النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: قضايا غير مهمة

  1. #1 قضايا غير مهمة 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية رضوان حمدان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    26
    معدل تقييم المستوى
    0
    قضايا غير همة . . . بلى إنها لمهمة!!

    تثور بين الفينة والأخرى قضايا ومسائل ليست في تفكير عامة الناس ولا خاصتهم ، قضايا لا توجد في حياتهم نظريا ولا عمليا، وفي الغالب تكون إما قضايا تاريخية بحتة، أو نظرية بحتة، وفي الحالين لا ينبني عليها حكم شرعي حياتي حاضر، ولا تشكل بحال رافعةً إيمانية دافعة، ولهذين السببين دُفـنَت هذه المسائل في بطون الكتب أيا كانت هذه الكتب موثقةً أو غير موثقةٍ، أو كانت هذه المسائل في حينه خاصّة أو عامّة، فمن هذه المسائل التي نُبش عنها رمسُها وأريد إحياؤها بعد موتها ما يطلق عليه (رضاع الكبير)، وهي مسألة يُنبئ بفنائها وموتها عنوانُها، وأنّى لميْت يُبعث قبل يوم النشور!!
    ومنها مما لا طائل من وراء بحثه (لغة أهل الجنة ولغة الملائكة) وهي
    مسألة أو مبحث غيبي يحتاج دليلا صحيحا وليس غلبة عاطفة ولا مجال للعقل فيه، عُمدتها هذا النص:
    حديث رقم: 6999
    مستدرك الحاكم
    > كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم > فضل كافة العرب
    عن ابن عباس رضي الله
    عنهما قال : : ( قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أحبوا العرب لثلاث لأني عربي و القرآن عربي و كلام أهل الجنة عربي : تابعه محمد الفضل عن ابن جريج . حديث رقم: 1610
    شعب الايمان
    : باب في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، فصل في الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم


    عن ابن
    عباس قال : : ( قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحبوا العرب لثلاث لأني عربي و القرآن عربي و كلام أهل الجنة عربي .
    تفرد به العلاء بن عمرو عن يحيى بن يزيد
    .).

    10496 -
    أنا عربي و القرآن عربي و كلام أهل الجنة عربي
    الراوي: أبو
    هريرة - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: العجلوني - المصدر: كشف الخفاء - الصفحة أو الرقم: 1/55
    ________________________________________
    88480 -
    أحبوا العرب لثلاث : لأني عربي ، و القرآن عربي ، و كلام أهل الجنة عربي
    الراوي: عبد الله
    بن عباس - خلاصة الدرجة: موضوع - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 160
    ________________________________________
    91971 - أحبوا العرب لثلاث ، لأني عربي ، و القرآن عربي ، و كلام أهل الجنة عربي

    الراوي: عبد الله بن عباس - خلاصة الدرجة: موضوع - المحدث: الألباني - المصدر
    : ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 173
    وهذا الحديث حكم عليه ابن الجوزي
    بالوضع ، وقال الذهبي : أظن الحديث موضوعا ، وقال الألباني في السلسة الضعيفة (رقم 160) : موضوع.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وكذلك روى أبو جعفر
    محمد بن عبد الله الحافظ الكوفي المعروف بمطين حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن زيد الأشعري حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحب العرب لثلاث : لأنه عربي ، والقرآن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي ) قال الحافظ السلفي : هذا حديث حسن . فما أدري أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين ، أو حسن متنه على الاصطلاح العام ، وأبو الفرج بن الجوزي ذكر هذا الحديث في الموضوعات ، وقال : قال الثعلبي : لا أصل له ، وقال ابن حبان : يحيى بن زيد يروي المقلوبات عن الأثبات ، فبطل الاحتجاج به ، والله أعلم " انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/158( .

    وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : بماذا يخاطب الناس يوم البعث ؟ وهل يخاطبهم الله تعالى بلسان العرب ؟ وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية وأن لسان أهل الجنة العربية ؟
    فأجاب : " الحمد لله
    رب العالمين لا يُعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ ، ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا ؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك ولا رسوله عليه الصلاة والسلام ، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين ، ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي ، ولا نعلم نزاعا في ذلك بين الصحابة رضي الله عنهم ، بل كلهم يكفون عن ذلك لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول ... ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين ، فقال ناس : يتخاطبون بالعربية ، وقال آخرون : إلا أهل النار فإنهم يجيبون بالفارسية ، وهى لغتهم في النار . وقال آخرون : يتخاطبون بالسريانية لأنها لغة آدم وعنها تفرعت اللغات . وقال آخرون : إلا أهل الجنة فإنهم يتكلمون بالعربية . وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها لا من طريق عقلٍ ولا نقل بل هي دعاوى عارية عن الأدلة والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم " انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/299).

    وقد ورد في كتاب " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة " ، للإمام محمد بن علي الشوكاني ـ رحمه الله ـ ، الحديث التالي :
    ( كلام أهل الجنة بالعربية ، وكلام أهل السماء ، وكلام أهل الموقف بالعربية)
    ( كلام أهل الجنة بالعربية ، وكلام أهل السماء ، وكلام أهل الموقف بالعربية) رواه ابن حبان عن ابن عمر مرفوعاً وهو .
    "أحبوا العرب لثلاث
    لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي "، وفي رواية أخرى "ولسان أهل الجنة عربي".
    وهذا الحديث قد "تفرد به العلاء بن عمرو عن يحيى بن يزيد"، وقد رفضه حتى
    ابن تيمية الذي يقدس العرب، إذ قال: "وأبو الفرج الجوزي، ذكر هذا الحديث في الموضوعات..

    يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في نونيته :
    وَلَقَدْ أتَى
    أثَرٌ بأنَّ لِسَانَهُمْ بالمَنْطِقِ الْعَرَبِيِّ خَيْرِ لِسَانِ
    لَكِنَّ فِي
    إسْنادِهِ نَظَرٌ فَفِيــ ـــهِ رَاويانِ ، وَمَا هُمَا ثبْتانِ
    أعْني العلاءَ
    هُوَ ابْنُ عمروٍ ثم يحيى الأشعَريَّ وَذَانِ مَغْمُوزَانِ.

    والحاصل أنه لم يرد دليل صحيح يبين اللغة التي يتكلم بها أهل الجنة ، ولهذا يتعين السكوت عن هذه المسألة وعدم الخوض فيها وتفويض علمها إلى الله تعالى ؛ والانشغال بما يترتب عليه عمل ينفع في تلك الدار.
    وهذا هو القول الفصل في ذلك وأمثاله؛ فكل مسألة أو عمل
    لا يترتب عليه نفع في الدار الآخرة يتعين السكوت عنها وعدم الخوض فيها وتفويض علمها إلى الله تعالى.

    وقد أعجبني التالي:
    "القول بأن اللغة العربية هي أقدم اللغات
    هو قول غير منطقي ولا يستند إلى أي دليل. الترجيح على أساس ديني لا يلزم الآخر بالتصديق به لذا فهو ليس حجة. أضف إلى ذلك لا يوجد نص قراني يدعم هذا الاعتقاد. الاعتماد على أن القرآن نزل بالعربية يفنده وجود كتب مقدسة أخرى نزلت بغير العربية وكلها كلام الله فإن كان القران قديم فالتوراة والإنجيل والزبور قديمة أيضا وكلام الله قيمته واحدة وقدسيته واحدة فإن تساوت اللغات في المنشأ الإلهي قدما ففي الأرض ليست كذلك إذ العربية متأخرة عن اللغة التي نزلت فيها التوراة والإنجيل وهي الآرامية واللغة الآرامية مرت بمراحل تطور متعددة وهي ليست لغة واحدة الذي قال بأن العبرية قلب للعربية يناقض نفسه فهو يتحدث عن عابر والفعل عبر وهي تصلح جذرا للعبرية وليس للعربية الدكتور محمد سوسة في مفصل العرب واليهود في التاريخ يقول عكس هذا الرأي تماما وهو أن العربية هي تحوير للعبرية. بالإضافة إلى أن كلمة عبري وجدت في الآثار الفرعونية (بصيغة ابيرو وهبيرو) وكذلك في الآثار البابلية بشكل أقدم بكثير (أكثر من ألفي عام) عن الآثار التي تحتوي على كلمة عربي (وردت بصيغة اريبو). والعبرية تعود أصولها إلى الآرامية مثلها مثل العربية ولكنها أقدم منها وكذلك البابلية والآشورية تتفرع عن الآرامية أضف أليها اللغة المصرية القديمة كلها أقدم من العربية بأزمان سحيقة ولو استثنينا ما ورد ألينا من أثار عرب اليمن لان لغتهم تختلف جذريا عن العربية الحالية فان اللغة الإغريقية والرومانية والعديد من اللغات الهندية والصينية كلها أقدم من اللغة العربية المعروفة. ويجب الانتباه إلى أمر مهم اللغة العربية قبل الإسلام لم تكن لغة واحدة بل كانت لغات متعددة تتقارب وتتباعد ولكن سيطرة لغة قريش أزالت تماما باقي اللغات ولم يبق من تأثيراتها إلا القليل. أعتقد أن اللغة العربية بصيغتها الفصحى المعروفة حاليا هي لغة حديثة المنشأ قياسا إلى لغات كثيرة أخرى. وأنا مع الأخ الذي قال إن اللغة السومرية هي أقدم لغة في العالم لأن علم الآثار لم يكتشف حضارة أقدم من الحضارة السومرية لحد الآن وبما أن السومرية لا علاقة لها باللغات السامية فهي إذن أقدم من الآرامية أصل كل اللغات السامية والتي أحدثها بلا شك اللغة العربية".

    وقد رفض الأكاديمي السعودي الدكتور محمد صفاء بن شيخ إبراهيم العلواني الجزم بأفضلية اللغة العربية على سائر اللغات، فضلاً عن كونها لغة أهل الجنة.

    وأشار العلواني في بحث خص به «الحياة» إلى أقوال علماء معتبرين قديماً وحديثاً، لا يرون فضلاً شرعياً لأي لغة على أخرى، وخصوصاً إمام أهل الظاهرية علي بن حزم الأندلسي، الذي نقل الكاتب عنه قوله: «وقد توهم قوم في لغتهم أنها أفضل اللغات. وهذا لا معنى له، لأن أوجه الفضل معروفة (...) وما جاء نص في تفضيل لغة على أخرى، قال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم) وقال: (فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون)، فأخبر تعالى أنه لم ينزل القرآن بلغة العرب إلا ليفهم ذلك قومه عليه السلام لا لغير ذلك».

    ودعا علماء الدين
    إلى نبذ إجراء التفاضل بين اللغات مطلقاً، «مادام الدليل الشرعي هو الفيصل عندهم، خلا القول بالتفضيل الذاتي كأن يفضلوا لغة على أخرى تفضيلاً شخصياً لسبب من الأسباب». واعتبر القول بأن «اللغة العربية لغة الدين» زعماً، يستهدف منه مطلقوه إحاطة اللغة بهالة من التقديس.
    وفي ما يأتي نص رأيه
    :
    في إحدى المدارس الخاصة
    أديت الصلاة المفروضة في البهو الرئيس مع الأساتذة الفضلاء والطلبة النجباء، وسعدت لمنهج المدرسة في تعليم الصغار والناشئة أمور دينهم وتربيتهم والحرص على عباداتهم، فبارك الله فيهم من مربين وزاد من أمثالهم أصحاب النوايا السلمية... ولقد زينت جدر المدرسة بلوحات تربوية وتعليمية هادفة وجمالية رائعة، والمفترض أن تكون من عمل الطلاب أنفسهم، وإن كان دقة إتقانها لا توحي بذلك، واحدة منها حملت جملة مشتهرة تقول: تكلم العربية لأنها أفضل اللغات ولأنها لغة أهل الجنة.

    وبقدر ما سرني
    ظاهر العبارة بقدر ما تمنيت لو أن مضمونها مؤيد بالدليل الصحيح، فما أجمل أن تكون لغتنا العربية هي أفضل لغة حقيقة، وما أروع أن تكون هي لغة أهل الجنة التي أعدها الرب لعباده المكرمين الفائزين، غير أن النهج الذي ارتضيناه لأنفسنا أوقفني عن قبول العبارة بإطلاقها، وهو النهج السلفي القويم الذي يطلب الدليل لأية مسالة شرعية، وإلا غدت القضية ادعاءً حتى يحضر الدليل القطعي الذي هو الحكم الفصل... لقد أشغلتني العبارة وصرفتني عن التدبر وأفسدت خشوعي في صلاتي، حين ذهبت بي الذاكرة بعيداً إلى ابن حزم الأندلسي (426هـ) وكتابه «الإحكام في أصول الأحكام» حيث يقول: «وقد توهم قوم في لغتهم أنها أفضل اللغات. وهذا لا معنى له، لأن وجوه الفضل معروفة وإنما هي بعمل واختصاص، ولا عمل للغة، ولا جاء نص في تفضيل لغة، قال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم)، وقال: (فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون) فأخبر تعالى أنه لم ينزل القرآن بلغة العرب إلا ليفهم ذلك قومه عليه السلام لا لغير ذلك.

    ويتابع: «وقد غلط في ذلك جالينوس فقال: إن لغة اليونان أفضل اللغات،
    لأن سائر اللغات إنما هي تشبه إما نباح الكلاب أو نقيق الضفادع». قال ابن حزم: «وهذا جهل شديد، لأن كل سامع لغة ليست هي لغته ولا يفهمها فهي عنده في النصاب الذي ذكر جالينوس ولا فرق». اهـ.

    قلت: والمهتمون باللسانيات يرفضون رفضاً قاطعاً
    مبدأ التفاضل بين اللغات أياً كان هذا التفاضل، وعلى الخصوص من حيث الجماليات ويرون أنها نتيجة حتمية للاعتياد على سماع أصواتها وتآلف عباراتها وتراكيبها وتصويراتها، فحروف الهجاء كما هو معلوم واحدة وهي مشتركة بين أكثر اللغات ولا يمكن القول بقبح الحرف ولا حسنه ولا فضله من لغة إلى لغة، وإنما نقول بالأجر على النطق بالحروف في كتاب الله على الخصوص لورود الدليل على ذلك، وهو كغيره من الحروف خارج كلام الله.
    والمفترض على أهل التخصص الشرعي خصوصاً أن يتجنبوا القول بفكرة التفاضل
    الشرعي بين اللغات ما دام الدليل الشرعي، هو الفيصل عندهم، بخلاف القول بالتفضيل الذاتي كأن يفضلوا لغة على أخرى تفضيلاً شخصياً لسبب من الأسباب، كما أن يظهروا للناس القول الحق وفق النهج السلفي وبيان خطأ القائلين بالتفاضل، وذلك لعدم ثبوت نص صحيح في التفضيل، ولاشك أن الحكم من غير دليل منهج ممقوت في نظر السلف وطوائف من الخلف، وكما نعلم فإن التفضيل الشرعي حكم، ولا يستساغ صدور حكم من غير دليل قطعي من كتاب أو سنة، ولا شيء من ذلك ثابت في مسألة التفاضل بين اللغات.

    هذا وقد صرح
    ثلة من المفكرين بأن التعصب بلغ بالبعض إلى الزعم بأن اللغة العربية هي لغة الدين فأحاطوها بالقدسية وجعلوها توقيفية، حتى جعلوه نظرية، بل حقيقة ثابتة بزعمهم، وعليه فهم يجرمون كل من يرفض نظريتهم، مع أنها نظرية قديمة سبق أن ادعي ذلك أقوام قالوا إن لغتهم مقدسة وأنها أنزلت على شعبهم المختار، حتى أجازوا بموجب ذلك الكذب والحلف على الباطل بغير العبرانية، وادعوا أن الملائكة الذين يرفعون الأعمال لا يفهمون إلا بالعبرانية فلا يكتبون عليهم غيرها، فلهم أن يذنبوا بغير العبرانية ولا يضيرهم ذلك. وهو قول قريب إلى حد كبير من طائفة تدعي ذلك للغة العربية وللجنس العربي أيضاً فعلى سبيل المثال لا الحصر، نقرأ لأبي منصور الثعالبي في مقدمته في «فقه اللغة وسر العربية» قوله: «من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن أحب الرسول العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية، التي بها نزل أفضل الكتب، على أفضل العجم والعرب، ومن أحب العربية عُني بها وثابر عليها، وصرف همته إليها، ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين، وسبب صلاح المعاش والمعاد، ثم هي لإحراز الفضائل، والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب كالينبوع للماء والزند للنار...<<.

    والنص - كما يرى
    القارئ منه - كلام غريب عجيب مردود بالنصوص، وهو منطق لا يمكن أن يقبل بأية صورة وبخاصة من الشريحة التي أشرت إليها قبل قليل، وعلى رغم هذا نجد من ينزله منزلة عظيمة ويكاد يلبسه ثوب التقديس، ولن أقف عند تفاصيل هذه المقولة المغلوطة طويلاً ففيه - كما يلاحظ القارئ الحصيف - الكثير الذي يقف عنده، إذ انطلق الثعالبي رحمه الله من كون القرآن نزل بلغة العرب إلى تفضيل اللغة ومن ثم تفضيل جنس العرب أنفسهم، وكما نعلم جميعاً أن في العرب أبا جهل وأبا لهب وفيهم مسيلمة وفيهم صناديد قريش الذين أذاقوا طليعة الإسلام أشد أنواع العذاب، وفيهم الملاحدة أتباع ماركس ولينين وفيهم الفاسق والعاص، فهل يفضلون على غيرهم من الزهاد والعباد والنساك من الذين خلقهم الله من دم غير عربي... هي فكرة كما ذكرت غريبة عن ديننا وتنافي صريح قرآننا (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وتنافي صحيح سنة نبينا العظيم عليه الصلاة والتسليم: (يا أيها الناس إنّ أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي إلاّ بالتقوى)، بل إن القول بالتفاضل بين الأجناس دعون عنصرية ممجوجة تقوم على التفوق العرقي، ولا يمكن تحميله للدين الإسلامي العظيم بأية حال مهما قال الغافلون، فالإسلام لم يفضل - فيما نعلم - كماً على كمٍ إلا بمقدار العلاقة بالله وبما يعتنقه الأفراد من الإيمان، ولهذا جاز تفضيل المؤمنين على غير المؤمنين والصائمين على غير الصائمين، والأخلاقيين على من لا أخلاق لهم، ولا أعتقد أن مثل هذا يمكن أن يقال في الشعوب، ففي العراق الواحد والجنس الواحد المؤمن والكافر وفيهم المذنب والبريء والصالح والطالح والمسالم والمعتدي والعاقل ودونه.

    وعوداً على ذي بدء يقول ابن حزم: «وقد قال قوم العربية أفضل اللغات
    لأنه نزل بها القرآن كلام الله تعالى<<.
    وأجاب قائلاً: «وهذا لا معنى له، لأن
    الله عز وجل قد أخبرنا انه لم يرسل رسولاً إلا بلسان قومه، وقال تعالى: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير)، وقال: (وإنه لفي زبر الأولين)، فبكل لغة نزل كلام الله تعالى ووحيه، وقد أنزل التوراة والإنجيل والزبور، وكلم الله موسى عليه السلام بالعبرانية، وانزل الصحف على إبراهيم عليه السلام بالسريانية، فتساوت اللغات في هذا تساوياً واحداً».

    ورداً على من قال إن العربية هي لغة أهل الجنة. يقول «علي» ابن
    حزم: وأما لغة أهل الجنة وأهل النار فلا علم لنا إلا ما جاء في النص والإجماع، ولا نص ولا إجماع في ذلك، إلا انه لا بد لهم من لغة يتكلمون بها ضرورة ولا يخلو ذلك من احد ثلاثة أوجه لا رابع لها: أإا أن تكون لهم لغة واحدة من اللغات القائمة بيننا الآن، وإما أن تكون لهم لغة غير جميع هذه اللغات، وإما أن تكون لهم لغات شتى». إلى أن يقول: «وقد ادعى قوم أن اللغة العربية، هي لغتهم واحتج بقول الله عز وجل: (وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) فقلت له، فقل: إنها لغة أهل النار لقوله تعالى عنهم إنهم قالوا (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص)، ولأنهم قالوا (لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير) فقال لي: نعم، فقلت له: فافترض أن موسى وجميع الأنبياء عليهم السلام كانت لغتهم العربية، لأن كلامهم محكي في القرآن عنهم بالعربيةّ فإن قلتَ هذا كذَّبْتَ ربك، وكَذَّبَك ربك في قوله: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم). فصح أن الله تعالى إنما يحكي لنا معاني كلام كل قائل في لغته باللغة العربية التي نتفاهم، ليبين لنا عز وجل فقط".

    هذا، ويشاع بين
    العامة أن الدَّين أوجب على معتنقيه تعلم العربية، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وفهم القرآن والعمل به واجب، ومن هذا المنطق فإن تعلم العربية واجب.

    قلت: إضافة إلى فقدان هذا الادعاء للدليل الصحيح الذي هو شرط للقبول
    والاعتذار، فكأن القائلين بهذا القول غائبون عن الواقع، فكم من معتنق للإسلام محافظ على أوامره لا يجيد العربية، بل كم مفكر وداعية عاجز عن فهم العربية؟ وكم من مسلم نافح عن الإسلام واستشهد في سبيل الدين ولا يفهم شيئاً من العربية؟ ثم لو كان الأمر كذلك لبين الله ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعمل بذلك كل من اعتنق الإسلام، ولا شيء من ذلك في الواقع، والصحيح أن الله سبحانه وتعالى أمر طائفة من أهل العلم المختصين في العلوم الشرعية من جميع أجناس المؤمنين لتعليم العربية كي يستنبطوا الأحكام الشرعية ويعلموها أقوامهم إذا رجعوا إليهم في قوله تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)، وذلك لكون الإنسان يثق ببني قومه أكثر من غيره، والإسلام حريص على محافظة الأقوام على هوياتهم ولمثل هذا دعت الأنبياء: (إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن انذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال يا قومي إني لكم نذير مبين...»، وهذا هو الأصل، لأن الألسنة آيات من آيات الله الباري تجب المحافظة عليها والذود عنها حتى تبقى تنطق بعظمة الخالق سبحانه (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم) وكما لا يجوز للإنسان أن ينقلب على لونه فيغيره فكذلك لا يجوز له أن ينقلب على لغته فيقضي عليها.

    هذا ما يتعلق بالتفضيل الشرعي، أما التفضيل الذاتي الذي هو رأي
    واختيار فلا شك ان الكثير منا يفضل التحدث باللسان العربي المبين ولا شك أن الكثير منا يفضل اللغة العربية على غيرها من اللغات لأسباب كثيرة منها أنها هي اللغة الأم، وان بها يمكن فهم كلام الله تعالى لمن أراد ان يكون من المستنبطين، ولأن بها كتبت الكثير من المؤلفات الدينية ولأنها هي اللغة المرشحة لجمع العالم الإسلامي في نظرنا، فكل مسلم مكلف ينطق بسبع آيات منها على اقل تقدير في صلواته، وهي لغة الذكريات والطفولة، وهي لغة لها مفردات كثيرة ومعان جليلة... الخ.

    ولذلك فمن
    الخطأ البين القاتل صرف الهمم والأذهان وتضييع الوقت بل قتله فيما لا طائل من ورائه ولا نيشان. وقتل الوقت وتضييعه جريمة لا يحاسب عليها قانون البشر، لكنّ ربّ البشر يحاسِب عليها في يوم يودّ المرء لو حوسب في الدنيا عليه أشد الحساب وعوقب به أقسى عقاب لكان خيرا له من ذلك السؤال والحساب يوم الحشر، والخلائق غارقة بعرقها إلى الأذقان، وقد زاغت منهم الأبصار، تسأل النجاة والغفران، وأنّى لهم وهم بين يدي الديّان لا تزول منهم الأقدام حتى يُسأل كلُّ واحد بلا نقصان ( عن عمره فيما أفناه (.

    وللأسف فإن مشايخ ينساقون وراء مثل هذه الأرماس، وهي أهون من أن يجرد لها
    العلماء أسنة أقلامهم وذلائق ألسنتهم،- وقد أغمدوا سيوف الصدع حتى صدئت وبليَت غمودها -، بينما تركُها يبقيها حيث هي في مكانها مطمورة، وبخاصة أن الناس لا يستمعون في مسائل الفقه والدين إلا للعلماء، وحين يهملها العلماء يهملها العامة، وهذا خير من الأخذ والرد الذي يشوّش على العقول ويبلبلها، ويصرف عن جادّات القضايا وكبريات الأمور. وهو ما يطيب لأهل الخبث والدهاء؛ فيقولوا هذا ما كنا نبغ، ويكرّون مَرّة وأخرى بمثل ما سبق، ونبقى ندور حول الرحى وهي تطحن الهواء، وقد خسرنا أعمالنا إذ ضل سعيُنا، ونحن نظن أننا نحسن صنعا، وصار الحال كظمآن يلهث في الهجير فإذا لمـَحَ لمـْعَ ماء طار إليه، فإذا به وهمُ سراب، وقد ضلت عنه أسباب النجاة، ولا عاصم إلا الله...
    وفي قصة أهل الكهف بيان شاف في حدود الخوض في القضايا
    المهلِكة للوقت:
    { سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً} الكهف الآية 22.

    وحتى لا أطيل أكثر أتوقف هنا لأعود
    ثانية إن شاء الله تعالى لأقف على هذه الآية الكريمة لأهميتها، ولأقف على القضية التي ""حررت"" المرأة حتى من ورقة التوت.
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: قضايا غير مهمة 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية صادق الشوق
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    السعودية-الرياض
    العمر
    40
    المشاركات
    251
    معدل تقييم المستوى
    18
    يكفي اللغة العربية شرفاً أن القرآن نزل بها ، وكذلك خير البشرية محمد علية السلام نطق بها ،
    وأنها صالحة لكل زمان ومكان ودليل ذلك : أليس القرآن الكريم نزل باللغة العربية ، والقرآن صالح لكل زمان ومكان ،فمن الطبيعي أن تكون هذة ميزة اللغة التي نزل بها .


    قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - في (اقتضاء الصراط المستقيم) (1: 419): فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة: اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم، عبرانيهم وسريانيهم، روميهم وفرسيهم وغيرهم.
    ثم قال في (1: 420): وأن قريشاً أفضل العرب، وأن بني هاشم أفضل قريش، وأن رسول الله، أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفساً، وأفضلهم نسباً.
    وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم لمجرد كون النبي، منهم، وإن كان هذا من الفضل. بل هم في أنفسهم أفضل، وبذلك يثبت لرسول الله، أنه أفضل نفساً ونسباً، وإلاَّ لزم الدور.


    ومن الذين أثنوا على اللغة العربية من غير أهلها :


    قال فان ديك (الأمريكي): العربية أكثر لغات الأرض امتيازاً، وهذا الامتياز من وجهين: الأول: من حيث ثروة معجمها. والثاني: من حيث استيعابها آدبها.

    قال الدكتور فرنباغ (الألماني): ليست لغة العرب أغنى لغات العلم فحسب، بل إن الذين نبغوا في التأليف بها لا يكاد يأتي عليهم العدّ، وإن اختلافنا عنهم في الزمان والسجايا والأخلاق أقام بيننا نحن الغرباء عن العربية وبين ما ألفوه حجاباً لا يتبين ما وراءه إلاَّ بصعوبة.

    قال كارلونلينو : اللغة العربية تفوق سائر اللغات رونقاً وغنى، ويعجز اللسان عن وصف محاسنها.

    ثم ياأخي الكريم ذكرت من العلماء الاجلاء اللذين من كان منهم عالم زمانه ومرد

    العلم له ببيان تفضيلهم للغة ثم تذكر رد للمخالف لهم وهو الاكاديمي السعودي ، ومن في زمانه هل يستويان مثلا.


    لغةُ الوحيِ " جلّ ذا النعتُ نعتـاًأيـن لِلُّسـنِ هــذه السيـمـاءُ ؟
    شرف في السماء والأرض سامىكـلّ عليـاءَ مـن ذُراه عــلاءُ
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: قضايا غير مهمة 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    يجب أن نفرق بين أمرين:
    تفضيل اللغة العربية على اللغات الأخرى
    تفضيل العرب..

    ولسنا مع تفضيل العرب على غيرهم, لأن في ذلك عنصرية واضحة

    أما تفضيل اللغة العربية , فاللغة أداة اجتماعية ,
    وبذلك يستطيع كل من أتقن العربية التفوق على غيره, أي ليست مقصورة على العرب

    وكما كانت الأمثلة كثيرة في نبوغ علماء أعاجم في ساحة الحضارة العربية الإسلامية

    فيما يتعلق بأن اللغة السومرية هي أقدم اللغات ( أو الأبجدية)

    فذلك لم يحسم بعد, ذلك أن التنقيب ما زال يكشف كل يوم عن جديد, وهذا الجديد يغير كثيراً من الثوابت التاريخية

    فمثلاً كان يظن أن بلاد الشام تأثرت بالحضارة الرافدية

    لكن بعد الكشف في موقع تل براك الأثري والذي غير الكثير من المفاهم التاريخية تبين أن حضارين ما بين النهرين استفادت من الحضارة العبيدية الموجودة في يلاد الشام قبل بلاد الرافدين

    وقد تكون الأبجدية انتقلت من بلاد الشام لبلاد ما بين النهرين

    وكذلك في موضوع اللغات السامية:
    يقال أن لنوح ثلاثة أبناء سام وحام ويافث وبذلك تكون االعبرية والعربية أولاد عمومة

    حيث أن أولاد يافث قد ماتوا وهم قوم عاد وثمود أما حام فهم أولاد الحبشة وما قاربهم

    لكن هذه النظرية تستقى من مصدر واحد فقط ( انتبه نظرية) وهذا المصدر هو التوارة

    والتوارة كما نعرف مبدل مغير وفعلت فيه الأفعاعيل

    ومن قال أن نوح ليس له سوى ثلاثة أبناء

    وهو قد عمر مئات السنين

    هذا الأمر لا زال في مقام التنظير وتسيطر النظريات الغربية عليه,

    ثم عن التنقيب عن أصول اللغة العربية

    فحملات التنقيب في شبه الجزيرة العربية حملات ضعيفة جداً, وقد كشفت بعض الحملات في اليمن في لغة حمير رقم بحروف عربية

    مما غير كثيراً في تاريخ اللغة العربية , وقد تكشف الصحراء عن مكتشفات جديدة من يعرف ؟؟

    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: قضايا غير مهمة 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية رضوان حمدان
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    26
    معدل تقييم المستوى
    0
    أستاذ صادق . . أستاذ طارق

    أشكركما على مداخلتيكما الرائعتين المفيدتين

    اللتين استفدت منهما كثيرا

    جزاكما الله خيرا
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. قضايا الشّعـرِ الجاهلـي
    بواسطة مرايم في المنتدى الشعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17/12/2009, 02:37 PM
  2. قضايا يحبهاويكرهها الناس
    بواسطة صادق الشوق في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23/02/2008, 09:03 PM
  3. قضايا مفتعلة . . المرأة
    بواسطة رضوان حمدان في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 15/01/2008, 03:52 PM
  4. قضايا أدبية تحت المجهر ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23/03/2007, 08:12 AM
  5. قضايا عربية..
    بواسطة الشايب في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 27/04/2006, 07:47 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •