لقد هيأت لي- يا أبتي- جو المعصية وأحطتني بسياج الخطيئة، فتنفست رائحة الشهوة في الشهيق فأخرجت ذلك معصية لله تعالى مع الزفير..
إن قنوات التلقي عندي لا تلتقط إلا ما يفتن فأصبح البث ممزوجاً بالخطايا والرزايا والبلايا..
ومن يكن الغراب له دليل
يمر به على جيف الكلاب
ألقيتني- يا أبتي- في بحر الشهوات ولم تلبسني طوق نجاة ثم تريدني بعد ذلك أن أكون ملكاً معصوماً!!! هيهات.. هيهات..
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له:
إياك إياك أن تبتل بالماء
يا أبتي: إني لا أريد أن أكون خصيماً لك يوم القيامة (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [ سورة الشعراء الآيتان:88-89] فأمسك بتلابيبك يوم القيامة يوم الحسرة والندامة فأقول:
يا رب خذ لي مظلمتي من والدي..
يا رب إنه رآني على المعصية فلم ينهني..
يا رب إنه أبصرني محجماً عن المعروف فلم يأمرني..
يا رب إنه بذل لي أسباب المعصية، وزين في عيني الخيطئة وألقاني في نار الشهوات، فأحرقت إيماني والتهمت حسناتي وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يعين قومه على غير الحق، مثل بعير تردى وهو يجر بذنبه " .
يا أبتي: إني أمانة في عنقك.. وأنت مسؤول عني أمام ربي وربك.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته، فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته" .
فاشغلني بطاعة الله حتى لا أشغل نفسي بمعصيته.. استعملني في مرضاة الله حتى لا أقع فيما يغضبه..
سخرني في قربات الله كي لا أجترح ما يسخطه..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (6) سورة التحريم .يا أبتي: برني صغيراً حتى أبرك كبيراً.
ولا تعقني صغيراً كي لا أعقك كبيراً.
فكما تدين تدان، وما تزرعه اليوم تحصده غداً ومن أراد النجاة أخذ بأسبابها..
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس
مخالفة الفعل للقول
يا أبتي: إنني أعيش في تخبط عجيب وصراع غريب.. وذلك لأني أراك تأمرني بأمور أنت لا تفعلها.. وتنهاني عن أمور أنت ترتكبها..؟!
فهل تريدني أن أقتدي بأقوالك أو بأفعالك التي بينها بعد المشرقين؟!
فأنت تأمرني بالصدق وتحثني عليه، وترغبنى فيه، وتحذرني من الكذب وتنهاني عنه..
وأراك في مواضع كثيرة تمارس ما نهيتني عنه وحذرتني منه..!! فتكذب تارة بل وتأمرني بالكذب تارة أخرى..!!
فهل تذكر- يا أبتي- عندما طرق علينا طارق يريدك ويبغيك فأمرتني أن أقول له: إن والدي غير موجود..!! فألزمتني أن أقول بلساني ما تكذبه عيني..
وأتحدث بفمي ما يأباه قلبي.. ويغضب ربي..
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
وتأمرني- يا أبتي- بأن آكل الحلال، وأكون أبعد ما أكون عن الحرام، وتحدثني بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "كل جسد نبت من السحت فالنار أولى به " .
وإذا بك ترسلني كي أشتري لك علبة دخان أو أوقد لك مئذنة الشيطان .
إذا كان رب البيت بالدف مولعاً
فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
لقد أصبحت المثل والقيم التي تعلمني إياها في نظري كلاماً نظرياً لا يمت للواقع بصلة، فقد ألفيتني أتعلم منك كلاماً في الصباح وأرى ما يخالفه أفعالاً في المساء..!!
فبماذا أقتدي؟!
أبقولك أم بفعلك؟!
بحديثك أم سلوكك؟!
بكلامك أم بصفاتك؟!
اسمع لي- يا أبتي- أن أهمس في أذنك قول ربي وربك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)) سورة الصف
يا أيها الرجل المعقم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا
كيما يصح به وأنت سقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهنالك يقبل ما وعظت ويقتدى
بالعلم منك وينفع التعليم
يا أبتي: لا ألفينك يوم القيامة ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجاء بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتابه، فيدور بها كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: يا فلان! ما شأنك؟
ألست كنت تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؟!
فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن الشر وآتيه " .
أعيذك بالله- أيها الحبيب- أن تكون منهم، وأن يكون حالك كحالهم..
التدليل الزائد
يا أبتي: إني أشكو إليك من نفسي التي ما قدرت على مقارعة الخطوب ولا مواجهة الحياة. فهي مطيتي في حال الرخاء، لكنها عدوتي في حال الشدة.
وأجدني أسير بدونك- يا أبتي- في مضمار الدنيا كمقاتل يحارب في ساح المعركة بدون سلاح، أو كهشيم تذروه الرياح، أو كقارب صغير يعاني من لطم الأمواج وفقد الملاح.
وأعود بالذاكرة للوراء قليلاً وأفتش في صفحات الماضي، فأجد السبب في هذا الضعف الذي أعيشه وهذا الخور الذي أعاني منه هو: تدليلك الزائد لي .
فقد عودتني على أن تكون طلباتي مجابة ورغباتي محققة، فالقول الجميل قولي، والفعل الحسن فعلي، والزلل مني في عينك حسنة، والخطأ مني في نظرك صواب.
تعودت أن أكون مخدوماً لا خادماً، وآخذاً لا معطياً، وآمراً وناهياً، وحين فقدتك- يا أبتي- فقدت كل شيء.. وأصبحت بعدك لا شيء.!!
عشت على كلمات المدح والثناء، فمن لي بتحمل الكلام النقيض؟!
ترعرعت على احتياجاتي الملباة، فكيف بي إذا واجهت الحرمان البغيض؟!
نشأت في السراء، فكيف أطيق صبراً على الضراء؟! تعودت على كلمات الحب والإطراء، فكيف أغفل الطرف عن كلمات الكره والبغضاء؟!
ألفت ركوب قوارب السعادة، فكيف أركب ملزماً قوارب الشقاء؟!
تربيت على اليسر، فمن لي بقلب يتحمل العسر؟!
تعودت أن يطرق سمعي نسيم (نعم)، فماذا أقول إذ تفجر في مسمعي بركان (لا)؟!
حسن قول (نعم) من بعد (لا)
وقبيح قول (لا) بعد (نعم)
إن (لا) بعد (نعم) فاحشة
فبـ(لا) فابدأ إذا خفت الندم
فيا ليتك إذ أعطيتني حرمتني، وإذ رغبتني رقبتني..
فعشت متزن الشخصية سوي النمو، ما بين قسوة مغلفة بالرحمة وغلظة ممزوجة بحنان.
فقسا ليزدجروا ومن يك راحماً
فليقس أحياناً على من يرحم
رأس كل خطيئة
يا أبتي: سمعت أن شاباً صغيراً مر بجواره شيخ كبير، فوجده يبكي. فقال الشيخ للشاب: ما لك- يا بني- رحمك الله تبكي؟!
فقال الشاب: رأيت أمي تشعل التنور بصغير الحطب، فخشيت أن يشعل الله بي وبأمثالي من الصغار نار جهنم يوم القيامة، فذلك الذي أبكاني..!!
يا أبتي: لماذا لا أحس بما يحس به هذا الشاب؟! ولماذا لا أعيش كما يعش؟!
لأنك يا أبتي- وبكل صراحة- ما ربيتني كما تربى ولا علمتني كما تعلم..
واسمح لي- يا أبتي- أن أقسو في العبارة قليلاً، يشجعني على ذلك حلمك بي وعطفك علي واستماعك الجميل لي..
إنك ربيتني لأكون عبداً للدنيا فعليها أعيش، ومن أجلها ألهث وفي سبيلها أغالب، فهي محط آمالي ومحور اهتمامي ومنتهى أحلامي، ولم تربني لأكون عبداً لله كما يحب الله، أستعد للقائه وأومن بقضائه، وألتزم بأمره، وأقف مذعناً عند نهيه.. وهل خلقت الدنيا إلا من أجل الآخرة؟!
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحي ٍديناً
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء له قرينا
وسأبرهن لك على ذلك بمثال، وإن كانت الأمثلة على ذلك كثيرة ووفيرة..
فأنت تذكر- أيها الحبيب- عندما تأخرت عن المدرسة يوماً بدون عذر، ولم أصل لله تعالى ركعة واحدة في ذلك اليوم، وأنت على علم بهذا واطلاع عليه.
أسائلك بالله- يا أبتي- علام وقع لومك وعتابك؟ وعلام كان عقابك؟
إنك- يا أبتي- عاقبتني على تأخري عن المدرسة ولكنك لم تعاقبني ولم تلمني- مجرد اللوم- على عدم صلاتي، ووقوفي موقف العز بين يدي خالقي ومولاي..
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا
فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
فهل تريدني أن أهتم بالدنيا أكثر من الدين؟!
وهل ترغب أن أخاف منك أكثر من خوفي من الله؟!
وهل تبتغي أن أعمر دنياي وأخرب آخرتي، فأنتقل من العمار إلى الخراب عندما ينتهي زمن المهلة ويأتي زمن النقلة؟!
لماذا حذرتني- يا أبتي- من سخطك وعقابك؟ ولم تحذرني وتنذرني من سخط الله وعقابه وأليم عذابه؟!
أكانت الدنيا أحب إليك من الآخرة؟!
أم كان الحطام الفاني العاجل خيراً عندك وأحب إلى نفسك من النعيم الباقي الآجل؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " .
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه
وإن بناها بشر خاب بانيها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة" .
اعدلوا هو أقرب للتقوى
يا أبتي: دعني أبثك حزني وألمي وكمدي هذه المرة فهذا حديث الصراحة في هذا اليوم..
حديث الروح للأرواح يسري
وتدركه القلوب بلا عناء
يا أبتي: على العدل قامت السموات والأرض، وبالقسط أمر الله وعلى المساواة قام ميزان الحق والباطل (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ) (90) سورة النحل.
فلماذا- يا أبتي- لا تعدل بيني وبين إخوتي؟!
إنك تعطيهم وتمنعني..
ترضيهم وتسخطني..
تدنيهم وتبعدني..
تمدحهم وتهجوني..
تشركني في أخطائهم ولا تشركني في حسناتهم.. فكان حالي وحالهم:
غيري جنى وأنا المعذب فيكم
فكأنني سبابة المتندم
أما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم ". وقوله صلى الله عليه وسلم: "اعدلوا بين أولادكم في النحل كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف ". عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن أباه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني نحلت ابني هذا غلاما كان لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكل ولدك نحلته مثل هذا؟ فقال: لا.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأرجعه ". وفي رواية: فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفعلت هذا بولدك كلهم؟ قال: لا، قال: اتقوا الله، واعدلوا في أولادكم ". فرجع أبي فرد تلك الصدقة. وفي رواية: "أشهد على هذا غيري؟ ثم قال: أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟! قال: بلى، قال: فلا إذاً". وفي رواية: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بشر، ألك ولد سوى هذا؟ فقال: نعم، قال: أكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال: لا، قال: فلا تشهدني إذاً فإني لا أشهد على جور".
وفي رواية: "لا تشهدني على جور"
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند
فلا تترك الشيطان- يا أبتي- يزرع حقول الحقد والحسد والبغض بيني وبين إخوتي فإن: ((الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم)) وقد قال الأسوة القدوة صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك، إلا أتى الله مغلولاً يده إلى عنقه فكه بزه، أو أوبقه إثمه.. ".
القسوة والغلظة
يا أبتي: يا من تحرص كل الحرص على تربيتي والعناية بي، وعدم صدور الخطأ مني والزلل عني.
ألم تعلم- يا أبتي- أنني إنسان معرض للخطأ وكلنا ذوو خطأ.
من ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه
فلماذا- يا أبتي- تكون العصى سبيل المفاهمة، ويكون الضرب طريق العقاب، وتكون الشدة سلم التعلم؟!
فلا سبيل للعتاب، مع أن صائح الحكمة يقول:
تأن ولا تعجل بلومك صاحباً
لعل له عذر وأنت تلوم
ولا فرصة لإبداء الرأي، مع أن صائح الحكمة يقول:
لا تحقر الرأي يأتيك الحقير به
فالنحل وهو ذباب طائر العسل
ولا أمل في قبول الأعذار، مع أن صائح الحكمة يقول:
اقبل معاذير من يأتيك معتذراً
إن بر عندك فيما قال أو فجراً
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره
وقد أجلك من يعصيك مستتراً
فلماذا- يا أبتي- تسلك الطريق من آخره، ولا تعرف من العلاج إلا الكي؟!
لماذا تنقطع السبل.. كل السبل إلا سبيل القوة والقسوة والغلظة (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) (159) سورة آل عمران أين الرفق؟! الذي "لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه " "وما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم ".
أين كظم الغيظ؟! و"من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين، يزوجه منها ما يشاء" .
يا أبتي: كن سهلاً في غير تفريط، وقوياً من غير إفراط فإنه "من كان سهلاً هيناً ليناً حرمه الله على النار".
وليست الأمراض جميعاً- يا أبتي- تعالج بعلاج واحد، والعلاج خطوة خطوة. فلماذا نبدأ من الخطوة الأخيرة؟! النظرة منك يا أبتي تعاقبني. الهجر منك يا أبتي يعذبني. العتاب منك يا أبتي يقومني..
فكل داء له دواء، وكل خطأ له عقوبة..
ووضع الندى في موضع السيف بالعلى
مضر كوضع السيف في موضع الندى
وليكن لك- يا أبتي- في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فإنه رحمة الله تعالى للعالمين و"كان أرحم الناس بالعيال والصبيان " وكان يقول: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا" .
وهو الذي يقول: "علموا، ويسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت " .
سقط المتاع
يا أبتي إن بين جوانحي قلباً يخفق، وتحت مفرق رأسي عقل يفكر..
فلماذا تريدني- يا أبتي- مسلوب الإرادة، منهوب الرغبة، ممسوخ الميول؟!
لماذا تسلبني أهلية التفكير والتدبير..؟!
إنك- يا أبتي- جعلتني في البيت كما مهملاً، ومن سقط المتاع.
فلا قيمة لي ولا اعتبار..
فلا تسألني عن رأي..
ولا تشاورني في أمر..
ولا تأخذ برأي في قضية..
فقولي محكوم عليه بالخطأ ولو لم أقله..
وفكرتي محكوم عليها بالفشل من قبل أن تعمل.. وأصبحت موجوداً بغير وجود..!!
وما للمرء خير في حياة