Originally Posted by
طارق شفيق حقي
قال لي : يا ولدي وأنهاك عن السحرة والمشعوذين , فتنقلب بتصديقهم نادماً حيث لا يفيدك الندم ,فصدقهم كذب و خيرهم شر .
وكنت ذا قلب شغوف بالتجربة , فالتجربة خير معلم للإنسان , لم ألق بالاً لكلام الشيخ عن السحرة , وأخذت بتتبع السحرة وأخبارهم وقصصهم , وذات يوم حيث كنت أجلس في الشرفة تناهي لسمعي صوت ينادي : فال.... نفتح فال
فناديته فآتي , كان ضعيفاً طويل الشعر غائر العينين , هادئاً يتكلم بلغة أهل المغرب وقد سمعت أن سحرة أهل المغرب ذو علم ودراية بخبايا السحر, فقال لي: (بيّض الفال)
فأعطيته مبلغاً من المال
فقال لي يا ولدي أريد أن أخبرك أن في بيتكم سحر لكني أعجز عن فك هذا السحر.
فوضعت يدي على رأسه و قلت بالله عليك ( أسوق الله ورسوله عليك أن تفكه) .
سأعطيك ما تريد, خذ وأعطيته أوراقاً نقدية أخرى.
قال : يا ولدي هذا السحر لا يحتاج لفك , وفكه سينقلب عليكم.....
قلت : فكه ,لا عليك , ما وضع الله من شر في بيت مثل السحر, فكه و لك الأجر.
فتربع على الأرض وأحرق نبتة صغيرة ثم تمتم و نادى واستحضر وذكر وارتجف واصفر واحمر, ثم قال لقد فك هذا السحر, وأخذ كل ما لدي, تنفست حينها الصعداء لكني لم أتم ذلك حتى سمعت صوت أبي يقول لأمي أنت طالق طالق طالق
بحثت عن ذلك الساحر كان قد فر واختفي في الغياب.
أخي طارق
صباح الورد
تعشش في مجتمعاتنا أفكار خرافية تتعلق بالسحر والشعوذة
فهذا النموذج لأسرة معقدة النسيج
رغم أن ظاهرها قد يبدو عاديا كأسرنا ومعظم الأسر
فالأب ينصح إبنه ....لكن الإبن مشوش الفكر لحال أسرته التي تقترب من الهاوية
وحين يختلط الواقع بالخيال يصحو الإبن على حقيقة طلاق أمه
وبدل معالجة الأمر قبل وقوع الكارثة ....يستسلم الإبن للسحر والسحرة
وهكذا حال أمتنا العربية
مستسلمة تماما لإملاءات أمريكا ونصائحها وتوجيهاتها كأنها السحر
ومتناسية واقعها الدموي مع العدو الذي يذبح أطفال غزة
في الوقت الذي تفاخر العرب بصداقتهم لأمريكا
لعل هذه القصة وقراءتها على هذا النحو إضاءة لافتة لما ذكرت
شكرا لك وتحياتي