الرد على الموضوع
صفحة 1 من 8 1 2 3 4 5 6 7 8 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 95

الموضوع: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

  1. #1 النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد
    ***
    صدرت الطبعة الأولى عن دار الأرقم ـ الزقازيق 1993م.
    ***
    الإهـــداء

    إلى الصديق الناقد الكبير
    الدكتور حلمي محمد القاعود
    ***

    (1) أوراد الفتح


    هلْ تقْراُ أورادَ الفتْحِ
    فتعْتَصِرُ جبالاً
    منْ بَرَدٍ وحليبْ ؟
    الآهةُ في العيْنِ
    وفي الصَّدْرِ الحزنُ
    وموْعِدُ هذا الفجْرِ قريبْ !

    هذي دارُ "الأرقمِ" تحتضِنُ الجمْعَ
    وتنشِئُ فرْدوْساً للفقراءْ
    تُلقي أحزانَكَ في الصحراءْ
    تسمو روحُكَ
    إذْ تسمَعُ قرآنَ الفجْرِ
    يُرتَّلُ
    في الأنْحاءْ
    تُبصِرُ أوردتَكَ
    ترسُمُ للماءِ ميادينَ
    فتُخرِجُ نفسَكَ منْ جُبِّ الخوْفْ
    لا تخشى حدَّ السَّيْفُ
    روحُكَ تحْلُمُ بالحَبِّ وبالعصْفْ
    تدخلُ بينَ شُطوطِ الماءِ
    وآفاقْ الحرْفْ


    .. قدْ أَشرقتِ الشمسُ
    صباحاً
    منْ مكَّهْ
    فلماذا يرْحلُ هذا العُصفورُ
    إلى شُرفةَ قيْصَرْ
    ومنازلِ كسْرى
    يُلقي بالنَّفسِ القَلِقَهْ
    في جوْفِ الشَّبَكَهْ ؟!

    صنعاء 14/9/1985م
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 2 ) أبي


    هُوَ الآنَ يطرُقُ باباُ من النَّقْعِ
    يصْرُخُ كيْفَ يشاءْ
    يصُفُّ الأرائكَ للرِّيحِ
    يُشعِلُ حجرتَهُ
    ويُحاوِرُ نجْمَ الدِّماءْ
    وفي الليْلِ يومضُ برْقٌ
    فيجفُلُ
    هلْ يُبصِرُ الآنَ وعْدَ السماءْ ؟
    وهلْ يسمعُ الشيخُ صوْتَ الرياحِ
    بوادي الفناءْ
    أيا فرسَ الموتِ ،
    أقبِلْ ، وطِرْ بي
    ودعْهُ هنا نائماً
    مُستريحاً
    وألْقِ عليْهِ .. الرِّداءْ

    ديرب نجم 12/11/1982
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 3 ) القمر

    قُرْصٌ منَ النبيذِ في السَّماءْ
    وورْدَةُ الدِّماءِ في الإناءْ
    ووردةُ الحنَّاءِ
    على أصابعِ الجدودِ .. تحضُنُ الأبناءْ
    وقطّةٌ على ضفافِ نهرنا الصَّبيّْ
    تموءُ في اشتهاءْ
    وموجةٌ في مدِّها تفيضُ .. لا تنامْ !
    ـ هلْ أنتَ سيِّدي الإمامْ .. ؟
    هلْ أنتَ سيدي الغريبُ
    في مدائنِ النّيونِ والظلامْ ؟
    ـ أجلْ !
    أنا الذي سهرْتُ في حدائقِ الكلامْ
    ـ تركتنا وغِبْتْ
    ـ تركْتنا وهِمْتَ ..
    في مجاهلِ الزحامْ

    فقهْقهَ الغريبُ .. قبلَ أنْ يمُدَّ سلَّةَ السهامْ:
    أحببْتكُمْ
    أعطيْتُكمْ
    مددْتُ في عيونِكمْ موائدَ الأحلامْ
    فقلتُ: أنتَ تحفظُ القصائدَ / الأوهامْ
    وأنتَ أنتَ قبْضةُ الدِّماءِ في الأكمامْ
    فظلَّ مُطرِقاً هُنيْهةً
    وسارَ في سلامْ !

    ديرب نجم 13/9/1983
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 4 ) القيامة


    1
    نمشي .. وفي خطْوٍ وئيدْ
    نحْوَ المنائرِ ـ حِكمةِ الأسلافِ
    .. في دمِنا قيودْ !

    2
    نمشي .. وفي خطْوٍ وئيدْ
    نحْوَ البكارةِ
    هلُ يُفاجئُني بسهْمٍ في التَّرائبِ
    يُسْقِطُ الشجرَ المُقارِبَ
    والثمارَ
    وصوْلةَ العُمْرِ العنيدْ ؟

    ماذا تُخبِّئُ في ثيابِكَ
    حكمةُ الأسلافِ ؟
    في دمِنا قيودْ !

    3
    نمشي .. نُعاقِرُ ليلنا النَّشوانَ نرْتقبُ البريدْ
    نمشي .. وفي خطْوٍ وئيدْ
    نامتْ مدينتُنا
    فلا مقهى ، ولا حانوتَ
    في الأُفْقِ البعيدْ
    نحوَ الفجيعةِ قدْ حَثَثْنا السَّيْرَ
    .. في خطْوٍ وئيدْ !
    ـ ما هذه الأطيافُ في العينيْنِ ؟
    ـ بلْ طيْفٌ وحيدْ !
    ـ أتُراهُ هلْ ؟
    ـ يأتي ..
    يُفاجئُني بسهْمٍ في التَّرائبِ
    يُسْقِطُ الشجرَ المُقارِبَ
    والثمارَ
    وصوْلةَ العُمْرِ العنيدْ !

    ـ ماذا تُخبِّئُ في ثيابِكَ ؟
    حكمةَ الأسلافِ ؟
    ـ في دمِنا نُردِّدُها
    نُردِّدُها
    نُردِّدُها
    ونفْقَهُ سِرَّها
    ـ قُلْ
    ـ لا تُراجِعْني
    ـ أإنَّكَ صاحبي ..
    أمْ سائقي للقبْرِ ؟
    ـ لا .. لا
    ـ للقيودْ ؟

    4
    نمشي .. وفي خطْوٍ وئيدْ
    نحْوَ المقابرِ
    إننا نمْشي
    ونرْتَجِزُ النشيدْ

    5
    نمشي .. وفي خطْوٍ وئيدْ
    نحْوَ القيامةِ
    حكْمةُ الأسلافِ
    في دمِنا ـ قيودْ
    صنعاء 13/5/1987
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 5 ) الأضلاع الناقصة دائماً


    (1)
    قلتُ: يا صاحبي
    عشتَ تحملُ
    نبْضاً من الصدقِ
    نخلاً من البرْقِ
    فيضاً من الحقِّ
    ظلا يُضيءُ بجبهتِكَ النبويَّهْ
    ...
    قال لي:
    إنهُ عاشَ كالأنبياءِ
    يُقرِّبُ ما بيْنَ أرواحنا الظامئاتِ
    وغيْثِ السماءِ
    ولمْ تستجبْ للنِّداءِ
    نفوسُ البريَّهْ!

    (2)
    قلتُ: هلْ أنت يا صاحبي ...؟
    قالَ: صمتاً، تمهَّلْ!
    قلتُ: كيفَ تخافْ؟
    ونهركَ مقتحِمٌ عثَراتِ الضفافِ
    بسكْبِ الغمامِ الندِيِّ
    إذا ما تهلَّلْ
    قالَ: نازلْتَني بسِهامِ الكلامِ
    وإنِّي مجردُ مشروعِ جدولْ!

    بغداد 27/4/1984
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 6 ) فواصل من سورة الموت


    1-الخروج:
    هًوَ ذا
    وَطَنٌ يخرجُ منْ سكْرتِهِ
    يضربُ في وهْدةِ حيْرتِهِ
    هلْ يُنبِتُ بدراً في ليْلةِ وحشَتِهِ ؟
    يأتزْرُ متونَكِ
    يدفقُ منْ عينيْهِ المطرُ الملحيُّ ..
    ويجتازُ جبالَ الألفاظِ المشتبكةِ
    يغمسُ ريشتَهُ في الجرحْ ويكتبُ
    فصلاً للريحِ
    وفصْلاً للموتِ
    ويرسمُ خارطةً لهوادجهِ المسكونةِ
    بربيعِ الصمتِ !
    يُغازلُ أغصانَ التاريخِ المُثقلةِ
    بأصدافٍ
    أخرجها منْ لؤلؤةِ الوقتْ !

    2-التيه:
    هُوَ ذا ..
    يضربُ في أرضٍ يملؤها الرَّهَقُ
    ويخرجُ منْ تيهٍ
    كيْ يضربَ في تيهْ
    ويُزاوجُ بينَ الإسفنْجِ
    وإشراقاتِ الموْجِ
    ويُخرِجُ منْ روْعِ أبيهْ
    أياماً صاهلةً في أقواسِ الدَّمْ
    يُحدِسُ بالفتْحِ ويحلمُ بالأوجِ
    ويهجسُ: في الأُفقِ غزاةٌ
    تنفلُ بقراتٍ سبُعاً
    يجتزنَ جبالَ الوهْمِ ، ويأكلنَ سمانَ البقراتِ
    يدخلُ في سنبلةِ الحلمِ
    .. ويفرطُها في أيدي الأطفالْ
    يتدفَّقُ نبْعٌ منْ عدْنْ
    كالطيرِ العائدِ منْ فردوْسِ الأنفالِ
    يُحلِّقُ في مملكةِ اللهِ
    ويُرعِدُ في طوفانِ السلوى والمَنّْ
    يهربُ من دائرةِ "الأسْوَدْ"
    يدخلُ في دائرةِ "سجاح"
    يركبُ جملاً أورقْ
    يحملُ بعضَ رماحْ
    يبحثُ عنْ "قوسِ قُزَحْ"
    في مدنٍ خاصَمَها الغيْمُ
    .. وفي عيْنيْهِ جراحْ !

    3-فاصلة للجرح المناوب:
    ما الذي يقطعُ الصمْـتَ غيرُ ندا
    ئكَ: أقبلْ إليَّ ، وكنْ لي الغناءْ ؟
    ما الذي يقْهرُ الرُّوحَ غيرُ فحيـ
    حِ الغـرائزِ، غيرُ جميلِ النداءْ ؟
    ما الذي ظلَّ يقبرُ فينا صــلا
    ةَ النبيينَ غيرُ هوى الشعـراءْ ؟

    4-الموجة:
    هُوَ ذا
    يبصرُ نخلتها الفرْعاءَ يحاصرُها القيْظُ
    قوافلُها الغبراءُ مبلّلةٌ بالخمرةِ والطِّيبِ
    وشهوةِ شبقِ سفينتِها
    ويُزاوجُ بينَ اللؤلؤةِ القمريّةِ
    وتلافيفِ الأصدافِ المنكفئةِ
    في عُمقِ الجذبةِ
    بنداوةِ ماءٍ يترقرقُ في أَلَقِ التربةِ
    يرقصُ
    يرقصُ
    تنداحُ وريقاتُ الشيحِ .. أباريقُ الزّقُّومِ
    وتنتفضُ النبضةُ في قلقِ الغيْبةِ
    تنفجرُ الذاكرةُ على أوهامِ الأوبةِ
    ينشطرُ الموكبُ :
    هلْ تمتزجُ الملكةُ بالصعلوكِ
    وأوراقُ الطيفِ الضَّوئيِّ ..
    أتُلقي بنداوتِها للطينِ الخاطئِ … ؟
    تلكَ جدائلُها الطينيَّةُ في الليلِ تُغطِّيهِ
    تُزمِّلُهُ بيديْها
    توقظُ أعراسَ الحُلْمِ
    مواسمَ فجْرِ القلْبِ
    ورؤيا تُثقِلُهُ :
    وطنٌ يتدحرجُ في صبْوتِهِ
    ألقٌ يتوهّجُ في غُربتِهِ
    خوْفٌ يُمسِكُ بعقيرتِهِ
    شَلَلٌ يبدو في خُطْوتِهِ
    تنفلتُ الصرخةُ :
    أيتها الموجةُ
    هُبِّي برحيقِ الموْتِ
    تعاليْ …
    بدبيبِ الوحشةِ
    ولْيُغرقني موْجُكِ
    ولْيعصِفْ بضلوعٍ هشَّهْ
    فالبرزخُ فيهِ متَّسعٌ
    لوميضِ الدَّهشهْ !
    صنعاء 1/2/1988م
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 7 ) ردُّ الفعل


    دحرجَني الصوتُ الناعمُ
    فصعدْتُ السلَّمَ
    كانتْ منْ أُبصرُها في الظلمةِ قمراً
    تتألَّقُ
    تُقبِلُ
    قلبي مأخوذٌ
    والصوتُ المحْتبسُ بحلقي جمْرٌ
    سأُعانقُ في ديوانِ الليْلِ حدائقَ جسمِكْ
    تنفجرينَ حناناً
    حبا
    طُهرا
    موسيقا
    أُغنيةً حمراءَ الأحرفِ
    هلْ يجرفُني السَّيْلْ ؟
    *
    ما بيْنَ اللفظةِ والطَّعنةِ
    تُشرقُ عيْناكِ
    وعينايَ على الجدرانِ
    مثبَّتتانِ كخيْطِ دماءٍ
    يا شمسَ الصَّيْفِ ، أجيءُ إليْكِ
    منَ الأحراشِ
    أُبارزُ حاجبَكِ الأسودَ
    يُطْعمُني صدْرُكِ فاكهةً لمْ أعرفْها
    يمتلئُ الجوْفُ
    أُكابِدُ حقلَ الشَّوْكِ
    وصدري مملوءٌ بالأسرارِ الحارقةِ
    أبوحُ ،
    وهأنذا أُبصرُكِ أمامي
    والجسدُ الجنَّةُ يُسقِطُ أوراقَ التوتِ
    أيُدنيني منْ سدرتِكِ صهيلُ الخيْلْ ؟
    *
    قالوا ـ في الليلِ الفائتِ ـ : جُنَّ ، فباحَ
    فمقتولٌ في الصبحِ الآتي
    بسكاكينِ النسوةِ ..
    أوْ يُلقى في الويْلْ !
    *
    .. هأنذا في الصبحِ أُغرِّدُ
    وأُصوِّبُ أسلحتي
    .. اجتزتُ الحدَّ الفاصلَ بينَ الأمواجِ
    فلا أخشى أن أسقُطَ
    بينَ الفعلِ وردِّ الفعلْ !
    ديرب نجم 29/4/1983
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 8 ) احتشدي جمرةً للغريب


    نساءٌ
    من الولهِ المُرِّ يطْلُعْنَ
    يملكْنَ دلْتا ربيعٍ تفتَّتَ
    بيْنَ الحِصارِ
    وقلبٍ ترَمَّلَ !
    (.. أنت تجيئين بالوردِ والأغنياتِ الجميلةِ
    يحضرُ ما غابَ من ألقٍ في الظلامِ
    وتخضرُّ هذي السهولُ الأليفةُ)
    أحفلُ بالخوْضِ في بحرِهنَّ
    وأُلقي زهوري لهُنَّ
    ...
    و«عبلةُ» كانتْ تغني:
    هنا انطلقتْ خُطواتُ الصبا
    هنا وُلدَ الحبُّ فوق الرُّبا
    ...
    أأُعطيكِ عُمْراً تدابرَ عنهُ اليقينُ
    وفاضَ الحنينُ؟
    وهذا المُطَارَدُ، ظلَّ يدورُ
    وحيداً
    طريداً
    بكلِّ الموانئِ ..
    أنتِ السَّفينُ
    : تعاليْ خُذيهِ
    وغَنِّيهِ
    لاقيهِ
    بالنَّرجسِ الغَضِّ
    والصَّدْرِ
    (هذي النساءُ الجميلةُ ..
    هذي الطيورُ الغريبةُ ..
    ظلتْ تُحوِّمُ في عتْمةِ الوقْتِ
    هيَّجْنَ أوتارَهُ ، ومضَيْن !)
    وهذا المُحاصَرُ
    بالمحْوِ والخَفَرِ الخارجيِّ
    يُغنِّيكِ، عبلةُ ..
    فاحتشدي جمرةُ للغريبْ !
    صنعاء 3/1/1987م
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    (9 ) خطبة قصيرة للجنرال


    (1)
    دعوني .. أُراقصُ طقْسَ الغناءْ
    وأعزفُ معزوفةً للبوارجِ والحاملاتِ
    .. وأنفي وشايتَها للفضاءْ !
    وأكتُمُ بيْنَ الحنايا
    .. تباريحَ قلبٍ
    تولَّهَ في حُبِّهِ .. كيفَ شاءْ !
    (2)
    دعوني ..
    أغني لكمْ أغنياتِ البقاءْ
    وأطمسُ ما قالتِ الشمسُ والأولياءْ
    فإني الحقيقةُ
    منْ خلفِها يُشرقُ الأزهرانِ ..
    وتمتلئُ الأرضُ بالسعداءْ !
    (3)
    دعوني ..
    أُغني لكمْ أُغنياتي ..
    وأقرأُ في دفترِ الريحِ برقَ السماءْ
    وأُقلِقُ أُفقَ الثوابتِ
    أُطْلِعُ منْ جمرةِ الوقْتِ ..
    زهراً وماءْ !
    وأحملُ خارطةً للمنايا
    سيُرزقُها الشهداءْ !
    وأحملُ أوسمةً فوقَ صدري
    فنصري :
    تقاسمهُ الصمتُ والأدعياءْ !

    صنعاء 5/9/1988
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    (10 ) ثلاث قطرات من دماء الوقت


    1-الأبيض:
    لكَ ما تشاءْ
    جسمي وما ملكتْ يدايَ ..
    من الفضاءاتِ المُباحةِ
    والهُراءْ
    فاعْصفِ بحنجرةِ الخُواءْ
    ولْيأْتِ هذا الأبْيضُ الفتّاكُ
    يجتاحُ المروجَ الخُضْرَ
    مُنتشِياً
    بمُهْراقِ الدِّماءْ !
    في أُفقهِ المجْدورِ يتركُني
    أُسائلُ ورْدةَ النسيانِ
    كيفَ ..
    متى ..
    سأمتلكُ الفضاءْ ؟!


    2-الأعراف:
    يا وردةَ الأعرافِ ..
    لا تُبقي غِناءَكِ في فمي
    أرضي مُطرّزَةٌ بوشْيِكِ
    والجوادُ مُغاضِبٌ
    والريحُ تُقرئني كتابَكِ في اشْتهاءْ !
    مُدِّي غدائرَكِ الطريَّةَ
    بالنياشينِ التي تُغري العيونَ
    فلا ترى خلفَ البريقِ شقائقَ النعمانِ
    هلْ دمُكِ المُسيِّجُ فطرتي ..
    يرقى إلى ثبجِ السماءْ ؟!

    3-أمينة:
    هلْ تُبصرينَ الفجْرَ في الغضبِ المُرمَّزِ
    والضحى يهذي
    بمٌهراقِ الغناءْ ؟
    أنشودةُ الطُّهرِ التي تهوي
    تُنكِّسُ حرفنا الدَّفَّاقَ
    أزرقُنا يُغادرُ أفقَهُ الفيّاضَ
    لُطْفاً يا سماءْ !
    فمتى تغذِّينَ المسيرَ إلى خرائطِنا
    المعلّقةِ
    الحبيسةِ في الصدورِ
    متى تقودينَ القوافلَ
    للضياءْ ؟
    صنعاء 5/1/1989

    ***

    (11 ) من إشراقات عمرو بن العاص
    (أو التحديق في وجه الشمس)

    شعر: حسين علي محمد
    ...........................

    1-منازلة الغيث:
    تُوشوشُني في المساءِ العنادلُ
    إذْ أمتطي في براريكِ صهوةَ هذا الجوادِ المُخاتلِ
    أركضٌ في صحَراءِ العيونْ
    وأبحثُ عنْ أخوةِ الصَّيْدِ
    إذْ أبعدتْهمْ أيادي المنونْ
    ـ تقدَّمْ فقدْ آذنَ البحرُ بالوصْلِ
    مدّتْ خيولُ تهامةَ أعناقَها ،
    وتمطّتْ
    بجوفِ الصحارى رجالٌ يسيمونَ
    ينطلقونَ
    يغنونَ
    فكيفَ نصيدُ الصقورَ ونحنُ نُصادْ ؟
    وتشتعلُ النارُ تحتَ الرّمادْ
    وخوفي محيطٌ من الرّملِ
    ظلِّي دوائرُ حولي
    ( أتروي الرمالُ عيوناً
    من السَّيْلِ فرَّتْ
    أتطوي الضلوعُ جبالاً
    بها الحسَراتُ استبدَّتْ ؟)
    لماذا تجيءُ خيولُ الشَّراسةِ
    تركضُ حوْلي
    يجيءُ اليمامُ / الربيعُ
    الصهيلُ / المياهُ
    فيدهمُني الحُلْمُ
    أُطرَحُ أرْضاً
    وضوْءٌ
    ضجيجٌ
    جبالٌ
    على أضلُعي جبلٌ
    والعنادلُ ترثي فتاها
    خرجتُ وحيداً إلى الغيْثِ
    نازلْتُهُ
    فسقطْتُ
    وكالشَّبحِ الشَّفقيِّ نهضْتُ
    تحرَّكْتُ
    أبصرْتُ سرْبَ عنادلَ في الظُّلُماتِ
    يقولُ: تقدَّمْ
    رأيْتُ الجبالَ تكرُّ ،
    شهِدتُ الرجالَ تفِرُّ،
    النقاطَ تُغادرُ أحرُفَها ..
    تتسرّبُ كالماءِ منْ راحةِ اليَدِ
    كانَ جوادُ "سُراقةَ" في الرَملِ يهوي
    ويغرقُ
    واللوحُ فيهِ أساورُ كسْرى
    وخلْفي جيوشُ أبابيلَ
    تُمطرُني بالصَواعقِ
    ترصُدُ خطْوي
    أأخلعُ ثوْبي على بابِ هذا المساءِ ـ الصَّباحْ ؟
    رأيتُ البلادَ تغوصُ ..
    وبيني والبوْحِ شِبْرٌ
    وقلبي المٌعذَّبُ
    يصعدُ هذي الهضابَ
    ويحملُ سيْفاً صقيلاً
    ورغبةَ قلبٍ تمزَّقَ بيْنَ الرِّغابِ
    : حملتُكِ مكّةَ في أضلُعي
    لماذا الجفافُ الصَّموتُ ؟
    أيكذبُ فينا الغمامُ ؟
    أينطقُ بالسِّحْرِ هذا اليمامُ
    فتشتعلُ النارُ
    هذي الوِهادُ .. يُراودُها الحُلمُ
    والبطْنُ يكبُرُ
    إني رأيتُكِ ـ مكّةَ ـ في الليلِ
    تمتشقينَ الحُسامْ

    2-تهليلة (إلى رايات مكة)
    تقولُ العيونُ التي عشقتْك
    وحثَّتْ خُطاها لشمسِكْ:
    عودي إليْنا
    فأوراقُ شعركَ قدْ خضَّبتْها الدِّماءُ
    وإناّ الشَّجرْ
    سنورقُ رغمَ ليالي الظلامْ
    وينبثقُ الدّمُ في الفجْرِ نورا
    ويهطلُ غيْثُ المطرْ !
    تجودُ الفيافي
    وينتفخُ الضَّرعُ ، يمنحُنا فيْضَهُ
    نتسابقُ نحْوَ العطاءِ
    ويفردُ كلٌّ إليْكِ كفوفَ الرّجاءِ
    امنحينا الأمانَ
    وعودي إليْنا:
    صباحاُ
    جميلاً
    كثيرَ الثَّمرْ !

    3-بيت في الريح:
    .. وبيتيَ في الريحِ قفْرٌ
    هنا الليْلُ جُرْحٌ
    هنا البوْحُ سنبلةٌ للفجيعةِ
    حينَ تُغنِّي العصافيرُ في الأُفقِ
    هذي قريْشُ تُبادرُ ـ تصحو
    على وقْعِ سيْفِكَ فوقَ الرقابِ
    يعودُ إلى القلبِ مرأى الرحيلِ
    أُغمْغِمُ
    كنتُ مع الفجْرِ أُبحرُ
    قافلةُ المُبحرينَ تجوبُ الفيافي
    وفي صدْرِها كنتُ أركضُ:
    ـيثربُ وجْهي
    وأحمدُ قِبلةُ روحي
    (أأُغمِضُ عينيَّ حتى أراكَ
    فإنَّكَ شمسٌ
    أُفتِّشُ في ضوئها عنْ مكانٍ لسهمي)
    أهذا كلامُكَ يا زَغَبَ الفجرِ ؟
    باقاتُ وردِكَ أحملُها في يديَّ
    وأرحلُ
    تلك دمائي على الصَّدرِ تقطرُ جمْراً
    وتُسكِرُني
    (قدْ تباهيتَ بالخوذةِ الذهبيَّةِ
    حدَّقْتَ في الليلِ
    كان الدّمُ المتخثِّرُ أفعى
    تُطاردُني في الظهيرةِ
    أسكرُ في ضَمَّةٍ آخِذةٍ
    قدْ تُباعِدُ ما بيْنَ روحي
    وكأْسِ اصطباري
    وعسْفُ الجنودِ يُحاصرُ وردةَ ناركَ
    هاأنتَ ذا ..
    تُشيرُ إلى الجمْعِ
    والموْجُ يركضُ في الصَّحًراءِ
    وأفْواجُكَ الغرُّ يلتحمونَ على الصَّدْرِ
    في رعشةِ الحلمِ تَنبتُ في العينَ سنبلتانِ
    وتلتئمُ الضفَّتانِ
    وأمشي ..
    وقلبي جنيْنةُ وردٍ سأفتحُها في رحابِكَ
    شوقي مظلَّةُ نارٍ
    سأُصلي العداةَ بها
    أنتَ الذي كنتَ بيْنَ الحنايا
    حنيني القديمِ
    (لماذا تفرِّينَ مكةُ ؟
    يقتحِمُ الدهرُ ضفَّتَكِ المشتهاةَ
    ونكتبُ :
    في القلبِ تختبئينَ
    ووجهُكِ حُلمٌ ضنينُ
    وأنتِ أيا غرسةَ القمرِ المتبتِّلِ
    صورتُكِ الآنَ صاهلةٌ في فؤادي
    تُطاردُ بوحَكْ)
    ترنَّحْتُ ،
    قالوا: سكِرْتَ
    وقلبي يُسافرُ في غيْمةِ الزنبق ـ الورْدِ
    يحلُمُ بالفجْرِ
    يأْخذُهُ منْ سهامِ الشياطينِ ،
    يجلوهُ ،
    وجْهُكِ يطلعُ في الفجْرِ شمساً أبِيَّهْ

    4-أُشعِلُ النارَ:
    خرجْتُ من الأفقِ
    كانتْ شموسُكِ تُغدِقُ
    أدخلُ للموْجِ
    صوتُكِ في الحلْقِ
    أعزفُ لحناً تحبَّبَ في مسْمعيْكِ
    ويسطعُ ضوؤكِ
    أحلمُ بالظلِّ
    في وهْدةِ الخوْفِ
    واللعنةِ الآسرهْ ‍
    *
    رأيتُكِ ـ مكةُ ـ شاهقةً كالسماءِ
    وناحلةً كالنخيلِ المموْسقِ
    هلْ يتخاصرُ وعدُكِ والريحَ
    نعبرُ هذا السكونَ المخاتلَ
    صوتُكِ كان نقيًّا
    ووجهُكِ بينَ الرياحينِ نرجسةٌ غضَّةٌ
    هلْ أنا الآنَ فارسُكِ المستباحُ
    وأُفْقُكِ يُمعِنُ
    في ثورةٍ غامرهْ ؟
    *
    وعصفورُكِ ـ الوعْدُ .. ينتظرُ الإذْنَ
    أفتحُ شُبَّاكَ قلبي ،
    أُفتِّشُ فيهِ عن الحُبِّ
    أُبصِرُ فيه بقايا من الأمسِ
    قيْظاً يُخاتلُ أرضي ، ويغمرُها
    (كنتُ وحْدي)
    ظللْتُ أُحاوِرُ:
    حارَ الرجالُ على الدَّرْبِ
    ضلَّتْ خُطاهُمْ
    وهأنتِ ذي تحلمينْ
    سيرجعُ نهرُكِ بالطَّمْيِ
    تُشرقُ شمسُكِ
    تنبُتُ في الأرضِ أشجارُ دفْلى
    لقدْ رحلَ النهرُ
    وابتعدَ الشِّعْرُ
    وانشقَّتِ الروحُ نصفيْنِ
    صرتُ غريباً بأرضِكِ
    كنتُ الغنيَّ / النقيَّ
    فصرتُ الأجيرَ / الفَقيرَ / الشقيَّ
    فهلْ أُطلِقُ الريحَ في ساحةِ النومِ
    هلْ أُشعِلُ النارَ
    في الذَّاكِرهْ ؟

    5-أهازيج مكة:
    أيا وجهَها المتورِّدَ في الظهرِ
    تُمسِكُ مفتاحَ قلبي ‍
    أمازلتَ تذكرُ سهْمَ الزمانِ
    الذي ريشَ في القلبِ
    هلْ تقبلينَ بقامتِكِ الموْجِ ـ رائحةِ البرتقالْ ؟
    وردةُ قيْظِكِ ضاءتْ
    وبينَ احتراقِ الدّمِ المتكلِّسِ والجِيرِ
    قالوا: نُشاركُكَ الخوفَ والحلمَ
    قلتُ: فمنْ يُحكمُ القصْفَ ؟
    منْ يحملُ العصْفَ
    مكةُ مقصفُنا البدويُّ ، تضمَّخَ بالطيبِ والبرتقالِ
    ووجْهي الكسيرُ يُناجيكِ:
    مكةُ ..
    هذي أغانيكِ
    تهزِجُ
    هذا زمانُ الولادهْ ‍


    6-اللآلئ تُضيء بكفيك:
    .. فأُولدُ
    جذريَ يضربُ في السّاعدِ الصُّلبِ
    أخرجُ
    تُدفئُ قلبي التفاتتُكِ ـ الموجُ
    أدخلُ
    أينَ مُسامرةُ الحِبِّ ؟
    إنِّي هنا مُمسِكٌ في الصباحِ الأخيرِ الأعنَّةَ
    قلتُ: خيوليَ تهفو
    لفجْرِكَ
    كيفَ أعيشُ بعيداً عن المهْدِ ؟
    إني أدورُ على الأرضِ دائرتيْنِ
    وأرسمُ وجهاً تفرَّقَ بينَ البلادِ
    ومصباحُ بيتي مُضاءٌ
    وإخوةُ دربيَ غابوا
    إليكِ أعودُ
    فأُبصرُ هذي اللآلي
    تُضيءُ بكفَّيْكَ
    ـ أقبِلْ ..
    فأعينُك العشرةُ الآنَ تسرُدُ حلماً شهيًّا
    تصوغُ الأمانيَّ
    ترسمُ في الأُفْقِ قوْساً من الماءِ
    تطلبُ منِّي الرحيلَ لأصعدَ هذا النخيلَ المُشاكسَ
    أُحضِرُ ذيْلَ الشموسِ /
    الثلوجِ /
    المُحالِ
    وحائطُنا الورقيُّ تمزَّقَ
    كانتْ جذورُ الهواءِ تُداعبُ يُبْسي
    وتشتلُ في تربةِ الضوءِ أُنْسي
    وتقتلِعُ الليلَ سهْماً فسهْماً
    من القلبِ
    ترْأَبُ شرْخاً
    وتفتحُ حِضناً
    وتغزو بلادا

    7-رياحين للذكرى:
    تُرى .. هل سترجعُ تلكَ الرياحينُ للقلبِ يوما
    يُرافقني في البلادِ القصيةِ صوتُكَ أحمدُ
    إذْ يتدحرجُ فوقَ الرمالِ الرجالُ
    من النارِ يندفعون سراعاً ..
    ويقتسمونَ الأرائكَ
    ينكفئونَ على نهدِ جاريةٍ منْ دمشقٍ
    وساقْ
    أفي ساحةِ النارِ والجرحِ تضحكُ مكةُ ؟
    ذاك صديقي يُذكِّرني
    أنني كنتُ هذا المغني الذي جاءَ
    ربَّتَ فوقَ ظهوركمو واحداً واحداً
    ثم أغفى الندِيُّ
    وقلتم:
    يجيءُ مع الصبحِ بسمةَ شمسٍ
    تضوعُ بساحتِنا
    والنساءُ يُغنينْ:
    صمتُكَ هذا مُريبٌ
    فأينَ الأعنَّةُ والخيلُ ؟!
    يا حضنَها اللؤلؤيَّ تحدَّثْ
    عن الليلِ
    إذْ يتدحرجُ تحتَ نوافذِنا جمرةً منْ عناقْ
    صهلتُ على واحةِ الليلِ ، والماءِ ، والنيلِ
    قلتُ لها:
    إنني مستحمٌّ بمائكِ ، ليْلى ..
    وأرسمُ في البوحِ نهرَكِ
    أدخُلُهُ
    قشرتي تتكسَّرُ
    والغيدُ يضحكْنَ ،
    قلبي تكسَّرَ في نهرِكِ ـ الوجْدِ
    أنتِ التي قلتِ لي ..
    إنني نبضةٌ واجفهْ
    و"ليلى" على صفحةِ النهرِ ترسمُ وجهي
    وحائطَ
    نصفَ عنانٍ
    ووجهَ حصانٍ
    وقلباً نبيلا
    على الشجرِ المتبتِّلِ عصفورةٌ واقفهْ !

    8-محاورة صوت مُشاكس:
    أتُغرقُ نفسَكَ في الجُبِّ خوفاً
    من الفرقةِ الأبديَّةِ
    ووجهُكَ هذا الطفوليُّ
    آسرُكَ
    النارُ في جبهتي تتصاعدُ
    تُقبِرُ بوْحَكَ
    نفسُكَ تغرقُ شيئاً فشيئاً
    (أتخشى سيوفَ أُميّةَ
    يحملُها الذئبُ
    تركضُ في صَحَراءِ خداعِ القصائدِ ؟
    أُبصرُ وجهَكَ ـ هذا القناعَ
    يُحاورُ سفراً تحنّطَ
    ماتتْ بداخلِ أنهرهِ صبوةٌ
    (فقيلَ: عليٌّ هناكَ
    وقيلَ: الذي تُبصِرُ الآنَ حِبُّ محمد
    وقيلَ: الذي تُبصِرُ الآنَ
    كيفَ تراهُ يعوقُكَ ..
    عنْ دِستِ فرعوْنْ ؟)

    وجهي تجمّدْ
    ـ أقولُ لكَ الحقَّ :
    إني سأرسمُ وجهُكُ في القيْظِ
    بينَ الخُطا
    والرُّواءْ
    ـ أقولُ لكَ الصدقَ :
    وجهُكَ يأسرُني
    حينَ تصعدُ أعْناقَ ناديكَ
    تندقُّ إذْ تجتليكَ
    ونشربُ نخبَ الدِّماءْ
    وأشجارُ وهْمِكَ تكبُرُ
    والناسُ تصطفُّ فوقَ الأرائكِ
    تدخلُ مصرَ
    وتدخلُ دوّامةَ الشجرِ ـ الغيثِ
    أجهدَكَ القولُ
    والكرُّ
    والفعلُ
    والقولُ
    صرتَ نحيلاً
    هزيلاً
    يُشيرُ إليكَ بنانٌ
    (يُخضِّبُهُ الدّمُ)
    ـ تجهلُ أنّا عشقناكَ بدراً
    فكيفَ ترومُ سيوفَ أُميّةَ ؟
    (قهْقهَ حتى تدلّتْ من القلبِ
    نافورةٌ منْ دماءْ)
    تداخلَ قلبي ، وبسمتكَ الفيْضَ
    هلْ نتكاشفُ
    ندخلُ أرضَ البراءةِ
    يأتي علينا زمانُ اقتحامِ الورودِ
    (أيُغتالُ بيْتُ النبوَةِ ؟)
    يبكي حبيبي ..
    (يخاصمُني المدُّ والفيضُ
    أُبصرُ سبعاً من البقراتِ العِجافِ
    يُحاصِرْنني
    في المساءِ ـ الصباحْ !)

    9-محاورة ثانية:
    .. وقالتْ: سماؤكَ قيْظٌ .. دُخانْ
    وأنهارُ جنّتِكَ المُشتهاةِ .. تفيضُ
    تجِفُّ ينابيعُ عشقٍ .. دِنانْ
    *
    أيا وردةَ النهرِ .. قولي
    هُوَ النهرُ
    لكنّهُ لمْ يَعُدْ
    تنقَّلَ بينَ البلادْ
    يُنَقِّبُ عنْ وجْهِها
    ضاعَ تحتَ الرّمادِ
    حنينُ الشراعِ
    وبوْحُ الغَرِدْ !
    وطيْفُكِ نبْتٌ غريبٌ
    بأرضِ الطَّهارةِ
    في الزّمنِ المستريبِ النًّكِدْ
    *
    ملاحِمُ حزني تطولُ
    وأخشى الأفولَ
    وأنتَ تعودينَ للنهرِ
    مازلتِ ..
    تبكينَ تلكَ الطُّلول !

    10-العصافير والسنابل:
    … وفسطاطُنا
    أراهُ نخيلاً من البرْقِ
    يُمطِرُنا بالثمارِ العجيبةِ
    تنبتُ في ساعديْكِ العناقيدُ
    تجري العيونُ بكفَّيْكَ لؤلؤةً
    تتخاصَرُ والموْجَ
    (جئتُ من البدْوِ
    أحملُ رؤيا السماءِ إلى الأرضِ والنهرِ
    هلْ تتلاشى الفواصلُ
    هلْ تختغي في الجراحْ ؟)
    *
    وفي داخلي غضَبٌ كاسِرٌ
    وحوائطُ
    أرقُبُ إشراقةَ النهرِ والسنبلهْ
    وهأنذا في المدائنِ أرقبها
    سوْفَ تخرجُ فجراً من البَرَدِ المتوهّجِ
    سبعُ سنابلَ
    تضحكُ
    تضحكُ
    هلْ تمتطي صهوةَ الريحِ ثانيةً
    هلْ سنحْلُمُ
    نخرجُ منْ أسْرِ أحلامِنا المُثْقَلهْ ؟

    ديرب نجم 22/3/1983
    التعديل الأخير تم بواسطة د. حسين علي محمد ; 30/04/2007 الساعة 05:00 PM
    رد مع اقتباس  
     

  11. #11 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    (12 ) ثلاث قطرات من دماء الوقت

    1-الأبيض:
    لكَ ما تشاءْ
    جسمي وما ملكتْ يدايَ ..
    من الفضاءاتِ المُباحةِ
    والهُراءْ
    فاعْصفِ بحنجرةِ الخُواءْ
    ولْيأْتِ هذا الأبْيضُ الفتّاكُ
    يجتاحُ المروجَ الخُضْرَ
    مُنتشِياً
    بمُهْراقِ الدِّماءْ !
    في أُفقهِ المجْدورِ يتركُني
    أُسائلُ ورْدةَ النسيانِ
    كيفَ ..
    متى ..
    سأمتلكُ الفضاءْ ؟!


    2-الأعراف:
    يا وردةَ الأعرافِ ..
    لا تُبقي غِناءَكِ في فمي
    أرضي مُطرّزَةٌ بوشْيِكِ
    والجوادُ مُغاضِبٌ
    والريحُ تُقرئني كتابَكِ في اشْتهاءْ !
    مُدِّي غدائرَكِ الطريَّةَ
    بالنياشينِ التي تُغري العيونَ
    فلا ترى خلفَ البريقِ شقائقَ النعمانِ
    هلْ دمُكِ المُسيِّجُ فطرتي ..
    يرقى إلى ثبجِ السماءْ ؟!

    3-أمينة:
    هلْ تُبصرينَ الفجْرَ في الغضبِ المُرمَّزِ
    والضحى يهذي
    بمٌهراقِ الغناءْ ؟
    أنشودةُ الطُّهرِ التي تهوي
    تُنكِّسُ حرفنا الدَّفَّاقَ
    أزرقُنا يُغادرُ أفقَهُ الفيّاضَ
    لُطْفاً يا سماءْ !
    فمتى تغذِّينَ المسيرَ إلى خرائطِنا
    المعلّقةِ
    الحبيسةِ في الصدورِ
    متى تقودينَ القوافلَ
    للضياءْ ؟
    صنعاء 5/1/1989


    ***

    (13) من أوراق سعد بن معاذ

    1--امرأة اسمها يثرب:
    يا وجْهَها الماسِيَّ في غبَشِ القصيدةِ
    تسكنُ الأصواتُ حنجرةَ الفراغِ ،
    تخثَّرتْ لغةُ النشيجِ ،
    أكلّما أمشي ..
    تُطاردُ وجهيَ المُجتاحَ قامتُها الطويلهْ ؟

    .. منْ أين لي بالحبِّ في هذا الشتاتِ ،
    وشفرةُ العشاقِ هوْدجُها المسافرُ
    في غُبارِ الليلِ ،
    تذبحُهُ القبيلهْ

    وردُ الحرائقِ في دمي …
    تتيبّسُ الأشجارُ ،
    والأثمارُ ساقطةٌ
    خرائبُ حلمِنا تجتاحُ خارطتي
    وفي الأرمادِ متّسَعٌ
    لصاريةِ الذبولِ
    ووردةِ الأتراحِ
    ذاكَ عبيرُها
    يمتاحُ منْ أَلَقِ الجميلهْ

    2-خطوتان باتجاه النبع:
    للميِّتِ أرضٌ تترامى في ملكوتِ اللهِ
    فمنْ يجمعُ أطرافَ الحلمْ ؟

    الأرضْ
    كرةٌ تتدحرجُ بينَ خطوطِ الطولِ
    وفوقَ خطوطِ العرضْ
    ثورٌ يتمايلُ تحتَ سياطِ الويْلِ
    ويخشى أنْ يجرِفَهُ السَّيْلْ
    ويحلمُ بالخضرةِ تتصاعدُ في الرَّوْضْ
    والمطرُ شحيحْ

    وقفَ الشجرُ اليابسُ ينتظرُ الماءْ
    يرفعُ ألْويةَ الشوقِ فروعاُ عجفاءْ
    ويُصلِّي في ظمأِ المحروقِ : إلهي
    كمْ أشتاقُ إلى ضمّاتِكَ
    فامنحني بركاتِكَ
    وارْوِ الصحراءْ
    ينتفضُ الأوْسُ ، وتصعدُ منْ جوفِ السِّدْرةِ
    ذرّاتُ الشوقِ ـ اللألاءْ
    محروقاُ عشتُ أناجيكَ
    فهلْ تمنحُني غيْثَكَ
    هل تؤويني في ظلِّكَ
    أوْ تهتكُ ستْرَ القيْظِ
    فأشدو للأرجاءْ ؟!

    يرتطمُ الصوتُ المخنوقُ بأُفْقٍ مُرْبَدّْ
    تهوي أفراسُ النَّرْدْ !

    3-… يملأ الفراغات :
    .. ظلَّ يُغنِّي
    لفراغاتِ الرُّوحِ ، وحمْحمةِ الخيْلِ ، ونقْعِ الميدانْ
    أبصرتُ البحرَ يُغنِّي في ساعدِهِ
    كانَ يُسائلُ أطيارَ الجنةِ ، وهْيَ تُراوِغُ
    عنْ فيْضِ ربيعٍ يتفجَّرُ في الشِّريانْ
    ظلَّ يُسائلُ قلِقاً
    (هلْ أدخلني ربي في التجربةِ عشيًّا
    إذْ راودَني الحرَسُ النائمُ عنْ صدقِ القوْلِ ؟
    وأنبأَني نبْضي …
    عنْ خوفٍ كانَ قديماً يترصَّدُني في الليلِ
    ويوقفُني فوقَ مساحاتِ الرَّمْلِ
    فأُمسِكُ برؤوسِ النخلِ
    وأعصفُ بسيوفٍ مُغمَدَةٍ في الوحْلِ ؟)
    ـ لماذا أطلقتَ نداءَكَ
    ـ كيْ تصحوَ أسرابُ البهجةِ
    تملأُ آفاقَ النسيانْ
    هلْ أدخلني في التجربةِ المرةِ إذْ كاشَفَني عنْ حرفي
    أنبأَني عنْ خوْفي
    أوقفني في أرضٍ تمتلئُ بغاباتِ الدِّفْلى
    وشُجيراتِ اللَّوْزِ
    فخفتُ من العصْفِ
    القصْفِ
    دنوْتُ .. فأوقفَني
    وصمدْتُ .. فأنطَقَني
    وتحدّثَ في ألفاظٍ مُثقَلَةٍ بالقطْرِ ، وساءَلَني
    عنْ أرضٍ تمتلئُ بأنصافِ المَرَدةِ
    قلتُ:
    بلادٌ ضاجعَها الخوْفُ
    على طرقاتِ الصَّيْفِ
    فقالَ: نجوْتَ ..
    فماذا تعرفُ عنْ أبناءِ القَردةِ ؟
    قلتُ: شياطينَ
    فقالَ: تمهَّلْ ، وابحثْ في أنحاءِ البيْتْ
    قلتُ : أهُمْ أصحابُ السَّبْتْ ؟
    قالَ: دنوْتْ
    قلتُ: لماذا أُبصرُهمْ في أكوابِ الماءِ ، اللقمةِ ، بينَ سطورِ الصحفِ السوداءِ ، أمامَ الغرفِ اللامعةِ ، وراءَ غُثاءِ رجالِ الأعمالِ ، على وجَناتِ الفتياتِ وفي ردهاتِ البيْتْ ؟
    قالَ: عرَفْتْ
    (ومضى ،
    وصَمَتُّ)
    *
    لا أذكُرُ اكثرَ منْ هذا
    لكني أذكرُ كيْفَ تقاطعتِ الهندسةُ
    المملوءةُ بالبوْحْ
    وفراغاتِ الجُرحْ
    فأحسُّ بطعْمِ الملحْ
    كانتْ في العينينِ ظلالٌ مائلةٌ
    منْ قرصِ الشمسِ
    على جلبابِكَ يا سعْدُ
    وكنتَ شفيفاً في الأحزانْ
    في الزاويةِ اليُمنى بعضُ حروفٍ تتخاصمُ
    ودماءُ التحنانْ
    كان العسكرُ يرتقبونَ الصَّيْحهْ
    لكنَّ جحيمَكَ لمْ تُخرجْهُ الشفتانْ
    امتدّتْ أسوارٌ منْ صخْرِ الأُلْفهْ
    والخوفِ من الإفصاحِ
    أيكتمُ سعدٌ في الليلِ جراحَهْ
    يُطفئُ مصباحَهْ ؟

    أحكمَ كفَناً
    حولَ الجسدِ اليابسْ
    أغمضَ عينيْهِ وحوْقَلْ
    في زهْوِ الهاجسْ
    لمّا أبصرَ أرتالَ العسكرْ
    تنهَضُ ، تقتحمُ السّاحهْ !

    4-للميِّت قبرٌ جميل:
    رجفةٌ في اللقاءِ البعيدِ تُخاصِرُ صوتَكَ
    كيفَ تُباعِدُ بينَ جِراحِ الغمامِ
    وأعشابِ هذي السهولْ ؟
    *
    كُنتِ حلماً جميلاً ، أُطالعُهُ في فضاءِ الغناءِ
    وأقرأُ فيه فصولَ البراءةِ
    أختصِرُ العمرَ
    أبتكِرُ النهرَ
    بيتي من العشبِ
    يا كوْكباً قدْ أضاءَ دهاليزَ روحي
    وكلَّلَ بالغارِ هامَ النخيلْ
    *
    قلتُ للطيفِ :
    يوقظُني في المساءاتِ صوتُكَ
    آخيْتُ بيْنَ الضبابِ ولفظِكَ
    أسألُ:
    للبحْرِ فيْضٌ ، ووَعْدٌ
    تغيبينَ "يثْربُ"
    أسأَلُ:
    هلْ خبَّأتْ موجةَ البحرِ في شعْرِها
    والنسيمَ العليلْ ؟
    *
    استضاءاتُ وجهِكِ في الماءِ
    بوْحُ العصافيرِ
    سوسنةٌ للشموسِ التي ترتمي
    في مدارِكِ صيْفاً
    وتقطرُ عطراً ونوراً
    ومن شفتي يُرعِدُ الملحُ :
    لا تبعُدي عنْ طريقي
    غناؤكِ فاتحةٌ للفصولْ !
    *
    حينَ فاجأتُها بالسؤالِ:
    أكنتِ كتاباً يُغلَّفَهُ الغيْمُ ؟
    طوّقَ قلبيَ رعْدُ البكاءِ
    وأبصرتُ أيدي الخرابِ تُحاصرُهُ
    هلْ تجيئينَ …
    إني انتويْتُ الرحيلْ !
    *
    دمعةُ البرقِ تقطُرُ
    منْ وجنةِ الأُفقِ
    داخلَني البرْقُ
    ألفُ شكلٍ لليلِكِ
    داخلني البرقُ ..
    حطَّ على الرأْسِ
    قنديلُهُ في دمائي :
    لماذا تغيبين "يثربُ" ؟
    إني ابتكرتُ لأشلاءِ روحيَ معْنى
    وللميْتِ قبْرٌ جميلْ !
    *
    رعشةٌ في الوداعِ القريبِ
    ظللُتِ أيا نسْغَ جُرحي الذي
    خبَّأتْهُ عروقي
    دهوراً تقولينَ:
    "يأتي زمانٌ لقلبِكً"
    صُبِّي بأحداقِ قلبي
    حكايا الزمانِ الذي راحَ
    نبْضُكِ في القلبِ يُشعلُ بوْحَ القناديلِ
    فابتكري يا رياضَ المدائنِ
    عشقاً جديدا
    وكوني لفارسِكِ المُستباحِ
    الصَّهيلْ !

    5-أغنية أولى .. أغنية أخيرة :
    يأتي إليكَ الفجْرُ ،
    يا سعْدُ امْتطِ الأهوالَ مركبةُ
    إلى زمنِ القصيدْ
    رُدَّ اللغاتِ إلى صباها

    قدْ قلتَها يوماً لأحمدَ في العُبابْ :
    "لوْ خُضْتَ هذا البحرَ خُضناهُ …"
    اخْتصِرْ زمنَ الغيابْ
    وهذه صيْحاتُ جندِ اللهِ تبلغُ منتهاها

    قدْ جاءتِ الغربانُ غازيةً
    وقلبُكَ صرخةٌ للتلِّ والصحراءِ
    قامتُكَ السماءْ
    هذي يمامتُكَ التي قدْ رُوِّعتْ
    برؤى الدماءْ
    تمضي إلى الفردوْسِ شامخةً مُغرِّدَةً
    فكيفَ إذنْ تراها ؟

    صنعاء 14/3/1986
    التعديل الأخير تم بواسطة د. حسين علي محمد ; 30/04/2007 الساعة 05:02 PM
    رد مع اقتباس  
     

  12. #12 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    (14) سطور من مواجيد أبي الطيب المتنبي

    يوقظُني كافورُ الليلةَ
    يُشعلُ فيَّ الرغبةَ
    في الروميّاتِ الحُورِ
    فيصُهلُ فرسي
    أُبصرُني أنفُضُ حمّى الرهبةِ
    أُمسِكُ عوديَ
    أترنَّمُ بالشعرِ العذبِ الباقي :
    هذي ليلةُ عيدي !
    هذا حادي الحبِّ
    يسيرُ بدرْبِ الفتْحِ دليلا
    *
    أفتحُ شبّاكي قلقاً
    أخشى مجهولاً
    يأتي
    (هلْ يقتلُني كافورُ الليلةَ ؟)
    أنهضُ مختنِقاً
    أسترجعُ ذكرى الأيامَ الخضراءِ
    وأفتحُ بابي للقمرِ الصيْفيِّ النشوانِ
    فيُغمِضُ عينيْهِ ، ويزْورُّ يميناً عنِّي
    وأظلُّ وحيداً
    فوقَ السطحِ شريداً
    وأٌقلِّبُ في ذاكرتي صفْحاتِ الرحلةِ :
    أحببْتُ ديارَكِ يا مصرُ ، ونيلَكِ ، والشعبَ الطيِّبَ ، والشمسَ ،
    وظلَّ الأيامِ المعطاءِ
    وهذا كافورُ الخيْرِ يُحاورُني
    يُغريني بالدّارِ الفخْمةِ
    والراقصةِ المكتنزةِ
    لكنِّي لا أُبصِرُ غيرَ الخوْفِ بداري
    يجلسُ ، وأُحاورُهُ :
    هلْ يأتي من أعماقِ القطْرِ الطيِّبِ
    منْ ينشُرُ فوقَ الوجْهِ الخائفِ
    ثوبَ الأمْنِ
    ومنْ يُرجِعُ لي صفْوَ الأيامِ الأولى ؟
    *
    لا أملكُ غيرَ قصائدِ حبٍّ
    في أختِ المحبوبِ الأوّلِ
    لا أملكُ غيرَ شذى أحلامٍ مُزعجَةٍ .. تٌقلقُني ليْلاً
    (غَنَّيْتُ كثيراً
    وملأتُ الأرضَ بشعْري
    والعبْدُ أَذاعَ
    بهدْأَةِ هذي الليْلةِ
    أنِّي أجْرمْتُ …
    لأني غنّيْتُ قليلا
    *
    لا أملكُ غيْرَ الحرفِ الأبيضِ
    وأُحاولُ أنْ أُقنِعَ هذا الزمنَ الجهْمَ
    بأنَّ شموسَ النشوةِ
    سوفَ تُظِلُّ زماناً
    يعتنقُ الحزنَ
    وقدْ غَنَّيْتُ كثيراً
    للرَّعْدِ النافرِ خيْلاً
    والوطنِ ـ الصُّبْحِ
    وكنْتُ أعودُ لسيْفِ الدولةِ
    تُدميني الطَّعَناتُ ، كسيراً .. ونبيلا
    *
    قال صديقي ذاتَ مساءٍ:
    هذا قَدَرُ الشعراءِ
    وأنتَ تصولُ ، تُسافرُ
    في موْجاتِ الشِّعْرِ
    وجُرْمُكَ : مازلْتَ تُحاولُ
    أنْ تغسِلً جُرحَ الفرسِ الغائرِ
    في ماءِ النهْرِ
    غداةً
    وأصيلا
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. النص الكامل لمجموعة «الدار بوضع اليد!» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 01/06/2008, 10:26 PM
  2. النص الكامل لمجموعة «أحلام البنت الحلوة» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 28/02/2008, 05:21 AM
  3. النص الكامل لديوان «الحلم والأسوار» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 23/12/2007, 09:56 AM
  4. النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى ديوان العرب
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 29/05/2007, 03:40 PM
  5. النص الكامل لمجموعة «الدار بوضع اليد!» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 23/04/2007, 10:36 PM
ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •