هنيئا للمجاهدين .. هنيئا لأبطال المقاومة في كل مكان .. فقد بدأت مبشرات النصر والتمكين تلوح في الأفق .. ووعد الله لعباده المؤمنين يقترب .. وعلاماته تظهر يوما بعد يوم .
لقد صبر أهل الجهاد طويلا .. وتحملوا مالم يتحمله بشر .. تحملوا الأذى من أعدائهم الكفار والمشركين وهم بعون الله قادرون على التصدي له ولكن إيذاء المنافقين من أبناء أمتهم هو الذي جعلهم يشعرون بالمرارة والأسى .. بيد أن عزائمهم القوية لم تفتر .. ونفوسهم الأبية لم يراودها اليأس أبدا .. ولم تهتز ثقتهم في معية الله وتأييده لهم .. وكفى بالله وليا .. وكفى بالله نصيرا .
.. كثير من الناس ينزعجون من الجدار الذي يبنيه المجرمون الصهاينة على أرض فلسطين المقدسة .. بينما هو في الحقيقة علامة كبرى من علامات هذا النصر المبين الذي نستعد لاستقباله والفرحة به في القريب العاجل إن شاء الله .
.. وكلما أصرت عصابات الصهيونية على المضي قدما في إقامة هذا الجدار وإنفاق الأموال الطائلة عليه .. كلما انشرحت صدورنا .. واستبشرتا خيرا .. لأن هذا الجدار لا يعني إلا الهزيمة والانحسار والتقوقع .. ولا يعني إلا أنهم استنفذوا كل وسائلهم .. وأفرغوا كل ما جعبهم النتنة من مكر وحيل .. لم يبق أمامهم إلا أن يسجنوا أنفسهم بأيديهم .. ظانين أن ذلك يوفر لهم شيئا من الحماية .. أين صلفهم واستكارهم ؟ ! وأين أحلامهم التوسعية .. ودولتهم المزعومة التي حددوها من الفرات إلى النيل ؟ ! وأين جيوشهم التي لا تقهر ؟ !
.. لقد أصبح أملهم الوحيد أن ينجوا بحياتهم .. ومنتهى آمالهم أن يعيشوا آمنين لا يجدون الموت في كل مكان وفي أي لحظة
.. تحقق كل هذا بفضل المقاومة الباسلة .. والصمود الأسطوري لكل أبناء الشعب الفلسطيني .. وإجماعه على خيار المقاومة والنضال
.. إننا ندعو الله أن يديم على الصهاينة وأعوانهم هذا الغباء المركب الذي يتمتعون به والذي يدفهم دفعا إلى هذه الحماقات .. فهذا الجدار لن يمنع العمليات الاستشهادية .. ولن يمنع الصواريخ القسامية أو المدافع أو الطائرات الشراعية وغيرها من الوسائل والسبل المختلفة التي يسهل عن طريقها مهاجمة هؤلاء المجرمين .. ولن يمنع العرب الذين يعيشون داخل الكيان الصهيوني من القيام بواجبهم المقدس في الدفاع عن أرضهم وقدسهم وكرامتهم ..
.. هذا الجدار الواقي كما يدعون لن يقيهم من غضبة كل الأحرار في العالم .. ولن يوقف زحف مواكب الجهاد وقوافل الشهداء الذين يحملون أرواحهم على أكفهم ابتغاء مرضاة الله .. وثمنا لتحرير أوطانهم من الظلم والفساد
.. ولولا أن الله عز وجل أخبرنا بما يحدث الآن .. لساورت الشكوك عقولنا .. لكنه بعلمه المحيط ورحمته الواسعة قال في محكم كتابه الكريم ( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر .. بأسهم بينهم شديد .. تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى .. ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) 14 سورة الحشر
.. وقبل هذه الآية من نفس السورة حدثنا عن حكامنا المنافقين الذين يوالون أعداء الله وأعداءنا ومواقفهم المخزية وأقوالهم المشينة وأفعالهم الفاضحة ( ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم .. ولا نطيع فيكم أحدا أبدا .. وإن قوتلتم لننصرنكم .. والله يشهد إنهم لكاذبون * لئن أخرجوا لا يخرجون معهم .. ولئن قوتلوا لا ينصروتهم .. ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون * لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله .. ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ) 11- 13 سورة الحشر
.. لا يمكن أن نجد وصفا لأعدائنا في الداخل والخارج أدق ولا أبلغ ولا أشمل من هذه الآيات الكريمات .. ولا يمكن أن يفارقنا الأمل لحظة واحدة بعد تدبر هذه السورة .. وأخذ العبر منها والتزود بمعانيها ومددها الذي لا ينقطع على مر العصور والقرون .. فالسورة من بدايتها تحكي وقائع ثابتة .. وتؤكد سننا كونية لن تتخلف أبدا .. وهي أن الحصون والأسوار والجدر لن تمنع هؤلاء المجرمين من غضب الله وانتقامه منهم .. وأن الرعب لا يفارق قلوبهم حتى وهم داخل هذه الحصون ( هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر .. ما ظننتم أن يخرجوا .. وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله .. فأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا .. وقذف في قلوبهم الرعب .. يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين .. فاعتبروا يا أولي الأبصار ) 2 سورة الحشر
.. وقد أصبح بناء الجدر والأسوار والحصون ظاهرة مشتركة بين قوى البغي والظلم والفساد .. وليست قاصرة على الصهاينة فقط .. فهاهي أمريكا تبني أسوارا محصنة حول مركز قيادة قواتها في بغداد بعد أن لاحقت المقاومة العراقية علوجهم في كل مكان .. وغير خاف على أحد أن السفارات الأمريكية في كل البلدان عبارة عن حصون وفلاع مشيدة خوفا من غضبة الشعوب
.. وهاهو الخائن برويز مشرف يفكر في بناء جدار فاصل بين باكستان وأفغانستان ليمنع عناصر طالبان من التحرك ذهابا وإيابا عبر الحدود
.. وكذلك حكام النفط في السعودية الذين يصرحون علنا بتبعيتهم البغيضة لكل ما هو أمريكي .. يفكرون أيضا في بناء جدار على حدود اليمن لمنع تسلل الأسلحة والمجاهدين عبر الحدود بين البلدين .
  • وهكذا نجد الباطل في كل مكان يحاصر نفسه .. ويخرب اقتصاده بمحض إرادته .. وينفق كل أمواله على الجدر والأسوار والحصون .. وهذه إحدى العلامات الأكيدة لطلوع الفجر وغلبة أهل الحق ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله .. فسينفقونها .. ثم تكون عليهم حسرة .. ثم يغلبون ) 36 سورة الأنفال