صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 13 إلى 17 من 17

الموضوع: نقـــاد الأدب والنقـــد الأدبي في المغـــرب .. أضـــواء ...

  1. #13 رد: نقـــاد الأدب والنقـــد الأدبي في المغـــرب .. أضـــواء ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    الناقد
    أحمد المديني

    أحمد المديني من مواليد مدينة الدارالبيضاء، في المغرب، سنة 1949 ميلادية، وقد حصل على دبلوم الدراسات العليا في اللغة العربية وآدابها، من جامعة محمد الخامس في الرباط سنة 1978، وحصل على دكتوراة الدولة في الآداب والعلوم الإنسانية، من جامعة السوربون في فرنسا سنة 1990، وفيها عمل أستاذا محاضرا، وأستاذا مساعدا في جامعة باريس الثامنة في مطلع الثمانينات.
    أستاذ التعليم العالي، وكاتب روائي، وناقد أدبي، وباحث جامعي.
    صدرت له أعمال قصصية وروائية ودواوين شعرية منذ 1970 وإلى الآن، عن دور نشر مغربية ومشرقية ، وأجنبية، من بينها:"العنف في الدماغ" 1971 قصص، الدار البيضاء، "الطريق إلى المنافي" 1988 قصص، بيروت؛ "هيا نلعب" 2004 قصص، الرباط؛ "زمن بين الولادة والحلم" 1976 رواية، الدار البيضاء؛ "حكاية وهم" رواية، بيروت 1993؛ "مدينة براقش" رواية، الدارالبيضاء 1998؛ "فاس لو عادت إليه" 2003 رواية، الرباط ؛ "برد المسافات"
    بحوث جامعية ودراسات نقدية وأعمال مترجمة ، منها:
    "فن القصة القصيرة بالمغرب" 1980، بيروت؛ " أسئلة الإبداع في الأدب العربي المعاصر" 1985، بيروت؛ "الكتابة السردية في الأدب العربي الحديث، التكوين والرؤية" 2000، الرباط؛ "رؤية السرد ـ فكرة النقد في أدبنا المعاصر" الدار البيضاء، 2006.

    صدرت له أعمال بالفرنسية، وترجمت بعض كتاباته إلى الفرنسية والإسبانية والإنكليزية.
    شارك في عديد المناظرات الأكاديمية والمؤتمرات الأدبية بالعالم العربي، وخارجه، كما دعي أستاذا زائرا وُمشرفا جامعيا، وله أبحاث منشورة في المجلات والحوليات المتخصصة، كما أن له مساهمة منتظمة في الصحف والدوريات، في قراءات وتحليلات ثقافية وأدبية خاصة.
    عضو مؤسس لاتحاد كتاب المغرب/ رئيس رابطة أدباء المغرب/ عضو الجمعية الدولية للأدب المقارن.
    مقالات للناقد أحمد المديني:
    * في رحيل إدريس الشرايبي: روائي الاغتراب والقطيعة
    * تودوروف يعيد ضبط عقارب ساعة الأدب على محور المعنى
    * أورهان باموك في باريس: مسألة الهوية بين ثقافتين ... أيّ غرب للكتابة؟
    * المثقفون الفرنسيون وانتخابات رئاسة الجمهورية.
    * أيّ مفهوم للنقد الأدبي اليوم؟
    * نجيب محفوظ ونحن (في المغرب).
    * أورهان باموك في باريس: مسألة الهوية بين ثقافتين ... أيّ غرب للكتابة؟
    المصدر
    *
    مصدر ثاني

    حياكم الله
    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  2. #14 رد: نقـــاد الأدب والنقـــد الأدبي في المغـــرب .. أضـــواء ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    الناقد
    محمد معتصم

    الموقع الخاص
    - ناقد أدبي
    - عضو اتحاد كتاب المغرب.
    - عضو مشارك في عدد من الجمعيات التربوية والثقافية داخل المغرب.
    - عضو مؤسس لجمعية "دار الندوة" بالدار البيضاء.
    - عضو اتحاد كتاب الانترنيت العرب.
    - رئيس لجنة الانترنيت والعلاقات الرقمية والدولية، بالاتحاد ذاته.
    - عضو فاعل في عدد من المنتديات والملتقيات الثقافية والأدبية الإلكترونية والرقمية.
    من أعمال الكاتب المنشورة ورقيا:
    1/ الشخصية والقول والحكي - توزيع مكتبة الرسالة - الدار البيضاء - ط1، 1995م - المغرب.
    2/ الرؤية الفجائعية: الأدب العربي في نهاية القرن وبداية الألفية الثالثة - منشورات الاختلاف - ط1، 2003م. الجزائر.

    3/ المرأة والسرد، دار الثقافة - الدار البيضاء - ط1. 2004م - المغرب.

    4/ الصيغ والمقومات في الخطاب الروائي العربي - مكتبة المدارس - الدار البيضاء - ط1، 2004م - المغرب.
    5/ الرؤية الفجائعية: الرواية العربية في نهاية القرن - دار أزمنة - ط1، 2004م. عمان - الأردن.

    6/ الذاكرة القصوى - دراسات في الرواية المغربية المعاصرة - دار الثقافة - ط1. 2006م - الدار البيضاء - المغرب.
    الكتب الإلكترونية:
    1/ أناشيد البراءة، شعر: وليام بليك، ترجمة - منشور بموقع اتحاد كتاب الانترنيت العرب.
    2/ المتواليات، شعر: ف.غ. لوركا، ترجمة - منشور بموقع اتحاد كتاب الإنترنيت العرب.
    3/ الخطاب الروائي والقضايا الكبرى (دراسة في روايات سحر خليفة) - منشور بموقع اتحاد كتاب الانترنيت العرب.
    4/ البنيات الدلالية في شعر مريد البرغوثي. دراسة. منشورة بموقع اتحاد كتاب الانترنيت العرب.
    المؤلفات الجماعية الورقية:
    1/ رهانات الكتابة عند محمد برادة، 1995م - مختبر السرديات، ابن مسيك - الدار البيضاء - المغرب.
    2/ الرواية العربية وأسئلة الحداثة، 1996، مختبر السرديات، ابن مسيك - الدار البيضاء - المغرب
    3/ سؤال الحداثة في الرواية المغربية، 1999 من إنجاز عبد الرحيم العلام، إفريقيا الشرق - الدار البيضاء - المغرب.
    4/ القصة المغربية، التجنيس والمرجعية والفرادة.2000، جمعية الشعلة للتربية والثقافة - الدار البيضاء - المغرب.
    5/ الهوية والثقافة، نيكوس كازانتزاكي، 2000 الجمعية الدولية لأصدقاء نيكوس كزانتزاكيس - الدار البيضاء - المغرب
    6/ أصوات وأصداء، 2001، مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب - الدار البيضاء - المغرب.
    7/ أنطولوجيا أدباء الدار البيضاء، 2002 اتحاد كتاب المغرب، فرع الدار البيضاء - المغرب.
    8/ تلقي القصة القصيرة، 2002 مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب - الدار البيضاء - المغرب.
    9/ محمد زفزاف الكاتب الكبير. منشورات رابطة أدباء المغرب.ط1. 2003م - الرباط - المغرب.
    10/ ضوء على الأرخبيل - منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب - ط1. 2004م - الدار البيضاء - المغرب.
    11/ قراءات في تجربة سميحة خريس - الدكتور نضال الصالح - أمانة عمان الكبرى - الأردن، 2005م.
    12/ كتاب الحوارات (مجلة عمان) - المجلد الأول. أمانة عمان الكبرى. الأردن - 2005م.
    13/ الكلام المباح حوارات مع محمد عز الدين التازي - طوب بريس - 2003م.
    14/ مكونات الخطاب الروائي عند محمد عز الدين التازي. طوب بريس - 2003م
    15/ الأدب المغاربي اليوم (قراءات مغربية) - اتحاد كتاب المغرب - 2006م.

    *

    الدراسات والمقالات المنشورة بالجرائد والمجلات
    المجلات المحلية:
    رصيف، ودفاتر، وآفاق تربوية، والبوابة، وآفاق اتحاد كتاب المغرب، وفكر ونقد، والثقافة المغربية ...
    المجلات العربية:
    اليوم السابع، والناقد، والفكر الديمقراطي، والشاهد، والثقافة العربية، والآداب، ونزوى، والجديد، ونادي الكتاب العربي، وعمان،الزمان الجديد ...
    الجرائد المحلية:
    الاتحاد الاشتراكي، والعلم، وأنوال، والبيان الثقافي، والسؤال، والكاتب، والنشرة، والديمقراطية العمالية، والصباح، لبيراسيون (بالفرنسية)، والمنظمة ...
    الجرائد العربية:
    الشعب (تونس)،الشرق الوسط (لندن)،القدس العربي (لندن)،الزمان (لندن)،الجريدة (مصر)،أخبار الأدب (مصر) ...
    • عدد من اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية: القناة الأولى، والثانية، وإذاعة الرباط، وإذاعة طنجة، وإذاعة الدار البيضاء ...

    *منح محمد معتصم جائزة المغرب للكتاب دورة 2005م صنف الدراسات الأدبية والفنية، على كتاب "الرؤية الفجائعية في الرواية العربية نهاية القرن العشرين"، الصادر عن دار أزمنة - الأردن - 2004م.

    من إبداعات الناقد محمد معتصم


    محكيات المحاكمة لليلى عثمان.
    البناء المتراكب.
    البناء الواقعي للمحتوى الروائي.
    الكتابة الرقمية.
    الذاكرة القصوى.
    في تحليل النص الأدبي.
    بناء الحكاية في رواية "مصابيح مطفأة" لأحمد الكبيري.
    "ملامح" زينب حفني.
    السيرة الذاتية عند عبد الرحمن مجيد الربيعي.
    الفن القصصي بالمغرب نهاية القرن.
    "وأفردت إفراد البعير المعبد".
    حضور الأدب على شبكة الانترنيت الدولية.
    راهن النقد الشعري الآن.
    الخطاب الروائي والقضايا الكبرى.
    "أناشيد البراءة" لويليام بليك.
    مدونة الناقد محمد معتصم
    على الرابط التالي:

    صفحة محمد معتصم في موقع اتحاد كتاب الإنترنت العرب
    على الرابط التالي:
    الصفحة
    المصدر

    حياكم الله
    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  3. #15 رد: نقـــاد الأدب والنقـــد الأدبي في المغـــرب .. أضـــواء ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    الناقد
    عبد الله كنون

    ولد عبد الله كنون العلامة المغربي في فاس سنة 1908 ميلادية، - (30 شعبان 1326) – وفي سنة 1913 انتقل مع أسرته إلى الإقامة في طنجة، ورحل إلى طنجة مع عائلته بسبب الحرب، حفظ القرآن على يد أبيه عبد الصمد كنون وعلى يد الشيخ احمد بن محمد الوسيني وحفظ الاحاديث النبوية فاصبح عالما بالشريعة وباللغة العربية في وقت قصير.
    العلامة الأستاذ عبد الله كنون الأمين العام الأسبق لرابطة علماء المغرب، والكاتب والمؤرخ والشاعر والفقيه والأكاديمي والصحافي، هو أحد الرواد الكبار، فقد ساهم مساهمة فعالة في إرساء قواعد النهضة الأدبية والثقافية والعلمية في المغرب، منذ منتصف العشرينيّات، وإلى أن توفاه الأجل في يوم 9 يوليوز من عام 1989م.

    كان الأستاذ عبد الله كنون من ألمع جيل الرواد، الذين بنوا النهضة، وناضلوا من أجل الاستقلال بالفكر والعلم والقلم، وتميز منذ وقت مبكر من حياته بالنبوغ والتفتح والقدرة على مسايرة الركب الحضاري والثقافي الذي قدر أن تبدأ انطلاقته من المشرق العربي، ولكنه لم يكتف بالمسايرة، بل قادته مواهبه ومؤهلاته وشخصيته إلى السبق، وإلى التفرد، وإلى التميز عن أقرانه وخلانه، فكان مثالا نادرا للعصامية، وكان نسيجا وحده حقا وصدقا، فهو أمين عام رابطة علماء المغرب الذي لم يدرس بجامعة القرويين، ولا في كلية ابن يوسف، ولا تخرج من مدرسة أو معهد أو جامعة، وهو الكاتب والمؤرخ الصحافي والشاعر، وعضو العديد من المجامع العلمية واللغوية والإسلامية، الذي لم يكن يحمل مؤهلا جامعيا، وهو مؤسس النهضة التعليمية في طنجة، وباعث الروح العربية والإسلامية في أبنائها، ومنشئ أول مدرسة حرة بها، ومربي الأجيال، الذي لم يكن قد دخل مدرسة لتلقي العلم في أية مرحلة من مراحل حياته الحافلة بالعمل والعطاء والإنجازات التي تتضاءل أمامها أعمال بعض كبار حملة الإجازات والمؤهلات العليا.
    وهذا الجانب في حياة الأستاذ كنون هو موضع الاعتبار والتقدير، وهو الميزة التي تشرفه وتعلي من قدره وتبوئه أرفع الدرجات بين العلماء، وأسمى المنازل بين الكتاب والشعراء والمؤرخين والأدباء.
    كان كنون عبقرية فذة من النواحي كافة؛ من حيث التكوين والتأثير والدور المتميز في التأسيس، ومن حيث المواقف الوطنية والسياسية والعلمية والثقافية، ومن حيث الخلق الرفيع، والطبع السمح، والإيثار والتضحية، وسعة الصدر، ومحبة الناس أجمعين، وكان رحمه الله نبوغا مغربيا يعتز به كل مغربي ومغربية، ويزهو به الوطن، وتفخر به الأمة.
    تلقى كنون العلم على يد والده العلامة الفقيه سيدي عبد الصمد بن التهامي كنون، في بيت الأسرة الذي استقرت به في طنجة، بعد تعذر الهجرة إلى الشام من فاس على إثر دخول الاستعمار إلى المغرب.
    وكان والده عالما ضليعا، متبحرا، مشاركا، له قدم راسخة في العلوم والمعارف المتنوعة، كما تلقى العلم رحمه الله في صباه المبكر ويفاعته على علماء طنجة في بعض المساجد، التي كانت بمثابة جامعات مفتوحة تعج بالعلم والعلماء وشداة المعرفة من كل الأعمار والفئات، وكان أحيانا يختلف إلى بيوت بعض العلماء ليتلقى دروسا خصوصية في علوم معينة.
    ثم ما لبث أن أغرق نفسه في قراءات حرة يلتهم ما يصل إلى طنجة في مطالع هذا القرن من كتب ومجلات وصحف، التهاما شديدا.
    كانت قراءته متنوعة، ونَهِمَة، وموصولة الأسباب، وبجهده الخاص تعلم الإسبانية والفرنسية، فكان يقرأ بهما، ويتابع الجديد الذي يصدر بطنجة وهي يومئذ خاضعة للإدارة الاستعمارية الدولية، حتى صار من قادة الفكر والعلم والعمل الوطني لما انتظم في إطار الحركة الوطنية، من كتلة العمل الوطني في عام 1934، إلى الحزب الوطني في عام 1937، ولكنون مواقف مشرفة في هذه المجالات جميعا.
    وخلف كنون أثرا واضحا في الدراسات الأدبية، وفي كتابة التراجم، وفي تحقيق المخطوطات، وفي إصدار الصحف والمجلات وإدارتها والإشراف عليها، وتزويدها بالمادة المتنوعة الغنية، وفي العمل الأكاديمي والمجمعي، وفي الدعوة الإسلامية بالحكمة وبالعقل السديد وبالأناة والحلم وسعة الصدر واستنارة البصيرة.
    ولا تزال كتب كنون مراجع هامة تطلب في الجامعات، وتدرس، وتدور حولها الرسائل والأطروحات، ولا تزال جوانب عديدة من حياته في حاجة إلى البحث والدراسة وتسليط الأضواء، فهو شخصية متعددة العطاءات، غزيرة الإنتاج، وجديرة بكل عناية واهتمام.
    علم الشيخ " كُنون" أن مقاومة الاستعمار لن تنجح إلا بتكوين جيل جديد متعلم، يعلم حقوق وطنه عليه. لذلك كان أول مشروع اشتغل عليه هو تأسيس مدرسة خاصة عام 1936، أطلق عليها اسم مدرسة "عبد الله كنون الخاصة". وقد ساعدته في النهوض بمشروعه وضعية مدينة طنجة القانونية التي كانت خاضعة لإدارة دولية.
    وشغل كنون عدة مناصب علمية وتعليمية؛ فشغل منصب مدير المعهد الخليفي، ثم منصب أستاذ بالمعهد العالي في كلية أصول الدين بتطوان، ثم تقلد منصب وزير العدل في الحكومة الخليفية ما بين عام 1954 و1956، ثم عُيِّن محافظًا على مدينته طنجة سنة 1957، لكن وضعه كعالم كان متناقضًا تمامًا مع وضعه كمحافظ؛ لذلك ما لبث أن قدم استقالته عام 1958.
    وبين هذا وذاك، ترأس كنون مجلة "لسان الدين"، وعمل مديرًا لجريدة "الميثاق"، وساهم في تحرير مجلة الإحياء، هذا إلى جانب مساهمته في تأسيس وترأس عشرات المجلات والجرائد الأخرى والتي يصعب حصرها.
    إنتاج كنون العلمي والأدبي كان غزيرًا، وشمل كتابة المقالات الصحفية، وتأليف الكتب الجامعية إلى جانب إصداره لمنشورات فكرية وثقافية طيلة فترة حياته؛ وهذا ما أهله ليحظى بعضوية مجموعة كبيرة من الهيئات الإسلامية، منها: المجمع العلمي بدمشق عام 1956، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1961، ورابطة علماء المغرب، وهيئة القدس العلمية عام 1973، ومجمع اللغة الأردني عام 1978، والمجمع العلمي العراقي عام 1979.
    وحقيقة يصعب حصر المهام والمناصب التي تقلدها العالم الراحل، كما يصعب حصر المؤلفات والمنشورات التي تركها والتي تنوعت ما بين الفكر والثقافة والأدب والسياسة، والخيط الرابط بين تلك المؤلفات الدفاع عن حرمة الإسلام أولاً، وإبراز الكنوز الأدبية والفكرية التي يتوفر عليها المغرب ثانيًا.
    ففي مجال الدعوة الإسلامية ألّف كنون كتاب "فضيحة المبشرين في احتجاجهم على القرآن الكريم" وهو كتاب يرد فيه على دعاة التنصير في البلاد الإسلامية، كما ألف "الرد القرآني على كتيب: هل يمكن الاعتقاد بالقرآن"، وهو كتيب ألّفه سفير الاتحاد السوفيتي سابقًا بموريتانيا، كما ألّف "إسلام رائد"، و"مفاهيم إسلامية"، و"على درب الإسلام"، و"جولات في الفكر الإسلامي".
    وفي المجال الأدبي ألف "شرح مقصورة المكودي"، و"شرح الشمقمقية لابن الونان"، و"ذكريات مشاهير رجال المغرب"، و"النبوغ المغربي في الأدب العربي"، و"أمراؤنا الشعراء"، و"واحة الفكر"، و"التعاشيب"، و"العصف والريحان"، و"أحاديث عن الأدب المغربي الحديث"، و"لوحات شعرية".
    أما في مجال التاريخ والنقد، فقد ألف "مدخل في تاريخ المغرب"، و"معارك"، و"الجيش المجلب على المدهش المغرب"، و"أربع خزائن لأربع علماء من القرن الثالث عشر"، و"الشيخ أحمد زروق دفين مصراته".
    وبخصوص ما حققه الراحل من كتب ومخطوطات، فنذكر منها: "المنتخب من شعر ابن زاكور"، و"مناهل في أخبار الملوك الشرفا"، و"ديوان ملك غرناطة يوسف الثالث"، و"الأربعين الطبية المستخرجة من سنن ابن ماجه وشرحها للعلامة عبد اللطيف البغدادي"، و"رسائل سعدية"، و"التيسير في صناعة التسفير لأبي بكر الأشبيلي"، و"أخبار الغار للحافظ محمد بن مخلد الدوري العراقي".
    أما الكتب المنشورة بدون تحقيق، والتي كانت تملأ خزانة العائلة الكنونية، فنذكر منها "قوامة الإسلام للقاضي عياض"، و"تلقين الولد الصغير لعبد الحق الأشبيلي"، و"شرح الشيخ ميارة على لامية أبي المجراد"، و"رسالة نصر القبض في الصلاة للعلامة محمد المسناوي".
    هذا وقد ترك الراحل عدة كتب لم تجد بعد طريقها إلى النشر، ومنها "شخصيات مغربية" تتحدث عن 150 شخصية مغربية لمعت في شتى فنون المعرفة، إلى جانب ذلك ترك "صنوان وغير صنوان" (ديوان شعر)، و"نوادر وملح أدبية"، و"مذكرات غير شخصية".
    والسابق كله مجرد غيض من فيض، وإلا فإن ما تركه الشيخ الجليل يتجاوز المائة مؤلف بحسب بعض الباحثين.
    ويبقى كتاب "النبوغ المغربي" الكتاب الأشهر في خزانة العلامة عبد الله كنون، وهو الذي جعل اسمه يحلق عاليًا في سماء العلماء ليس فقط في المغرب، وإنما في المشرق الإسلامي وأوروبا كذلك.

    حكاية
    "النبوغ المغربي"

    "لو لم يكتب كنون إلا النبوغ المغربي، لكفاه ذلك فخرًا ومجدًا". هذا ما يُصِرّ على تأكيده كل المهتمين بما تركه العلامة من كتب ومؤلفات.
    ويقول كنون في مقدمته: "كثر عتب الأدباء في المغرب على إخوانهم في المشرق لتجاهلهم إياهم، وإنكار كثير منهم لكثير من مزاياهم .. ولكن أعظم اللوم مردود على أولئك .. ضيعوا أنفسهم، وأهملوا ماضيهم وحاضرهم، حتى أوقعوا الغير في الجهل بهم والتقول عليهم".
    وهذه حقيقة، فإخواننا في المشرق يعلمون القليل عن إخوانهم في المغرب في مجالات العلم والمعرفة، وحتى مع الثورة الإعلامية الحديثة يبقى هذا المشكل قائمًا وإن كانت قد خفّت حدته بعض الشيء، والأكيد كما أوضح عالمنا أن المشكل ذاتي بالدرجة الأولى؛ إذ إن التراث والكنوز ضخمة وثمينة تنتظر فقط من ينفض غبار النسيان عنها.
    وهكذا بدأت حكاية العالم الراحل مع النبوغ المغربي .. ويقول في مقدمة الكتاب: "لما بحثت ونقبت وجدت كنوزًا عظيمة من أدب لا يقصر في مادته عن أدب أي قطر من الأقطار العربية الأخرى، ووجدت شخصيات علمية وأدبية لها في مجال الإنتاج والتفكير مقام رفيع، ولكن الإهمال قد عفا على ذلك كله ... فاحتاج إلى من يبعثه".
    وشرع الشيخ كنون، في تتبع وتسجيل كل ما يصل إليه من أخبار العلم والأدب والتاريخ، عارضًا ذلك في قالب أدبي رفيع؛ ومع مرور الوقت تشكل كتاب يحوي بين دفتيه معلومات رفيعة عن الملوك والوزراء والقواد والفاتحين والعلماء والأدباء والفقهاء والمتصوفة وغيرهم من نخبة المجتمع.
    وقد أصدر كتابه هذا في مدينة تطوان (شمال المغرب) وقد كانت وقتها ترزح تحت نير الاحتلال الأسباني دون أن يبلغ الثلاثين سنة من عمره، ليترجم إثر ذلك إلى اللغة الأسبانية؛ كما اعتمده العالم الألماني "كارل بروكلمان" في ملاحق كتابه عن تاريخ الأدب العربي، وأشاد به العالم الإيطالي "جيوفاني بيانكي"، إضافة إلى كون عدد من الجامعات الأوروبية اعتمدته مرجعًا لطلاب العربية فيها.
    وفي عام 1939، تلقى كنون رسالة من وزارة التعليم الأسبانية تخبره فيها أنها منحته درجة الدكتوراه الفخرية في الأدب من جامعة مدريد؛ كما دعته إلى زيارة بلادها كضيف شرف على الحكومة الأسبانية.
    المفارقة في رد فعل المحتل الفرنسي الذي كان مغايرًا؛ إذ سرعان ما صدر قرار عسكري يمنع تداول الكتاب، ويحذر من أن كل من ثبت أنه يحوز نسخة منه سيعاقب بشدة، والسبب في ذلك، أن الاستعمار الفرنسي حاول في كل وقت وحين أن يبرز أن المغاربة هم مجرد برابرة بلا ذاكرة وحضارة، غير أن كتاب "النبوغ المغربي" فضح كل ذلك بالحجة والمنطق والدليل.
    كما كان لصدور "النبوغ المغربي" أثر طيب في المشرق العربي، ويكفينا هنا ما سجله أمير البيان شكيب أرسلان في تقييمه وعرضه للكتاب نشره في صحيفة "الوحدة المغربية" التي كانت تصدر في تطوان عام 1360 للهجرة، فقد قال الأمير: إن "المؤلف جمع في كتابه بين كل من العلم والأدب والسياسة"، وأشاد "أرسلان" في الوقت نفسه ببراعة العلامة كنون وإبداعه في تصوير الحياة الفكرية في المغرب.
    و"النبوغ المغربي" كتاب مزج بين الحركات الفكرية والحركات السياسية مزجًا عجيبًا حقّق الصلة الطبيعية، التي لا تكاد تنفك في كل دور من أدوار الأمم بين العلم والسياسة، بحيث لا يرقى الواحد منها إلا إذا رقي الآخر برقيه.
    الرحيل

    قبل خمس سنوات من وفاته، رحمه الله، أي عام 1984، وبينما كان يعالج في إحدى المصحات بالعاصمة الفرنسية، ونتيجة لهاجسه وأمله في استمرارية المشوار العلمي قرّر كنون إهداء مكتبته الزاخرة بالآلاف من المراجع النادرة والقيمة إلى مدينة طنجة.
    وتحققت رغبته وهو على قيد الحياة، حيث تم تأسيس لجنة عهد إليها باستلام جميع محتويات المكتبة، وتأسيس مكتبة عمومية حملت اسم صاحبها والتي لا تزال حتى كتابة هذه السطور منارًا لطلبة العلم وللباحثين عن المعرفة.
    وقد تُوفِّي العلامة "عبد الله كُنون" يوم (6 من ذي الحجة سنة 1410 هـجرية، الموافق لـ 9 من يوليو 1989 ميلادية) في مدينة طنجة.

    مدرسة عبد الله كنون
    المصدر الأول
    المصدر الثاني

    حياكم الله
    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com


    رد مع اقتباس  
     

  4. #16 رد: نقـــاد الأدب والنقـــد الأدبي في المغـــرب .. أضـــواء ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    الناقد
    محمد المختار السوسي


    ولد محمد المختار السوسي بقرية دّوكادير إلغ (تحت الحصن) الواقعة على بعد 174 كلم جنوب مدينة أكادير لوالده رئيس الزاوية الدرقاوية الشيخ علي بن أحمد الإلغي ووالدته رقية بنت العلامة المؤلف المدرس محمد بن العربي الأدوزي، والأسرتان السعيدية الإلغية والأدوزية عريقتان في العلم والصلاح توالى فيهماالرجال الصالحون والعلماء والحفاظ.
    افتتح محمد المختار السوسي تعليمه على والدته، فعلمته الكتابة والقراءة وحفظ عليها شيئا من القرآن، ثم أتم حفظه على بعض مريدي والده بالزاوية الدرقاوية، ثم تنقل بين مدارس منطقة سوس كمدرسة إيغشَّان، ومدرسة بونعمان، ومدرسة تانكرت، فدرس على كبار شيوخها خاصة الشاعر الأديب المجاهد الطاهر الإفراني فأخذ عنهم اللغة والفقه والفرائض والحساب والأصول، كما اهتم بالخصوص بالأدب بتشجيع ومتابعة من عبد الرحمان البوزكارني أحد كبار الطلبة إذ ذاك بمدرسة تانكرت فتأثر بعنايته بمطالعة كتب الأدب الأندلسي وحفظ أشعارها خاصة نفح الطيب للمقري، وفي هذه المرحلة صدرت عنه مقطعات شعرية ورسائل كانت باكورة إنتاجه الأدبي .
    اتجه السوسي سنة 1338 بتوجيه من بعض أقربائه إلى مدينة مراكش لاستكمال معارفه فانكب على التحصيل بجامع ابن يوسف منقطعا عن المخالطة بتأثير نفحة صوفية، غير أن فكره شهد تغيرا جذريا فاستبدل الفكر السلفي المتفتح بسلوك أبناء الطرق ومريدي الزوايا وذلك لما حل الشيخ السلفي المصلح أبو شعيب الدكالي بمراكش حيث ألقى سلسلة دروس كان يدعو فيها إلى العودة إلى أصلي التشريع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والعناية بعلمي التفسير والحديث، واقتفاء أثر السلف الصالح وكان لكل ذلك تأثير كبير في نفس السوسي وفكره فكان ذلك إيذانا ببدء مرحلة جديدة من حياته.
    أحس السوسي أن مراكش لن تستطيع إشباع نهمه للعلوم وتحقيق طموحه المعرفي فغادرها إلى فاس سنة 1343 وانتسب لجامع القرويين، واندمج في البيئة الفاسية المتفتحة على العالم في ظل حركة ثقافية ووطنية حية نشأت بحماس طائفة من المفكرين الشباب في تلك المرحلة التي كان فيها الاستعمار الفرنسي متمكنا من الرقاب، قال عن تلك المرحلة: "في فاس استبدلت فكرا بفكر فتكون لي مبدأ عصري على آخر طراز، فقد ارتكز على العلم والدين، والسنة القويمة … وكنت أصاحب كل المفكرين إذ ذاك، وكانوا نخبة في العفة والعلم والدين، ينظرون إلى بعيد" (الإلغيات 2/225)

    في ذلك الجو الثقافي الحي قضى محمد المختارالسوسي أربع سنوات اقتنع خلالها بقيمة العلم والعمل ودورهما في تغيير حال المجتمع والوطن، وخطط مع زملائه لمستقبل بلادهم، فأسسوا جمعيتين الأولى ثقافية معلنة سموها جمعية الحماسة، وترأسها هو نفسه، والثانية سياسية سرية ترأسها علال الفاسي، وأول مشروع بدأت به النخبة الوطنية نشر الوعي الإسلامي من خلال التطوع للتدريس بالمدرسة الناصرية باعتبار ذلك خطوة في تحقيق التغيير المنشود غير أن نشاط المدرسة لفت إليها أنظار الاستعمار فأغلقها ، وقد نتج عن ذلك اقتناع أعضاء الجمعيتين بنجاعة الأسلوب الذي سلكوه وضرورة الانتشار في المغرب للنهوض بجهاته المختلفة.
    غادر محمد المختار السوسي فاسا إلى الرباط التي أقام بها سنة 1347، وحضر خلالها دروس علمائها السلفيين المجدين مثل المدني بن الحسني، والشيخ الدكالي، والشيخ محمد السائح، كما اطلع على الأدب العربي القديم والحديث في نوادر مصادره وفي المجلات والمطبوعات المختلفة ورأى تنوع مذاهبه وإبداعات أدبائه وكانت له مسامرات ومناقشات مع الأديب محمد بن العباس القباج، ولم تكن معارف الرباط لتشبع نهم السوسي للعلوم فقرر السفر إلى مصر إلا أن قلة ذات يده منعته.
    رجع السوسي إلى مدينة مراكش فاستقر بزاوية والده بها في حي الرميلة قاصدا الاشتغال بالتعليم والتربية باعتبارهما السبيل القويم لمحاربة الجهل والتخلف ومحاربة الاستعمار ومناهجه التعليمية التي كانت تركز على تحقير عقيدة الأمة ومحو لغتها، فبدأ تدريس طائفة قليلة من الأطفال من أقاربه وجيران الزاوية التي تحول قسم منها إلى كتاب قرآني غير أنه سرعان ما طارت شهرته وتقاطر عليه الطلبة باختلاف مستوياتهم فنظم الدراسة وآوى الجميع مستعينا بموارد أعماله التجارية والفلاحية وبهبات المحسنين من أصدقائه، كما اعتنى بالمواد المهملة في المقررات الرسمية التي أرساها الاحتلال الفرنسي، كاللغة العربية والقرآن، والتاريخ المغربي، والسيرة النبوية، وفي النظام العتيق، كالتفسير، وعلوم الحديث، والأدب.
    لم يكتف السوسي بعمله في مدرسة الرميلة بل أضاف إليه دروسا عامة يلقيها في المساجد ورئاسة الجمعية الخيرية الإسلامية التي كان يقف فيها في وجه مصالح طاغية مراكش الباشا التهامي الكلاوي، وحركة دائبة لتأسيس مدارس حرة على غرار ما فعل في الرميلة حاثا زملاءه العلماء على السير على نهجه ففتحت بفضل ذلك عدة مدارس.
    وقد لفت عمل السوسي الدائب نظر الحكام الاستعماريين بمراكش، فعملوا على محاربته بترغيبه في مناصب رسمية كالقضاء، وترهيبه بالاستدعاءات المتكررة والاستفسارات والاستفزازات، ولما يئسوا من انصياعه قرروا نفيه، فأخرج على حين غرة من مراكش منفيا إلى مسقط رأسه سنة 1355 حيث قضى تسع سنوات ذاق خلالها مرارة العزلة والغربة، إذ منع من الاتصال بالأجانب، بل بأبناء بلده، فبقي بعيدا عن طلبته وأصدقائه من العلماء والأدباء، منكسر القلب من ضياع جهده في تكوين طلبته، وتخريجهم على النحو الذي يرضيه .
    غير أن السوسي لم يستسلم للقدر، ولم يقض وقته في البكاء على ماضيه، بل انتهز فرصة فراغه ليشتغل بما ينفع أمته، فصرف همته إلى جمع تاريخ منطقة سوس، التي اشتهرت في التاريخ بكثرة العلماء ووفرة الأدباء، وتمسك أهلها بالشرع الإسلامي، قال عن ذلك: "سودت في إلغ مسقط رأسي، حيث ألزمت العزلة عن الناس، أجزاء كثيرة تناهز خمسين جزءا في العلماء والأدباء والرؤساء والأخبار والنوادر، والهيئة الاجتماعية .. وكلها مقصورة على أداء الواجب عليّ، من أحياء تلك البادية التي سبق في الأزل أن كنت ابنا من أبنائها، ويعلم الله أنه لو قدر لي أن أكون ابن تافيلالت أو درعة أو الريف أو جبالة أو الأطلس أو دكالة، لرأيت الواجب عليّ أن أقوم بمثل هذا العمل نفسه، لتلك الناحية التي تنبت نبعتي فيها، لأنني من الذين يرون المغرب جزءا لا يتجزأ، بل أرى العالم العربي كله من ضفاف الأطلسي إلى ضفاف الرافدين وطنا واحدا، بل أرى جميع بلاد الإسلام كتلة متراصة من غرب شمال إفريقيا إلى إندونيسية، لا يدين بدين الإسلام الحق من يراها بعين الوطنية الضيقة التي هي من بقايا الاستعمار الغربي في الشرق، بل لو شئت أن أقول – ويؤيدني ديني فيما أقول – إنني أرى الإنسانية جمعاء أسرة واحدة، لا فضل فيها لعربي على عجمي إلا بالتقوى، والناس من آدم، وآدم من تراب (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم)".
    لقد كان العمل العظيم الذي قام به محمد المختار السوسي في حوالي ثمانين جزءا ردا حاسما علميا على الظهير البربري الصادر في نسخته النهائية سنة 1930 والرامي إلى الفصل بين العرب والأمازيغ، ليؤكد أن المغاربة على اختلاف ألسنتهم انصهروا في بوتقة واحدة هي الإسلام واللغة العربية، قال: "إنني رأيت منذ سنوات أن هذا الشعب محتاج إلى جهود من كل جهة جهود تأخذ بيد حاضره .. وجهود تأخذ بيد ماضيه من إحياء ما كان له من مجد، وما كان أثله من سؤدد، وما عرفه له التاريخ من حياة علمية، فإذا منعت من السير في تلقيح الأفكار في الحاضر بلساني، فلأنفذ وعدي بالاجتهاد في إحياء ماضيه بيراعي، وقد رأيت هذه الزاوية من المغرب مجهولة كثيرا حتى عند المغاربة أنفسهم، فضلا عن العالم كله ، فقلت في نفسي: لأقم على حساب مستطاعي بإلقاء ضوء على تقلبات هذه الزاوية، فكان ذلك شغلي الوحيد منذ وطئت هذه الأرض..." (سوس العالمة ص:أ)
    ولم يكن السوسي مهتما بتفوق منطقة سوس أو مدفوعا بالعصبية الضيقة أو العنصرية المقيتة، بل كان يعتبر أن الوجه الصحيح لكتابة تاريخ الإسلام هو البدء بتاريخ رجالاته وأسرهم ثم مجتمعاتهم المحدودة فأقطارهم فالأمة الإسلامية جمعاء وذلك اتساقا مع إيمانه العميق بضرورة وحتمية العودة إلى التراث للحفاظ على الهوية ومواجهة التحديات، قال: "نحن نوقن أنه سيأتي يوم يثور فيه أولادنا أو أحفادنا ثورة عنيفة ضد كل ما لا يمت إلى غير ما لآبائهم من النافع المحمود، ثم يحاولون مراجعة تاريخهم ليستقوا منه كل ما في إمكانهم استدراكه. فلهؤلاء يجب على من وفقه الله من أبناء اليوم أن يسعى في إيجاد المواد الخام لهم في كل ناحية من النواحي التي تندثر بين أعيننا اليوم، وما ذلك إلا إيجاد مراجع التاريخ يسجل فيها عن أمس كل ما يمكن من الأخبار والعادات والأعمال والمحافظة على المثل العليا..." (المعسول 1/د)
    في سنة 1364 سمح للسوسي بالعودة إلى مراكش، فعاد إلى سابق عهده بها مستأنفا نشاطه التعليمي والتربوي بزاوية الرميلة باعثا مجالسه الأدبية ودروسه بالمساجد، وفي هذه المرحلة تقوى النشاط السياسي بمراكش تزعمه بعض طلبة السوسي القدماء ولم يكن الاستعمار غافلا عن ذلك فزادت ضغوطه، وحرر الوطنيون عريضة احتجاج ضد القمع مطالبين بالحرية وقعها السوسي، ولما رأى الجو مضطربا بمراكش انتقل إلى الدار البيضاء سنة 1370 ليتابع بها عمله غير أنه ما لبث أن ألقي عليه القبض ونفي من جديد إلى الصحراء الشرقية مع طائفة من زعماء الحركة الوطنية والسياسيين الوطنيين حيث قضوا حوالي سنتين.
    وفي ذلك المعتقل راجع حفظ القرآن، وتابع التأليف والكتابة ونظم دروسا في مختلف المواد العلمية والأدبية ومسامرات أدبية وجلسات إخبارية سجل أحداثها ومجرياته في كتابه (معتقل الصحراء) في سنة 1374 انفرجت الأزمة السياسية وأطلق سراح المعتقلين ثم أعلن استقلال المغرب، فعاد السوسي إلى الرباط وعين وزيرا للأوقاف في أول حكومة مغربية بعد الاستقلال، ثم وزيرا في مجلس التاج، وقاضيا شرعيا للقصور الملكية إلى وفاته سنة 1383 عقب مضاعفات ناتجة عن إصابته في حادثة سير، وفي هذه المرحلة صرف جهده وهمته إلى إخراج مؤلفاته، وكأنما كان يسابق الأجل.
    كانت حياة السوسي مليئة بالانجازات العلمية والثقافية من أبرزها تأسيس جمعية علماء سوس، التي أشرفت على بناء المعهد الإسلامي بمدينة تارودانت وعضوية اللجنة العلمية التي حررت مدونة الأحوال الشخصية المغربية كما أن مؤلفاته الكثيرة كانت - مع غيرها من مؤلفات معاصريه - تأسيسا للبحث العلمي الأكاديمي في مجال التاريخ والاجتماع والأدب والثقافة والفكر ومن أهم هذه المؤلفات:
    (المعسول) في الإلغيين وأساتذتهم وتلامذتهم في العلم والتصوف وأصدقائهم وكل من إليهم، في نحو 8000 صفحة في 20 جزءا صدرت تباعا عن 3 مطابع ما بين سنة 1960
    و1963 وهو موسوعة تراجم لنحو 4000 من العلماء والفقهاء والأدباء والرؤساء.
    (خلال جزولة) في أربعة أجزاء وهو وصف لأربع رحلات علمية في المناطق السوسية مليئة بالفوائد العلمية والأدبية والتاريخية، مطبوع.
    (الإلغيات) في 3 أجزاء تضمن مذكراته خلال نفيه إلى مسقط رأسه، والكتاب حافل بالأدبيات شعرا ونثرا، والمناقشات العلمية والأدبية والتاريخية، والفوائد الاجتماعية، مطبوع.
    (سوس العالمة) بمثابة مقدمة لموسوعة (المعسول) اشتمل نظرة عامة على العلم العربي وأعلامه ومؤسساته في منطقة سوس طبع مرتين.
    (إيليغ قديما وحديثا) تاريخ إمارة أسستها أسرة شريفة في قلب جبال جزولة السوسية منذ القرن 11 الهجري، طبع مرتين بالمطبعة الملكية.
    (معتقل الصحراء)، يشمل مذكرات المعتقل الصحراوي إثر النفي الثاني، وفيه نبذة من نشاط النخبة السياسية المغربية في المنفى طبع جزؤه الأول.
    (رجالات العلم العربي في سوس) إحصاء للعلماء والأدباء السوسيين النابغين منذ القرن الخامس الهجري وحتى زمن التأليف، وهم حوالي 2000، وهو مطبوع.
    (حول مائدة الغذاء) تقييد للروايات الشفوية لأحد رجالات البلاط السلطاني في أوائل القرن الرابع عشر الهجري في جزء واحد مطبوع .
    (من أفواه الرجال) تسجيل للروايات الشفوية لمريدي الزاوية الدرقاوية عن الشيخ علي بن أحمد الدرقاوي في 10 أجزاء.
    (مترعات الكؤوس في آثار طائفة من أدباء سوس) مخطوط في ثلاثة أجزاء، تضمن تراجم مئة أديب سوسي نبغوا منذ القرن العاشر الهجري، ألفه محمد المختار السوسي لسد الخلل الذي ظهر في كتاب (النبوغ المغربي) لعبد الله كنون، حينما أهمل التعريف بأدباء سوس خاصة.
    (ترجمة الأربعين حديثا النووية إلى الأمازيغية السوسية)، مخطوط.
    (ترجمة الأنوار السنية إلى الأمازيغية السوسية)، مخطوط.
    (أمثال الشلحيين وحكمهم نظما ونثرا) تضمن حكم الأمازيغ السوسيين بلسانهم، مخطوط .
    (بين الجمود والميع) بناء قصصي تضمن تحليل التيارات الفكرية بالمغرب في عهد الحماية وإبان الاستقلال من خلال أربعة إخوة أحدهما صوفي، والآخر علماني الفكر، والثالث نفعي يتبع هواه، والرابع نموذج للإنسان المسلم السوي، نشرت في حلقات بمجلة دعوة الحق.
    (من الحمراء إلى إلغ) وصف رحلة قام بها من مراكش إلى مسقط رأسه صحبة بعض تلامذته، رقنها وأعدها للطبع ابن اخيه المرحوم الأستاذ عبد الله درقاوي.
    (قطائف اللطائف نوادر وحكايات سوسية)، مخطوطة.
    (المجموعة الفقهية في الفتاوي السوسية) مجموعة من فتاوى الفقهاء السوسيين، مطبوعة بإعداد وتعليق ابن أخيه الأستاذ عبد الله درقاوي.
    90 حلقة من برنامج وعظي باللسان الأمازيغي السوسي أذيعت من الإذاعة المركزية بالرباط في أوائل سنوات الستين.
    وإذا كان من إشارة ينبغي أن نختم بها هذه الوقفة السريعة على حياة محمد المختار السوسي، فهي التعليق على بعض ما يذكر من أن حياته وإنجازاته قد لقيت اهتماما كافيا ودراسة حثيثة، فقد ركزت الدراسات على الجانبين التاريخي والأدبي، ولما تهتم بعد بالجانب الشرعي الإسلامي ثم بالجانب الاجتماعي السوسيولوجي، والجانب الأنثروبولوجي، والجانب التربوي إضافة إلى بقاء جوانب كثيرة من أدبه بعيدة عن الدراسة خاصة الجانب السردي القصصي والرسائل والمذكرات، كما أن كثيرا من الدراسات التي احتضنتها الجامعة المغربية ومراكز التكوين والبحث عنه وعن فكره لما تطبع بعد كالدراسات المنجزة حول سيرته الذاتية ورحلاته وفكره التربوي، ناهيك عن الدراسات الجارية خارج المغرب في الدول الأوربية كفرنسا، وألمانيا، وفي أمريكا، واليابان بجامعة هيروشيما وجامعة طوكيو ..
    المصدر

    حياكم الله
    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 29/05/2007 الساعة 08:42 AM

    رد مع اقتباس  
     

  5. #17 رد: نقـــاد الأدب والنقـــد الأدبي في المغـــرب .. أضـــواء ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    الناقد
    عبد الرحيم مودن

    ولد سنة 1948 بمدينة القنيطرة.
    حاصل على دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي سنة 1987، وعلى دكتوراه الدولة في الأدب (سنة 1996) برسالة تحت عنوان: «السرد في الرحلة المغربية خلال القرن 19»
    يشتغل أستاذا جامعيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في مدينة القنيطرة.
    عضو النقابة الوطنية للتعليم العالي، وهو عضو مجموعة البحث في تاريخ البوادي المغربية، ورئيس مجموعة البحث في المعجم الأدبي والفني في نفس الكلية.
    التحق باتحاد كتاب المغرب سنة 1976.
    نشر أول نص قصصي (ريالات خمسة) سنة 1966 بصفحة أصوات بجريدة «العلم»، ويهتم بالكتابة القصصية وبالبحث النقدي، كما أن له كتابات مسرحية وإبداعات موجهة للأطفال.
    نشر أعماله في عدة صحف ومجلات: العلم، المحرر، الثقافة الأجنبية، الأقلام (العراق)، أقلام (المغرب)، فكر ونقد (المغرب)، الطفولة العربية (الكويت)، نزوى (عمان)، المناهل (وزارة الثقافة والاتصال، المغرب)، الثقافة المغربية (وزارة الثقافة والاتصال، المغرب).
    أصدر المؤلفات التالية:
    - اللعنة والكلمات الزرقاء: مجموعة قصصية مشتركة/عبد الرحيم مودن وإدريس الصغير، دار لخليف، الرباط، 1976.
    - الشكل القصصي في القصة المغربية (جزآن)، الأول، دار الأطفال، البيضاء، 1988، والثاني، دار عكاظ، الرباط، 1996.
    - وتلك قصة أخرى: قصص، عيون، البيضاء، 1991.
    - معجم مصطلحات القصة المغربية، سال، النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1993.
    - قصص للأطفال والفتيان: حكايات طارتاد، دار الأطفال، البيضاء، 1988.
    أ - مغامرات ابن بطوطة للفتيان، في تسعة أجزاء، دار الثقافة، البيضاء، 1999.
    ب - رحلة ابن بطوطة الجديدة، دار الثقافة، البيضاء، 1999.
    ج - رحـلات مغربية وعربية، دار الثقافة، البيضاء، 2000.
    - أدبية الرحلة، البيضاء، دار الثقافة، 1996.

    المصدر الأول
    المصدر الثاني

    حياكم الله
    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26/05/2011, 06:51 PM
  2. هل يوجد قسم للنقد الأدبي ؟
    بواسطة راضية في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19/02/2008, 05:46 PM
  3. من ألف الولادة إلى باء اللجوء الأدبي
    بواسطة محمد إبراهيم الحريري في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26/06/2007, 03:48 PM
  4. جريدة الأسبوع الأدبي
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 30/07/2006, 10:16 PM
  5. مما كتب عن النقد الأدبي
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26/04/2006, 11:38 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •