المختار

(إلى شهداء مجزرة الحرم الإبراهيمي)

لسّه العينين متحجّره
على رقصة الحيّه في أحضان الآدان
وعلى البساط دم الحمام
وباقايض الأحلام
باللقمه في السوق الكبير
يا شوك باحسّك حرير
على الجسد المخرّز بالجروح
يا مرّ لك طعم الرضاب في الحلق
من مقتة التكرار
ومن صهيل السحق
. . . . . .
واما السفينه تميل
أنا المختار
في كل يوم يرموه
بدل الحمول في اليمّ
افدي الغنايم وافتدي الأسلاب
يا موت
شوقي لأنفاسك كساني
وحماني من داء الحياه
لو بسّ يوم الروح
تنسلّ من تحت النعال
تطوي المهالك
تلوح غمامه في الجبال
ولا تطولها السنابك
(أمطري حيث شئتِ
فسيأتيني خراجك)
. . . . . .
واللي صابك
شلّ الاقدام والدراعين
انصلبت خيال مآته في المسالك
محكوم عليه
يشهد يشوف بعينيه
الأرض لمّا تنسحب
من تحت الاقدام تنتحب
تصرخ وصوتها
كل ليله نسمعه وسط الجبال
يتفزّع الخيل . . والعيال
ماتنامش على صوت الحصى
جوّا القدور
تغلي الصدور وتفور تلبّي
تشتعل كلّ الخيام
يمحي الحجر خزيّ السلام
الشوق يرفرف ع الحدود
يزحف على درب الآلام
وسط الرصاص . . ويعود
على قبّة الصخره يطوف
ويلملم الجسد الممزّق
في المداين
وامّا يقرّب للخلاص
وتجلجل الأجراس
تغنّي للقيامه
ويخايل الفجر المآذن
تسعى الأفاعي م الجراب
ومن الخزاين
يخرج يهوذا واليزيد
والإيد ف إيد
تتعلّق الصلبان
مع كل طعنه ينتفض
جسد الحسين . . ظمآن
يروينا دمّ الساجدين
الأرض يغشاها الجنون
يتحجّر النور ف العيون
فبراير 1994

إشارات:
في25 فبراير عام 1994 وقف الإرهابي باروخ غولدشتاين خلف أحد أعمدة مسجدالحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش على المصلين وهم سجود، فيما قامآخرون من مستوطني كريات أربع بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت رصاص دمدم المتفجر والمحرم دوليافي وقت أغلق فيه الجنود الإسرائيليون أبوابالمسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلىساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد أثناء تشييع جثث الشهداء . وقد راح ضحية المجزرة نحو 50 شهيداً منهم 29داخل المسجد.