لقـــاء حواري جديد مع الأخت الكريمة .. بنت الشهبــــاء ...

[أبو شامة المغربي]

لقاء حواري مع الأخت الكريمة
بنت الشهباء
"أي عنوان هو..؟"
غدوت أروح وأعدو مع رياح الظرف، لتهب عليّ نسمة أستنشق منها عبق الحياة، وروح العدل والإنصاف، وأنا أرمق بجزع أحداث مفزعة ومشاهد أليمة أصابت لبّ الفكر، وصميم القلب!!...
لم أسمع إلاّ صوتا من بعيد يناديني: ما تأملين إليه لم يكن سوى حلم في ليلة الظلم البهيم، ومع ذلك مازلت صامدة معه ليصبح جزءاً من أجزاء عمر حياتك!!؟؟...
لم يبزغ الفجر عن ليل أمتك، ولن يرصد نجم أملك، ولم يستوثق أحد صدق كلمتك، ولسان قولك!!!...
أعرف أنّك من صبيب دمائك رويت مداد ِالقلم، ومن دموعِ عينيكِ رسمت صدق الكلم، لكن أيّ عنوان هو ستأتين به على رأس صفحتكِ، ومشاهد الظلم حافلة بالقتل والتشريد على أرض أمّتكِ !!؟؟...
بنت الشهباء
سؤالي الأول
هل ثمة من جرد حصري لوظائف القصة القصيرة، أم أن حصرها لا سبيل إلى الإحاطة به؟
سؤالي الثاني
كيف ترين توظيف الفعل السردي، والوصفي، والحواري في كتابة القصة القصيرة؟
سؤالي الثالث
ترى ما صلة المكان والزمان بالكتابة القصصية؟
سؤالي الرابع
هل الكتابة القصصية ملازمة للنثر دون الشعر، أم أنها غير موقوفة على الأدب النثري دون الأدب الشعري؟
سؤالي الخامس
ما الذي في رأيك يشد انتباه قارئ القصة القصيرة: هل هو فعل القص بضمير المتكلم أم بضمير الغائب؟
سؤالي السادس
ترى هل يهتم كاتب القصة القصيرة ببدايتها مثل ما يهتم بخاتمتها؟
سؤالي السابع
كيف ترين القصة القصيرة في الحالات الثلاث التالية:
- عندما تكون مبتورة البداية؟
- عندما تكون مبتورة النهاية؟
- عندما تكون مبتورة البداية والنهاية معا؟
سؤالي الثامن
ما هي نظرتك الخاصة إلى القصص القصيرة المبنية على الأحلام المنامية؟
سؤالي التاسع
كيف تقرئين الفراغات (...) التي تشتمل عليها القصص القصيرة المعاصرة؟
سؤالي العاشر
ترى هل بالإمكان أن تنقد القصص القصيرة بعضها بعضا على مستوى القراءة والتلقي؟
سؤالي الحادي عشر
ما هي حسب رأيك السمة الغالبة على القصة القصيرة المعاصرة، إذا ما اعتبرنا طبيعة المضامين القصصية الكامنة فيها؟
سؤالي الثاني عشر
هل ثمة من حضور لتراث القص العربي في ما يكتبه المحدثون من قصص قصيرة؟

هذه حروف حوارية معدودة، عسى أن تساهم إلى جانب حروف إجاباتك في إضاءة بعض ما يصل الفن القصصي بسبب من الأسباب ...
في انتظار إجاباتك
حياك الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[بنت الشهباء]

مرة ثانية يا أستاذي الفاضل
الدكتور
أبو شامة المغربي
أعود إلى كرسي الاعتراف أمام أستاذ كبير أجلّه وأحترمه، وأرى فيه شعلة من النشاط ، ونزاهة الأدب، وحسن الخلق، وأعترف بأنني عاجزة على أن أجيب على هذه الأسئلة الرائعة التي طرحتها، لأنني في الأصل لست قاصة ... ولم أتعلّم يومًا فن القصص وأسلوبها، ولكن أتذوقها، وألمسها بشغف بين جوانح الفكر والقلب، وسأحاول أن أجيب عن أسئلتكَ بإذن الله من خلال رؤيتي الضعيفة لفن القصة.
سؤالي الأول
هل ثمة من جرد حصري لوظائف القصة القصيرة، أم أن حصرها لا سبيل إلى الإحاطة به؟
أبو شامة المغربي
أحيانًا أجد أن حصر وظائف القصة القصيرة لا سبيل للإحاطة بها ... فهذا يعتمد على الفن الكتابي للقاص، وذلك حينما تتداخل شخصيات القصة مع بعضها البعض بمختلف أشكالها،
ونرى أن لكل شخصية لها لونها المتميّز عن الشخصية الأخرى .. ولكن في النهاية يجب أن تكون هناكَ حبكة متساوقة مع كل الشخصيات ...
بنت الشهباء
سؤالي الثاني
كيف ترين توظيف الفعل السردي، والوصفي، والحواري في كتابة القصة القصيرة؟
أبو شامة المغربي
أرى أن توظيف هذا كلّه يعتمد أولًا وأخيرًا على موهبة القاص وثقافته، وذلك من خلال رؤيته للواقع وخياله الممتد الواسع الذي يدفعه إلى حسن الأداء القصصي من خلال سرد الأحداث، وتوضيح الصورة، وحوار الشخصيات مع بعضها البعض بأسلوب متمكن، وفكرة قوية أصيلة، وصور صادقة نابضة وحيّة ...
بنت الشهباء
سؤالي الثالث
ترى ما صلة المكان والزمان بالكتابة القصصية؟
أبو شامة المغربي
هي الأساس والبناء القوي الذي يجب أن يقوم عليها بناء القصة ... وإلا لفقدت العنصر الأساسي للكتابة القصصية، وابتعدت بعد المشرقين عن أصل وفنّ القصة.
بنت الشهباء
سؤالي الرابع
هل الكتابة القصصية ملازمة للنثر دون الشعر، أم أنها غير موقوفة على الأدب النثري دون الأدب الشعري؟
أو شامة المغربي
القصة مما لا شكّ فيه يجب أن تكون ملازمة للنثر دون الشعر .. ولكن أحيانًا نقف أمام قصيدة شعرية تحكي لنا قصة نترنم لشدوها، ونحيا مع عالم شخوصها، ونبحر في جمال وصفها وسردها ...
هذا يعني أن القصة قد تجمع ما بين النثر والشعر ... وأعتقد أن هذا لن يعيبها بالرغم من أن كثيرا من النقاد يعيبون على هذا الأسلوب القصصي ...
بنت الشهباء
سؤالي الخامس
ما الذي في رأيك يشد انتباه قارئ القصة القصيرة: هل هو فعل القص بضمير المتكلم أم بضمير الغائب؟
أبو شامة المغربي
أعتقد أن الإثنين معًا يشدّان انتباه القارئ ... ولا مانع من أن يكون هناك في القصة تداخلًا ما بين ضمير المتكلم، وضمير الغائب ...
بنت الشهباء
سؤالي السادس
ترى هل يهتم كاتب القصة القصيرة ببدايتها مثل ما يهتم بخاتمتها؟
أبو شامة المغربي
قد يبدأ القاص ببداية مثلًا سعيدة ... ومن ثم نجده فجأة أخذنا إلى نهاية حزينة ومؤلمة .. والعكس قد يكون صحيحًا.
بنت الشهباء

[بنت الشهباء]

سؤالي السابع
كيف ترين القصة القصيرة في الحالات الثلاث التالية:
- عندما تكون مبتورة البداية؟
- عندما تكون مبتورة النهاية؟
- عندما تكون مبتورة البداية والنهاية معا؟
أبو شامة المغربي
القصة القصيرة هي عبارة عن حدث له بداية ونهاية، وقد يختلف في الطرح بعض القاصين، ويحيدون عن جادة قواعد القصة القصيرة، وهذا الاختلاف يظهر جليا واضحا من خلال العوامل الأساسية، التي يفرضها النص على الكاتب ...
فقد يلجأ الكاتب إلى بتر النهاية ليفسح المجال للقارئ أن يتصور ما تنتهي إليه الأحداث، ويتركه يفكّ رموز البداية والنهاية بنفسه، وخاصة إذا كان القاص يعني بقوة الألفاظ، وجمال الأسلوب، ورقة المعاني، وسبحات الخيال والأحلام ... حينها نجد أنه قد نجح للوصول إلى قلب القارئ، حتى ولو كانت البداية أو النهاية مبتورة ...
بنت الشهباء
سؤالي الثامن
ما هي نظرتك الخاصة إلى القصص القصيرة المبنية على الأحلام المنامية؟
أبو شامة المغربي
القصة هي في الأصل إبداع تعتمد على خيالات وأماني وأحلام القاص ... فمرور القاص عند حادثة معينة يترك في نفسه أثرًا كبيرًا يجعله يسرع مهرولا ليعبر بلسان قلمه عن هذه الحادثة، التي تركت بصمتها على فكره، ولا يمكن له أن يتحرر منها إلا إذا ما ترجمها على صفحته ...
فالقصة هي عبارة عن قطعة إبداعية من الخيال والحلم .. وهذه خاصية يتميّز بها كل الأدباء والمبدعين، ولكن لا يعني أن القصة القصيرة تقتصر على الأحلام المبنية فقط، بل إنها تتجاوز الأحلام في أغلب الأحيان وتخرج إلى دائرة عالم الواقع، وبهذا يستطيع القاص حين يدمج بين الحلم والواقع أن يصل إلى قلب القارئ بسرعة عجيبة، أما إذا ما بقيت في عالم الحلم، فأعتقد أنها تتخذ منحى الأسطورة البعيدة عن عالم الواقع ...
بنت الشهباء

[أبو شامة المغربي]

سلام الله عليك مجددا أختي الكريمة
أمينة
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
قريب كدأبي من كل حرف حواري يزهر متألقا سنيا في رحاب المربد الزاهر، ثم إن لهذه الحروف الحوارية لا ريب ذكرا خالدا، وحاضرا ومستقبلا مشرقا بحول الله عز وجل وقوته ...
حياك الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[طارق شفيق حقي]

سلام الله عليكم
كنت أود أن نفعل هذه الحوارات أكثر، وذلك: بأن لا نفتح أكثر من حوار في آن واحد، وأن نباعد بين الحوار مع ذات الضيف، وأن ندعو الأعضاء لمحاورة الضيف، وننوع الأسئلة.
كنت أتمنى أن أحضر كل حرف من هذه الحوارات، لكني ربما سأفعل في الحوارات القادمة.
سؤالي هنا:
علمت أنك حافظة للقرآن الكريم، فهلا شرحت لنا كيف حفظته؟
بارك الله بك أختي الكريمة

[بنت الشهباء]

سؤالي التاسع
كيف تقرئين الفراغات (...) التي تشتمل عليها القصص القصيرة المعاصرة؟
أبو شامة المغربي
الفراغات هي مجرد رموز وإشارات يتركها الكاتب بهدف أن يدركها القارئ ويفرح بها ... وخاصة إذا أجاد في التعبير عنها ببراعة من خلال تتبع أحداث القصة ومجرياتها، وتكون هذه الرموز واضحة وغير معقدة من خلال سياق الجملة التي ستأتي بعدها، حينها يستطيع أن يفكّ رموزها المتلقي وهو فرحًا ومسرورًا بها، لكن يجب أن نعلم أن اللجوء إلى الفراغات بشكل مفرط مع القصة القصيرة قد يفقد جماليتها، وإبداعها الفني.
بنت الشهباء
سؤالي العاشر
ترى هل بالإمكان أن تنقد القصص القصيرة بعضها بعضا على مستوى القراءة والتلقي؟
أبو شامة المغربي
مما لا شكّ فيه أبدًا، فكل واحد منّا تختلف رؤيته بجماليات الإبداع والفن، ووضوح الرؤية في النقد قد تختلف من شخص لآخر، ولكن يبقى العمل الإبداعي المتكامل، واللون الأدبي المميّز في القصة راسخًا في ذهن المتلّقي مهما طال عليه الزمن ...
ولنضرب مثالًا على ذلك: فقد يأتي أحد من الأشخاص ويروي لنا قصة ببراعة وذكاء فترانا ننصت إليه، ويأخذ بألباب العقول في طريقة سرده، وآخر يروي لنا نفس القصة بجمود، دون إضافات متميّزة وبارعة، فترانا لا نفقه مما يقول لنا شيئا, ويضيع الحدث من الأذهان دون أن يترك أي أثر في النفوس ...
بنت الشهباء
سؤالي الحادي عشر
ما هي حسب رأيك السمة الغالبة على القصة القصيرة المعاصرة، إذا ما اعتبرنا طبيعة المضامين القصصية الكامنة فيها؟
أبو شامة المغربي
السمة الغالبة على القصة القصيرة هي الاختزال والتكثيف والتركيز، وهذا يدفع بالقاص إلى أن يتخلى عن سحر الخيال والإبداع، لأن القصة القصيرة تفرض عليه عددًا من الألفاظ والكلمات القليلة، ولا تسمح له بالخوض في الجزئيات والتفاصيل الحياتية لشخوص القصة ...
بنت الشهباء
سؤالي الثاني عشر
هل ثمة من حضور لتراث القص العربي في ما يكتبه المحدثون من قصص قصيرة؟
أبو شامة المغربي
القصة لها حضور على مر الزمان والعصور، وجذور متوغلة في عمق الأدب العربي تتحدث لنا عن ملاحم أجدادنا، وبطولاتهم، وتغور في شخصياتهم، ولنا في ذلك خير دليل: قصص القرآن، ونعلم بأن لكل مجتمع له تاريخ مختلف عن الآخر، فالحياة الشامية غير الحياة المغربية، والريف غير المدينة ... ولكن كلها كانت تأتي لنا عبارة عن حدث مروي لا يمكن له أن يتجاوز قواعد فن القصة، وإبداعها، وطريقة سردها، وقبول المتلقي لها مباشرة ...
أما اليوم، فإننا نرى كثيرا من النماذج الأدبية ليس لها علاقة بالقصة القصيرة بحجة التجديد والحداثة والتطوير ...
بنت الشهباء
أستاذنا الفاضل
الدكتور
أبو شامة المغربي
لقد أوقعتني في ورطة كبيرة من خلال أسئلتكَ القيمة الرائعة، التي تحتاج إلى دراسة عميقة من قبل مختصين، لا علاقة لابنة الشهباء بها، ومع ذلكَ لم أجد سبيلًا إلا أن أجيب عليها حسب معرفتي المتواضعة، وأرجو من الله أن أكون قد خرجت منها بعلامة لابأس بها، وجزاكَ الله خيرًا.

__________________

[أبو شامة المغربي]

سلام الله عليك من جديد أختي الكريمة
أمينة
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
جميل جدا ما قرأته لك من حروف حوارية على هذه الصفحة المربدية السنية، لا أقول هذا مجاملة أو تطييبا للخاطر، بل هي الحقيقة ولا شيء سواها، لأني أومن بقيمة كل حرف حواري يصدر عن محاور جاد ونافذ البصيرة، وهذه الصفة التي لاحت لي من خلال مضامين إجاباتك، لم أذكرها هنا بقصد المدح المجاني، بل هي صفة جلية للقارئ الجاد، ثم إني أذكر نفسي، وإياك، وجميع أهل المربد الكرام بالحديث النبوي الشريف التالي:
" لا تحقرن من المعروف شيئا "
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإلى لقاء حواري جديد حول
الخاطرة
حياك الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[بنت الشهباء]

حيّاكَ الله، ورفع من شأنكَ
أستاذنا الفاضل
الدكتور
أبو شامة المغربي
لقد أثلجت قلبي وروحي بشهادتكَ الطيبة، وأتمنى من الله أن أستحق هذا التكريم منكَ، وأضعه وسامًا أزيّن به رأس سنام قلمي مدى العمر ...
وأسأل الله أن أكون دائمًا عند حسن ظن الجميع بي، وأن يكون عملنا خالصًا لوجه الله
إنه سميع مجيب

[نوف]

اسمحوا لي بالتدخل قليلا
لقد لفت انتباهي سؤال الأخ المغربي، وهو:
ترى ما صلة المكان والزمان بالكتابة القصصية؟
عزيزي كل حادثة لا بد وأن تقع في زمان ومكان محددين، ومن ثم ينبغي أن ترتبط بظروف وعادات خاصة بالزمن اللذين حدثت فيهما.
إذا الزمان والمكان عنصرين مهمين في تحديد معالم الحدث، وكل ما يرتبطان به ضرورة ملحة لتأخذ القصة أو الأقصوصة أو الرواية شكلها الطبيعي.
"أعذرني للتطفل، لكن سؤالك جعلني أخرج من موقع المتصفح إلى المجيب "
عذرًا ما المقصود بالفانتازيا ؟؟!

[أبو شامة المغربي]

سلام الله عليك أخي الكريم
نوف
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
أحييك على جميل الإهتمام والمتابعة لما جاء في اللقاء الحواري، وعلى ما أسهمت به مشكورا بجزيل الشكر في أحد أبوابه.

أما عن سؤالك التالي:
ما المقصود بالفانتازيا؟
فلك أن تقرأ هذه الترجمة المقتضبة
فانتازيا Fantasy
الفانتازيا عالم يتخيله شخص أو مجموعة، بحيث لا تكون على صلة بالواقع، ولكنها تعبر عن رغبات معينة أو أهداف متخيليها، وتتضمن الفانتازيا مواقف عادة ما تكون مستحيلة (مثل وجود القوى السحرية)، أو مثالية بشكل غير واقعي مثل (السلام العالمي)، وتستخدم الفانتازيا بشكل واسع في قصص الأطفال، والأفلام، والروايات، وألعاب الفيديو.
حياك الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[بنت الشهباء]

ذات يوم رأيت في المنام نورا قد أضاء بنوره كلّ ما في الكون, وإذ بيد الله توضع على رأسي, ليست كمثل يد البشر, وليس مثلها شيء في الوجود, بل مجرد أنني أحسست بهذا الشعور، الذي أنار كل من في الدنيا وما فيها !!..
فانطلقت مسرعة إلى والدي لأقص عليه ما رأيت - ومازلت في الرؤيا - فيرد عليّ بقوله إن ما رأيته حقا .. إنها يد الله !!..
رؤيا عاجزة عن التعبير عنها !! ..
سألت أحد العلماء: فقال لي: إما ستحفظين القرآن, أو ستكونين داعية إلى الله !! ..
كلمات أصابت صميم القلب وروح فكره، وإذ بي بعد فترة وبتوفيق من الله تعالى أعدو مسرعة إلى كتاب الله لأحفظه, ولكن من أين أبدأ وكيف !!؟؟..
لم أجد من بد إلا أن أتناول كتاب الله من أوله ..
ولكن لم أحفظ قبل أن أفهم !!!!!..
تناولت في يدي لأول مرة تفسير الظلال وبدأت من سورة البقرة ..
وكان التركيز أولا على التفسير وفهمه جيدا, ثم أنتقل إلى حفظ الآيات التي أفهمها , ومن ثم أتلو ما حفظته أثناء الصلاة, وهكذا حتى انتهيت من حفظ القرآن في أقل من سنة تقريبا ..
وقبل أن أبدأ بالحفظ والتفسير كنت أدعو دعاء:
يا معلم إبراهيم علمني, ويا مفهم سليمان فهمني ..
وأسأل الله العلي القدير أن يثبته في صدري قولًا، وسلوكًا، وعملًا، ويجعله شفيعًا لي ولوالدي ..
إنه سميع مجيب