الخـــــــــــــط العربــــــــــي ...

[أبو شامة المغربي]

قال الله عزّ وجل في سورة القلم - الآية الأولى:
"ن، والقلم وما يسطرون"
وقال تعالى في سورة العلق - الآية الأولى:
"إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم"
وقال صلى الله عليه وسلّم:
"عليكم بحسن الخط، فإنه من مفاتيح الرزق"

استحق الخط العربي أن يحتل مكانة سامية في سلم الفنون التشكيلية على الصعيدين العربي والعالمي، وأن يلفت أنظار عمالقة الفن والرسم في الغرب، وأن يحظى بمتابعة وحضور داخل أروقة المعارض الدولية.
ونلفت هنا إلى أن المكتبة العربية تعاني نقصاً شديداً في الكتب والمراجع، التي تتناول الفن العربي؛ بالدرس والمتابعة والتمحيص والتحليل والتأريخ.
ولهذا فإن الخط العربي واكب نهضة علمية ومعرفية هائلة في الحضارة العربية الإسلامية، التي جسدها بعمق في لوحات ومخطوطات، تحمل سمات الفن العالمي، والروح الشرقية، صافية النقاء أيضاً، بخلاف الواقع الراهن الذي يطبع نفسه بطابع إهمال جماليات الخط العربي!!
تعريف الخط العربي
لقد جعل الله التفاهم بين الناس باللسان والقلم، وجعل الكتابة وسيلة الإقرار وتبرئة الذمم وتوثيق العقود وحفظ العلوم والتراث الثقافي والحضاري للأمم عبر التاريخ وهي وسيلة هامة للمعرفة والتواصل بين البشر.
وقد قال ابن خلدون في مقدمته عن الخط: "إنه صناعة شريفة يتميز بها الإنسان عن غيره، وبها تتأدى الأغراض؛ لأنها المرتبة الثانية من الدلالة اللغوية".
وقد عرَّفه بقوله: "هو رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس الإنسانية من معانٍ ومشاعر".
ليس هناك تشريفٌ أرفع لعلم الخطِّ من إضافة الله سبحانه تعليم الخطِّ لنفسه وامتنانه بذلك على عباده. قال صاحب كتاب "زاد المسافر": "الخط لليد لسان، وللخَلَد ترجمان، فرداءته زمانة الأدب، وجودته تبلغ شرائف الرتب، وفيه المرافق العظام التي منّ الله بها على عباده، فقال جل ثناؤه: "وربك الأكرم، الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان مالم يعلم".
أول من خط بالعربية
أول من خَطَّ الخطَّ العربي ـ كما قال ابن عباس ـ إسماعيل عليه السلام، وزاد أنه كان موصولاً حتى فرّق بينه ولده.
وقيل: مَرامر بن مرَّة، وأسلم بن جَدْرة، وهما من أهل الأنبار. وقيل: أول من كتب بالعربية حرب بن أمية بن عبد شمس، تعلَّم من أهل الحيرة، وتعلَّم أهل الحيرة من أهل الأنبار ...
ويقول ابن دريد في أماليه: عن عوانة قال: أول من كتب بخطِّنا هذا، وهو الجزم، مَرامر بن مرَّة وأسلم بن جَدْرة الطائيان، ثم علَّموه أهل الأنبار، فتعلَّمه بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك الكندي صاحب دومة الجندل، وخرج إلى مكة، فتزوج الصهباء بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان، فعلَّم جماعةً من أهل مكة، فلذلك كَثُرَ من يكتب بمكة ...
ولذلك يقول رجل من كندة يمنّ على قريش بتعليم بِشْرٍ لهم:
لا تجحدوا نعماء بِشْرٍ عليكـمُ*
فقد كان ميمـون النقيبة أزهرا
أتاكم بخط الجزم حتى حفظتموا*
من المال ما قد كان شتى مبعثرا
البعد الآخر للخط العربي في تراثنا العلمي
لا يشكل الخطُّ العربي فقط أداة تجسيد اللغة الحاملة للخصائص الحضارية، والتاريخية، والثقافية للأمة العربية، بل يحمل هذا الخطُّ أقدس رسالة خُصِّ بها العرب إلى جميع بني البشر في كل زمان ومكان، وهي القرآن الكريم، وبهذا المعنى أضحى الخطُّ العربي يتمتع بميزة مقدَّسة لم تتوفر لغيره من الخطوط لكل اللغات المتعارف عليها في العالم اليوم، ولهذا الغرض اجتهد العرب وجهدوا ليمنحوا الأحرف العربية المكانة الأعلى والمنزلة الأرفع التي منحها القرآن الكريم للغتهم السامية.


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[أبو شامة المغربي]

على الرابط التالي:
الخط


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[أبو شامة المغربي]

(... لقد كان الكنعانيون العرب، الذين نزحوا من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين، أول من استخدم الحروف العربية، وهي الحروف التي اكتشفت في شبه جزيرة سيناء، ويعود تاريخها إلى سنة 1850 قبل الميلاد، ثم انتقلت إلى الفينيقيين الذين نقلوها بدورهم بين سنة " 850 و 750 قبل الميلاد إلى الإغريقية واللاتينية، وصارت تعرف في اليونانية باسمها "العربي الأصيل".
وقد أطلق على الحروف التي اكتشفت في شبه جزيرة سيناء اسم "كتابة طور سيناء"، وعثر عليها في المعبد المصري القديم عند مناجم الذهب المصرية في سيناء...).

[أبو شامة المغربي]

على الرابط التالي:
الخط العربي


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[أبو شامة المغربي]

هو الأستاذ محمد عبد القادر عبد الله إمام، من مواليد حى الجمالية سنة 1917 ميلادية، تلقى تعليمه بمدرسة نذير أغا من سنة 1924 ميلادية، ثم انتقل إلى مدرسة خليل أغا المنشأة سنة 1922 ميلادية، وظل فيها إلى غاية سنة 1931 ميلادية، وقد كان ملحقا بها وقتئذ مدرسة تحسين الخطوط الملكية، وكان الأول في سنوات دراسته، وأول من نال دبلوم الخطوط سنة 1935 ميلادية، ومنح جائزة الملك فؤاد الأول وعمره 18 سنة، وكان أصغر طالب يتخرج من مدرسة تحسين الخطوط العربية
كان أول أوائل الخريجين في المدرسة منذ إنشائها سنة 1922ميلادية، وعند تخرجه أجريت مسابقة بين الخريجين
لاختيار مدرسين، فأحرز المرتبة الأولى فيها، وعين مدرسا في المدرسة وعمره 20 عاما.
- عين خطاطا بمصلحة المساحة عقب حصوله على دبلوم الخطوط وكان الأول في المسابقة.
- تدرج فى المناصب بمصلحة المساحة (الهيئة المصرية العامة للمساحة الآن) حتى وصل إلى درجة مفتش في يناير 1967 ميلادية، ولم يمنح هذا اللقب لخطاط قبله أو بعده.
- حاز على جائزة الدولة التقديرية سنة 1965 في الخط العربى مع أستاذ الجيل محمد رضوان، الذي لازمه تلميذا وأستاذا مدة 40 عام.
- منح هو والأستاذ محمد رضوان وسام العلوم والفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سنة 1967 ميلادية.
- كان من المجودين للخط الكوفي مكملا ما ابتدأه الأستاذ يوسف أحمد بل ومجودا له حيث جعل له قواعد ونسب.
- كان أيضا من المجودين في الخط اليواني.
- وقع عليه الاختيار من لجنة الحفاظ على التراث بمنظمة الدول الإسلامية ليكون من بين المحكمين فى المسابقة الدولية للخطوط العربية "مسابقة ياقوت المستعصمي" سنة 1989ميلادية.
- عمل مشرفا على مدرسة تحسين الخطوط العربية في باب اللوق "أكاديمية الخط العربي".
- أقام معرضا لأعماله في صالة جامعة بيروت سنة 1970ميلادية.
- توفي الأستاذ محمد عبد القادر عبد الله إمام شيخ الخطاطين المصريين سنة 1994 ميلادية.



د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[أبو شامة المغربي]

خطاطون على مر العصور
إبن مقلـــــــة
هو الوزير أبو علي محمد بن علي بن مقلة، ولد في بغداد بعد العصر من يوم الخميس لتسع بقين من شوال سنة 272 هجرية، نشأ في أسرة متواضعة الحال ذات فضل وعلم وفن أشتهر عميدها وبعض أبنائها بجودة الخط، ولقد وصلت أنواع الخط في عصره إلى عشرين نوعاً إختصرها إلى ستة أنواع رئيسية وهي: الثلث، والنسخ، والتعليق، والريحان، والمحقق، الرقاع...
ولقد كتب ابن مقلة المصحف مرتين، ولقد توفي رحمه الله بعد أن لقي كثيراً من العذاب والبؤس، ودفن بدار الخليفة في سنة 329 هـجرية.
ابن البـــــواب
هو أبو الحسن علي بن هلال من أعاظم الخطاطين بالعربية وكان شيخه في الكتابة محمد بن أسد الكاتب، لقب بابن البواب لأن أباه كان بواباً لدى آل بويه، أقام الخط على قواعد جمالية، وخلق بعده مدرسة في الخط تجري على آثاره … ولم يوجد في المتقدمين ولا في المتأخرين من كتب مثله ولا قاربه، وإن كان ابن مقله أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين وأبرزها في هذه الصورة وبذلك كانت له أفضلية السبق ، كتب ابن البواب 64 مصحفاً وتوفي يوم الخميس ثاني جماد الأول سنة 413 هجرية.
ياقوت الرومــي
هو جمال الدين ياقوت المستعصمي الطواشي البغدادي، أحد مماليك الخليفة المستعصم بالله العباسي كنيته أبو الدر، وأبو المجد، وأصله من مدينة أماسية في بلاد الروم، أخذ الخط عن الكاتبة زينب وقلد خطوط ابن البواب ومن تلاميذه نجم الدين البغدادي وعلم الدين سنجر، توفي ياقوت في سنة 698 هجرية ببغداد.
البوصيــــــري
شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد البوصيري (608-695 هـجرية)، صاحب البردة، وقد كان جيد الخط، وكان في الأسبوع الواحد يتعلم على يده أكثر من ألف طالب.
البروشكــــــي
محمد درويش البروشكي الموصلي، لا يعرف تاريخ مولده، وقيل إنه لا يأخذ ثمناً عن كتاباته تورعاً.
حسني الخطــــاط
محمد حسني الخطاط دمشقي سوري الأصل، تلقى الخط عن المرحوم يوسف رسا وحضر إلى مصر وسكنها سنة 1921 ميلادية إلى أن توفي سنة 1319 هـجرية.
محمد طاهر الكردي
محمد طاهر بن عبد القادر الكردي الأربيلي، سكن السعودية، وسافر الى مصر لطلب العلم بالأزهر الشريف، وبعد تخرجه عمل في مدرسة الفلاح في جدة سنة 1366 هـجرية، ومن آثاره الخطية: المصحف الشريف بخط النسخ، وهو المصحف المتداول في المملكة العربية السعودية.
هاشم محمد بغدادي
هو هاشم محمد درباس القيسي البغدادي ولد في محلة العزة ببغداد يوم الخميس سنة 1921 ميلادية، ختم القرآن الكريم في صغره توفي رحمه الله ليلة الإثنين ربيع الأول سنة 1393 هـجرية.


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[طارق شفيق حقي]

وقال صلى الله عليه وسلّم:
"عليكم بحسن الخط، فإنه من مفاتيح الرزق"

أنا خطي جميل جداً لكن فقط على النت

الخط العربي وما أدراك ما الخط العربي

من روائع الفنون , هناك لوحات ترسم من الخط العربي وصديقنا الأستاذ ماجد إبراهيم عضو جماعة المربد الأدبية , يدرس حالياً ماجستير أدبي عربي

خطاط وفنان من الطراز الأول

يخطط العناوين بشكل فني رائع , وله لوحات قمة في الذوق والرفعة

[أبو شامة المغربي]

[أبو شامة المغربي]

الكتاب

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[أبو شامة المغربي]

على الرابط التالي:
الخط العربي


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[أبو شامة المغربي]

لوحة للفنان العراقي الدكتور
صلاح الدين شيرزاد

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[نصيف]

الموضوع جميل، لكنه مقتضب بعض الشيء مع الإشارة إلى أن المكتبة العربية والاسلامية فيها الشيء الكبير من المصادر، التي عنت بفنون الخط العربي، ومن المفيد أن أنبه إلى أن كلية الفنون الجميلة في بغدادنا الطيبة فيها قسم مستقل قدم الكثير من الدراسات ذات العلاقة بالخط وتأريخه، مع الممنونية لجهدكم الخلاق.