( 27 ) أنخاب القصيدة المرمرية
…
وتأتي في خِضَمِّ اللحظةِ المنهوكةِ الدَّفقاتِ
تُغريني مفاتنُها
وتسقيني
حليباً يفتحُ الأوقاتِ
للذَّاتِ
والغدْواتِ
والرَّوْحاتِ
مفتوناً أنادِمُها
وتسقي لهجتي جمْرا فتُنبِتُ أحرفي بدرا
أكاشفُهُ وأحضُنُـهُ يُعانقُ طيفُهُ عُمْـرا
تمـزّق بينَ جامحـةٍ ودمعةِ شوْقِها الحرّى
وتنداحُ المراكبُ في سرير العشقِ بيْنَ قميصِها المفتوحِ والنَّهْديْنِ ، تُدخِلُني بيوتَ البحرِ ، أغْزو حصنَها المخفورَ بالأبوابِ والحجّابِ والحرسِ المُدَجَّجِ بالقصيدِ المرْمَرِ الأسْلاكِ ، والشبَقِ الذي يجتاحُ بيْنَ غلائلِ السُّرَّهْ
فيا غٌرْساً من الأضْواءِ والنَّشْوَهْ
ويا ليْلاً من الأسْـرارِ والقهْوهْ
تفتَّحَ بيْضُكِ المكْنونُ عنْ أصْدافِنا الملقاةِ بينَ الوقتِ والأشياءِ ترقُبُني (خلالَ الرؤيةِ المفتوحةِ الشِّدقيْنِ عن ألفاظِها البِكْرِ النَّهاريهْ)
وليسَ لها من الجنَّاتِ
والصَّوْلاتِ
والجوْلاتِ
غيْرُ صهيلِها المسكوبِ فوقَ العشبِ قطْراتٍ من اللبنِ الذي ينْداحُ فوقَ النَّرْجِسِ المخْتومِ ، والماءِ الذي ينصبُّ منْ نافورةِ الأشواقِ والكأْسِ الذي يهْوي مناصفةً تقاسمْناهُ بينَ أرائكِ الغزلانِ والصورِ الرُّخاميَّهْ
صنعاء 19/2/1986م