النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الرجل الأول - قصة الأسبوع الثالث من شهر أبريل/نيسان2007

  1. #1 الرجل الأول - قصة الأسبوع الثالث من شهر أبريل/نيسان2007 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    33
    معدل تقييم المستوى
    0
    الرجل الأول
    سأنتظرك ..
    قرأها كثيرا في غربته فألهبت حماسته وأحس بأن لحياته معنى وهدفا يحيا من أجله .. لم تكن ترد على خطاباته الكثيرة إلا بهذه الكلمة المقتضبة ولكنها مثلت له الكثير في غربته . وانقطعت فجأة عن الكتابة إليه . كان يتلهف لأي كلمة تأتيه منها وعزى نفسه بجفاء مباغت ألم بها بنظرة مسترسلة متوالية لرسائلها القديمة ويذكر ما قالته لحظة أن كانت تودعه و تعلقت برقبته واستشعر أنفاسها الحانية :-
    - أكتب لي كل ليلة . كل لحظة . أطلعني على غربتك أولا بأول . إني بانتظارك لنحقق حلمنا الذي طال أمدا بعيدا .
    ما الذي بدلها ولم تقسو عليه بغتة . لم يبق في غربته الكثير . من أجلها وحدها تغرب . نعم تحبه ولكن المرأة لم تزل تحلم بالقصر النيف والهودج المتلألئ . لا تزال تحلم بمصباح علاء الدين الذي يخرج منه الجني ليحقق كل الأماني لمن أخرجه من سجنه ليمارس حريته بعد عناء . لم كفت عن الكتابة له . أرسل لأخيه ليعرف السبب ولكنه تجاهل أمرها حتى صاحبه ظل يتجاهل سؤاله عنها مرارا ولكن خطابا وصله قتله وأدماه ..
    - نور تزوجت . فكر في نفسك فقط ولتنس الماضي بكل ما فيه .
    دارت رأسه.لم تركته؟. وتلقاه في المطار وما أن غدا وحدهما حتى قال :-
    - لماذا ؟.
    - إنساها يا أخي .
    - ولكن لم ؟.
    - كل الذي أعرفه أننا استيقظنا لنجد هذه الدعوة لنا . كيف تم ذلك لا أدري .
    - والحب ؟.
    - الحب يا أخي كلمة عذبة حلوة يلوكها اللسان وتثير قلبك وقلبي وكل القلوب ولكنها كلمة . مجرد كلمة .
    - والمعنى ؟.
    - المعنى أنك تعيش الآن متأثرا بلطمة الحب القوية . حتما ستنسى حين ترى غيرها تعطيك حبا ظننت نفسك مفتقده بفقدك نور
    - والحلم ؟.
    - الحلم جميل ولكن الأحلام تأتينا دوما في النوم أو لحظات الشرود ولن يحيا الإنسان نائما أو شاردا على الدوام!!
    - وهي ؟.
    - هي قنعت بما من القدر عليها .
    - وأنا ؟.
    - أنت أخي ذهبت وتغربت وأدركت وعرفت !!
    - ذهبت من أجلها وتغربت من أجلها ولكن أدركت لنفسك وعرفت معنى الحياة الحقيقي هو نسيان الماضي . معنى الإنسان هو النسيان وستنساها حتما .
    *****
    عشر سنوات مضت . لكم تغيرت الدنيا . أنتظر طفلي الثالث ولم يكن لي نصيب منه وحاولت زوجتي وحاولت أن أنسيها ألمها وأنا في عجب من رغبة شهوانية مستعرة وشعور جياش بأمومة طاغية في كل امرأة . رغبة المرأة في الأمومة كرغبة حب البقاء فينا . وعلى مضض لبيت رغبة صاحبي فلست من هواة السهر وسد هو في وجهي كل سبل الاعتذار .. أذكر قول أخي ونصحه لي بالنسيان ولما أخذت بنصحه أخذت حظي من الدنيا . ورحب بي وهو لا يصدق حضوري وحاولت أن ألهي نفسي من وحدة استشعرتها فور ولوجي حفلته ولكنه بين الفينة والأخرى يناديني لأصافح صديقا أو يقدم لي من لا أعرفه . ولم أقو على تحمله فتجاهلته ولزمت مكاني حتى باغتني صوت أعرفه تنكره نفسي .
    - مرحبا محمود .
    هي . وقعها سحرا لم يزل بنفسي.ونسيانا كنت محبه ظانا أنه أجهز على ما لها مني فإذ بي أراني كلي لها وما مني لنفسي شيئا !!
    حاولت أن أرحب بها . أن أشير لها لتجلس . أن أفعل أي شيء . ولكن كل شيء تاه وهرب لما التقت عينانا كأن عينانا استنكرتا ما فات وكأني لم أزل في لحظة وداعي لها وانتظارها . نصحك أخي ولى بنظرة عين كانت أشد قسوة من ليال طوال زعمت بنفسي قوة فأهلكت نظرة عين صرحا من وهم قوة بنته سنون عشرة !!
    - كنت أتتبع أخبارك سعدت كثيرا بك .
    - حقا ؟.
    - ما بك ؟.
    - لا شيء .
    - ألا زلت حزينا ؟.
    - مم ؟.
    - من قديم بيننا .
    - الدنيا كل يوم تتجدد والجديد يهدم القديم وينهيه أو نتجاهله .
    وحاولت أن أتمادى في قولى ولكنها تركتني وقد تأبطت ذراعه وتركت صاحبي دون أن أخبره أعجب لتدابير القدر ولاحظت زوجتي ما اعتراني فصمتت . كانت تحترم صمتي وغضبي . وضعفي أيضا !!
    وفوجئت بها في مكتبي وأشعلت سيجارا وقالت :-
    - تغيرت كثيرا يا محمود .
    - الدنيا كلها تغيرت هل سأبقى وحدي دون القانون الأبدي .
    - لا تقتلني بكلماتك .
    - من قتل الآخر ؟.
    - وماذا كنت أفعل ؟.
    - ما فعلتيه .
    - لم أكن أملك سواه .
    - وغربتي من أجلك .
    - أحلام اليقظة أسوأ أماني الإنسان وأحلامه . حين ودعتك تخلصت من أثر الحب وقلت إلي متى الانتظار وكنت أمنى نفسي بفتى أحلامي ولكن فتى أحلامي غدا كالماء حين يغلي . يتبخر ..
    كنت أرقبها ذاهلا . كيف أباحت لنفسها قتلي مجددا بكلماتها .
    - كنت أحبك . ولكن قلت لنفسي إلي متى الحب . قد تغيره الغربة . إن المرأة كورقة الشجر نضوجها وجمالها في الربيع وذبولها في الخريف والجمال لا يبقي وكل رجل يريدها جميلة .
    - أنت مخطئة .
    - كلا .
    - ألم أكن فتي أحلامك ؟.
    - كان هذا فيما مضى . من بعيد كان يحق للفتاة أن تحلم بفتى أحلامها وقد تجده ثم لم تعد تقبل إلا فتاها الذي استأثر بقلبها ولكن هذا العصر ولي ولم يعد هناك فتى أحلام فتى أحلام المرأة هو الرجل الأول الذي يأتيها ويقدر جمالها اللحظي ذاك هو فتى أحلامنا الآن . كنت أحبك والآن أحترمك .
    ثم ودعتني.ودعتني وقد أحرقت كل أفكاري.ودعتني وقد ضربت رأسي بعنف في حائط صلد فلم ارتد إليها أخبرتني أن فك قيدك.لم أعد أنتظرك !!
    من الكتاب الأول ( الراقدون .. قياما )
    حمادة البيلي
    عضو نادى القصة
    رئيس رابطة الكتاب العرب
    نائب رئيس منتدى الثقافة الدولي

    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: الرجل الأول ( قصة قصيرة )-نص قصصي مرشح للأسبوع الثالث من شهر أبريل/نيسان2007 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية أسامة جودة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    85
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    18
    قصة واقعية جميلة رقيقة
    فى انتظار المزيد
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: الرجل الأول ( قصة قصيرة )-نص قصصي مرشح للأسبوع الثالث من شهر أبريل/نيسان2007 
    قاص مربدي الصورة الرمزية خليد خريبش
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,114
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    20
    يمتعنا حمادة البيلي بهذا النص القصصي المحبك بفنية عالية.نص يفوح أدبية،جمع بين متعة الحكاية،وجمالية السرد.
    ويتجاوز التعبير عن شعور محب يفتقد محبوبته.تحاول النفس المهزومة تفسير وقع الحدث،فتكون العبارات الفلسفية الوجوديةعزاؤها.
    - والحب ؟.
    والمعنى ؟
    والحلم ؟.
    وهي ؟.
    - وأنا ؟.

    ينقطع الحبل الوجداني ويفقد الوجدان توازنه.لقد دخلت متغيرات الحياة التي لم تكن في الحسبان،لتحدث جرحا ستبقى ندباته بادية في متخيل الراوي.
    وظف الكاتب مجموعة من التقنيات الفنية فأجاد توظيفها للتعبير عن حمولة نفسية وذهنية،نجده يستهل نصه بعبارة -أنتظرك-:فعل مضارع أراد الكاتب من خلاله تحيين الحدث،أراد أن يلفت انتباه القارئ إلى أن الأمر يفيد الحال والاستقبال.ابتدأ حيث تنتهي الرسائل،وسننتظر هل ستفي بوعد الانتظار،ليصدم القارئ بعقدة انقطاع الرسائل وزواج المحبوبة التي طالما بنيت عليها الأماني والآمال وحيك حولها عالم في آفاق مخيلته،وصارت سر وجود حياته.
    وكي يصور وقع الحدث وحيرة النفس وأسئلتها وظف المنولوج-monologue -كأسمى وسيلة لرصد هسيسها وهي تحاول تفسير ماجرى.فصار الراوي يخاطب نفسه يحاول فهم ما حصل .
    لقد جاء النصف الثاني من النص محاولة للإجابة عن أسئلة الفراق وإراحة البال،وتنوير القارئ كذلك،ليلتقي بطل القصة بمحبوبته من جديد بعد مدة ليست بالقصيرة على فراقهما،ليصدم بتفسير مخالف لمعتقده.إنها متحكمات المجتمع –التقاليد والعادات-التي كانت حسب المحبوبة،السبب في اتخاذ قرارها.رغم تبرير قرارها بظروف العصر.
    ولكن هذا العصر ولي ولم يعد هناك فتى أحلام.
    أحلام المرأة هو الرجل الأول الذي يأتيها ويقدر جمالها اللحظي ذاك هو فتى أحلامنا الآن.
    إذن: الحب/التقاليد هي التيمة الأساسية والجوهرية التي حاول الكاتب إثارتها.
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: الرجل الأول ( قصة قصيرة )-نص قصصي مرشح للأسبوع الثالث من شهر أبريل/نيسان2007 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    33
    معدل تقييم المستوى
    0
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة جودة مشاهدة المشاركة
    قصة واقعية جميلة رقيقة
    فى انتظار المزيد
    القدير أسامة ..
    تحية ود وحب ..
    تقديري لمرورك القيم ..
    تحياتي
    حمادة البيلي
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: الرجل الأول ( قصة قصيرة )-نص قصصي مرشح للأسبوع الثالث من شهر أبريل/نيسان2007 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    33
    معدل تقييم المستوى
    0
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليد خريبش مشاهدة المشاركة
    يمتعنا حمادة البيلي بهذا النص القصصي المحبك بفنية عالية.نص يفوح أدبية،جمع بين متعة الحكاية،وجمالية السرد.

    ويتجاوز التعبير عن شعور محب يفتقد محبوبته.تحاول النفس المهزومة تفسير وقع الحدث،فتكون العبارات الفلسفية الوجوديةعزاؤها.

    ينقطع الحبل الوجداني ويفقد الوجدان توازنه.لقد دخلت متغيرات الحياة التي لم تكن في الحسبان،لتحدث جرحا ستبقى ندباته بادية في متخيل الراوي.
    وظف الكاتب مجموعة من التقنيات الفنية فأجاد توظيفها للتعبير عن حمولة نفسية وذهنية،نجده يستهل نصه بعبارة -أنتظرك-:فعل مضارع أراد الكاتب من خلاله تحيين الحدث،أراد أن يلفت انتباه القارئ إلى أن الأمر يفيد الحال والاستقبال.ابتدأ حيث تنتهي الرسائل،وسننتظر هل ستفي بوعد الانتظار،ليصدم القارئ بعقدة انقطاع الرسائل وزواج المحبوبة التي طالما بنيت عليها الأماني والآمال وحيك حولها عالم في آفاق مخيلته،وصارت سر وجود حياته.
    وكي يصور وقع الحدث وحيرة النفس وأسئلتها وظف المنولوج-monologue -كأسمى وسيلة لرصد هسيسها وهي تحاول تفسير ماجرى.فصار الراوي يخاطب نفسه يحاول فهم ما حصل .
    لقد جاء النصف الثاني من النص محاولة للإجابة عن أسئلة الفراق وإراحة البال،وتنوير القارئ كذلك،ليلتقي بطل القصة بمحبوبته من جديد بعد مدة ليست بالقصيرة على فراقهما،ليصدم بتفسير مخالف لمعتقده.إنها متحكمات المجتمع –التقاليد والعادات-التي كانت حسب المحبوبة،السبب في اتخاذ قرارها.رغم تبرير قرارها بظروف العصر.


    إذن: الحب/التقاليد هي التيمة الأساسية والجوهرية التي حاول الكاتب إثارتها.
    تحياتي
    وأشكرك
    حمادة البيلي
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: الرجل الأول - قصة الأسبوع الثالث من شهر أبريل/نيسان2007 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    33
    معدل تقييم المستوى
    0
    لا يسعني إلا أن أعاود شكرك من جديد أخي الفاضل علي نقدك التفصيلي
    تحياتي
    حمادة البيلي
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. اليوتوبيا-قصة الأسبوع الرابع من شهر أبريل/نيسان2007
    بواسطة محمد سنجر في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01/05/2007, 09:29 AM
  2. ابتسم؟أو لاتبتسم؟-قصة الأسبوع الأول من شهر أبريل/نيسان2007
    بواسطة بلقاسم في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 17/04/2007, 02:12 PM
  3. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01/03/2007, 01:45 PM
  4. مكابدات الطفولةوالصبا-سمير الفيل- قصة الأسبوع الأول من شهر فبراير
    بواسطة سمير الفيل في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 23/02/2007, 10:26 AM
  5. افتتاحية الأسبوع
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25/07/2005, 10:34 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •