الرد على الموضوع
صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 الأخيرةالأخيرة
النتائج 25 إلى 36 من 95

الموضوع: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

  1. #25 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 27 ) أنخاب القصيدة المرمرية


    وتأتي في خِضَمِّ اللحظةِ المنهوكةِ الدَّفقاتِ
    تُغريني مفاتنُها
    وتسقيني
    حليباً يفتحُ الأوقاتِ
    للذَّاتِ
    والغدْواتِ
    والرَّوْحاتِ
    مفتوناً أنادِمُها
    وتسقي لهجتي جمْرا فتُنبِتُ أحرفي بدرا
    أكاشفُهُ وأحضُنُـهُ يُعانقُ طيفُهُ عُمْـرا
    تمـزّق بينَ جامحـةٍ ودمعةِ شوْقِها الحرّى
    وتنداحُ المراكبُ في سرير العشقِ بيْنَ قميصِها المفتوحِ والنَّهْديْنِ ، تُدخِلُني بيوتَ البحرِ ، أغْزو حصنَها المخفورَ بالأبوابِ والحجّابِ والحرسِ المُدَجَّجِ بالقصيدِ المرْمَرِ الأسْلاكِ ، والشبَقِ الذي يجتاحُ بيْنَ غلائلِ السُّرَّهْ
    فيا غٌرْساً من الأضْواءِ والنَّشْوَهْ
    ويا ليْلاً من الأسْـرارِ والقهْوهْ
    تفتَّحَ بيْضُكِ المكْنونُ عنْ أصْدافِنا الملقاةِ بينَ الوقتِ والأشياءِ ترقُبُني (خلالَ الرؤيةِ المفتوحةِ الشِّدقيْنِ عن ألفاظِها البِكْرِ النَّهاريهْ)
    وليسَ لها من الجنَّاتِ
    والصَّوْلاتِ
    والجوْلاتِ
    غيْرُ صهيلِها المسكوبِ فوقَ العشبِ قطْراتٍ من اللبنِ الذي ينْداحُ فوقَ النَّرْجِسِ المخْتومِ ، والماءِ الذي ينصبُّ منْ نافورةِ الأشواقِ والكأْسِ الذي يهْوي مناصفةً تقاسمْناهُ بينَ أرائكِ الغزلانِ والصورِ الرُّخاميَّهْ

    صنعاء 19/2/1986م
    رد مع اقتباس  
     

  2. #26 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 28 ) فيـــــــــلم عربي

    1-التهيؤ / الرعب:
    لماذا كلُّ شيءٍ ساكنٌ كالرَّمْلِ
    ـ يا ألقَ الجسارةِ ، أعطني قمرا
    ـ منحتُكِ كلَّ ما تبغينَ
    كانَ النهرُ مثلَ الكأْسِ ، أعطيتِ الذي أرجوهُ ، تلك شظيَّةٌ في بؤبؤِ العيْنيْنِ ، هذا ليْلُنا المُتجانِسُ اللحظاتِ يسْتجْدي تُراثَ الوهْمِ ، في قارورةِ النسيانِ أغنيةٌ عن العينيْنِ ، والحرمانْ

    لا للموْجِ ترتحلينَ يا ألقَ الصِّبا المهْدورِ ، لا للريحِ ! تلكَ سقيفةُ الصَّرْعى أمامَ يديْكِ ، فاختاري خطابَ النرجسِ / الأسيافِ ، وامتدِّي ربيعاً فوقَ طقْسِ الحيْضِ والطَّمَثِ الذي لا تُزْهِرُ الأمواهُ في حصياته الملقاةِ فوق سريرِ هذا القيْظِ ، كان الضوءُ في العتْماتِ خطا مائلاً حَذِراً ، رأيْتُكِ تقطفين الشوكَ والورْداتِ في النَّهديْنِ ، أدنيْتُ الخُطا منْ خُطْوةٍ مُرتابةِ اللفتاتِ . هذي سلَّةٌ مفجوعةُ الأحداقِ بيْنَ يديْكِ

    ـ خُذْ هذا ..
    رأيْتُ السَّهمَ مغروساً بثدْي صبيةٍ مفقوءةِ العيْنيْنِ ، أغمضْتُ ، المدى نارٌ تُحاصرُني ، وأمْسَكَتِ النساءُ يديْ صريعِ الموْعِدِ المضروبِ ، كانتْ سَوْرَةُ الرُّؤيا تُطارِدُهُ ، اللغاتُ تكسَّرَتْ في الحَلْقْ.

    2-النار / النار:
    لماذا كلُّ هذا الرعبِ ؟ والجسدُ الذي في النّارِ أنضجناهُ تأكُلُهُ الثعالبُ منْ فِجاجِ الأرضِ ، تنهشُ حدأةٌ في الروحِ ألواحاً من الصَّخَبِ الذي عشناهُ أحقابا . بروجُ القلعةِ الصَّمّاءِ تخمشُ ظفرها في فطنةِ الأسلافِ . كان الطينُ صلصالاً من الأحداقِ والأثداءِ . هذي قبْضَةٌ مرفوعةٌ بعلامةِ النّصْرِ الذي (مُتْناهُ) فوقَ الحائطِ المهْدومِ . في الأظلافِ والدَّمْعِ الذي يسْتافُ قطْرَ الماءِ في برديَّةِ البسلاءِ والنبلاءِ والشُّجعان ، في نيشانِ نصْرٍ شامخٍ (عشناهُ) أشعاراً ، تركْنا طفلةً في النارِ تُنضِجُها سَمومُ القصْفِ والغَسَقِ المُحمْحِمِ في خِضابِ الرَّملِ والقيعانِ :
    هيّا يا جِياعَ القلْبْ !

    3-الصدق / الفجيعة:
    لماذا كلُّ هذا الخوْفِ ؟ أيةَ حيلةٍ ترْجونَ ؟ والصَّقْرُ الذي منْ حولِهِ تهذونَ في الليْلاتِ محْضُ حمامةٍ ، قلتُمْ بديعَ الشعرِ حينَ نأَتْ
    وقُلتُمْ سوفَ نُرجِعُها إلى العُشِّ الذي هَجَرَتْ
    4-الغياب / الدم المسفوك:
    لماذا كلُّ شيءٍ غائبٌ ، والرَّمْلُ متَّسِعٌ ، وتلك سقيفةٌ لنْ تجْمعَ الخطباءَ في زمَنِ انثيالِ الجْرْحِ ، في زمنِ اسْتلابِ الروحِ ..
    عُدْ يا بحْرُ ، عْدْ يا شعْرُ ، تكتُمُ جُرحَكَ المفتوحَ ، قلْ ماذا يقولُ النَّرجسُ المسفوكُ للأرْضِ التي بَعُدَتْ ؟!

    صنعاء 1/2/1987م
    رد مع اقتباس  
     

  3. #27 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 29 ) زهرة الصبار

    (نظر إلى صورته منذ عشرة أعوام .. فتحسَّر ..)
    هذا الفتى الجميلُ كيفَ صارَ أصْلعا
    وأبيضَ الفوْديْنْ
    هذا الفتى الضحوكُ كيفَ صارَ عابساً
    ومثقلَ العيْنيْنِ
    بالبُكاءِ في الأسحارْ
    هذا الذي يُحادثُ الحِجارَ، والأشجارْ
    بأعذبِ الأشعارْ
    متى تريْنَهُ يا زهْرةَ الصَّبَّارْ
    بعودُ مفْعماً بالوجْدِ والغناءْ
    هُزِّي إليْكِ جِزْعَهُ القديمَ
    جُرْحَهُ الحميمْ
    تسَّاقطُ البروقُ والأقْمارْ
    وتُشرقُ القصائدُ العصْماءْ
    في أُفْقِهِ … وتُرْعِدُ السماءْ

    الرياض 18/1/1992
    رد مع اقتباس  
     

  4. #28 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 30 ) وردة

    هيَ وردةُ الفجْرِ التي
    ألْقَتْ مبَاسِمَها إليْكَ
    ولا تروحُ !
    ولكُلِّ لفْظٍ نبْضُهُ
    ولكُلِّ فاتنةٍ جُمُوحُ !
    ولكُلِّ برْقٍ سهْمُهُ
    ولكلِّ لاحظةٍ جُروحُ !


    الرياض 9/10/1992
    رد مع اقتباس  
     

  5. #29 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 31 ) زهور جافة إلى يارا

    (1)
    يارا ..
    منْ يمْلأُ هذا الأُفْقَ المجدورَ غُبارا ؟
    منْ ينْزَعُ روحَكِ منْ نبضاتِ الروحِ ؟
    ومنْ يسرقُ بسمتَكِ الينْعاءَ جِهارا ؟
    منْ ألْقى كبدي المقروحةَ
    في البئْرِ
    فلا تُبْصِرُ ألَقاً سيَّارا ؟

    (2)
    يارا ..
    يارا ..
    هلْ يتسلّلُ سمْعُكِ في أحناءِ النفسِ
    فيسْمعُ أحْنائي تصْرُخُ :
    منْ يشري هذي الروحَ
    بثمَنٍ بخْسْ ؟
    منْ يأْخُذُ هذا الهيْكَلْ
    حتى يُبعِدَهُ عنْ هذا الرِّجْسْ
    منْ يُنقِذُني منْ أقْلامِ البصَّاصينَ
    وأفْواهِ القوّالينَ
    وأسماءِ المُحتالينَ
    الْتُفسِدُ هذا الطَّقْسْ ؟!

    (3)
    يارا ..
    ما كنتُ لأستبْدِلَ بهواكِ المشرقِ في أنحاءِ النفسِ
    أُويْقاتِ العتْمهْ
    أو أرضى أنْ أشربَ كأْسَ النِّقْمهْ
    إذْ يأتي يتخفّى ـ بعدَ رحيلِكِ عني ـ
    في زيِّ النِّعْمَهْ !

    (4)
    يارا ..
    قالوا : غنِّ .. فغنَّيْتْ
    لكنَّ القلْبَ مليءٌ
    بأفاويقِ التُّرحةِ ،
    والموْتْ !
    هلْ يُنقذُهُ منْ هُلْكتِهِ
    إلا أنْ يسمعَ هذا الصَّوْتْ :
    يارا ..
    يارا ..

    الرياض 30/1/1992
    رد مع اقتباس  
     

  6. #30 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 32) حديث جانبي ..

    (1)
    لنْ يرجِعَ للطّائرِ هذا الرِّيشُ الوامِضْ
    بالفَرحِ الدَّافقْ
    روحي العاريةُ المثقلةُ بقيْظٍ خانقْ
    تعبثُ بكُراتِ الثلجِ النَّزِقَهْ
    تلبَسُ قُفَّازَ العادةِ
    تدخلُ دهليزَ الشَّفْرة
    تبرأُ من طقسِ الدَّهشةِ
    يتداخلُ نقْعٌ وغبارٌ
    وأنوثةُ عنصرها
    هذي الصحراء !
    (2)
    تتفجّرُ في الشريانِ ينابيعُ اللغة الطِّفْلهْ
    يتفجّرُ في الأُفقِ البرْقُ
    يُعانقُ ضعْفي وجنوني
    أيتها الأمطارُ الصّحراويةُ
    مازالتْ بيْنَ أناملِكِ السحريةِ دِلتا روحي
    تسألُني في الليلِ سُلالةُ رملكِ
    هلْ أنتَ القادمُ يوماً
    لتُضَمِّخَ روحي
    بالأشعارِ الورديّةِ
    وهواجسِكَ الطِّفْلهْ ؟
    (3)
    ـ يا منْ أرسلْتُكَ ، أوْجدتُكَ
    كيْ تكتشفَ عذابَ النبتةِ
    وتفرُّدَها بالصَّرخةِ
    ماذا … ؟
    ـ لن يغتالَ سكينة روحي فرسانُ النَّرْدِ
    ولن يقدرَ فارسُهُمْ أنْ يزرعَ وردتَهُ
    في عَبَقِ الجرْحِ
    ولنْ يُطلِقَ لحظاتِ النشوةِ
    غرباناً سُحْماً
    تقتحِمُ سمائي

    ديرب نجم 31/1/1991
    رد مع اقتباس  
     

  7. #31 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 33) في انتظار الربيع

    أصْغيْتُ للَّحْنِ القديمِ
    دمي المُسَجَّى في طريقِ الفتْحِ يرقُبُني
    مدينتُكَ المُحَرَّمَةُ امْتَطَتْ حُلْمَ الخرافةِ
    لي أهازيجُ الهوَى
    فمتى يفاجئُكَ الربيعُ
    ويُلبِسُ اللغةَ / الحروفَ
    قميصَكِ النشوانَ
    ترتعدُ الجموعُ
    يُسابِقُ النسيانَ صوْتُ مدائنٍ
    تُغتالُ في وَهَجِ الظهيرةِ
    تعبرينَ جسوريَ الخشبيّةَ ..
    انتظري
    فإنِّي صاهِلٌ بالخُضرةِ المُلتاعةِ الآفاقِ
    لي ظلُّ القَتادْ
    *
    منْ أيِّ أبوابِ المدائنِ قدْ يجيءُ
    ربيعُكِ المطْمورُ
    أسْمعُ في اللظى
    تَرنيمَكِ العلويَّ
    منْ خلْفِ النوافِذِ
    هلْ أرى فتْيانَكِ ـ الأعداءَ
    حولَ ربيعِكِ الذَّهبيِّ ينساقونَ
    للجزَّارِ أفواجاً
    وهلْ تأتي هنا فتياتُكِ / الورْداتُ
    هذا غيْمُكِ الدَّفَاقُ
    يجري مُثقلاً بالسُّنبلِ الملحيِّ
    أسئلتي تُحاصِرُ كرْمَكِ المُهْتاجَ
    والعَسَسُ القديمُ محاصرٌ في الدَّرْبِ
    جُرحَ الماءِ
    خنجرُكِ الصَّديءُ
    مُفاجِئٌ
    للصَّدْرِ
    بالطَّعناتِ
    في ساحِ العِنادْ
    ديرب نجم 3/2/1991
    رد مع اقتباس  
     

  8. #32 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 34) عطش الصحراء

    أتسكَّعُ
    تحتَ الجدرانِ
    وحيداً
    منْهزما
    أمشي
    بينَ قوافلِ غزلاني
    أحرفِ شعري
    أقطُرُ
    حزناً
    ودما
    لي ولَعٌ
    بالأبيضِ
    إذْ يخترقُ الأسودَ
    كالنَّصْلِ
    ويمضي
    منتشياً
    مبتسما !
    *
    هذي سنةُ الحزنِ
    لماذا لا تُؤويني الكلماتُ
    بمحرابِ هواها
    جُرحاً ملتئما ؟
    ولماذا أعتكفُ الليلةَ
    في كهْفِ الوحدةِ
    قطرة ماءٍ
    في عطشِ الصحراءِ
    فيالي ..
    أتسكّعُ
    مرتعباً
    منحطِما

    ديرب نجم 28/9/1990
    رد مع اقتباس  
     

  9. #33 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 35) محاولة للنسيان

    (1)
    لماذا تُناديكَ هذي السفوحُ بخضرتِها
    وبهذي الفلولِ الأليفةِ
    (كانتْ تسوقُ تُراباً فيرْتجُّ منّا الفؤادُ ،
    طُيورُ أبابيلَ تُسقِطُ أحْجارَها ،
    وأفْيالُ صنْعاءَ تتْرُكُ أسْوارَها
    ووردتُكَ / النّارُ تُفْرِغُ كأْساً)
    (2)
    مُخضرٌّ هذا السَّفْحُ بطيبِ الأنفالِ
    رأيْتُ فلولَ البطْحاءِ تسوقُ تُراباً
    يرتجُّ بريحٍ تهْدِرُ في ليْلِ الماءِ
    طيورٌ تحْمِلُ لوْنَ الهُدْنةِ
    في بؤبؤ عِشْقِ الليْلِ / الأفْعى
    (3)
    .. ونداءُ الوردةِ في الأعماقِ
    شرابٌ منْ زقُّومٍ
    يحيا في أفئدةِ الموهومينْ
    يُمارسُ طقْسَ العادةِ والتَّدْجينْ
    ـ أنا طفلتُكَ التبْغيَّةُ
    ـ أنتِ زهورُ الخيبةِ والفتنَةِ
    ـ لنْ أسْألَ
    سأظلُّ مدادَكِ
    أقرأُ شِريانَ الموْجِ
    أُفَجِّرُ فيهِ فضاءَ غِناءٍ
    حتى لا يخرسَ منكِ مساءً
    قلبُ

    ديرب نجم 19/3/1991
    رد مع اقتباس  
     

  10. #34 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 36) السر الأعظم

    (إلى خليل حاوي)

    1-قبو العمر / صدف البحر:
    *جاء الليلُ ، وهذي البدويةُ تخرجُ منْ صَدَفِ البحرِ ، تُزَفُّ إليكَ ، الفُلَّةُ تُعطي نهْديْها للطّارقِ إذْ يحملُ قيثارةَ ريحٍ ، والقاربُ يُبحرُ منْ هذا القيْظِ إلى أفيائكْ
    *أترنّحُ في هاويةِ الموجِ النّاحرِ ساقيْك ، المحبرةُ تجفُّ ، أيقتلُ بوحيَ صوتُ طيورٍ سودٍ تقتحمُ الحِصْنَ البدويَّ ، ويُلقيني الصَّوْتُ إلى الشمس / الغيْمِ / الطُّرقات / الأطفالِ / البسماتِ ، فأرفعُ رأْسي : يا أيتُها البدويّةُ هلْ جِئْتِ إليَّ ؟ أثرْثِرُ للشمسِ الحُبْلى بالسِّرِّ الأعظمِ فوقَ سمائكْ
    ***
    *أعشقُ هذا الليلَ / البحْرَ بعيْنيْ فاتنتي ، أعشقُ همسَكِ إذْ يعصفُ بالورقِ المُتراكِمِ في قبْوِ العُمْرِ المُحْكَمِ ، يُشعِلُ ناراً لا تنْطفئُ ، فأنكفئُ على ذاتي ، وأُقلِّبُ أوجهَ صورتِكِ ، وأشربُ كأْسَ الذِّكْرى ، فأُعاقِرُ حزناً يأْكُلُ عُمْري ، يجعلُ أيّامي هَدَفاً لِسِهامٍ صَدِئَهْ
    *حُبُّكِ إذْ يُشرقُ في دُنيايَ مواسِمَ حَصْدٍ ، يُنقذُني منْ نَظَراتٍ حمئهْ

    2-هدوء البحر:
    *تعودُ البحارُ لتمْلأَ كفَّيَّ باللؤلؤِ السّاحليِّ ، وأجلسُ تحتَ المظلَّةِ ، أركضُ فوقَ الرِّمالِ ، النساءُ يرُحْنَ يجئْنَ ، الصَّبايا يُغنِّينَ : يا بحْرُ ! أنتَ جميلٌ وهادئْ !
    *تعاليْتَ يا بحْرُ ، قلبُكَ طفلٌ تفرَّقَ بينَ الموانِئْ !
    ***
    *وموْجُ البحارِ يُدحْرِجُ ألْوانَهُ تحتَ أرجُلِ جيْشِ الدِّفاعِ ، رأيْتُ الصبايا يُلمْلِمْنَ أثوابَهُنَّ ، يسرْنَ سبايا ، العصافيرُ تتْرُكُ أعشاشَها ، والمدينةُ مظلمةٌ ، والنيازكُ قاتلةٌ (ما الذي صارَ في الأُفْقِ ؟) عقلُكَ تُثقِلُهُ عنعناتُ الشروحِ ، وجسمُكَ قدْ مزَّقتْهُ حِرابُ الشَّتاتْ
    *أهذا هو البحرُ يبْكي ؟ وأجنحةُ النارِ تضْربُ وجهَ الأحبةِ ، تحرقُ بوْحَ العصافيرِ ، بيروتُ أوديةُ منْ دِماءٍ ، لماذا تَضيعُ الملامحُ ؟ وجْهُكَ صارَ خمائلَ أرْزٍ لبَعْثٍ بحجْمِ المماتْ
    ***
    *أراكِ تعودينَ ثانيةً ، تدفعينَ الحياةَ بنبْضي ، فأنطِقُ ، أبصرْتُ ما لمْ يروْهُ ،يقولون : هذا جنونُ الرجالْ !
    *متى تأذنُ الريحُ ، ينحسرُ الموْجُ ، تختلطُ الكلماتُ ، تمرُّ الفصولُ ، نُعيدُ حكايا مُغامرةٍ فلسفتْها الجروحُ ، وقلبي يُعيدُ السؤالْ
    *أعودُ إليكِ فتقتلعينَ شُجيْرةَ حزنٍ تُظلِّلُ قلبي ، تُغرِّدُ عيناكِ ، تنطلقُ الشمسُ فوقَ الرؤوسِ يماماً بعيدَ المنالْ
    *فأنزلُ عنْ صهْوةِ البرْقِ ، يخْطفُني الموْتُ ، أقطفُ جسْمَكِ هذا الرُّخامَ ، البديعَ ، الربيعَ ، الحلالْ

    القاهرة 30/6/1983
    رد مع اقتباس  
     

  11. #35 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 37) جاءت في موعدها

    (1)
    جئتُكِ عرياناً إلاّ من حبِّي
    كان الوقْتُ صباحا ،
    والقلبُ الأخضرُ يقفزُ في جنباتِ الصَّدْرِ
    كعصفورٍ بلَلَهُ القَطْرُ
    تواجهْنا ، واختلجتْ شَفتانا
    جئتُكِ ..
    كانَ النَّهْرُ يُفضِضُ أوراقَ الوردِ النِّيليِّ ،
    وكنتُ أُحمِّلُ في قاربِكِ القزحيِّ اليتخفِّى
    في خندقِ صمْتِكِ ، يتجذَّرُ في قاماتِ اليأسِ
    المنصوبةِ بيْنَ حبيبيْنِ قديميْنْ
    (2)
    جئتُكِ ، كانت؟ْ عيناكِ تروغانِ ، وكانتْ ساقيةُ الحرمانِ تُداعبُ صمْتَ الصَّبّارِ ، وكنتُ أذوبُ حنيناً ، أينَ رحيقُكِ يا (يارا) ؟ ، صمَتَتْ والكوبُ الفارغُ بيْنَ القلبيْنِ تُداعبُهُ الرغبةُ ، والماءُ تُدحرجهُ في الأرضِ خُطانا
    يرسمُ خطَّينِ
    بعيديْنِ
    نحيليْنْ !
    (3)
    جاءتْ في موعدها ..
    أوراقُ الزيتونِ حماماتٌ باضَتْ في مدْخَلِ هذا الكهْفِ .. تَنَاغيْنا ، مُدِّي عينيكْ تريْ أنفاسَكِ تتخلّلُ شرياني التاجيَّ ، و .. مُدي أصبعَكِ تلامسْ جبْهتِيَ المحمومةَ . إنِّي طِفْلٌ بلعبُ فوقَ أرائكِ (يارا) ..
    فأفيئي القلْبَ المذبوحَ سلاما
    حتى يدخلَ في خُضْرَتِكِ ، يدورُ بحضْرَتِكِ مُريداً
    يتوحَّدُ بالحبِّ
    ولا ينقسمُ اثنيْنِ
    غريبيْنْ !

    الرياض 7/2/1992
    رد مع اقتباس  
     

  12. #36 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 38 ) يقظة منتصف الوحشة

    1-مشهد أول:
    هي ذي ..
    غربانٌ سودٌ تقتحمُ سمائي
    التذكارتُ المتجمِّدةُ
    تُحاصرُ نبتةَ روحي
    وعصافيري نائمةٌ في عينيَّ وتحلمُ
    أن تبني في الأشجارِ العبقةِ أعشاشاً ضوئيّهْ
    تمنحُها أفراحاً ونيازكَ
    وسنابلَ صيْفٍ مُثقَلةٍ ، تهوي
    تحتَ القدميْنِ
    وتنفرطُ
    بفاتحةِ نشيدي!

    2-مشهد ثان:
    مازالَ وحيداً يشغلُ وقتَ الأفعى
    بربيعٍ قزحيّ
    يُمسكُ سيْفاً
    تتقاطعُ فيه الوردةُ
    والجدثُ الدَّاهمْ
    (ما أجملَكِ شُجيةَ روحي)
    ينصُبُ للوقْتِ فراديسَ
    (وإنك مرجانته الخضراءُ)
    ويُطلقُ في الأفقِِ وعولاً تختالُ
    وتجتثُّ شُجيْراتِ الوهْمِ العالقِ بالجفْنِ
    وأشجارُ المرَدَةِ تختالُ
    وتُسقِطُ أنجمَهُ المُلتاعةَ من آفاقِ الرؤيةِ
    فتُضيءُ عيونُ العشّاقِ
    بصرْخاتِ الوحشهْ

    3-مشهد ثالث:
    هذي شجرةُ توتٍ .. تخلعُ آخرَ ورقهْ
    والغُصنُ تكوَّمْ ...
    مدَّدَ فرْعيْهِ إلى الحائطِ
    أبصرَ في المرآةِ
    العودَ الفارعَ
    والتفاحةَ
    والجسدَ الأملسَ
    والشفةَ الجمرةَ
    فتمنّى لوْ أغمضَ عينيْه ، وعادَ إلى جذعِ الشجرةِ
    منتشيا
    منتهيا ، مبتدئا
    حتى أولى لحظاتِ الخلقْ !

    صنعاء 27/1/1989م.
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. النص الكامل لمجموعة «الدار بوضع اليد!» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 01/06/2008, 10:26 PM
  2. النص الكامل لمجموعة «أحلام البنت الحلوة» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 28/02/2008, 05:21 AM
  3. النص الكامل لديوان «الحلم والأسوار» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 23/12/2007, 09:56 AM
  4. النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى ديوان العرب
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 29/05/2007, 03:40 PM
  5. النص الكامل لمجموعة «الدار بوضع اليد!» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 23/04/2007, 10:36 PM
ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •