السلام عليك الأديب الدكتور أبو شامة المغربي
عذرا عن هذا التأخير في الإجابة الغير المقصود، وأتمنى أن تقارب إجاباتي لحواراتكم الهادفة بعضا مما يطمح إليه قراء المربد وأعضائه الكرام.
مريم أحمد
السؤال الأول:
هل ثمة من جرد حصري لوظائف القصة القصيرة، أم أن حصرها لا سبيل إلى الإحاطة به؟
أبو شامة المغربي
وظيفة الإبداع بصفة عامة قصة ،شعر أو رواية هي التوجه إلى القارئ الذي قد يتماهى مع النص أو يتقاطع معه لأننا إذا دققنا قليلا في في العملية الإبداعية فإن هدفها الأساسي هو البحث في السؤال الأبدي المتعلق بالوجود فهم الذات، وفهم الآخر الذي يتوجه إليه المبدع بحمولته المعرفية ورؤيته الخاصة التي من خلالها يحاول تقديم حلوله المفترض لعالم يشكله ا نطلاقا من تجاربه وتجارب الأخرين.
مريم أحمد
السؤال الثاني:
كيف ترين توظيف الفعل السردي، والوصفي، والحواري في كتابة القصة القصيرة؟
أبو شامة المغربي
الوصف /الحوار/ المونولوج/ التداعي كلها تقنيات تخدم العملية الإبداعية وفق المواقف الموظفة فيها.
مريم أحمد
السؤال الثالث:
ترى ما صلة المكان والزمان بالكتابة القصصية؟
أبو شامة المغربي
في كلاسيكيات القصة القصيرة شكل المكان والزمان أهم الركائز المعتمدة في الكتابة أما اليوم فإن مفهوم المكان اتخذ أبعادا متعددة فلم يعد المكان واضح المعالم فهو معتم فقد مركزيته داخل الإحداث.أم الزمان فبدوره لم يعد موضوعيا بتسلسله المنطقي وإنما أصبحنا أمام زمن ذاتي ينطلق من الذات ويعود إليها، ربما هذا الانسلاخ عن فكرة المكان والزمان راجع بالأساس إلى الحالة القلق التمرد/ فقدان الثقة وهي حالة كونية يشترك فيها الكاتب والقارئ معا.
مريم أحمد
السؤال الرابع:
هل الكتابة القصصية ملازمة للنثر دون الشعر، أم أنها غير موقوفة على الأدب النثري دون الأدب الشعري؟
أبو شامة المغربي
حضور اللغة الشعرية داخل السرد يحيل على أن القاص أصبح معنيا من الناحية الجمالية بالانفتاح على باقي الأجناس الأدبية والإبداعية.
وقد يكون التركيز على الذات هو ما جعل الكتابة تأخذ هذا المنحى، الذي أعطى للنصوص المكتوبة شحنات شعرية، كما لا ننسى هذا التداخل بين الأجناس الأدبية الذي لم يعد معه الحديث عن "هوية" النصوص المكتوبة.
هناك نصوص في القصة القصيرة جدا هي أقرب إلى الشعر منه إلى النثر، والحوار الجاري الآن في المنتدى حول قصيدة النثر يجب أن لا يغيب هذا المعطى في مقاربة خصوصيات قصيدة التفعيلة والقصيدة النثرية.
مريم أحمد
السؤال الخامس:
ما الذي في رأيك يشد انتباه قارئ القصة القصيرة: هل هو فعل القص بضمير المتكلم أم بضمير الغائب؟
أبو شامة المغربي
ضمير المتكلم له سطوة خاصة على القارئ، الذي يقع في التباس بين الذات الكاتبة والمنكتبة، بالرغم من أنه ليس بصدد قراءة سيرة ذاتية، كما أن الذات والموضوع لا يمكن تناولهما بمعزل عن الذات، لأنها تكون في نفس الآن كاتبة ومنكتبة، فحتى الكتابة العجائبية هي في الحقيقة تصورات ذاتية، لا تخرج عن نطاق ماهو "ممكن".
السؤال السادس:
ترى هل يهتم كاتب القصة القصيرة ببدايتها مثل ما يهتم بخاتمتها؟
أبو شامة المغربي
بداية القصة أصعب من خاتمتها، لأن البداية بالنسبة للكاتب هي أهم مرحلة في بناء القصة، ومن تم تتلاحق الأحدث إلى غاية النهاية المنطقية.
مريم أحمد