من سينافح عن الحبيب !!؟؟...

(( لقد كنا قديما أول من هتف بكلمات ( الحرية والمساواة والإخاء ) وما انفكت هذه الكلمات تردّدها ببغاوات جاهلة , يتجمهرون من كلّ حدْبٍ وصَوْبٍ حول هذه الشعارات المغرية ,
التي حصلوا عن طريقها ازدهار العالم , وحريّة الفرد الشخصية الحقيقية التي كانت من قبل في حمى يحفظها مِنْ أنْ يخنقها السفلة .))
هذا ما جاء به حكماء صهيون في البروتوكول الأول
تلك هي الحرية التي ينادي بها هؤلاء المغضوب عليهم , ويردّدها معهم النصارى الضالين !!؟؟...
إنّها حرية الرأي والنشر , وحقوقها يجب أنْ تكون محفوظة لا تمسّها الأيدي بالسوء , وخاصّةً إذا كانت ضدِّ الإسلام ونبيّها الكريم !!؟؟...
أيّ نغمة نسمعها منهم , وأيُّ حجّةٍ يتطرقون إليها بحجة الدفاع عن حريةِ الرأيِ والصحافة !!؟؟..
لنسأل أنفسنا يا أمة القرآن :
ما هي الحرية , ومبادئها , وأسسها التي ينادي بها هؤلاء الفسقة المعتوهين !!؟؟..
هل هي الحرية التي يحقّ لها أَنْ تهتكَ, و تهدرَ دماء المسلمين في العراق , وفلسطين , وأفغانستان , وتنْهبَ ثرواتنا و!!؟؟...
هل هي الحرية التي يحقّ لها أنْ تعتدي على حرمات المساجد في فلسطين الحبيبة , وتحوّلها إلى مراقص , وبارات !!؟؟....
هل هي الحرية التي يحقّ لها أنْ تمارس فيها الدول الديمقراطية أبشع , وأقذر أنواع التعذيب في سجونها!!؟؟..
هل هي الحرية التي يحقّ لها أنْ تهين فيها أشرف , وأطهر مخلوق على وجه الأرض , سيدنا ونبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم !!؟؟..
هل هي الحرية التي تفرض علينا أن نُحَاوِرَ هؤلاء الذين لا يعرفون عهداً , ولا ذمةً , ولا وفاءً على مرِّ الزمان والعصور !!؟؟...
لنسأل أنفسنا :
ألم نعلم بأنّ الله قد بعث النبيّ الأميّ , وخاتم الأنبياء , وسيد المرسلين , وأكرمنا به ليكون رحمةً للناس أجمعين !!؟؟...
أيحقّ لنا إذا أنْ نُحَاوِر من هم الذين شهد الله, ورسوله المصطفى خير الرسل لهم بالكفر , والضلال !!؟؟.
أيحقّ لنا أنْ نُحَاوِر من يسئ لنبيّنا الأميّ , سيد المرسلين , وخاتم الأنبياء , ونقبل بهذه الإهانة !!؟؟...
أنحاورهم , ولم نسمع قول الله ربنا :
{ وَمَنْ يَبْتغِ غَيْرَ الإسلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ في الآَخِرةِ مَنَ الخَاسِريِن }
[ آل عمران 85]
أيَحقُّ لنا أنْ نُحاوِر هؤلاء , ونحن نعلم بحقًّ أنَّ كتاب نبيّنا هُوَ الحقُّ مصدّقاّ لّمَا بينَ يديه من التوراة والإنجيل !!؟؟
عن عبد الله بن ثابت قال :جاء عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال :
يا رسول الله :
إنّي مَررْت بأخِ لي مِنْ بني قريظة, فكتب لي جوامع من التوراة , أّلاَ أَعْرِضها عليكَ ؟.
قال : فتغيَّر وجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ,
قال : عبد الله – يعني ابن ثابت :
فقلت : أَلاَ تَرى ما بِوْجه رسول الله صلى الله عليه وسلم !؟؟.
فقال عمر :
رضينا بالله ربّاً , وبالإسلام دينًا , وبمحمّد صلى الله عليه وسلم رَسُولاً ,
قال : فسريََ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال :
(( والذي نفس محمّد بيدهِ : لَوْ أَصْبَح فيكم مُوسى ثمّ اتبعتُمُوه , وتركْتُموني لَضَللْتُم , أنْتُم حظِّي مِنَ الأُمَم , وأنا حَظُكم مِنَ النبييّن ))
(رواه أحمد والطبراني)

من منّا سيحمل قلمهُ , ويهْجُو بلسانِهِ هَؤلاء الأقزام !!؟؟...
أليس هذا من حقِّنا !!؟؟...
أَوَلَم نعلم بأنّ سيّد المرسلين قَدْ وضعَ لشاعرِ الإسلام حسَّان بن ثابت مِنْبَراً يهجُو بهِ المشركين !!؟؟...
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
{اهْجُوا قُرَيْشًا فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ}
فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ:
{ اهْجُهُمْ}
فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يُرْضِ..
فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ,
ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ حَسَّانُ:
( قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ)
ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ فَقَالَ :
(وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْيَ الْأَدِيمِ)
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
{ لَا تَعْجَلْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا ,وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَبًا حَتَّى يُلَخِّصَ لَكَ نَسَبِي}
فَأَتَاهُ حَسَّانُ ,ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ:
( يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ لَخَّصَ لِي نَسَبَكَ , وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنْ الْعَجِينِ).
قَالَتْ عَائِشَةُ:
فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِحَسَّانَ:
{ إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ }
وَقَالَتْ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى}.
قَالَ حَسَّانُ:
هَجَوْتَ مُحَمَّـدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ** وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَـــــزَاءُ
هَجَوْتَ مُحَمّـــــَدًا بَرًّا حَنِيفًا ** رَسُـــــولَ اللَّهِ شِيمَتُهُ الْوَفَــاءُ
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِــي ** لِعِرْضِ مُحَمّــــَدٍ مِنْـكُمْ وِقَــاءُ
ثَكِلْـــتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَـمْ تَرَوْهَا ** تُثِيرُ النَّقْعَ مِنْ كَنفـــــــيْ كَدَاءِ
يُبَارِينَ الْأَعِنَّةَ مُصْــــعِدَاتٍ ** عَلَى أَكْتَافِهَا الْأَســـــَلُ الظِّمَاءُ
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطّــــــِرَاتٍ ** تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّســـــــــَاءُ
فَإِنْ أَعْرَضْتُمُوعَنَّا اعْتَمَرْنـَا ** وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَــاءُ
وَإِلَّا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ يَوْمٍ ** يُعِزُّ اللَّهُ فِيهِ مَنْ يَشـــــــــــَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ قَدْ أَرْسَلْتُ عَبــْدًا ** يَقُولُ الْحَــقَّ لَيْسَ بِهِ خَفَـــــاءُ
وَقَالَ اللَّهُ قَدْ يَسَّرْتُ جُنْـــدًا ** هُمْ الْأَنْصـــَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ
لَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ مَعَـــــدٍّ ** سِبَابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَـــــــــاءُ
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكـــــ ** ـــُمْ وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَــــــوَاءُ
وَجِبْرِيلٌ رَسُــولُ اللَّهِ فِينَا ** وَرُوحُ الْقُدُسِ لَيْسَ لَهُ كِفـَــاءُ
صحيح مسلم
من منّا سينافح عن الحبيبِ ,ويُقَاطِع , ويهْجُو هذه الحملة الصليبية الخبيثة , الضاربة بحقدِها , ومكرِها على الإسلام , ونبيّه من زمن بعيد !!؟؟..
أَلمْ يَأِن لنا أنْ نقف وقفةَ رجلٍ واحدٍ لِنْنصُرَ الحبيب الذي هو أَوْلَى مِنْ مالِنا وولدِنا وأهلِنا وديارِنا لنكونَ مِنَ المُفْلِحينَ المُخْلَصِين !!؟؟..

{ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
[الأعراف 157]
ألَم تَكن المقاطعة هي أَقل ما يجب أنْ نعمل به لِننْصر حبيب الله وصفيّه وسيّد الأنبياء, والمرسلين !!؟؟...

ثمامة بن أثال – رضي الله عنه – لمّا حاصر النبي – صلى الله عليه وسلم – بني النضير , والطائف قال لكفارِ قريش :
( لا والله لا تَأْتيكم مِنَ اليمامة حبَّة حِنْطة , حتّى يأْذنَ في ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم )
متفق عليه
أمّة الحبيب :
والله من عقُود والحرب المتصهينة الشنيعة , والخبيثة على أشدّها , يشتمُون , ويقتلُون , ويسبُّون نبينا , ويهتكوُن أعراضِنا , وينهبونَ ثَرَواتِنا ,
ومع ذلك فما زلْنا غافلُون ولا هوُن ومتناسوُن هذه الحرب القذرة على نبيّنا ودِيننا !!؟؟....
يجب علينا أنْ لا نَنْسى مَوْقِفَ الإتحاد الأَوْرِبي معَ الدانمرك , والتهديد لأمّةِ الإسلام والعرب معاٍ !!؟؟...
يتّحدوُن , ويجتمعوُن معاً لهدفٍ واحدٍ :
هو القضاء على الإسلام بحجّة مكافحة الإرهاب, والتّطرف !!؟؟
أما آنَ لنا أنْ يكونَ لنا شأواً بينَ الأممِ , ونجتمعَ , ونتفقَ معاً لنرفعَ من جديد مكانتنا, وتعودَ لنا عزّتنا ,وكرامتنا المسلوبة !!؟؟.
نسأل الله العليّ القدير بأنْ يُعيدَ لأمتنا عزّتها وكرامتها , وتعلُو رايةَ الحقِّ والإيمان , ويرفع من شأنِ الإسلامِ والمُسْلمين , ويوحّد قلوبهم على شعار :
لا إِلَهَ إِلاَّ الله مُحَمَّدٌ رَسُول الله
يا رب إنّك سميعٌ مجيب


بقلم : ابنة الشهباء