انتهت مدة التكوين بالمركز بعد فترة من
التلقي المغري بعالم التربية والتعليم.
من برج عاجي، لايعانق الحقائق .
ويقترب الموسم الدراسي الجديد ....
وتعلق التعيينات بالنيابات المستقبلة،
فيخفق القلب خفقانا لهذا المصير المبهم ....بين أدغال تبرانت ، والتي
تبعد بكثير عن مدينة الحسيمة الريفية والشاطئية والبعيدة.
ويحل وقت الالتحاق ، وأجمع حقائبي
لغزو عالم بطله شاب في مقتبل العمر
وفي سن الزهور. ويرافقني في هذه
الرحلة السيد الوالد أطال الله عمره.
ومن مدينة ترجيست ،نركب سيارات النقل المزدوج عابرين طرقا وعرة،
و يتساءل الوالد ،هل قربنا من الوصول فيرد أحد المرافقين ضاحكا ،ماتزال الطريق طويلة.فيخامرني شعور باليأس
والقنوط ،فأتسلح بالإيمان القوي.
وتطول الرحلة لساعات ، وسط عالم
معزول ووعر وهناك ألتقي بمجموعة
من الطلبة الأساتذة فأطمئن نوعا ما .
وأودع الوالد وكل منا يحاول إخفاء دموعه، لأنه لايطمئن على ترك فلذة
كبده في هذا العالم العجيب والمعزول.
طمأنته أن انبه سيتحدى الصعاب ،وأن
كل شبر من هذا الوطن الشاسع هو
جزع لايتجزء من مغربنا الحبيب.
كان مقر العمل يبعد عن المجموعة المدرسية ، بأكثر من ثلاث ساعات
مشيا على الأقدام .يدعى الدوار ب...
بني عياش أحببته وأحببت سكانه
الكرماء ، فكانت به هناك حجرة دراسية
واحدة ورافقني زميل في العمل
وكنا نتقاسم التدريس فيها.
قررت أن أشغل وقتي في أداء رسالتي
وإنقاذ هذه الفئة المحرومة والبريئة.
وربط علاقات طيبة مع السكان الذين
تعلقوابنا كثيرا .وكنت أبحث عن تاريخ
هذه الجهة واستقيت شهادات حية
كانت تؤرخ للحقبة، التي زامنت التواجد لأول مرة هناك.
وتأثرت بأحد الاطفال، والذي كان يرسم
بقطعة فحم لكل ما يعجب به.
زارني في حجرتي الدراسية قائلا...
هاأنا قدرسمتك.وكان سنه بين6و7سنوات فابتسمت ، وشكرته ثم دعوته
للحضور مع التلاميذ للتعلم .
أخبرني أن اسمه أحمد ومعروف
بكوعو وأن ظروفه لا تسمح له بالدراسة
ووعدته أنني سأساعده وبالفعل
حضر وأظهر أنه عبقري إن صح التعبير..
يتبع....