النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: سُؤالُ المَعرفةِ في القَصيدةِ العَربيَّةِ المُعاصِرةِ

  1. #1 سُؤالُ المَعرفةِ في القَصيدةِ العَربيَّةِ المُعاصِرةِ 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية أ.د/ مصطفى الشليح
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    25
    معدل تقييم المستوى
    0




    سُؤالُ المَعْرفَةِ
    في القَصيدةِ العَربيَّةِ المُعاصِرةِ






    لعل مقاربة تأملية للقصيدة العربية المعاصرة, إبداعًا ونقدا, أن تكون سؤالا معرفيا قبل أن تكون سؤالا جماليا, وإن كان الفصل بين السؤالين متعذرا, بفعل تشابك مستويات الفعل القرائي والكتابي, ومن حيث تفاعل المعنى والمبنى في بنينة النص.

    لعلها سؤال معرفي يبحث في ما قبل التحقق النصي وما بعده, إذا يتمثل الأطر الثقافية التي تمتلك سلطة مهيمنة في سلم تصريف القول وأنماط الكلام, والتي أذنت بالانخراط, جدليا, في لعبة التحول والتشكل, وفي تدافع الأنساق وتقاطعها, لتشييد كيان نصي مختلف, ولتبديد بيان المناولة والمماثلة الذي سيدته التجربة الشعرية التقليدية, ثم في سيرورة صناعة الشعر, من التراث إلى الحداثة, لغة وبناء وإيقاعا؛ وإن زعمت الدراسات, التي اختلف أصحابها إلى النص الشعري المعاصر, غير ناظرين في سمات ائتلافه مع القصيدة العمودية بقدر ما كانوا منظرين لعلامات اختلافه اختلافا أدرك به البعض حد القطيعة, أن الكتابة الشعرية المعاصرة ذات انزياح عن ثوابث القصيدة التقليدية.

    للسؤال المعرفي صيغ متعددة تتشعب أسئلة متناسلة متنامية منها:
    1. للنص سلطته البلاغية, ولكن ما موقع المعرفة التي تتلبسها تلك السلطة من الدرس ؟
    2. ما فاعلية التجاذب الجدلي الحادث بين بناء المعنى وإنتاج الدلالة في خطاب الشعر ؟
    3. ما القيم المهيمنة للتشكيل العباري والتأويل الإشاري في لعبة الكتابة الشعرية ؟
    4. ما حدود التماهي والتناهي في الاختراق المعاصر للقصيدة العربية ؟
    5. ما الفاصل بين مستويات التبنيُن النصي ؟ وما الروابط التراثية الواصلة بينها ؟
    6. ما المترتب الحاصل من سَفر التراث في الذات الشاعرة أسفارًا من اللغة والتاريخ ؟
    7. ما آليات الصدوف عن بلاغة التراث في شعر ذي عكوف على قراءة للتراث ؟
    8. للنص معرفته. هل تنكبَّها الشاعر والناقد المعاصران وهما يكتبان سِـفْر الخروج ؟
    9. المعرفة تاريخ تفاعل النصوص الثقافية. كيف كان ناقد الشعر يقرأ تاريخ التلقي ؟
    10. التلقي قراءة في المرايا. من أين كان ماء النقد منسربا ليرى ما لا يرى شعرا ؟

    هذه الأسئلة, ولها أخريات, عتبات أولية لمقاربة تتوخى البحث عن مداخل للفهم. فهم انتباه القصيدة لتحولات المعرفة والجمال, ثم فهم اكتناه النقد للتمثلات والتماثلات التي بلورتها القصيدة من حيث هي تذكرٌ ونسيان, أو باعتبارها نسقا يضم جمال المعرفة إلى معرفة الجمال.

    تلك الأسئلة تنصب على المعرفة عمودا قاعديا لاستبار تلقي النقدة للبرمجة الشعرية الجديدة التي انبرت إبداعا تجريبيا لا مدونة تنظيرية له, ولا سجلات تأطيرية, ولا أجرومية تسعف في المقاربة التدبرية لنماذجه.
    أسئلة تتأمل الدهشة الجمالية, التي أربكت الذائقة العربية ذات الاستئناس بالذاكرة وصدى ترجيعاتها, والكتابة الشعرية المعاصرة تدنيها من أصوات لها تراثية حتى لتنتشر الألفة, ثم تسافر بها إلى أصوات مترائية كأنها جسر الصدى, ولا صدى.

    أسئلة تأخذ بالمعرفة من وجهتين:
    1. معرفة النسق من حيث هو نظام ثقافي لاسترسال الخطاب الشعري.
    2. معرفة النص باعتباره عمق كينونة أية مقاربة نقدية تستشرف محاورته.
    الوجهتان, معا, لمّا تتيسرا إلا لنزر يسير من المقاربين النقدة, ولمّا يتدبرْهما إلا لفيف من ذلك النزر؛ ولعل المتخصصين الممحصين لتجربة النقد الشعري العربي المعاصر أن يعُدوا نماذج قليلة لا تعدو بهم إلى ما عداها. والوجهتان كفيلتان ببيان ما رافق القصيدة, على امتداد سبعين عاما, من الكلام الرافل خارج النص وخارج المعرفة الشعرية حينما يستبدل سؤال النص بسؤال المنهج وفق استدعاء تقصُّصيٍّ يتخير, منه, عرضا للوارد أكثر من عرضه على المتن المختبر, والبحث في إمكانية استجابته له أو عدم ذلك.

    لعلَّ تشرذم المصطلح النقدي أو لعل الشتات المصطلحيَّ أن يكونا معلمين من حكاية الناقد والمنهج مع الشعر العربي المعاصر, ولعل الأدوات الإجرائية المتوسل بها, والمتنزلة من الشعرية العربية التراثية, وما يجاورها من سفر للبلاغة العربية من مواقعها إلى حيث يقول المنجز النصي إنه مخترق لها وأنه مستبق إلى تكسير النماذج العليا التي تروج لها, مياسم لتذبذب الذاهبين إلى نقد الشعر العربي المعاصر بلغة لم تنفرج عنها نصوصه, ولم يبتهج بها الباحثون عنها قبل أن يكونوا باحثين فيها.

    نأتي، تدليلا, بشاهديْ ناقدين كان السؤال المعرفي فارقا بين الشمولية والحلولية, بين إيلاء السيادة للنص ليعرب عن هويته وافتراض بؤرة تكوينية تنتظم بنيات النص الشعري, في ضوء بيان عن لغة الشعـر: " .. لغة الشعر, إذن كما نتصورها, وكما سنستخدمها في هذه الدراسة هي كل مكونات العمل الشعري من ألفاظ وصور وخيال وعاطفة ومن موسيقى ومن مواقف بشرية تشكل ما نسميه بالمضمون الشعري. وتتجمع هذه المكونات في منظور الشاعر لتكون القصيدة الشعرية. "1.

    شمولية الشاهد سالبة لأنها توهم إحاطة بالنص وتشكلاته انطلاقا من مستوى واحد من مستوياته تمثله اللغة التي قد تتمدد شعريتها لتشمل الكتابة بشكل عام إن شعرا وإن نثرا؛ وتلك إشكالية انتبه إليها القدامى قبل المحدثين, سواء في حديثهم عن المفاضلة بين الصناعتين أو في إشاراتهم النقدية / البديعية إلى التقاطعات بين الكتابتين, وهي تقاطعات أخصبتها الكتابات الصوفية وأوردتها مجرى التماهي في كل شيء مغربا ومشرقا.

    وشموليته سالبة لأنها تطلق من حيث يتعين التقييد, ولأنها تسير إلى النص في ضوء تصور حادث بدلا من الإنصات إلى النص لبناء تصور متأتٍ من قراءة تفاعلية بين المتلقي والمنجز النصي.

    ذلك السير مصادرة لحياة النص من حيث هي كائنات تتنامى وتتحاذى وتتصادى, ومن حيث هي كائنات لها منطقها وعلاقاتها فيما بينها وبينها والدالف إليها من المتلقين. والمصادرة مصادرات تفاوتت سبلَ تعامل مع الشعر العربي المعاصر, وبيانها يأتي لاحقا إذا لم تكن هذه المقاربة برمتها بيانا لها.

    الشتات المصطلحي مغمز النقد المعاصر؛ وإذا كان يؤخذ على الأقدمين ما يتداول من السعة الاصطلاحية, وانشذار دال إلى دوال, والتشعب التجزيئي لمباحث مصطلحية لعل من حقها أن تركب لتتوحد, فإن المحدثين راكموا ما تقدم, باستدعاء البلاغة العربية لاستثمارها, وبالتوسع الاختياري في التفاعل مع الرائج المنهجي, وبالتذرع بكل ما من شأنه أن يسعف في التـشييد النظري للمتعاليات النصية, وإن تباينت المدارس الماتحة منها, وإن تناءت القواعد والمقاصد المتصلة بكل منها, وإن كانت النصوص متأبية على ما سلف, وإنْ تم تكييف التأبي بانتخاب مجتزآت منها لتكون عينات تمثيلية بمنأى عن السياق والنسق, وإنْ جرى تطويع ما تأبى بالتذييل أو بالتأويل العرضييْن كما يأتي الإعراب عنه لاحقا.

    أيحق, لكل باحث, أن يقترح مصطلحا, وأن يكون بالليونة التي يقدمها الشاهد أعلاه, ناهيك عن ماهيته المرجعية فضلا عن الابستمولوجية ؟ أم أن العتبات الأولية لمجالسة النص تتأتى من القراءة الباحثة عن شعريته الخاصة التي تبين عن أصالته الإبداعية من عدمها ؟

    " لقد غدا النص الأدبي موجها من موجهات القراءة, أي أنه يمنح القارئ مفتاحا لقراءة النص بهدي أعراف الجنس الذي ينضوي النص تحته. ولذا فإن تكريس أعراف جديدة في قراءة النصوص, تستلزم بالضرورة تخطي الموجه الجنسي للنص, بحثا عن شعرية خاصة به .. " 2

    هذه رؤية بنيوية قد يكون لها من الصدى ما نطمئن إليه في وجوب إنتاج ما نعتبره حوارا معرفيا بين الأنا والآخر النصي قبل أن يحدث التماهي الموقعي بالانتقال من أنا النص إلى نص الأنا, وقبل أن يتم تحويل الآخر النصي إلى نص آخر, وقبل أن يحدث الاندماج بين الأثر والذات ليكون معنى لوجود الذات في مرايا كتابة الكلام على الكلام

    تلك الرؤية الباحثة عن أصول الكلام الفني بالحديث إلى تجلياته ذاتها, وليس إليها من حيث هي تجليات منبنية على معيار, أو من حيث هي استجابة لتحديدات النوع الأدبي الذي لعلها تنتمي إليه, رؤية تترك للتلقي إبداعية اكتشاف النص من خلال الذات فاكتشاف الذات عبر التمظهرات النصية, ثم هي تاركة له أمر تدبر انزياحها عن لغو الكلام إلى لغة مختلفة, ثم إنها تاركة له قياس درجات الانزياح في ضوء وثبات التواصل.

    لكنها رؤية, وإن بارحت الشمولية متلبسة حلولية نصية, لم تبرح المفارقة بين الواقع والمتوقع, بين واقع نصي منخرط في نوع / جنس أدبي يكتسب منه ماهيته التداولية, ويكتب أو ينكتب محاذيا أو مصاديا, إنْ جوارا أو حوارا, و متوقع منبن على إيقاعات ذاك الواقع.

    يتعذر على القراءة الصدور عن بياض, لأنها حينها تكون بلا ذاكرة. فقدان الذاكرة لا يخول إبداعا ولا قراءة حلمية للتاريخ؛ " لأن التاريخ في الحلم إبداع, وفي الذاكرة تكرار"3.

    إن للشاعر والمتلقي ذاكرة, ومن الوهم أن نذهب, مذهب الغلاة من النقدة المعاصرين, إلى أن القطائع استحكمت بين الكتابتين الشعريتين التراثـية والحداثية, وإلى أن اهتدام النموذج القديم كان من أولويات رواد الشعر المعاصر, لاعتبارات عديدة لعل من أبرزها أن أولئك كانوا خير قارئين لذلك الشعر, معرفة وجمالا, وأن أولئك كتبوا وفق طرائقه وابتهجوا, وأنهم انتهجوا, في مراياهم الشعرية, ما يلحم الآصرة, تقـنياتٍ شعرية, بين الكتابتين, وما يتلف انعكاسات الصور الاستنسالية التي تعتبر الذاكرة استدرارا لتاريخ ذوات أخرى كانت تكتب تجربتها الوجودية, وما كانت ترى أن قادمين من الآتي سوف يمارسون لعبة أقنعة غير ذات ملامح, وما عرفت أن عمودا لها في الشعر قد استحال جمودا وقعودا عن قراءة التاريخ لكتابة الذات.

    هل نملك فكاكا, إبداعا وتلقيا, من تذكر الشاخصات إلينا, نصوصًا, من التاريخ ؟ وهل يكون, في مُكنتنا, أن نتحرر من لغة تحتقب حضارتها وبلاغتها وآليات اشتغالها منذ عهود موغلة في الذهاب إلى كينونة الذات ؟ وهل يتيسر الخروج عن المُوجّه الجنسي للنص ؟ إذا انضبط وعينا الثقافي وخرج فكيف يمكن للاوعينا النقدي أن ينصرف عن الدخول في لعبة الجدولة وإعادة النص إلى النسق ؟

    هذه إشكالية حضارية لا تتصل بقراءة نص بقدر ما تتصل بالمؤسسة الثقافية, وبالمعرفة التي يتم تداولها, وبالأشكال الجمالية التي تقوم بتصريفها, ثم بالأنماط التفاعلية الناجمة عن تنشئة الذائقة في علاقاتها بتاريخ النصوص, وبالسؤال عن ثقافة الشعر, وعن ثقافة التحولات التي أنتجت انقطاعات في النسق لم تبلغ مبلغ القطيعة.

    يقول الياس خوري : " .. فهناك نسق للانقطاعات في الأدب, وهذه الانقطاعات هي بدورها جزء من الحركة الفكرية العامة. لكن النسق يحتاج إلى نموذج. والنموذج لا يقدمه الماضي الذي انتهى ولا الرأسمالية الغربية. فالنسق الأدبي العربي لا يمكن دراسته إلا انطلاقا من داخله, أي من القيم والأشكال التي يحاول ترسيخها, وعلى أساس مستقبلها, فتاريخ هذه المرحلة الشعرية لا معنى له خارج مستقبلها. "4
    النسق أنساق, وعن أكبرها تتفرع الصغرى, في ضوء التطور, وفي إطار جدلية بين المعلوم والموهوم أو المعقول والمجهول, وفي مساق اتقاء الموت بالحياة المسترسلة. تلك هي الأنساق التي انتظم قانونها من حيوية التفكير بالشعر في الثقافة العربية بدلا من استشعار الفكر وشعرنته ليتنزل قصيدا, وما هو بالقصيد؛ إنْ هو إلا نظم أو قريبٌ من النظم, وتلك الأنساق هي ما يفيد انخراط الجمال في تحولات الثقافة وفي تمثلات حركية المجتمع, وفي تأملات ما ينبثق من أصوات ومن أصداء.





    ------------

    الهوامش

    1. السعيد الورقي: لغة الشعر العربي الحديث. ص 67- 68. . بيروت 1984. ط 3
    2. حاتم الصكر : مرايا نرسيس. ص 16. . بيروت 1999. ط1
    3. منير العكش : أسئلة الشعر. ص 47. . بيروت 1979. ط1
    4. إلياس خوري : دراسات في نقد الشعر. ص 20.دار ابن رشد. 1979. ط1
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: سُؤالُ المَعرفةِ في القَصيدةِ العَربيَّةِ المُعاصِرةِ 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    الأستاذ الدكتور
    مصطفى الشليح

    يسعدنا وجودكَ معنا في أسواق مربد الأدبية
    ونأمل من الله أن لا تحرمنا من كنوزكَ وإبداعاتكَ الرائعة


    وجزاكَ الله خيرًا على ما نثرته لنا اليوم حول موضوع
    القصيدة العربية المعاصرة

    ولكَ منّا جزيل الشكر والاحترام
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: سُؤالُ المَعرفةِ في القَصيدةِ العَربيَّةِ المُعاصِرةِ 
    في إجازة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    684
    معدل تقييم المستوى
    0
    شرف كبير في المربد أن يكون أحد أعضائه .أ.د مصطفى الشليح

    قلت:لعلها سؤال معرفي يبحث في ما قبل التحقق النصي وما بعده"
    ما الذي تقصده بقبل التحقق؟؟!

    "كتاب الياس خوري " " دراسات في نقد الشعر "

    لم أقرأه .. فهل تنصحنا بالإستزادة منه ؟ وشكرًا
    حياك الله
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: سُؤالُ المَعرفةِ في القَصيدةِ العَربيَّةِ المُعاصِرةِ 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    وأنا أثني على ما ذكرته أختي ابنة الشهباء
    مرحبا بك أستاذنا الكبير
    وننتظر المزيد منك من أجل هذا الصرح ومن أجل إثراء ثقافتنا العربية

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •