النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::...

  1. #1 ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::... 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    منتدى الرسائل الأدبية

    سلام الله عليكم

    منتدى الشعر اليوم هو المنتدى الأكثر شعبية ضمن منتديات المربد
    وكان سوق الأدب أول أيام المربد موحداً , ترى الشعر مع القصة وبقايا الأجناس

    اليوم نرى نجاحاً جميلاً في منتدى الشعر
    ونرى فيما نرى أن نقوم بافتتاح منتدى جديد هو :

    منتدى الرسائل الأدبية

    وسيضم فن الخاطرة والمنثور من الأدب

    تطلعاً منا أن نستبدل فن الخاطرة بفن الرسائل الأدبية , الراسخ رسوخ الجبال في تراثنا.

    ونتطلع لابداع الكتاب في صياغة أساليب جديدة تليق بهذا الفن
    وسنقدم توصيفاً ونماذجاً لهذا الفن الجميل

    وستكون هذه الخطوة, خطوة ينفرد بها المربد نحو تجديد تراثنا, واستلهام خطواته في مواكبة حاجات الإنسان العربي السردية والأدبية.

    نطرح هذه الفكرة هنا كي نتحاور ونتشاور.
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::... 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية فارس الهيتي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    753
    معدل تقييم المستوى
    18
    الأخ الأستاذ طارق شفيق
    مبادرة رائدة وجميلة
    ان شاء الله تغني المنتدى...
    اعجبتني مقالة للأستاذ د.عبد العزيز المقالح
    في فن كتابة الرسائل وسأحاول أن أدلو بدلوي
    برسالة أو رسالتين !
    محبتي وتقديري للجميع

    أسئلة كثيرة تنداح في البال عند الحديث عن فن الرسائل، وهل هو قديم أم حديث؟ وهل في إرثنا الأدبي الحضاري ما يعد جذوراً لهذا الفن الذي يتوهج في عصرنا لدى قليل من أدبائه ومفكريه العرب منهم وغير العرب؟
    ثم ما الذي يجذب القارئ الخاص والعام إلى هذا الفن من الكتابة؟ هل أسلوبه الذي ينتمي لدى بعضهم إلى السهل الممتنع؟ أم توقع ما يكشف من أسرار كاتبه وما قد يفصح عنه من أفكاره وهمومه ونظراته إلى الحياة؟ ولا ننسى تأثير العرف الذي ساد بين عامة الناس وما يزال من أن الرسائل المتداولة بين الأبناء والآباء والأهل والأقارب لا تخرج عن النطاق الشخصي، ولا يصبح أو لا يجوز أن تكون مفتوحة علنية، وإذ حدث أن قادت الصدفة إلى نشر رسالة ما، فإن ذلك لا يكون موضع استمتاع واضح كما هو الحال في قراءة الرسائل المفتوحة، وإنما يكون ضرباً من الاقتحام على أسرار الآخر والتجسس على خصوصياته.
    والفكرة السائدة عن فن الرسائل أنه فن سهل يسير التناول في حين أنه فن صعب، وهو في العصر الحديث يزداد صعوبة لتشابكه مع أسئلة الواقع ومشاهده المثيرة، وهو - أي فن الرسائل - وإن اختلف عن الشعر والقصة والرواية من حيث إنه لا يحتمل الكتابة الغامضة، إلا أن فيه شيئاً من كل هذه الفنون الأدبية، ولا سيما حين يتعرض لرسم صورة الواقع الراهن والحديث عن مصائر الناس ومعاشهم وأحلامهم ومشكلاتهم، وفيما قد يندفع إليه كاتب الرسائل من المقارنة بين واقعه، حيث يقيم وواقع الآخرين حيث يعيش المرسل إليه، وهو ما يزخر به هذا النوع من الكتابات، ومنها هذا الذي يتجلى في كتاب الشيخ عبدالعزيز التويجري (رسائل إلى ولدي) التي استهلها بمقدمة هي إلى الشعر أقرب منها إلى النثر المتعارف عليه في الرسائل وغير الرسائل: (يوم استجبت لنشر هذه الرسائل وأخذت قلمي لأخط هذه المقدمة، وقفت حائراً: أأنا بهذا الهذيان أو هذا اللون من التعبير أجرح كبرياء القلم وآخذه ضيفاً على عائلة ذهنية ليس لديها قرى أو كساء جميل تجمل به هذه العائلة ضيافة القلم لها وتعطيه قدره العظيم..؟) (ص15)
    لن أتحدث عن تواضع الشيخ الوقور في وصفه لما أبدعه في كتابه هذا من تعبير يسمو ولا يهبط بكبرياء القلم. كما لن أبدأ في تقديم نموذج أو نماذج من هذه الرسائل التي تكشف عن تجليات هذا الفن الأدبي وتماهيه مع الشعر في أحدث امتداداته المعاصرة، وسأكتفي - بداية بإشارة غير وافية إلى أن السلطة - وقد كان الشيخ عبدالعزيز، عندما كتب رسائله إلى ولده واحداً من أعمدتها - لن تستطيع مهما اشتد سلطانها وتكاثرت مشاغلها أن تسلب المبدع الحقيقي موهبته أو تسحبه في إطارها أو تبعده عن شغفه الأصيل إلى المعرفة والاقتراب الحميم من عوالم الإبداع. يحدث هذا في عالم اليوم كما كان يحدث في عالم الأمس عندما كان المبدع ينتزع نفسه من مسؤولياته اليومية ويرجع إلى ذاته ليحررها من ضغوطها، وينتزع هذا الشيخ الذي تفتح وعيه على ثقافة أمته، القديم منها والحديث، الشعري والنثري، السياسي والفكري، وكان حريصاً على أن يتزود منها بنصيب وافر. يضاف إلى ذلك أن السلطة وقد كان أجمل ما يمتلئ به الوجدان من أشواق وحنين وأفكار يقترب من الراهنية المكانية والزمنية أو يتجاوزها، وهناك نماذج لمبدعين عرب وغير عرب تمكنوا بقدر من الوعي الخلاق أن يوازنوا بين ما هو للسلطة وما هو للإبداع ولم يقبلوا بحال أن يحرمهم المنصب الكبير من ضعف الكتابة والإبحار في عالمها الجميل.
    الشيخ عبدالعزيز التويجري، واحد من هؤلاء الذين تتغلب مواهبهم وحبهم للأدب على إغراء السلطة وما تفيض به على أصحابها من شهرة ومجد تجعلهم في غير حاجة إلى البحث عن مجال آخر للشهرة والمجد، وبذلك استطاع هذا الشيخ المثقف الجاد أن يختزل أفكاره ورؤاه في كتاباته التي تعد إضافة حقيقية إلى ما قدمته الجزيرة العربية في القرن العشرين من طلائع كتابات أدبية وفكرية حين نجح في أن يقتطع من وقته المزدحم بالمسؤوليات وقتاً للقراءة وآخر للكتابة الفكرية الراقية. وفي مقدور القارئ العادي ناهيك عن القارئ المتابع والناقد المتخصص أن يدرك أهمية الآثار الأدبية والفكرية التي أنتجها هذا المسؤول المبدع رغم شواغله وهمومه ومسؤولياته الجمة. وفي مقدمتها كتابان على درجة من الأهمية هما: (في أثر المتنبي بين اليمامة والدهناء) وهو كتاب عاشق مفتون بأبي الطيب الذي استرجعناه في عصرنا الراهن بعد أن أدهشنا وهو يختزل أحزاننا ويعبر عنها بوضوح لا نكاد نجده في إبداع معاصرينا. أما الكتاب الآخر فهو (رسائل إلى ولدي.. حتى لا يصيبنا الدوار). وبما أن الكتاب الأول قد نال من الاهتمام في حدود ما قرأته بعض ما يستحقه، فإن الكتاب الأخير هو ما استثار اهتمامي ووجدتني مشدوداً إلى الحديث عنه في هذه التأملات.
    الطرف الأول من عنوان الكتاب يذكر القارئ لأول وهلة بعنوان مماثل لكتاب صدر في أوائل الخمسينيات للكاتب والمفكر الموسوعي الأستاذ أحمد أمين وعنوانه: (إلى ولدي) وهو مجموعة رسائل كتبها صاحب (فجر الإسلام) إلى ولده الذي ذهب لطلب العلم في بريطانيا، وكتاب الأستاذ عبدالعزيز التويجري، وعنوانه - كما سبقت الإشارة - (رسائل إلى ولدي) كتبها إلى ولده الذي ذهب للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية. وفيما عدا هذا التشابه، فإن الكتابين يختلفان أسلوباً وموضوعات. رغم أن كلاً من الأبوين - أحمد أمين، وعبدالعزيز التويجري - يحرصان على أن يقدم كل منهما إلى ابنه خلاصة تجاربه، ويُبثه بعضاً من همومه ومشاهد لما يراه في واقعه المحلي من انكسارات وإحباطات. وهذه الصورة في كتاب الشيخ التويجري أوضح وأكثر تفصيلاً منها في كتاب أحمد أمين. كما أن أسلوب الكتاب الأخير - كتاب الشيخ التويجري - أكثر حداثة وتحرراً وشاعرية وتلقائية من أسلوب الكتاب القديم الذي كان يمثل أسلوب التأليف في النصف الأول من القرن العشرين، بما أحاط به من صرامة التعبير وجزالة الألفاظ.
    وقبل الاقتراب من كتاب الشيخ التويجري المليء بالتوهج الداخلي والتلقائية المثيرة للإعجاب تجدر الإشارة إلى العنوان الفرعي للكتاب وهو: (حتى لا يصيبنا الدوار) لأنه يختزل المعنى الكبير لما توحي به رسائل الكتاب من قلق تجاه ما تتركه الحضارة الحديثة على الأجيال الجديدة من انبهار سطحي وشعور مذهل تجاه المفارقة الهائلة والناتجة عن المقارنة المتسرعة بين ما وصل إليه الآخر من تطور في التقنيات المدينة وما كنا ولا نزال نعاني منه في حياتنا من حيرة وتردد، وما نشهده من تغيرات طفيفة تلامس السطح ولا تنفذ إلى الأعماق، وفيما يسيء إلى تكويننا الروحي والنفسي والاجتماعي أكثر مما يساعد على وضعنا في دائرة التجدد والإبداع. ولعل أهم ما تقدمه رسائل الشيخ عبدالعزيز التويجري إلى قارئها أنها تجعله ينظر إلى نفسه مطولاً قبل أن ينظر إلى ما حوله ثم إلى ما هو بعيد عنه، وهي دعوة غير مباشرة إلى الصحوة والانتماء إلى إنسانيتنا ومبادئنا وإلى التمسك في وجه المتغيرات والاختراقات. وبالإضافة إلى ذلك لا تعدم هذه الرسائل أن تكون سيرة حياة فيها من خصوصيات الكاتب وعواطفه واعترافاته الكثير، إذ ما يكاد يمسك بالقلم لكتابة واحدة منها حتى يجد الورقة البيضاء تنفتح أمامه للبوح عن مكنونات نفسه في حدود ما يحتمله واقع الإنسان العربي المتمسك بالقيم والمتشبث بالعادات والتقاليد الحميدة. وفي هذه الرسائل سرد بديع يتضاءل معه سرد كاتب القصة القصيرة. وفيها شعر جميل يمكن لنا أن نلحقه بالكتابة الشعرية النثرية فيضيف إليها ولا يخدش شيئاً من جمالياتها، صحيح أنه شعر غير موزون ولا مقفى، ولكن هكذا صار غالب ما يكتبه الشعراء العرب والشبان منهم بخاصة خارجاً عن نظام الشعر الموزون المقفى. وهنا مقاطع من إحدى رسائل أو قصائد الكتاب وهي بعنوان: (تأمل ملامح الألم) وسأحتفظ بتشكلها كما ورد في الكتاب:
    ولدي
    في رسالتي هذه سأكسر جناح الخيال، وسأنتف ريشه ليبقى في تراب الأرض يذرع قيعانها، فالشعراء والحالمون ومن تاهوا بفكرهم في محاريب هذا الكون، أسراب أطيار هاجرت بها أحلامها فتنفست الصعداء ولم ترجع إلينا لنسألها عن الخبر..!!
    حاولت أن أصعد أنفاسي وأن أحلم فأقعدتني ترابيتي مع التراب، فإذا جاءتك رسالتي في هذه المرة تشم في أنفاسها روائح الأهل والجيران والأقارب في النسب البعيد، فلن تراها في عفة العذري الناسك، فعفة رسائلي إليك قد استباحها العصاة عندي في هذه الرسالة ولم يبقَ لي مكان في واديهم الكبير خال للاستراحة.
    فإذا جاءتك غبراء الوجه، لم تنظف، فلأن روائح الطريق العام علقت بها وخطتها أنفاسي إليك في أصوات غيلان الوادي..!!
    لا تفزع ولا ترعك ملامح الصورة البذيئة، فتكرع الألم والتشاؤم! هذه حظوظنا نحن العرب وهذه أقدارنا أبقتنا أحجاراً مع الأحجار وخلفتنا عقبات في طريق المارة، لأننا أردنا ذلك، ونكست رؤوسنا هذه الاستكانة في أكياسنا الترابية. فالسماء فيها النجوم وفيها الكواكب المضيئة، هي في ظني معلقة بها أحلام الشعراء والمفكرين والمشرئبة أشواقها إليها...
    ولدي:
    ترفق بي..! فقد قست على الحياة، وأدمت قلبي في جورها علي، ففي الولدان من يبر أباه. ومن يبره ولده بعصا يتكئ عليها يمكن له أن يقف ثم يخطو في سعة الأمل..
    تأمل في كدحي إليك ملامح الألم في وجهي، فقد ضايقتني الأحجار، فلا تكن حجراً من أحجار الطريق أتعثر فيك.. فعثرة الابن في عين أبيه كسر لا تجبره السنون وإن طالت.. مطلبي فيك كبير وكبير جداً، فعريي الروحي والفكري والسلوكي لا يكسوه إلا ابن بار بوعيه وبنظافة جسده وروحه) ص239.
    لا أريد للقارئ أن يظن بأنني تخيرت الاجتزاء من نص هذه الرسالة لقربها مما أهدف إليه، وإنما جاء الاختيار عشوائياً، فالرسائل كلها تقريباً تنضح بالشاعرية وتكشف مباشرة عن شاعر كبير يتخفى وراء هذا الكاتب المشبع بحب الصحراء والمتمثل لأصوات شعرائها وأحلامهم وخيباتهم، وهو لا يكف عن الاعتراف بأنه من جيل عاش العزلة في الصحراء أجيالاً طويلة، لكنه لا يرفض الجديد المفيد ولا يكره العلوم التي تحررنا من الضعف وتثبت لنا أن (الحياة لم تكن واحدة من المعلقات السبع يفاخر بعضها بعضاً، وتقص علينا قصص البداوة، الحياة اليوم - كما ترى - منا ترى غضبت على تخريفات الماضي وسكونه وروّعته في بلادته وخموله، وقفزت في نشاط العقاب الكاسر على صخور هذا الكون ومجاهله). (ص412).
    لقد أثبتت هذه النصوص الرسائل أن صاحبها وهو الشيخ عبدالعزيز التويجري، واحد من المثقفين العرب الذين يؤرقهم واقع الأمة، وأن كتاب (رسائل إلى ولدي.. حتى لا يصيبنا الدوار) لم يكن مجرد رسائل شخصية من أب إلى ولده، بل كان خلاصة تفكير عميق مع النفس في تمردها وقلقها، وصدى لحوار ساخن مع العصر وتداعياته تلك التي وضعت الإنسان - والعربي بخاصة - بين ضفتي نهر اليأس والأمل.
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    سلام الله عليكم
    أهل المربد الأزاهر
    ورحمته جل وعلا وبركاته
    وبعد ...
    تحية مقمرة نهديها هلالا في سماء مزهرة بالنجوم المتألقة للأخ الكريم
    طارق
    الذي أراه دائم التفكير، كدأبه، في أسباب الألق المربدي، وما افتتاحه لمنتدى الرسائل الأدبية إلا دليل وحجة على صحة ما نرى، والحق: إن للرسالة الأدبية في التراث العربي مقام سني جلي وأي مقام، وأحسب أن فتح باب هذا اللون من الأدب العربي في ظلال الدوحة المربدية المورقة، سيزيد المربد بهاء على بهاء ...
    حياكم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    مما جاء في مادة
    "رسل"

    " ... والإِرْسال: التوجيه، وقد أَرْسَل إِليه، والاسم الرِّسالة والرَّسالة، والرَّسُول والرَّسِيل؛ الأَخيرة عن ثعلب؛ وأَنشد:
    لقد كَذَب الواشُون ما بُحْتُ عندهم*
    بلَيْلى، ولا أَرْسَلْتُهم برَسِيل
    والرَّسول: بمعنى الرِّسالة، يؤنث ويُذكَّر، فمن أَنَّث جمعه أَرْسُلاً؛ قال الشاعر:
    قد أَتَتْها أَرْسُلي
    ويقال: هي رَسُولك، وتَراسَل القومُ: أَرْسَل بعضُهم إِلى بعض، والرَّسول، الرِّسالة والمُرْسَل؛ وأَنشد الجوهري في الرسول الرِّسالة للأَسعر
    الجُعفي:
    أَلا أَبْلِغ أَبا عمرو رَسُولاً*
    بأَني عن فُتاحتكم غَنِيُّ
    عن فُتاحتكم أَي حُكْمكم؛ ومثله لعباس بن مِرْداس:
    أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُفافاً
    رَسُولاً، بَيْتُ أَهلك مُنْتهاها
    فأَنت الرَّسول حيث كان بمعنى الرِّسالة؛ ومنه قول كثيِّر:
    لقد كَذَب الواشُون ما بُحتُ عندهم*
    بسِرٍّ، ولا أَرْسَلْتهم برَسُول
    وفي التنزيل العزيز: "إِنَّا رَسُول رب العالمين" ولم يقل رُسُل، لأَن فَعُولاً وفَعِيلاً يستوي فيهما المذكر والمؤنث، والواحد والجمع، مثل عَدُوٍّ
    وصَدِيق؛ وقول أَبي ذؤيب:
    أَلِكْني إِليها، وخَيْرُ الرَّسو*
    ل أَعْلَمهُم بنواحي الخَبَر
    أَراد بالرَّسول الرُّسُل، فوضع الواحد موضع الجمع كقولهم كثر الدينار والدرهم، لا يريدون به الدينار بعينه والدرهم بعينه، إِنما يريدون كثرة الدنانير والدراهم، والجمع أَرْسُل ورُسُل ورُسْل ورُسَلاء؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، وقد يكون للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد؛ وأَنشد ابن بري
    شاهداً على جمعه على أَرْسُل للهذلي:
    لو كان في قلبي كقَدْرِ قُلامة*
    حُبًّا لغيرك، ما أَتاها أَرْسُلي
    وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن: أَشهد أَن محمداً رسول الله، أَعلم وأُبَيِّن أَن محمداً مُتابِعٌ للإِخبار عن الله عز وجل.
    والرَّسول: معناه في اللغة الذي يُتابِع أَخبار الذي بعثه أَخذاً من قولهم جاءت الإِبل رَسَلاً أَي متتابعة، وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله عز وجل حكاية عن موسى وأَخيه: فقُولا إِنَّا رسول رب العالمين؛ معناه إِنا رِسالة رَبّ العالمين أَي ذَوَا رِسالة رب العالمين؛ وأَنشد هو أَو غيره:
    ... ما فُهْتُ عندهم*
    بسِرٍّ ولا أَرسلتهم برَسول
    أَراد ولا أَرسلتهم برِسالة؛ قال الأَزهري: وهذا قول الأَخفش، وسُمِّي الرَّسول رسولاً، لأَنه ذو رَسُول أَي ذو رِسالة، والرَّسول: اسم من أَرسلت
    وكذلك الرِّسالة، ويقال: جاءت الإِبل أَرسالاً إِذا جاء منها رَسَلٌ بعد رَسَل، والإِبل إِذا وَرَدت الماء وهي كثيرة فإِن القَيِّم بها يوردها الحوض رَسَلاً بعد رَسَل، ولا يوردها جملة فتزدحم على الحوض ولا تَرْوَى.
    وأَرسلت فلاناً في رِسالة، فهو مُرْسَل ورَسول. وقوله عز وجل: وقومَ نوح لما كَذَّبوا الرُّسُل أَغرقناهم؛ قال الزجاج: يَدُلُّ هذا اللفظ على أَن
    قوم نوح قد كَذَّبوا غير نوح، عليه السلام، بقوله الرُّسُل، ويجوز أَن يُعْنى به نوح وحده، لأَن من كَذَّب بنبيٍّ فقد كَذَّب بجميع الأَنبياء، لأَنه مخالف للأَنبياء لأَن الأَنبياء، عليهم السلام، يؤمنون بالله وبجميع رسله، ويجوز أَن يكون يعني به الواحد ويذكر لفظ الجنس كقولك: أَنت ممن يُنْفِق الدراهم أَي ممن نَفَقَتُه من هذا الجنس؛ وقول الهذلي:
    حُبًّا لغيرك ما أَتاها أَرْسُلي
    ذهب ابن جني إِلى أَنه كَسَّر رسولاً على أَرْسُل، وإِن كان الرسول هنا إِنما يراد به المرأَة، لأَنها في غالب الأَمر مما يُسْتَخْدَم في هذا الباب..."

    لسان العرب
    ابن منظور الإفريقي
    حياكم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com


    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    أدب الرسائل في الأندلس

    تأليف:
    فايز عبد النبي القيسي
    الناشر:
    مؤسسة الرسالة
    عدد الصفحات:
    512
    عدد المجلدات:
    1

    لقد حظي أدب الرسائل في الأندلس في القرن الخامس الهجري بكتاب معظمهم فرسان السياسة والأدب، فماذا عن أدب الرسائل في هذا القرن؟ ماذا عن مكانته وتطوره واتجاهاته وموضوعاته؟ ماهي الخصائص الفنية واللغوية له؟ من هم أشهر كتاب الرسائل في الأندلس في هذا القرن؟ هذا الكتاب يبحث في هذا الموضوع ويشبعه دراسة.
    حياكم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com



    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::... 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    سبب هذا النزوع لافتتاح منتدى الرسائل
    ذلك أني رأيت أن الخاطرة فن مستحدث , لا جذور له في التراث العربي
    وهو فن مظلوم بين الأجناس الأدبية
    أما الرسائل الأدبية فهو فن أدبي راسخ في تراثنا , وما كان هذا الفن موجوداً وقوياً إلا لسد حاجة سردية للقارىء العربي , وأرى أن نجمع مواداً للرسائل الأدبية , ونتلمس أسس كتابة هذا الفن , ثم نسعى لتطويره, وهذه القضية موكلة للمبدعين من المربديين

    وأرى أن نسمي الخاطرة بالرسالة الأدبية
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    رسائل طه حسين
    تأليف: إبراهيم عبد العزيز
    تقديم: نجيب محفوظ


    عدد الأجزاء: 1
    سنة النشر: 2002
    الطبعة رقم: 1
    الناشر: ميريت للنشر والتوزيع
    الصفحات: 250
    لقد كان رجلا عظيما مضيئا في شخصيته، وفي ابداعاته ككاتب متعدد المواهب، وفي ترجمته لأدب الاغريق، ومؤلفاته الأدبية والعلمية، فمن ذا الذي يستطيع أن يجمع بين الفن والعلم ويجيد فيهما كما فعل طه حسين الا أن يكون رجلا عظيما.
    وهذا الكتاب لإبراهيم عبد العزيز الذي يضع فيه بين ايدينا وثائق وأوراق ومراسلات طه حسين مع نجوم عصره في الأدب والفن والسياسة والقانون وغيرها من مجالات الحياة، هو كتاب يساهم بشكل كبير في اضاءة شخصية طه حسين وتقريبها الينا في جميع صورها الانسانية والنفسية، ويجعلنا نعيش مع رجل ملأ عصره ولا يزال يثير الجدل بعد رحيله، فنراه في حالات القوة وحالات الضعف، ونشاهده في حالات التوافق وحالات التناقض، وكل ذلك وغيره مما تكشفه رسائله ورسائل الآخرين اليه، مما يجعلنا نحبه أحيانا، ونغضب منه أحيانا أخرى، نقترب منه بعض الوقت، ونبتعد عنه بعض الوقت، ولكننا في كل الأحوال نعجب بطه حسين ونعجب له، ونحبه ونقدره باعتباره رمزا من أبرز رموز النهضة الأدبية والفكرية في القرن العشرين.

    المصدر
    حياكم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    رسائل الأحزان
    مصطفى صادق الرافعي

    للحفظ على الرابط التالي:
    بالزر الأيمن حفظ باسم
    الرسائل
    حياكم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 12/05/2007 الساعة 12:54 PM

    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد: ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::... 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    أخي طارق
    أستاذنا الكريم
    الدكتور أبو شامة المغربي
    الأخ الكريم فارس الهيتي
    كل الشكر والتقدير على هذه المساهمات الرائعة التي أتحفتمونا بها عن الرسائل الأدبية، وحقّا والله إنني أجد الرسائل الأدبية من أجل الكتابات الإبداعية، وأروعها ...
    وهل من الممكن أن ننسى الرسائل الأدبية لأمير القلم واللسان الكاتب المبدع مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - !!!....
    أشدّ على أيديكم لمثل إنشاء هذا المنتدى الراقي لنتجتمع فيه، ونهيم مع إبداعاته ...
    وأرى أن كل الخواطر التي تتعلق بفن الرسائل الأدبية أن نجمعها وننقلها لمكانها الطبيعي ...
    فهل أنتم معي !!!؟؟؟...
    بارك الله بكم، وجزاكم الله خيرا
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 12/05/2007 الساعة 08:03 PM
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10 رد: ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::... 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    سلام الله عليكم

    هل هناك أفكار أخرى قبيل افتتاح منتدى الرسائل الأدبية

    ستم طبعا نقل كل الخواطر , والمنثورات الشعرية لهذا القسم

    وسيبقى الضلال القديم خالصاً للشعر الموزون
    رد مع اقتباس  
     

  11. #11 رد: ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    الرسائل الأدبية ودورها في تطوير النثر العربي القديم
    صالح بن رمضان
    بالإشتراك مع
    كلية الآداب والفنون والإنسانيات
    تونس



    الطبعة: 2
    مجلدات: 1
    الناشر: دار الفارابي
    تاريخ النشر: 01/01/2007
    عدد الصفحات: 639
    ليست الشعرية التاريخية سرداً لتاريخ الأجناس الأدبية أو تلخيصاً لحركة النصوص عبر الزمن، وإنما هي كشف عن العلاقات الخفية والصلات الكامنة في الآثار والأجناس والنصوص، وهي إصغاء للحركة الدائبة، التي تحدث بين فنون الأدب وأشكاله وأنماطه.
    وقد كانت دراستنا لشعرية الرسائل الأدبية، دراسة تجمع بين البعد الأجناسي في التعامل مع الأدب والبعد التداولي التلفظي المستند إلى نظريات الخطاب ولسانيات التلفظ.
    وقد سعينا فيها إلى بناء نظام الأجناس النثرية القديمة من خلال مقولة المقام الأدبي، فاكتشفنا الفضاء الشعري الذي أنتج مختلف خطابات الرسائل، السردي منها والخطابي والشعري، وأصغينا إلى ما بينها من تفاعل وتداخل نصّي وأجناسي، وما حدث فيها من تحوّل ومن رحلة تحدث من نصّ إلى آخر، وأعدنا كتابة تاريخ النثر العربي القديم كتابة تظهر هذه الحركة، وتتقصّى مظاهر التطور، التي تحدث حين يهاجر نمط من الكتابة من جنس أجبي ليحلّ في جنس أدبي آخر، وحين تتحول وظيفة أدبية من سياق نصّي إلى سواه، وانتهينا إلى كتابة جانب هام من تراثنا الأدبي المعبّر عن أزهى عصور الأدب العربي وأخصبها على امتداد التاريخ القديم والحديث والمعاصر على السواء.






    حياكم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  12. #12 رد: ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::... 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    لون من الإبداع يموت ..الرسائل الأدبية والإخوانية </B>


    أ.د محمد بن سعد بن حسين حفظ لنا التاريخ كثيراً من الرسائل الأدبية والإخوانية مثل رسائل الجاحظ ورسائل ابن زيدون ورسالة الغفران للمعري ورسائل القاضي الفاضل أبي علي عبدالرحيم ابن القاضي الأشرف بهاء الدين علي اللخمي العسقلاني والعماد الأصفهاني وغيرهم.
    وذكرت ما بذله مصطفى صادق الرافعي في محاولاته إحياء ذلك الفن الأدبي الراقي وذلك بالدعوة إليه وبالتطبيق العملي الذي نجده في أوراق الورد ورسائل الأحزان ونحو ذلك من مؤلفاته -رحمه الله .
    وانطلاقاً من إعجابي بعمل الرافعي- رحمه الله- كتبت بعض الرسائل ووجهتها عبر بعض الصحف (كالجزيرة) إلى بعض الأدباء المعنيين فلم أجد إجابة، ولم أُحس تفاعلاً عند الآخرين مع ما دعوت إليه.
    واليوم أُجدد الحديث عن تلك الرسائل- أعني الأدبية بعامة- سواء منها ما كان معدوداً في الإخوانيات كمثل رسائل القاضي الفاضل أو ما كان معدوداً في الرسائل الأدبية العامة كمثل رسالة الغفران، ثم رسائل أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ وإن كان بعض هذه الأخيرة شبه موجهة إلى ذواتٍ بعينها.
    ولعلك تسأل عن سبب عودتي إلى الحديث عن هذه الرسائل التي أُميتَ الإبداع فيها كما أسلفت لك؟
    وأقول إن أمراً أملى علي العودة إلى رسائل الجاحظ فأنست بها واستأنست إلى قراءتها من جديد، الأمر الذي أملى علي الكتابة في هذا الموضوع.
    وأحسبك ستقول: إنك أكثرت من ذكر القراءة الثانية لبعض كتب التراث مثل(كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني)، و(كتاب عيون الأخبار لعبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري) ولن تجد لهما ثالثاً وإن كنت قد أعدت قراءة كثير من كتب التراث مثل (العمدة في محاسن الشعر لابن رشيق) و(الكامل للمبرد) وكتب الجاحظ بعامة.
    غير أني لم أكتب عن تلك مثلما كتبته عن الكتابين الأولين، هذه ناحية.
    والناحية الأخرى أن في إعادة القراءة لكتب التراث- وبخاصة ما بَعُدَ زمن قراءتها- ما يمد القارئ بألوان من المعرفة لم يكن في مقدوره إدراكها في القراءة الأولى.
    ويبدو أن الأستاذ عبدالسلام هارون، محقق هذه المجموعة، قد تأثر بالجاحظ في صوغ الأحاديث في قالب رسالة ولذا صدَّر مقدمته بقوله:
    "كتبت إليَّ- حفظك الله- أن أسعى حثيثاً في إظهار ما بقي من آثار شيخنا الجاحظ، وزعمت أني شُغلت بغيره، وكدت أن تلومني لما فرطت في جنب أبي عثمان فيما رأيت.
    "وإخالك عرفت بعض الحقِّ ولم تظهر عليه كله، فإن الحق يبدو أحياناً في بعض الأمر أبلج واضحاً، وفي بعض الأمر يخفي وجهه حيناً فما تكاد تتبيّنه إلا بعد التعرف والتصفّح. فإنّي لم أفارق آثار أبي عثمان مذ شدوت، ولا تزال تلك من همي ووكدي، ما بين قراءة فيها وتنقيح، وتجلية وتصحيح، حتى أذيع منها بين الناس ما يستطيعه الجهد، ويسمح به الزمان"(1).
    ثم وَصَفَ ما اشتملت عليه هذه النسخة وصفاً حسناً حاول فيه استقصاء كل مايتصل بجزئيات هذا المجموع.
    ولكي يحتاط لنفسه، وإن شئت فقل يصف الواقع فقد قال: "فإني أرجو أن أوفق- بعون الله- حينما أفرغ من نشر هذه المجموعة (مجموعة داماد) محققة على النهج الذي جريت عليه في نشر الحيوان والبيان والعثمانية، أن أتم نشر ما بقي من رسائل الجاحظ في أجزاء لاحقة"(2).
    وهذا يعني أن هذه النسخة لم تشتمل على كل ماخَلَفه أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ من رسائل ربما كان فيها ما فائدته أجلّ، وإن كان كل ما كتبه الجاحظ معدوداً في المفيد الجليل. ووردت بعض الرسائل في هذا المجموع بعنوان (كتاب) والبعض الآخر (برسائل) وكان في الصدر منها (مناقب الترك: رسالة إلى الفتح بن خاقان في مناقب الترك وعامة جند الخلافة) وفيها كثير من المبالغة في الثناء على الأتراك.
    وليس المقصود بكلمة (أتراك) الدولة المعروفة الآن (تركيا) فإن هذه لم تنشأ إلا بعد الجاحظ بقرون، وهذا يعني أنه إنما يقصد إلى وصف أولئك الذين كانوا في الشرق من البلاد التركية مثل (تركستان) وما أشبهها.
    ومن الشائع أن الأتراك الذين عناهم الجاحظ في هذه الرسالة كانوا من أشد الناس وأجلدهم في الحروب ونحوها.
    أما (رسالة المعاش والمعاد أو الأخلاق المحمودة والمذمومة، التي كتب بها إلى أبي الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد) فإن الجاحظ قد شحنها بالنصائح القيمة الثمينة التي لا يمكن أن يغني القبس منها عن قراءتها، إلى كون القبس لا يمكن إلا ببتر المعلومات وهذا غير مناسب بل إن فيه شيئاً من التجني على النص، ولذا أُشير على القارئ بقراءتها كاملة من ص89 إلى ص134 أي ست وأربعين (46) صفحة.
    وثالثة هذه الرسائل (كتمان السر وحفظ اللسان) وهذا معنى تحدث عنه رجال السلف مؤكدين عليه، ومن أقدم ما ورد في ذلك قول امرئ القيس:
    إذا المرء لم يخزن عليه لسانه
    فليس على شيء سواه بخزَّان
    ولابن قتيبة في ذلك أقوال أشرت إلى شيء منها فيما كتبته عن كتاب (عيون الأخبار).
    ولم يوجه الجاحظ هذه الرسالة إلى أحد خلاف ما أشار إليه في صدري الرسالتين السابقتين.
    وأسلوب الجاحظ أسلوب عجيب، تأخذ بعض العبارات فيه بحجز بعضها فيصعب عليك التمثيل لقوله بقبس شيء منه ومع ذلك نحاول قبس شيء من صدر هذه الرسالة وهو قوله:
    "أما بعد، فإني قد تصفحت أخلاقك، وتدبرت أعراقك، وتأملت شيمك، ووزنتك فعرفت مقدارك، وقوَّمتك فعلمت قيمتك، فوجدتك قد ناهزت الكمال، وأوفيت على التمام، وتوقَّلت في درج الفضائل، وكدت تكون منقطع القرين، وقاربت أن تُلفى عديم النظير، لا يطمع فاضل أن يفوتك ولا يأنف شريف أن يقصر دونك، ولا يخشع عالم أن يأخذ عنك.
    "ووجدتك في خلال ذلك على سبيل تضييع وإهمال لأمرين هما: القطب الذي عليه مدار الفضائل"(3).
    والأمران اللذان يعنيهما هما موضوع هذه الرسالة وهما (كتمان السر وحفظ اللسان).
    ويبدو أن الجاحظ قد أولع بالمفاخرة ولذلك نجده مثلما تحدث عن الأتراك يتحدث عن القحطانيين وعن العدنانيين ولذا قال في نهاية رسالته:(فخر السودان على البيضان): "فهذه جملة ما حضرنا من مفاخر السودان. وقد قلنا قبل هذا من مفاخر قحطان، وسنقول في فخر عدنان على قحطان في كثير مما قالوا إن شاء الله"(4).
    على أنه في صدر هذه الرسالة يومئ إلى سبب كتابتها وأن ذلك كان بطلب ممن لم يسمه في قوله: (تولاك الله وحفظك، وأسعدك بطاعته، وجعلك من الفائزين برحمته.
    "ذكرت- أعاذك الله من الغش- أنك قرأت كتابي في محاجة الصرحاء، ورد الهجناء، وجواب أخوال الهجناء، وأني لم أذكر فيه شيئاً من مفاخر السودان؛ فاعلم حفظك الله أني إنما أخرت ذلك متعمداً.
    "وذكرت أنك أحببت أن أكتب لك مفاخر السودان، فقد كتبت لك ما حضرني من مفاخرهم"(5).
    وتأتي بعد هذه رسالة (في الجد والهزل) وهي موجهة إلى محمد بن عبدالملك الزيات ويبدو أن شيئاً من عتب كان يشحن روح الجاحظ عند كتابته هذه الرسالة التي أوغل في صدرها في العتاب واللوم.
    على أن الناس قد عرفوا في الجاحظ الأديب الواسع المعرفة المبدع في الإنشاء وأنه موسوعي، على حد تعبير أهل هذا الزمان، ومن هنا فمن الجائز أن يكون الجاحظ قد اتخذ من ابن الزيات مُخاطباً يدير حوله فكره وينسج في أكنافه إبداعه؛ إذ لا يجوز في حكم العقل أن يخاطب الجاحظ ابن الزيات بهذا الخطاب التعالي الذي اشتملت عليه هذه الرسالة.
    ثم إن الجاحظ فيما يبدو إنما كان مظهراً لقدرته على صوغ ثمار ثقافته الرحبة التي يدل عليها كل سطر فيما أبدع، يدلك على ذلك أن هناك من الكلمات ما لم تقرأه إلا نادراً جداً في مثل قول ابن الرومي:
    لعوب وريعان الصبا يستفزها
    وتأرن أحياناً كما يأرن المهر
    أما الجاحظ فيقول: (شدة المهر الأرن).
    ويشيد الباحثون بقول القاضي الفاضل:
    "إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتاباً في يومه إلا قال في غده: لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر"(6).
    وينسبونه إلى الأصفهاني خطأ.
    أما الجاحظ فيقول: (لو كنت قلت كذا لكان أجود، ولو تركت قول كذا لكان أحسن)(7).
    وهذا يعني أن القاضي الفاضل إنما بسط القول ومد النفس من قبس المعنى من الجاحظ.
    وقصص الجاحظ مع ابن الزيات وما آل إليه أمر ابن الزيات كل هذا قد بسط المتحدثون فيه القول فلا حاجة بنا إلى الخوض فيه.
    أما رسالته (في نفي التشبيه) التي بعث بها إلى محمد بن أحمد بن أبي دؤاد فيبدو أن الجاحظ لم يشأ الخوض في مسائل الاعتقاد الذي صدر الرسالة بذكره، ربما لعجزه، وربما لأنه لا يريد الإثارة وربما غير ذلك والله أعلم.
    ولذا عدل عن الحديث عن التشبيه إلى مدح محمد بن أحمد بن أبي دؤاد، وهو ما أوغل فيه ليصير بعده إلى مدح الخليفة المعتصم وهو ما ختم به الرسالة.
    وكان من حق هذه الرسالة أن توضع بعد لاحقة بها وهي رسالة إهداء (لكتاب الفتيا) وجهها الجاحظ إلى أحمد بن أبي دؤاد فكان من المناسب تقديم الأب على الابن.
    وطبيعي أن يكون هذا الإهداء مشحوناً بمدح أحمد بن أبي دؤاد القائل بخلق القرآن وهو رأس الفتنة التي أوذي فيها الإمام المحُدِّث الجليل أحمد بن حنبل.
    وإذا كانت رسالته إلى أحمد بن أبي دؤاد تُعد من قصار رسائله فإن التي تليها أقصر منها وفيها أهدى قصيدة من نظمه إلى أبي الفرج بن نجاح الكاتب، أكثر في صدرها من ذكر من كُني بأبي عثمان.
    أما رسالة (الفصل بين العداوة والحسد) فقد ذكر المحقق أن للجاحظ رسالة أخرى في ذكر (الحاسد والمحسود) كما ذكر أن هذه الرسالة ربما أن الجاحظ قد وجهها إلى أبي الحسن عبيدالله بن يحيى بن خاقان، وزير المتوكل ثم المعتمد.
    وفي رسالة (صناعة القواد) يدلل الجاحظ عى مهارته في معرفة أعمال الناس واختصاصاتهم، وقدرته في تحصيل الألفاظ الدخيلة وما اعترى اللسان العربي من انحراف ثم طريقة أولئك المستعربين في التحدث عن الأشياء مُتخذاً من الحرب مثالاً يبرز فيه تلك القدرات فيتحدث بألسن عشرة أو يزيدون كل واحد يمثل حرفة تصبغ كلامه بصبغها، مثال ذلك قوله: "وسألت بختيشوع {الطبيب} عن مثل ذلك فقال: لقيناهم في مقدار صحن البيمارستان، فما كان بقدر ما يختلف الرجل مقعدين حتى تركناهم في أضيق من محقنة، فقتلناهم، فلو طرحت مبضعاً ما سقط إلا على أكحل رجل، وعمل أبياتاً في الغزل"(8).
    ثم أورد أبيات الغزل وهذا هو صنيعه في كل ما حكاه على ألسن أولئك الجند الذين زعم سؤالهم.
    وقد اختُلف في عنوان هذه الرسالة، وفي غرضها أيضاً، وفي ذلك يقول المحقق: "وهذه هي الرسالة العاشرة من رسائل الجاحظ وعنوانها في نسخة الأصل: "رسالة لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في ذم القوار".
    "وفي مقدمة نسخة الأصل أيضاً أنها تسمى (صناعات القواد) وتسمى أيضاً (طبائع القواد).
    "وجاء في جمع الجواهر للحصري 116: "وللجاحظ في هذا النوع رسالة كتب بها إلى المعتصم، وقيل إلى المتوكل، وفي الحض على تعليم أولاده ضروب العلوم وأنواع الأدب")(9).

    الهوامش:


    (1) رسائل الجاحظ ج1 ص3 من تقديم المحقق.
    (2)رسائل الجاحظ ج1 ص14 من تقديم المحقق.
    (3) رسائل الجاحظ ج1 ص139 .
    (4) رسائل الجاحظ ج1 ص225 .
    (5) رسائل الجاحظ ج1 ص177 .
    (6) إبتسامات الأيام في انتصارات الإمام لابن بليهد ص27 .
    (7) رسائل الجاحظ ج1 ص226 .
    (8) رسائل الجاحظ ج1 ص383 .
    (9) رسائل الجاحظ ج1 ص377 .
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. الرسائل الأدبية الفائزة بمسابقة المربد الأدبية الرابعة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10/04/2010, 02:57 PM
  2. فن الرسائل الأدبية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 16/03/2010, 12:24 PM
  3. مشاركات قسم الرسائل الأدبية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 15/03/2010, 07:11 PM
  4. مشاركات قسم الرسائل الأدبية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09/11/2008, 06:09 PM
  5. ..:::: منتدى الرسائل الأدبية ::::...
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى الشعر
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17/05/2007, 07:21 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •