وصلت للمربد الرسالة التالية :


------------------

خروبة الغروب


أعلّقُ ناييْ على غصنِ خرّوبةٍ
في الغروبِ
وأطلق مهري
ليضبطَ وزنَ الموشّحِ في حقلةِ القمح ِ،
والريحَ كيما تشدّ على معزفِ النهرِ
أوتارَ أغنيةٍ
وترقّصَ حقلَ الأقاحيْ .
* * *
فيركض ُجدولُ ماءٍ على ضفّة ِالحقلِ
خلفَ السنابلِ والريحِ..
تهدلُ خصلةُ شعرٍ
فيسرقُ من حزنها النايُ لونَ الغروبِ
وتدرجُ قبّرة ُالحقلِ حاملةً
قشّةً من جراحيْ .
* * *
وأسمعُ عاشقةً في أقاصي الحفيفِ
تمشّطُ شعرَ الغزالةِ قربَ المغيبِ
وتغسلُ في النبع ِوجهَ هلال ِالأضاحي ْ.
* * *
أعلّق نايي
وأطلقُ رفَّ الحساسينِ تحت الغمامِ المذهّب ِ
في مغربِ الشمس ِ
كيما يسيّجَ مغربنا بالصداح ِ.
* * *
فغنّي ليغفو الهديلُ على ركبتيّ ..
ويرجعَ رفّ ُالحماماتِ من شفق ٍ غائمٍ
في سماء المواويلِ
غني ليستدرجَ الناي ُ طيرَ اليسوعِ
الصغيرِ إلى غفوةٍ في شمائلِ روحي !
* * *
يموّجني القمح ُ،
يتركني شارداً أبدا ..
وتشتعلُ الريح ُبين الحواكيرِ
من بحّةٍ وصدى ..
ويعلو على مدرج ِالليلِ
صوتُ الأناشيدِ مستبشراً في السفوحِ .
* * *
إلى آخرِ الصيفِ
ظلَّ تمايلُ سنبلةِ القمحِ
يحفنني بالحنينِ
ويجمعني بالأنين
ويتركني حنطةً في شمال الجراحِ .
* * *
فغني لتسقط تفّاحةُ العمرِ
من ناهدِ امرأة ٍ في الخريفِ..
لتكبرَ راخيةُ التوتِ في ليلِ عاشقةٍ ،
ويسيلَ على عطش الروحِ ماءُ الصبوحِ !

طالب هماش
talebsyr@yahoo.com

--------------------------------