بغداد يا بلد الرشيد ......... ومنارة المجد التليـــد
يا بسمة لما تـزل .........زهراء في ثغر الخلــود
يا موطن الحب المقيم ... ومضرب المثل الشــرود
يا سطر مجد للعروبه... خـط في لوح الوجــود
يا رايــة الاســــــلام ... والأسلام خفـاق البنـــــود
يا مغرب الامل القديم... ومشـرق الأمل الجديـد
يا بنت دجلة قد ظمئت..... لرشف مبسمك الــبرود
يا زهرة الصحراء ردي... بهــجة الدنيا وزيــدي
يا جنة الاحلام طـــال ... بقومنا عهد الرقــــــــود
يا بهرة الملك الفسيـح .... وصخــرة الملك الوطيـد


**********


بغداد يا دار النــــهى ... والفن يا بيت القصيد
نبت القريض على ضفافك ... بين افنـان الــورود
سرق التدلل من عنــان ... والتفنن من وحـــيد
يشـدو كأن لهــاتـــــــه ... شدت على اوتار عود
بغداد ، اين البحتـــري؟ .... وأين اين ابن الوليد
ومجالس الشعراء في ... بيت ابن يحى والرشيــد
أين القيان الضاحكـات ... يمسن في وشي البـرود
الساحرات الفاتنــات.... النجل من هيف وغــيد
الساهرات مع النجوم.... الآنفـات من الهجـــود
يخطرن حتى تعـــجب ... الاغصان من لين القدود
وإذا سفرن فأين ضوء ...الشمس من شفق الخــدود
يعبثن بالأيام والايام .... أعبـــث مـــن وليــــــد
خبأ الجمال لهن كنزا ... بــين سـالفة وجـيــد


**********

كم جاش جيشك بالفوارس ... من أســــاورة وصيــد
للنصر في أعلامــــهم ..... صلة بأبنــاء الغمــود
مٌــلك أذا صــــورته ..... عجز الخيال عن الصعود
الرسل تـــتلو الرســل .... من بيض صقالبة وسـود
ساروا لقصر الخـــــلد... يغشى طرفهم وهج الحديد
يتعـــثرون كــأنـــهـم .... يمشون في حلق القيـود
حتــى إذا رجـــعوا بدا .... بجبـــاههم اثر السجود


*********

يا أمة العرب اركضـــي ...... ملء العنان ولا تهيدي
سودي ، فامال المنـــى .... والعبقرية ان تسـودي
المجد ان تـتـوثـبــي ...... وإذا وثبت فلا تحيـدي
وتحلقي فوق النـجــوم ..... بـلا شـبيه أو نديــــــد
وأذا شدا الكون المفاخـر.. كنت عـنوان النشــيد
من يصطد النمر الوثـوب... يعف عن صيد الفهــود

_____________________

أمّاهُ من أشعل النيران في بلدي؟! *** ومن رمى بيضة الإسلام بالفَنَدِ ؟!
أُمّاه من بث بذر الحقد في وطني؟! *** وخطّ بالرعب ذكرى الثأر في خَلَدي؟!
من مزّق الطفل أشلاءً مُبعثرة ً *** من نضّب القصف فوق الآلِ والولد ؟!
من روّع الشيخَ عن أعوادِ مصحفهِ *** واغتال ضعفَك ِ بالأعدادِ و العُدد ِ؟!
بذلتِ دونيْ شغافَ القلب فانصهرتْ *** فلم تزيدي على الشكوى ولم أزِدِ ..
لهيّتي روعي "بمصاص ٍ" أقلّبُهُ *** فمن يلهّي زؤام الموتِ عن كبدي ؟!
كم كان لي حضنك الحاني سِقا ووِقا *** والسعدُ في مهجتي، والخيرُ بين يدي
حتى إذا أمطرت من كل قنبلة ٍ *** ولاح في الأفْق ِ وجهُ الحقد ِ والحسدِ
أسلمتُ روحي َ في كفّيكِ محتسباً *** ونبضُ قلبكِ في قلبي و في عضُدي
و زَفْرُ أنفاسِكِ الحرّى يجلّلني *** إذ حشْرَجتْ سكراتُ الموتِ في الغددِ
دمي ودمُّكِ في أرض الفدا امتزجا *** كما تمازج طيفُ الروحِ في الجسدِ
فسطرا الغبن في التابوتِ ملحمة ً *** حزينةً تلعنُ الباغي إلى الأبد ِ ...
أشجانها تنذر الباغي بصاعقة ٍ *** و جحفلٍ في سبيل الله منعقدِ
من شطّ دجلة من نهر الفرات أتى *** من نجد والشام..من سيناء من صَعدِ


أمّاه هل تعلم الدنيا بمحنتنا *** أما لنا في بني الإسلام من مدد ؟!
من ذا الغريبُ الذي يفري حشاشتنا *** ملطّخَ الوجه ِ لا يلوي على أحد ِ ؟!
من ذا الذي فجّر الدنيا بطائرة ٍ *** غدّارة المُغْتَدى نفّاثة َ العُقَدِ ؟!!
لمَ التشدّقُ عن حريّتي ، ودمي *** مُستنْزفٌ ورصاصُ الغدر ِفي جسدي؟!
لم التحدّثُ عن نفطي وقد سرقوا *** زادي وقرصَ الدوا في المجلسِ النَكِدِ؟!
لم التجارةُ في أرضي وفي شرفي *** أمّاهُ مالطعنُ في ديني و معتقدي !!
لمَ الرهانُ على حُكمي، وناصيتي *** مثل الفريسة في كمّاشة الأسدِ
لابد للكربِ يا أمّاه من فرج ٍ *** والليلُ –إن طال- لن يبقى إلى الأبدِ
ستنبت الأرض أجيالاً مباركة ً *** تصارع ُ البغي بالإيمان ِ و الجلَدِ
الشرعُ والمجدُ أقران ٌ مُقَارَنة ٌ *** والفسقُ والذّلُ مصفودان ِ في صَفَد ِ
والكُرْه في الدين أحقادٌ مورّثة ٌ *** وأجبن ُ القتل ِ من رشّاشِ مرتعدِ
دعي الجناية تحكي للألى غفلوا *** حقدَ الصليبيّة الحمقاء من أمد ِ
ما كان عيسى خبيثَ النفسِ معتديا *** وهوَ النبيُّ الذي يهدي إلى الرَشَد ِ
وهوَ الطبيبُ –بإذن الله- من عللٍ *** يحيي ويشفي من العاهاتِ و الرَّمد ِ
دعي الجريمة تروي للألى سكروا *** أن النجاة بحبل الواحد ِ الصَمَد ِ
فالعيشُ –أمّاهُ- أيامٌ مُدَاولَة ٌ *** والخلقُ ما بين مفقودٍ و مفْتَقِد ِ ...
وكلُّ أمر ٍ بتقدير الحكيم ِ مضى *** تباركَ الله ُ فعّالاً لِمَا يُرِدِ ...
في ذمّة الله أشلاء ٌ لنا هُتكتْ *** واللهُ أرحم ُ من أمٍّ على ولد ِ
لا تقلقي فابنك الموءود مضطجعٌ *** في جال لحدك تحت الجلْمدِ الصَلِدِ
إن ضمّنا اليوم قبرٌ واحد ٌ فلكم *** حملْتِني في الحشا روحين في جسدِ !!


_______________________________________

بغداد...مهما تلاقي انت بغداد
لابد يوماً لك الأيام تنقادُ
كم عشت في قمة التاريخ سيدةً
يعنو لجاهك أحرار وأسيادُ
أٌغرمت بالمجد حيناً وانفردت به
لم يبق حولك للباقين أمجادُ
حتى إذا جاء عهد القيد ما انخفضت
فيك الجباه ولم يهزمك أوغادُ
بل عشت في زحمة الأغلال شامخةً
لا السجن سجن ولا الاصفاد اصفاد
فالتبر في القبور تبرٌ عزَِِّ معدنه
والأسد في ظلمة الأقفص آسادُ
والكل كم حاولت جاهدةً
دكّ الحصون وكم هدّمت ما شادوا
لم يتن عزمك أعداء جبابرةٌ
ولم يردّ خطى الأحرار جلادُ
وكم سخرت من الطاغين في يدهم
حول المشانق أحبال واعوادُ
وعشت فوق حياض الموت مزدهرة
كأنما الموت في دنياك ميلادٌ