الأرض، وذلك أن الله تعالىٰ خلق السماء والأرض، وخلق الملائكة والجن، فأسكن الملائكة السماء، وأسكن الجن الأرض، فغبروا فعبدوا دهراً طويلاً في الأرض، ثم ظهر فيهم الحسد والبغي، فأفسدوا وقتلوا، فبعث الله إليهم جنداً من الملائكة يقال لهم: الجن، وهم خزان الجنان اشتق لهم من الجنة رأسهم إبليس، وكان رئيسهم ومرشدهم وأكثرهم علماً، فهبطوا إلى الأرض، فطردوا الجن إلى شعوب الجبال (وبطون الأودية) وجزائر البحور، وسكنوا الأرض، وخفف الله عنهم العبادة، وأعطى الله إبليس ملك الأرض، وملك السماء الدنيا وخزانة الجنة، فكان يعبد الله تارة في الأرض، وتارة في السماء، وتارة في الجنة، فدخله العجب، فقال في نفسه: ما أعطاني الله هذا الملك إلاّ لأني أكرم الملائكة عليه، فقال الله تعالى له ولجنده: {إِنِّي جَاعِلٌ} خالق {فِى ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً} أي بدلاً منكم ورافعكم إلي، فكرهوا ذلك لأنهم كانوا أهون الملائكة عبادة، والمراد بالخليفة هٰهنا آدم، سماه خليفة لأنه خلف الجن أي جاء بعدهم، وقيل لأنه يخلفه غيره، والصحيح أنه خليفة الله في أرضه لإِقامة أحكامه، وتنفيذ وصاياه {قَالُوۤاْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا} بالمعاصي {وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ} بغير حق، أي كما فعل بنو الجان فقاسوا الشاهد على الغائب، وإلا فهم ما كانوا يعلمون الغيب {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} قال الحسن: نقول سبحان الله وبحمده، وهو صلاة الخلق وصلاة البهائم وغيرهما سوى الآدميين، وعليها يرزقون.
    أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنا مسلم بن الحجاج أنا زهير بن حرب أنا حبان بن هلال أنا وهيب أنا سعيد الجريري عن أبي عبد الله الجسري عن عبادة بن الصامت عن أبي ذر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل قال: «ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده»"
    حياكم الله


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  10. #82 رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....." 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
    ورحمته عز وجل وبركاته
    وبعد ...
    يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ*وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ*قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ"
    صدق الله العظيم
    جاء في "تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" لابن عطية
    (المتوفى عام 546هـ)
    الآتي:
    قال معمر بن المثنى: "إذ زائدة، والتقدير وقال ربك". قال أبو إسحاق الزجاج: "هذا اجتراء من أبي عبيدة ". قال القاضي أبو محمد: وكذلك رد عليه جميع المفسرين.وقال الجمهور: ليست بزائدة وإنما هي معلقة بفعل مقدر تقديره واذكر إذ قال، وأيضاً فقوله: {خلق لكم ما في الأرض جميعاً} الآية، يقتضي أن يكون التقدير وابتداء خلقكم إذ قال ربك للملائكة، وإضافة رب إلى محمد صلى الله عليه وسلم ومخاطبته بالكاف تشريف منه له، وإظهار لاختصاصه به، والملائكة واحدها ملك أصله ملاك على وزن مفعل من لاك إذا أرسل، وجمعه ملائكة على وزن مفاعلة.وقال قوم: أصل ملك مألك، من ألك إذا أرسل، ومنه قول عدي بن زيد: [الرمل]
    أبلغ النعمان عني مألكاً* أنه قد طال حبسي وانتظاري
    واللغتان مسموعتان لأك وألك، قلبت فيه الهمزة بعد اللام فجاء وزنه معفل، وجمعه ملائكة، وزنه معافلة.وقال ابن كيسان: "هو من ملك يملك، والهمزة فيه زائدة كما زيدت في شمأل من شمل، فوزنه فعأل، ووزن جمعه فعائلة " وقد يأتي في الشعر على أصله كما قال: [الطويل]
    فلستِ لأنسيٍّ ولكنْ لمَلأكٍ*تَنَزَّلَ مَن جَوِّ السماءِ يصُوبُ
    وأما في الكلام فسهلت الهمزة وألقيت حركتها على اللام أو على العين في قول ابن كيسان فقيل ملك، والهاء في ملائكة لتأنيث الجموع غير حقيقي، وقيل هي للمبالغة كعلامة ونسابة، والأول أبين.وقال أبو عبيدة: " الهمزة في ملائكة مجتلبة لأن واحدها ملك".قال القاضي أبو محمد بن عبد الحق رضي الله عنه: فهذا الذي نحا إليه ابن كيسان.و{جاعل} في هذه الآية بمعنى خالق، ذكره الطبري عن أبي روق، ويقضي بذلك تعديها إلى مفعول واحد، وقال الحسن وقتادة: "جاعل بمعنى فاعل".وقال ابن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الأرض هنا يعني بها مكة، لأن الأرض دحيت من تحتها، ولأنها مقرٌّ من هلك قومه من الأنبياء، وإن قبر نوح وصالح بين المقام والركن". و{خليفة} معناه من يخلف.قال ابن عباس: "كانت الجن قبل بني آدم في الأرض فأفسدوا وسفكوا الدماء، فبعث الله إليهم قبيلاً من الملائكة قتلهم، وألحق فلَّهم بجزائر البحار ورؤوس الجبال، وجعل آدم وذريته خليفة".وقال الحسن: "إنما سمى الله بني آدم خليفة، لأن كل قرن منهم يخلف الذي قبله، الجيل بعد الجيل".قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ففي هذا القول، يحتمل أن تكون بمعنى خالفة وبمعنى مخلوفة.
    وقال ابن مسعود: "إنما معناه خليفة مني في الحكم بين عبادي بالحق وبأوامري" يعني ذلك آدم عليه السلام، ومن قام مقامه بعده من ذريته.وقرأ زيد بن علي "خليقة" بالقاف.وقوله تعالى: {قالوا أتجعل فيها} الآية، وقد علمنا قطعاً أن الملائكة لا تعلم الغيب ولا تسبق بالقول، وذلك عام في جميع الملائكة، لأن قوله: "لا يسبقونه بالقول" خرج على جهة المدح لهم.قال القاضي أبو بكر بن الطيب: "فهذه العموم، فلا يصح مع هذين الشرطين، إلا أن يكون عندهم من إفساد الخليفة في الأرض نبأ ومقدمة".قال ابن زيد وغيره: إن الله تعالى أعلمهم أن الخليفة سيكون من ذريته قوم يفسدون ويسفكون الدماء، فقالوا لذلك هذه المقالة.قال القاضي أبو محمد: فهذا إما على طريق التعجب من استخلاف الله من يعصيه، أو من عصيان من يستخلفه الله في أرضه وينعم عليه بذلك، وإما على طريق الاستعظام والإكبار للفصلين جميعاً، الاستخلاف، والعصيان.وقال أحمد بن يحيى ثعلب وغيره: إنما كانت الملائكة قد رأت وعلمت ما كان من إفساد الجن وسفكهم الدماء في الأرض، فجاء قولهم {أتجعل فيها} الأية، على جهة الاستفهام المحض، هل هذا الخليفة على طريقة من تقدم من الجن أم لا؟وقال آخرون: كان الله تعالى قد أعلم الملائكة أنه يخلق في الأرض خلقاً يفسدون ويسفكون الدماء، فلما قال لهم بعد ذلك: {إني جاعل} {قالوا أتجعل فيها} الآية، على جهة الاسترشاد والاستعلام، هل هذا الخليفة هو الذي كان أعلمهم به قبل أو غيره؟والسفك صب الدم، هذا عرفه، وقد يقال سفك كلامه في كذا إذا سرده، وقرأءة الجمهور بكسر الفاء، وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة: "ويسفكُ" بضم الفاء، وقرأ ابن هرمز "ويسفك" بالنصب بواو الصرف كأنه قال: من يجمع أن يفسد وأن يفسك، وقال المهدوي: هو نصب في جواب الاستفهام، قال القاضي أبو محمد والأول أحسن.وقولهم: {ونحن نسبح بحمدك} قال بعض المتأولين: هو على جهة الاستفهام، كأنهم أرادوا {ونحن نسبح بحمدك} الآية، أن نتغير عن هذه الحال.قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وهذا يحسن مع القول بالاستفهام المحض في قولهم: {أتجعل}؟، وقال آخرون: معناه التمدح ووصف حالهم، وذلك جائز لهم كما قال يوسف عليه السلام:
    { إني حفيظ عليم }
    [يوسف: 55].قال القاضي أبو محمد: وهذا يحسن مع التعجب الاستعظام لأن يستخلف الله من يعصيه في قولهم {أتجعل} وعلى هذا أدبهم بقوله تعالى: {إني أعلم ما لا تعلمونوقال قوم: معنى الآية ونحن لو جعلتنا في الأرض واستخلفتنا نسبح بحمدك، وهذا أيضاً حسن مع التعجب والاستعظام في قولهم: {أتجعلومعنى {نسبح بحمدك} ننزهك عما لا يليق بك وبصفاتك، وقال ابن عباس وابن مسعود: "تسبيح الملائكة صلاتهم لله".وقال قتادة: "تسبيح الملائكة قولهم سبحان الله على عرفه في اللغة".و{بحمدك} معناه: نخلط التسبيح بالحمد ونصله به، ويحتمل أن يكون قوله {بحمدك} اعتراضاً بين الكلامين، كأنهم قالوا ونحن نسبح ونقدس، ثم اعترضوا على جهة التسليم، أي وأنت المحمود في الهداية إلى ذلك.{ونقدس لك} قال الضحاك وغيره: معناه نطهر أنفسنا لك ابتغاء مرضاتك، والتقديس التطهير بلا خلاف، ومنه الأرض المقدسة أي المطهرة، ومنه بيت المقدس، ومنه القدس الذي يتطهر به.وقال آخرون: {ونقدس لك} معناه ونقدسك أي نعظمك ونطهر ذكرك عما لا يليق به. قاله مجاهد وأبو صالح وغيرهما.وقال قوم: نقدس لك معناه نصلي لك.قال القاضي أبو محمد: وهذا ضعيف.وقوله تعالى: {إني أعلم ما لا تعلمون} الأظهر أن {أعلم} فعل مستقبل، و{ما} في موضع نصب به، وقيل {أعلم} اسم،

    و{ما} في موضع خفض بالإضافة، ولا يصح الصرف فيه بإجماع من النحاة، وإنما الخلاف في أفعل إذا سمي به وكان نكرة، فسيبويه والخليل لا يصرفانه، والأخفش يصرفه.واختلف أهل التأويل في المراد بقوله تعالى: {ما لا تعلمون} فقال ابن عباس: " كان إبليس- لعنه الله - قد أعجب ودخله الكبر لما جعله الله خازن السماء الدنيا وشرفه"، وقيل: بل لما بعثه الله إلى قتل الجن الذين كانوا أفسدوا في الأرض، فهزمهم وقتلهم بجنده، قاله ابن عباس أيضاً، واعتقد أن ذلك لمزية له، واستحقب الكفر والمعصية في جانب آدم عليه السلام.قال: فلما قالت الملائكة {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}، وهي لا تعلم أن في نفس إبليس خلاف ذلك، قال الله لهم {إني أعلم ما لا تعلمون} يعني ما في نفس إبليس.وقال قتادة: لما قالت الملائكة {أتجعل فيها من يفسد فيها} وقد علم الله تعالى أن فيمن يستخلف في الأرض أنبياء وفضلاء وأهل طاعة، قال لهم {إني أعلم ما لا تعلمون} يعني أفعال الفضلاء من بني آدم.
    حياكم الله


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  11. #83 رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....." 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
    ورحمته عز وجل وبركاته
    وبعد ...
    يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"
    صدق الله العظيم
    جاء في "تفسير زاد المسير في علم التفسير" لابن الجوزي
    (المتوفى عام 597هـ)
    الآتي:
    قوله تعالى: {وإِذ قالَ ربُّكَ للملائِكَةِ}.كان أبو عبيدة يقول: «إذ» ملغاة، وتقدير الكلام: وقال ربك، وتابعه ابن قتيبة، وعاب ذلك عليهما الزجاج وابن القاسم، وقال الزجاج: إذ: معناها: الوقت، فكأنه قال: ابتداء خلقكم إذ قال ربك للملائكة، والملائكة: من الألوك، وهي الرسالة، قال لبيد:
    وغلام أرسلتْه أمه*بألوك فبذلنا ما سأل
    وواحد الملائكة: ملك، والأصل فيه: ملأك. وأنشد سيبويه:
    فلست لإِنسي ولكن لملأكٍ*تنزل من جوِّ السماء يصوب
    قال أبو إِسحاق: ومعنى ملأك: صاحب رسالة، يقال: مألَكة ومألُكة وملأكة، ومآلك: جمع مألكة. قال الشاعر:
    أبلغ النعمان عني مألكاً*أنه قد طال حبسي وانتظاري
    وفي هؤلاء الملائكة قولان: أحدهما: أنهم جميع الملائكة، قاله السدي عن أشياخه، والثاني: أنهم الذين كانوا مع إبليس حين أُهبط إلى الأرض، ذكره أبو صالح عن ابن عباس.ونقل أنه كان في الأرض قبل آدم خلق، فأفسدوا، فبعث الله إبليس في جماعة من الملائكة فأهلكوهم.واختلفوا ما المقصود في إخبار الله عز وجل الملائكة بخلق آدم على ستة أقوال.أحدها: أن الله تعالى علم في نفس إبليس كبراً، فأحب أن يطلع الملائكة عليه، وأن يظهر ما سبق عليه في علمه، رواه الضحاك عن ابن عباس، والسدي عن أشياخه.والثاني: أنه أراد أن يبلو طاعة الملائكة، قاله الحسن.والثالث: أنه لما خلق النار خافت الملائكة، فقالوا: ربنا لمن خلقت هذه؟ قال: لمن عصاني، فخافوا وجود المعصية منهم، وهم لا يعلمون بوجود خلق سواهم، فقال لهم:
    {إني جاعل في الأرض خليفة}
    [البقرة:30] قاله ابن زيد.
    والرابع: أنه أراد إظهار عجزهم عن الإحاطة بعلمه، فأخبرهم حتى قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها؟ فأجابهم: إني أعلم ما لا تعلمون.والخامس: أنه أراد تعظيم آدم بذكره بالخلافة قبل وجوده، ليكونوا معظمين له إن أوجده.والسادس: أنه أراد إعلامهم بأنه خلقه ليسكنه الأرض، وإن كان ابتداء خلقه في السماء.والخليفة: هو القائم مقام غيره، يقال: هذا خلف فلان وخليفته. قال ابن الأنباري: والأصل في الخليفة خليف، بغير هاء، فدخلت الهاء للمبالغة في مدحه بهذا الوصف، كما قالوا: علاَّمة ونسّابة وراوية، وفي معنى خلافة آدم قولان.أحدهما: أنه خليفة عن الله تعالى في إقامة شرعه، ودلائل توحيده، والحكم في خلقه، وهذا قول ابن مسعود ومجاهد.والثاني: أنه خلف من سلف في الأرض قبله، وهذا قول ابن عباس والحسن.قوله تعالى: {أَتجعلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها}فيه ثلاثة أقوال.أحدها: أن ظاهر الألف الاستفهام، دخل على معنى العلم ليقع به تحقيق. قال جرير:
    ألستم خير من ركب المطايا*وأندى العالمين بطون راح
    والثاني: أنهم قالوه لاستعلام وجه الحكمة، لا على وجه الاعتراض. ذكره الزجاج.والثالث: أنهم سألوا عن حال أنفسهم، فتقديره: أتجعل فيها من يفسد فيها ونحن نسبح بحمدك أم لا؟وهل علمت الملائكة أنهم يفسدون بتوقيف من الله تعالى، أم قاسوا على حال من قبلهم؟ فيه قولان.أحدهما: أنه بتوقيف من الله تعالى، قاله ابن مسعود وابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة، وابن زيد وابن قتيبة، وروى السدي عن أشياخه: أنهم قالوا: ربنا وما يكون ذلك الخليفة؟ قال: يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون، ويقتل بعضهم بعضاً، فقالوا: {أَتجعل فيها من يفسد فيها}.والثاني: أنهم قاسوه على أحوال من سلف قبل آدم، روي نحو هذا عن ابن عباس وأبي العالية ومقاتل.قوله تعالى: {وَيَسْفك الدِّماءَ}قرأ الجمهور بكسر الفاء، وضمها ابن مصرف وإبراهيم بن أبي عبلة، وهما لغتان، وروي عن طلحة وابن مقسم: ويُسَفِّك: بضم الياء، وفتح السين، وتشديد الفاء مع كسرها، وهي لتكثير الفعل وتكريره. وسفكُ الدم: صبُّه وإراقته وسفحه، وذلك مستعمل في كل مضيّع، إلا أن السفك يختص الدم، والصب والسفح والإِراقة يقال في الدم وفي غيره.وفي معنى تسبيحهم أربعة أقوال: أحدها: أنه الصلاة، قاله ابن مسعود وابن عباس، والثاني: أنه قول: سبحان الله، قاله قتادة، والثالث: أنه التعظيم والحمد، قاله أبو صالح، والرابع: أنه الخضوع والذل، قاله محمد بن القاسم الأنباري.قوله تعالى: {وَنُقدِّسُ لك}القدس: الطهارة، وفي معنى تقديسهم ثلاثة أقوال: أحدها: أن معناه: نتطهر لك من أعمالهم، قاله ابن عباس، والثاني: نعظمك ونكبرك، قاله مجاهد، والثالث: نصلي لك، قاله قتادة.قوله تعالى: {إني أعلم ما لا تعلمون}فيه أربعة أقوال: أحدها: أن معناه: أعلم ما في نفس إبليس من البغي والمعصية، قاله ابن عباس، ومجاهد، والسدي عن أشياخه، والثاني: أعلم أنه سيكون من ذلك الخليفة أنبياء وصالحون، قاله قتادة، والثالث: أعلم أني أملأ جهنم من الجنة والناس، قاله ابن زيد، والرابع: أعلم عواقب الأمور، فأنا أبتلي من تظنون أنه مطيع، فيؤديه الابتلاء إلى المعصية كإبليس، ومن تظنون به المعصية فيطيع، قاله الزجاج.
    حياكم الله


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي


    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  12. #84 رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....." 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    سلام الله عليكم أهل المربد الكرام
    ورحمته عز وجل وبركاته
    وبعد ...
    يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"
    صدق الله العظيم
    جاء في "تفسير القرآن" لابن عبد السلام
    (المتوفى عام 660هـ)
    الآتي:
    {وَإِذْ قَالَ} "إذ" صلة، أو أصلية مقصودة، لما ذكر نعمه لخلقه بما خلق لهم في الأرض ذكَّرهم نعمه على أبيهم آدم صلى الله عليه وسلم أو أنه ذكر ابتداء الخلق، كأنه قال وابتدأ خلقكم إذ قال ربك. {لِلْملآئِكَةِ} الملك مأخوذ من ألك يألك إذا أرسل [والألوك: الرسالة] سميت بذلك، لأنها تولك في الفم، يقال: الفرس يألك اللجام ويعلكه، ألكنى إليها: أرسلني إليها، والملك: أفضل الحيوان، وأعقل الخلق، لا يأكل، ولا يشرب ولا ينكح، ولا ينسل، وهو رسول لا يعصي الله ـ تعالى ـ في قليل ولا كثير، له جسم لطيف لا يرى إلا إذا قوّى الله ـ تعالى ـ أبصارنا. {جَاعِلٌ} خالق، أو فاعل. {فِى الأَرْضِ} قيل إنها مكة. {خَلِيفَةً} الخليفة من قام مقام غيره، خليفة: يخلفني في الحكم بين الخلق، هو آدم صلى الله عليه وسلم ومن قام مقامه من ذريته، أو بنو آدم يخلفون آدم، ويخلف بعضهم بعضاً في العمل بالحق، وعمارة الأرض، أو آدم وذريته خلفاء من الذين كانوا فيها فأفسدوا، وسفكوا الدماء. {أَتَجْعَلُ} استفهام لم يجبهم عنه، أو إيجاب قالوه ظناً لما رأوا الجن قد أفسدوا في الأرض ألحقوا الإنس بهم في ذلك، أو قالوه عن إخبار الله تعالى لهم بذلك، فذكروا ذلك استعظاماً لفعلهم مع أنعامه عليهم، أو قالوه تعجباً من استخلافه لهم مع إفسادهم. {وَيَسْفِكُ} السفك: صب الدم خاصة، والسفح: مثله إلا أنه يستعمل في كل مائع على وجه التضييع، ولذلك قيل للزنا سفاح. {نُسَبِّحُ} التسبيح: التنزيه من السوء على وجه التعظيم، فلا يُسبَّح غير الله ـ تعالى ـ، لأنه قد صار مستعملاً في أعلى مراتب التعظيم التي لا يستحقها سواه، نسبح لك نصلي لك، أو نعظمك، أو التسبيح المعروف، أو هو رفع الصوت بالذكر. {وَنُقَدِّسُ لَكَ} التقديس: التطهير، الأرض المقدسة: المطهرة. نقدس: نصلي لك، أو نطهرك من الأدناس، أو التقديس المعروف. {مَا لا تَعْلَمُونَ} ما أضمره إبليس من المعصية، أو من ذرية آدم صلى الله عليه وسلم من الأنبياء المصلحين، أو ما اختص بعلمه من تدبير المصالح.
    حياكم الله


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي


    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: الجوانب المخفية من قضية " الرسوم الكاريكاتورية للرسول محمد(ص)"
    بواسطة رزاق الجزائري في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22/01/2015, 11:25 PM
  2. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14/10/2014, 10:50 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31/05/2012, 01:09 PM
  4. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02/09/2008, 09:13 AM
  5. الجوانب المخفية من قضية " الرسوم الكاريكاتورية للرسول محمد"
    بواسطة رزاق الجزائري في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27/11/2007, 12:40 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •