عندما يقع المريض في براثن اليأس، ويصبح على شفا حفرة، وعندما يغمض المريض عينيه، وهو غير واثق إن كان سيرى النور مرة أخرى أم لا ، وعندما يبحث عن علاج آخر وطريق جديد يعود منه إلى الحياة مرة اخرى، وعندما يتعلق بقشة الأمل من جديد، آملا أن تنتشله من آلامه ، فيلجأ إلى طرق أخرى، ولكنه سرعان ما يكشف أنه وقع في براثن من النصب والإحتيال والإستغلال البشع لمرضهم بطرق لا أخلاقية وغير شرعية.
إحدى هذه الأمور هي قناة الحقيقة، التي يقدمها محمد الهاشمي،ويدعي فيها قدرته على العلاج بالرقية الشرعية والأعشاب، ويبدو أن الجميع انبهر بهذه القناة، بل وصدقها،واقتنع بها،وذلك للحديث الجذاب والمنمق، وقدرته العجيبة على الإقناع، وجذب قلوب المشاهدين له، حتى أضحت القناة رابع قناة في نسبة المشاهدة على مستوى الوطن العربي، وليس هذا فقط، أنه يضمن حديثه بآيات من القرآن الكريم، والأحاديث الشريفة، وإبراز قدرته على شفاء جميع الناس،وجميع الأمراض،وأن الرقية التي يقدمها صالحة لكل الناس وكل الأعمار.
ولكن سرعان ما تكتشف الحقيقة، فدوام الحال من المحال،وما نصدقه بالأمس نكتشفه اليوم، ومن يدعي الحقيقة ويسمي نفسه بها تظهر حقيقته، فهي في النهاية تبرز كبروز الشمس في كبد السماء،وسرعان ما يتلاشى الضباب لتظهر الحقيقة عارية، فيكتشفوا أنهم وقعوا تحت فريسة النصب والاحتيال.والأمثلة على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر:
أنه يقصده الكثير من خارج البلاد خصيصا لمقابلته وللعلاج،وهناك اثنان يذكران بأنهما قصداه من السعودية، ( وهو مقيم في الإمارات حاليا)،ولكن لم يحظيا برؤيته،وإنما رأوا الطبيبة بعد أن أخبرتهم من المستحيل اللقاء معه، واتصلت به بناء على إلحاحهما، فشخص كل منهم حالته، بعد أن طلب مبالغ مالية كبيرة، وليتفاجآ بأن الدواء الذي وصف لهما هو نفسه، مع أن تشخيص كل منها كان مختلفا، ودفعا 2000 درهم ثمنا للدواء، وذهبا إلى المستشفى بقصد تحليل الدواء، وعندما أخبرا الطبيب أن الدواء من عند الهاشمي،أخرج لهم ملفا يحتوي على أغلب العينات التي تجلب من عنده، وأخبرهم الطبيب أن الدواء به سموم ،والقليل من العسل وحذرهما من استخدامه نهائيا.
وهناك شخص آخر ذكر أنه اتصل بالهاشمي أكثر من خمس مرات خلال ثلاثة أشهر،لطلب علاج لوالده المصاب بالسرطان ،ولكنه لم يرد عليه، وإنما كانت الطبيبة هي التي ترد،ودفع خلالها 45ألف درهم،ولكن والده توفي، فعاود الاتصال لاسترداد المبلغ، ولكن لم يصله المال ولا الدواء. وأيضا حالة أخرى ذكر فيها أحد الأشخاص أنه اضطر لبيع منزله حتى يوفر ثمن الدواء الذي طلبه الهاشمي لعلاج زوجته.
والآن من الذي يتحمل المسؤولية؟ هل الجهات الرسمية التي تركت له الحبل على الغارب، أم أنها مسؤولية القمر الصناعي الذي سمح له بأن يتلاعب بعقول الناس، ومتى يدركون أن صحة المرضى أهم من الأرباح السنوية التي يحصلون عليها من هذه القناة المشبوهة؟ التي تدغدغ مشاعر المرضى من خلال اللقاءات التي تعرض للمرضى وذويهم لتوهم الناس بالعلاج، وآلاف الإتصالات اليومية التي تستقبلها القناة.
إلا أنه وبالرغم من ذلك فإن دور الوزارة السعودية لا يزال حاضرا، إذ أنها وجهت تحذيرات لهذا الشخص أكثر من مرة ،كما أنها أرسلت بيانا وزاريا توضح فيه أن الهاشمي لا يملك يملك تصريحا من وزارة الصحة، كما وضحت أيضا أن الهاشمي لا يملك أي مؤهلات علمية، التي تثبت أنه طبيب، وأن الخلطات الشعبية والأدوية التي يحضرها ضارة وغير آمنة، كما أنها تسبب مضاعفات خطيرة.
إن ما يحدث يتجاوز حدود الأخلاق الإنسانية، إذ أنه يساوم على حياة المرضى، والمساكين،ويستغلونهم أبشع استغلال من خلال الرقص على جراح المرضى، و التأثير في عواطفهم ،فهي دعوة لأن يترك الناس مثل هذه القنوات، ويجب عليهم تحري الدقة ، قفد استغل الدين باسم العلاج، وليخفي خلفه نصبه واحتياله لأجل أرصدة مالية ضخمة يجنيها من ورائهم، فعليهم أن يتبعوا العلاج بالرقية الشرعية التي وردت عن الرسول- صلى الله عليه وسلم-.