الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 14

الموضوع: النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد

  1. #1 النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد

    عندما تكلم عبد الله الصامت!

    قصص قصيرة





    د. حسين علي محمد






















    عندما تكلم عبد الله الصامت!

    قال عبد الله الصامت، المُغني الضرير، وزميلنا في قسم التاريخ، وهو واقف تحت ساعة جامعة القاهرة، التي أصبحت مختلة .. وعقاربها واقفة، وكنا في صباحٍ بارد من يناير الثامنة والستين:
    ـ لماذا لا تنصت في مثل هذا الجو البديع يا عبد الصادق إلى أغنية نجاة التي تتهادى إلى آذاننا من شارع بين السرايات المجاور؟!.
    أرهفنا آذاننا، أنا وعبد الصادق فلم نسمع شيئاً!
    سألتُ الصامت:
    ـ نحن لا نسمع شيئاً! .. فماذا تقول الأغنية؟
    قال في غير مبالاة:
    ـ تغني نجاة الآن قصيدة كامل الشناوي: «لا تكذبي»!
    قلتُ وأنا يراودني الضحك، لكني لم أضحك حتى لا يغضب مني، فهو سريع الغضب:
    ـ وما علاقة الأغنية بالأستاذ عبد الصادق؟! ..
    رد في سرعة:
    ـ أردتُ منه أن يسمعها، ويتدبّر معانيها!
    ...
    كان عبد الصادق طالباً في السنة النهائية بقسم اللغة الفارسية، وحبيباً لجميع الطلاب، ويتدخّل لدى الإدارة لحل مشاكلهم، ولهذا انتخبه الطلاب رئيسا لاتحاد طلاب الكلية لدورتين متتاليتين، بينما كان الصامت مطرباً ـ بين أحبابه فقط ـ يُغني أغنيات المقاومة لأولاد الأرض، وأغنيات الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، التي تُلاقي هوى منا، نحن الشبان ـ دون العشرين ـ الذين ذبحتنا هزيمة يونيو، وأسالت دماءنا!
    قلتُ لعبد الصادق:
    ـ لماذا لا ترد .. أو تعلق على دعوته؟
    صرخ عبد الصادق، وهو يضرب بقبضته الهواء:
    ـ ماذا يهمكم أو يُغضبكمْ من قوله؟ دعوه يتكلم .. هذا المغني البائس .. الذي ليس له مستقبل.
    ثم قال بصوت منخفض لا يكاد يسمعه أحد:
    ـ «ليس على الأعمى حرج» .. صدق الله العظيم!
    ووضع وجهه على الحائط، وأحاطه بذراعيه كمن يُحاول أن ينام، أو يُبعد صوت عبد الله الصامت عن أذنيه!
    ...
    رأيته يُشعل سيجارة معلقةً في فمه، ودخانها يصنع حاجزاً سميكاً بيننا وبينه.
    خلف الدخان رأيته يحدث نفسه بكلمات غير مفهومة، وعيناه تبرقان.
    قال له زميلنا السمين خيري الجمل وهو من طلاب الانتساب في قسم التاريخ، ويكبرنا بحوالي سبعة أعوام:
    ـ سيدنا الفاضل .. نمْ، ولا تُزعج نفسك بالردِّ على أقواله، فإني أراك تحتاجُ للنوم!
    وأضاف في سخرية بادية:
    ـ يبدو أنك لم تنم منذ عام!
    لم يرد عبد الصادق، وكان فمه يمتلئ برغوة كالزبد! .. ونظر إلى عبد الله الصامت متوعداً، بينما السيجارة تسقط من يده المرتعشة.
    ضحكتُ مخاطباً خيري الجمل:
    ـ ما أجمل النومَ في هذا الطقس البارد! .. أنا أريد أن أنامَ أيضاً! .. ليتني أستطيع!..
    قال الصامت:
    ـ .. وأين المكان الذي نستطيع أن ننام فيه؟!
    أدرتُ وجهي إلى الحائط ..
    استغربتُ ما أبصرته من كلمات وجمل مبتورة ونابية، ورسومٍ لأسهمٍ وقلوب متقاطعة.
    أدرتُ وجهي إلى زملائي، فأبصرتُ الصامتَ، وهو يبصق على الأرض، ويُغادرنا بصحبة مُرافقه الذي لا يتركه، قائلاً:
    ـ إذا نام عبدُ الصادق الكذابُ .. فمن يكتب عنكم التقاريرَ إلى الجهات الأمنية؟

    الرياض 19/9/2006م
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    حكاية كاتبة

    *مشهد أول:
    وقفتَ تتحدثُ مع «ناهد سليم» ـ في مدخل نادي القصة بشارع القصر العيني ـ عن محور النص وعن الحبكة فيه وجمالية السرد، بعد أن ألقت قصتها «في منتهى الشجاعة» .. ورددت هي في غبطة ما سمعته من تعليقات الجمهور عليها، وعبارات الاستحسان، ولم تشر ـ طبعاً ـ إلى القليل من النقد الذي قيل عن النص.
    ...
    كانت عيناك محمرتين من طول التحديق فيها .. فأنت تصحو لتُطالع صورتها ـ بالألوان ـ التي نشرتها مجلة فنية منذ عامين .. ولا تنام إلا في سرادق كلمات قصص ذات الأربعة والعشرين ربيعاًً .. ولا يتحقق الذي تنتظره: أن تنبهر بكلماتك ونقدك!
    تسهرُ في ضوءِ القمرِ، ترنو إلى عينيها اللتين تشبهان عيونَ البقر الوحشي كما تقول كتب الأدب القديم الذي تدرسه!
    في آخر ذلكَ الليلِ، وأنت عائد إلى حجرتك التي تقيم فيها خلف ترعة الزمر .. قال صديقك المغني الضرير عبد الله الصامت، وكان قد حضر ندوتها ـ معك ـ في "نادي القصة":
    ـ إن ما يعوق نص ناهد هو تكثيف الرمز الذي يعوق جمالية السرد، ويصيب محور النص في مقتل من جهة ثانية، وبعض الاضطراب المعنوي في محتوى النص.
    قلتَ له وأنت تضحك:
    ـ أول مرة أرى مطرباً يُمارسُ النقد الأدبي!
    وضحكتما، وحمدتَ الله أن ناهد لم تسمعه، فهي لا تتحمل النقد، وإذا سمعته لن تفهم ما يريد، وربما تُقاطعُك، فقد تعوّدت ألا تفهم كلمات النقاد، منذ أن بدأت الكتابة وتركت التمثيل، وتركت مسرح «الطليعة» التجريبي!
    وكانت ممثلةً فاتنةً تبشر بمستقبل مأمول!!
    *مشهد ثان:
    حينما رجعت «ناهد» إلى بيتها في الزمالك، أيقظت غادة ابنة شقيقتها، الطالبة في الصف الثالث الثانوي، وأخرجتها في رقة مصطنعة من تحت الغطاء .. وطلبت منها أن تحكي لها قصة الفيلم الذي قدمته درية شرف الدين الليلة في برنامج «نادي السينما»، وتكتبها في نحو صفحة ونصف .. حتى تعيد ناهد كتابتها .. أو تختار مقاطع منها لتقدمها في جلسة القراءة لندوة السرد التالية في "نادي القصة".
    تحسّرت حينما قالت لها ابنة شقيقتها أنها كانت منشغلة بدرس الرياضة الجديد، وإعادة قراءته وإجابة تطبيقاته، بعد أن شرحته لها الأستاذة، وأنها نامت قبل بث البرنامج!

    الرياض 14/4/1998م
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    كل العيون نحو جنات

    هل هذا هو الفقر الذي ليس مدقعاً؟‏
    البيوت الطينية تُناديك .. لتتأمل فيها، وفي ساكنيها؟
    هل جاءوا من قرى صغيرة فقيرة مثل قريتك؟
    أنت معلق في دوسيه في السماء، في الدور السادس من بيت محمد رحيم في «أبي قتاتة» ..
    تُذاكر بعض أخبار الصعاليك في كتاب يوسف خليف، في شقتك الفقيرة، أو وأنت جالس بجوار ترعة الزمر، ترى الأسماك الميتة التي تلفظها الترعة، وتنتظرها القطط الجائعة!
    بعض كلاب متخمة تأتي من بعيد، لا تشغل نفسها بعراك مزمن مع القطط!
    باقٍ على الامتحان يومان.
    وأبوك الأرمل وأختك التي تصغرك بعامين ينتظران نجاحك!
    خرجتَ تتمشّى في العاشرة مساءً.
    رأيت البنت الغسّالة «جنات» (ذات الستة عشر ربيعاً) التي تقيم في الدور الأرضي في منزل رحيم، والتي تأتي لك في الدور السادس مرةً كل أسبوعين لتغسل ملابسك!
    الثلاثاء من كل أسبوعين، تأتي لك في حياء، وتأخذ ملابسك في الصباح قبل أن تذهب إلى الكلية، وتُعيدها لك نظيفة ناصعةً بعد المغرب!
    كأنها أختك الصغيرة «ماجدولين»، فلم تنظر إليها نظرة ريبةٍ أبدا .. ولم تفكر في أنها بنت يُمكن أن تجذبك أو تُثيرك، رغم بشرتها البيضاء الناعمة وفرعها الطويل وعينيها السمراوين الجميلتين!
    ها نحن في العاشرة من مساء الأحد.
    إنها «جنات»!
    ها هي معلقة في دوسيه في الهواء ..‏ في أول دكان على رأس الحارة، والأولاد يأكلونها دون أن يمهدوا للطبخ!
    أكثر من عشرة شبان من حليقي الرءوس يتقاذفونها بينهم كالكرة، بلا رحمة!.
    حارتنا في القرية البعيدة، تنام بعد صلاة العشاء. وحي «أبي قتاتة» مسكون بالسهر وابتلاع المتع الرخيصة، والنوم حتى العاشرة صباحاً ..‏ مع أنهم فلاحون مثلنا! ..
    لماذا لا يخف أحد لنجدتها؟
    بل لماذا لا أخف أنا لنجدتها، وأنا أقول دائماً إنها كأختي؟!.
    قناديل «أبي قتاتة» لا تضيء دائماً، ولا تخبو أبداً! .. أنها نصفُ مغمضة .. نصف مفتحة .. فلماذا أرى ضوءها الأحمر يُعشي العيون هذه الليلة؟
    ها أنت تراقب تدافع حليقي الرءوس حول جسدها الغض، و«جنات» تنزلق رجلاها إلى الحفرة، ونادل المقهى المُجاور يُراقب انزلاق قدميها في الحفر‏ة، ولا يمد يداً!
    النادل جارها في الطابق الأول، في بيتنا نفسه!
    جارها الأدنى ..
    مثلك تماماً!
    بل قبلك!
    هل يخشى الوقوف أمام حليقي الرءوس الذين يحملون الشفرات الحادة بين أسنانهم، مستعدين دائماً للنزال وتشويه الضحية؟!
    ...
    في صباح الاثنين رأيتها تمشي غاضة البصر، تتعثَّرُ خطواتها!.
    حينما سألتها:
    ـ هل ستجيئين غداً لأخذ الثياب؟
    أشارت إلى جبهتها:
    ـ هذا بعض ما تركته الحفرة على جبيني ليلة الأمس! .. ألم تسمع ما جرى لي؟
    سألتها عما حدث كأني لا أعلم!، قالت:
    كانت الموسيقا صاخبة عند البقال.
    وأنا حينما أخرجُ من البيت، أترك الموسيقا الهادئة تؤنسُ وحدة أبي ..
    موسيقا تحملُ أنساً للفؤاد، ومتعة للروح!
    لكن موسيقا الأمس كانت تتسرب منها رائحة غريبة، ما بين رائحتي البول ويود البحر!
    ناداني أبي قبل أن أخرج من البيت موصياً أن أحرسَ عذريتي، وأن أغلق بابه عليه، حتى لا يُهاجمه لص!
    كانت الموسيقا عند البقال صاخبة أكثر مما ينبغي،
    وكان الشباب يتحرشون بكل شيء!
    وعدتُ فوجدتُ أبي مفتوح العينين غائباً عن الوعي،
    ووجدتُ الدماء على ملابس أبي ..
    تشي بما جرى!
    الموسيقا لم تكن تنبعث في الدهليز الضيق ـ في بيتنا ـ هادئة ومريحة!
    كانت قد رحلت بأبي إلى الأرض البعيدة .. البعيدة، فقد فَقَدَ وعيه، ونقلناه إلى مستشفى "أم المصريين" في الفجر.
    ...
    سألتها:
    ـ ألم ينجدك أحد من بين أيديهم؟
    يبدو أنها لم ترني، فقد كان بيني وبينها شجرة جميز عتيقة.
    قالت في مرارة:
    ـ لم يتدخل أحد؛ حتى جاري النادل «عطوة» حينما هاجموني.
    أضافت في سخرية:
    ـ وحينما عدتً وجدتُ صوته عالياً في الشقة المجاورة، يردد أغنيةً يحبها!
    ...
    كان ـ كما أخبرتتي ـ في شقته المجاورة، لحجرتها التي تقيم فيها مع أبيها، الأرمل العجوز .. والمذياع يذيع أغنية لفايزة أحمد عن الطاقية التي صنعتها بيديها، ولم يلبسها الحبيب!
    ويردد وراء فايزة ما تقول، بصوته الأجش المنفر القبيح!.
    ابتعدت «جنات» .. في خطا واهنة، متجهة إلى المستشفى .. .. وأمام البقالة كان صبية صعار يثرثرون عن سقوط «جنات» في الحفرة، ليلة الأمس!
    هل قلتُ «ماجدولين» أختي؟!
    يتحدثون بكل صفاقة ..‏ وكأنهم لم يروْها ساعتها، وهي تستنجد بطوب الأرض!
    وكأنهم كانوا بعيدين، لم يمد أحدٌ إليها يداً!
    وفرّت دمعة سريعة من عيني، أنا الذي رأيتُ ... وجبنتُ، والتحفتُ بالصمت!!

    الرياض 9/1/2007م
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    القـــــرار

    صمّمت «عزيزة البحيري» على أن تتزوّج ـ وهي في الثانية والأربعين ـ أول طارقٍ لبابها، أو طالب ليدها، فالزواج ـ على كل حال ـ أقل عبئاً من هموم الكتابة والتمثيل، وأخف عبئاً من وظيفة المستشار القانوني للدار الصحفية التي تعمل بها..
    هي تحس أنها قد عاشت عصوراً طويلةً ـ منذ أن احترفت الكتابة، ومارست التمثيل ـ ووقتها كانت في العشرين، وطالبة في الفرقة الثالثة بكلية الحقوق.
    عاشتْ أكثر من ألف عام.. منذ رحلات امرئ القيس، إلى تحولات يوسف إدريس من الطب إلى الأدب، مروراً بأشعار جرير وبشار بن برد وأحمد شوقي، ورباعيّات صلاح جاهين وغنائيات مرسي جميل عزيز وقصص محمد حافظ رجب ومحمد جبريل وعبد الرحمن منيف.
    تلك القراءات أصابت روحها بالترهل، وملأت قلبها بالهموم، وصار وجهها مليئاً بالتجاعيد كوجه عجوز في السبعين!
    لا تدري هل سيُقدم أحد على فعل ذلك، فطوال اثنين وأربعين عاماً لم يقل لها أحد شيئاً!
    وبرقت أمام عينيها صورة خالتها التي لم تتزوّج، وماتت عن خمس وستين سنة دون أن تتزوج.
    ماتت وهي تُحس أنها وحيدةٌ في الحياة فلم تأنس لصوت، ولم تحب أحداً.
    إنها وحيدة، تنتظر ظل رجل .. تنتظر زيارة ابن خالتها الذي يريد منها استشارة قانونية. لم تفكر فيه من قبل. ستقول له: إنها لا تريد تمثيلاً ولا صحافةً، ولا نقداً ولا سياسة، وستترك وظيفة المستشار القانوني في الدار الصحفية التي تعمل بها. ولن تكتب قصصاً بعد اليوم، وإنما ...
    وحينها سيفهم أنها تريده هو.
    هو في الثامنة والأربعين، ومدير بالتربية والتعليم، ولم يتزوج أيضاً!
    وضعت المجموعة القصصية المخطوطة التي تريد نشرها، في رف قريب منها!
    ......
    لا .. لن تنتظر.. لن تقضي عمرها وحيدة.
    ولن تكتب إهداء الكتاب التالي لأبيها أو لرجل آخر منتظر!
    لن تكتب ثانية .. فالحياة أشد زخماً من الحياة التي تراها في القصص، أو تصطنعها في التمثيل.
    وأمسكت الهاتف، تستعجل زيارة ابن خالتها!

    الرياض 3/5/2006م
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    تمثالان وثالثهما!

    حينما عاد شقيقي وسيم من زيارته الأولى لأمريكا، ورأى تمثال إبراهيم باشا، صرخ:
    ـ هل هذا تمثال الحرية؟
    ثم سأل مستنكراً:
    ـ من إبراهيم هذا؟
    لم أجبه!
    (مسكين! لا يعرف أن إبراهيم باشا هذا هو ابن مؤسس مصر الحديثة: محمد علي باشا.
    ولا يعرف أن إبراهيم باشا كان من أعظم قادة الحرب في العالم).
    حاولتُ أن أبعده عن قاعدة التمثال الأصمّ ..‏ لإبراهيم باشا؛ الذي لن يعرفه أبداً مادام اختار أمريكا وطناً له!
    في طريق المطار ـ وهو عائد لأمريكا ـ رأى امرأة تمد يديها تستعطف سائحاً كي يمنحها جنيهاً، كيْ تُطعم أطفالها الجوعى. قال بالإنجليزية، وهو يتأمل ثوبها المهلهل:
    ـ إنها تمثال الجنون والفقر الذي يُعربد في حياتكم!
    وصرخ:
    ـ لا تمثال للحرية هنا! .. بل تماثيل للغرور والفقر .. والعوز!‏
    وضحك بخبث، وهو يقرصني:
    لماذا لا تنتقلون للعيش في أمريكا .. حيثُ الرخاء والوفرة؟!!
    ...

    الرياض 20/1/2007م
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ليل آخر!

    كما يقراُ الموتُ الخريفَ المُصفِّدا
    كدتُ أكتبُ ـ يا نجوى ـ قصيدةً مهداة إلى الشاعر عبد الله البردوني، وهذا مطلعها المأمول .. لكني توقفتُ بعد هذا الشطر!
    لماذا تموت أحلام كثيرة قبل أن تولد؟!
    الطريق إلى صنعاء مازالت طويلةً!
    وقد استسلمت سفن الموتى المنهكة، مساءً للقرصان العجوز، الذي وقفَ ـ غبيا ـ كالعادةِ، عند قرية «الكميم» معصوبَ الرأس، يغسل موجَ الشاطئ في السد! .. ولا يني يتعذب من غياب أفقِ الوحدةِ اليمنية المؤجلة ... ويعد الجثث الملقاةَ على ثبجِ الرملِِ تباعاً: واحدةً ..، ثنتيْنِ، ثلاثاً، ... خمسينْ!
    ...
    هذا ليلٌ آخر يا نجوى!
    أفرُّ فيه من حصار القصيدة، فلا أجد فيه إلا وجهك القمري الذي يمنح للوجود معنى!
    الظلامُ يُحاصرنا قبل أن نصلَ إلى «معبر»!
    ما هذا الظلام الجامح .. الذي يُهاجمنا من كل جانب، ويكاد يخفي أيَّ أثرٍ للسيارة المتأرجحة على الطريق الرملي الضيق بين الجبال الوعرة؟!!
    ليلٌ آخرُ يأتي إليَّ مكسوراً، وجريحاً، وأنا وحدي أتأملُ في سفن الرملِ، والمراكب الشمسيةُ لا تُطفئ سراجك الباهتَ، وتحملُ نصلََ الليل، لتقتلَ منْ تجدُهُ يُحدق قي ضوء القمر، محدثاً نفسه بوحدةٍ محتملة.

    الحديدة 24/1/1986م
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    راقصة!

    قالت له عزيزة:
    ـ منذ شهرين تركتُ التمثيل في مسرح قصر الثقافة بعد أن تحرش المخرج خالد بي، ونحن في حافلة القصر في طريقنا إلى الإسماعيلية .. لمشاهدة عرض مسرحي له.
    قال وهو يكاد ينتفض غضباً:
    ـ كيف؟
    قالت وهي تنظر إلى عينيه لترى أثر كلماتها:
    ـ كان يلتصق بي! .. أحسستُ به كالمراهقين مع أنه في الخامسة والخمسين.
    قال عبد الله خيري، وكأنه يُلقي موعظة:
    ـ عجيب أمر ما أسمعه وما أطالعه في بعض الصحف، أو يناقش في بعض القنوات الفضائية!
    هزت رأسها مُستفسرة، فأكمل:
    أنت تنتمين لجيل يُحاول أن يجد متعته المفقودة في المرافق العامة! .. مثل مراحيض الميادين العامة .. والحافلات!
    الطفلة المشاغبة التي في داخلها صرخت:
    ـ لا يهمني أن أنتمي إلى هذا الجيل أو ذاك! .. إنما يهمني أن أكون نفسي!
    قال لها، وهو يُسقط بيده اليُسرى النظارة فوق أرنبة أنفه:
    ـ أنت تائهة! .. حددي أولاً: هل تريدين الرقص الشعبي .. أم التمثيل .. أم القصة القصيرة؟!!.
    قالت وهي تريد أن تستثيره:
    ـ يبدو أنني سأتجه للرقص!
    أحس بالحسرة:
    ـ مجموعتك القصصية الأولى، التي أصدرتها حديثاً تكشف عن قاصة مُقتدرة، لديها ما تقوله، لكن ما أثارني فيها هو صورة علاقة المرأة بالرجل في إبداعاتك.
    قالت وهي تبتسم، وتلتصق به:
    ـ ماذا رأيت فيها؟
    قال وكأنه يريد أن يتخلص من الكلمات:
    ـ المرأة في الحياة ليست هي المرأة في إبداعاتك!
    ـ ماذا تقصد؟
    ـ المرأة عندك .. امرأة سهلة .. مستعدة للسقوط داماً!!
    استفسرت بعينيها، فأضاف:
    ـ لم أكمل بعد!
    وأضاف في حماسة، وهو ينظر إلى عينيها:
    ـ تنجذب المرأة دائماً في قصصك للرجل؛ كما تنجذب الفراشة للنار! .. وهي دائمة مستعدة للسقوط!
    قالت في جرأة لا تحسد عليها:
    ـ أليست الكاتبةُ .. التي هي أنا .. راقصةً؟

    الرياض 31/10/2006م
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    أخت حتشبسوت!

    قال الحاج محسن لولده الوحيد جابر، الذي حصل على بكالوريوس التجارة منذ خمس سنوات، ويفلح الأرض ـ بمساعدة أبيه ـ حتى يجد وظيفة ملائمة، فالدولة لم تعدْ معنية بتوظيف الخريجين:
    ـ متى ستهتدي؟
    ـ الله قادر على كل شيء!
    صمت الحاج محسن، وتنحنح، وأضاف بعد هنيهة:
    ـ ... عشتُ في هذه القرية ستا وستين سنة لم يمس أحد طرفي بسوء.
    ـ لا أفهم!
    قال الأب وقد نفد صبره:
    ـ متى ستكف عن مقابلة الأرملة نجوى؟
    ـ أنا أريد أن أتزوجها على سنة الله ورسوله.
    ـ وهل عدمت القريةُ الفتاةَ البكرَ حتى تتزوج هذه الأرملة؟
    ـ وهل زواج الأرملة حرام يا أبي؟!!
    ـ ليس حراماً .. لكن من المعتاد في القرية أن يتزوج الفتى بنتاً بكراً لم يسبق لها الزواج!
    ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تروج خديجة ـ رضي الله عنها ـ وهي أرملة، وكانت زوجته الأولى!
    ضحك الأب ساخراً:
    ـ وفقيه أيضاً يا شيخ جابر؟!!
    ـ أنا أرد فقط على ما تقوله!
    سكت الأب هنيهة، ثم أضاف:
    ـ وما الذي يؤخرك عن طلب الزواج منها .. مادمت مصمما على ذلك؟
    لم يرد الابن، فقال الأب:
    ـ أنت جاوزت السابعة والعشرين منذ شهرين .. فمتى تتزوّج يا بني؟! .. لقد تزوجتُ أمَّك وأنا في الثامنة عشرةَ.
    ـ قريباً .. ربنا يسهل، وترضى أمي!
    بصق الأب في منديله الذي طواه ووضعه في جيبه، وقال كالمعتذر:
    ـ يا شيخ جابر .. أنت شاب متدين ومستقيم إن شاء الله، ولا شك في سلوكك؛ فأنت تخشى ربنا. وهي من أسرة محترمة .. لكن الفكرة غير مألوفة في قريتنا!
    صمت جابر، ولم يُعلق.
    خرجت الأم من الحجرة الملاصقة للصالة، تفرك عينيها في توتر، كأنها تُبعد عنهما آثار النوم:
    ـ لن يتزوج جابر نجوى إلى يوم القيامة!
    صرخ الحاج محسن:
    ـ ماذا تقولين يا امرأة؟
    ـ ابني لن يبدأ حياته الزوجية مع أرملة!، وإذا تزوجها فسأترك لكم البيت.. وأمشي في بلاد الله!
    انسحب الأب.. وهو يقول بصوت خفيض:
    ـ عمتي زين تزوجت وهي أرملة، وأنجبت أبناءها الثلاثة من زوجها الثاني! .. وهي عمتك أيضاً، فأنت ابنة عمي!
    لم تعقب الأم!
    تثاءب جابر ..
    سأحزم أمتعة روحي وأذهب إلى بيت صديقي علي في القرية المُجاورة ..
    سألتجئ إليه، حتى يرق هذا التمثال الحجري القديم.. الذي يعود إلى عصور حتشبسوت!
    والذي يزعم دائماً أنه يحبني، ويحب الخير لي!!
    أين أنا..؟‏!
    في واقع حي يتغير كل يوم .. أم أنا في متحف متخلف من متاحف التاريخ؟!!
    ...
    أبعد فكرة الذهاب إلى صديقه علي عن اختياراته ..
    وانجرَّ كئيباً إلى حجرته .. مصمماً على مُعاودة الحوار مع أمه في أمر زواجه من نجوى .. بعد صلاة الفجر .. لعلَّ .. وعسى!

    الرياض 3/11/2005م
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد: النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    درس في استئناف القتل

    حين خرجتُ من البيت ـ في الحادية عشرة صباحاً ـ لأدرس محاضرةً في النصوص العباسية لطالبات قسم اللغة العربية .. تركتُ القاضي في التلفاز يُقلبُ أوراق الرئيس العراقي السابق صدام حسين في قضية «الدجيل» .. قبيل النطق بالحكم!
    هذا القاضي الجهبذ .. الساهرُ على قضية العدالة.. لماذا أراه زائغ النظرات؟!!
    تركتُ القناةَ مفتوحة .. وخرجت ..
    المذيعُ في فضائية «الجزيرة» في قطر يُحاور ضيفاً قانونيا من القاهرة ويسأله: لماذا دافعَ عن صدّام، ويسأل ضيفاً قانونياً آخر من بيروت: هل أنت قلق على العدالة المفتقدة في المحكمة؟!! .. ويستبق الضيفُ الثاني الحكمَ وأصداءه بتوقع صدور حكم إعدام على صدّام!
    القاضي زائغ البصر، والمذيع مع ضيفيه يتناوبان تقليبِ أوراقَ الحكم المنتظر، ومدى شرعية المحكمة التي قامت في ظل الاحتلال!
    العسكري الأمريكي الأسودُ يضعُ فوهة كاتم الصوت على رأس القاضي .. ويعده بامتلاك حدائق بابل، ومبلغ محترم في مصرف سويسري .. وحراسة مستمرة طوال أربع وعشرين ساعة .. ومقبرةٍ لائقةٍ له بجانب تمثال الحرية في أمريكا العامرة!
    حين خرجتُ من البيت.. وتركتُ القناة مفتوحة .. لم يكن القاضي قد حكم بعدُ على صدام حسين بالموت شنقاً!
    لكنني حين عدتُ بعد ساعةٍ ونصف، كان القاضي قد أصدر حكمه ..
    وجدتُ فوهةَ كاتم صوتِ العسكري الأمريكي .. قد ابتعدت عن رأس القاضي .. لتفسح مكاناً للغطٍ يترددُ من الخليج إلى المحيط، وتنقله الفضائيات العربية، وصداه يتردد في خرائب العراق:
    ـ من أين تأتي (للقاضي وللموتى الذين انتصر لهم) الضربةُ القاتلة المقبلة؟!!

    الرياض 6/11/2006م
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10 رد: النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    قف! .. الإشارة حمراء

    قال أخي عبد الله ـ الذي يكبرني بعامٍ ـ موجهاً حديثه لأبي الصامت، وهو مفتَّح العينين، وفي فصاحةٍ لا يُحسد عليها:
    ـ لا تُجهد نفسَك يا أبي، واسمعْ مني جيداً .. ما أقوله لك صباح مساء! .. أنا لا تُعجبني السلطةُ، ولا يعجبني الحكام، فكيف أنخرطُ في الكلية الحربية لأدافع عنهما؟!
    ـ ماذا تريد؟
    ـ سألتحق بكلية الفنون الجميلة.
    ـ لترسم خيبتك؟!!
    لم يرد عبد الله.
    ضحك أبي .. بينما كانت أمي تحاول أن تكتم حسرتها على ابنها، فصحتُ:
    ـ لا تُبدِ رأياً يا أبي الآن فيما يقوله عبد الله!؛ فمصرك محزونة الآن بفعل النكسة، والشباب حزين لجري الجنود المهزومين، وتركهم سلاحهم في سيناء!
    قال في حسرة مغيراً مجرى الحديث:
    ـ ولهذا لن يُقام «المولد» هذا العام، ولن يركب الأطفال الأراجيح. وستمضي أيامُهُ بدون فرحٍ حتى يأتي العامُ القادم وتحصل أنتَ على الثانوية العامة.
    ...........
    كدتُ أقولُ له:
    ـ ماذا تقول أيها الشيخُ؟
    قال وهو يُنظر إلى الأرض:
    ـ حينما تجتازُ الثانوية العام القادم، لا تُقدم أوراق التحاقك بكلية الآداب التي تحبها، أو دار العلوم. بل قدمها إلى الكلية الحربية!
    ....
    أدرتُ وجهي للناحية الأخرى، وأنا أقولُ:
    ـ يا لحظي الجميل!!
    هكذا يقفُ أخي عبد الله سداً في طريق طموحي. ولا أدري ـ لجموحه ـ كيف سأعبرُ أنا ورغباتُ أبي وعورةََ الطريق؟!!

    الرياض 6/10/2006م

    رد مع اقتباس  
     

  11. #11 رد: النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    عروس‏

    جلست بين زميلاتها في المكتب اللائي حضرن إلى شقتها لتهنئتها بالخطبة، وأخذت تُتابع جمالهن اللافت، وسميرة تقول لها:
    ـ الزواج سيجعلك أكثر هدوءاً وأقل عصبية!
    أهملت التعليق، لكنها نهضت وانحنت أمامهن، قائلة:
    ـ أيكن ستقرصني لتلحق بي في الزواج، وألحق بها في الجمال والدلال؟!

    الرياض 24/10/2006م



    رد مع اقتباس  
     

  12. #12 رد: النص الكامل لمجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    سهرة.. مع أحزان المغني!

    أصحو ..
    لستُ فرحاً ولا حزيناً!
    أسمعُ أحزان المغني، وأسمعُ ... يا أبا سُعاد!
    وتنامُ سرادق عرسٍ ابنتك ـ التي حلمت بي يوماً ـ ذات العشرين ربيعاً!
    ولم يأت الذي تنتظره.
    (هل كنتُ أنا؟!!)
    أسهرُ في ضوءِ القمرِ الحالمِ، أتأمَّلُ في ملكوتِ الله..
    أرنو إلى حدقاتِ الموتى، على الدكك المتراصة!
    في آخر ذلكَ الليلِ!
    وأُبسملُ وأُحوقلُ ...
    ولا تشغلني كلماتُ المغني
    ولا آهاتُ سعاد!!

    الرياض 21/9/2006م

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. عندما تكلم عبد الله الصامت!
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 22/08/2008, 05:16 AM
  2. النص الكامل لمجموعة «الدار بوضع اليد!» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 01/06/2008, 11:26 PM
  3. النص الكامل لمجموعة «أحلام البنت الحلوة» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 28/02/2008, 06:21 AM
  4. النص الكامل لديوان «الحلم والأسوار» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 23/12/2007, 10:56 AM
  5. النص الكامل لمجموعة «الدار بوضع اليد!» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 23/04/2007, 11:36 PM
ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •