اشراقة تحاور الكاتبة الكــبيرة نوال السباعي من مدريد

حوار : ختام دحلة


انه شرف وأي شرف ان يولد الانسان امرأة ، انه شرف لانه الخيار الالهي لهذا الانسان
ديننا ليس بحاجة الينا لينتشر ويعم الارض بالخير ، ولكننا نحن بحاجة الى ديننا لنعيد صياغة عقولنا ونفهمه من جديد
يعجبني ان يتم تقديمي على انني أُم وامرأة عربية مسلمة



من منا لم يسمع عن الكاتبة الاسلامية نوال السباعي ، التي نذرت نفسها للاسلام ، خاصة من خلال رسالتها الاعلامية ككاتبة وصحفية ، فعلى الرغم من وجودها في الغربة الا ان ذلك لم ينل من قلمها السيال الذي لا ينبض الا بالحق وباعذب الدرر من الكلام .. فوجودها في المهجر وتحديدا مدريد حيث تعيش واسرتها هناك ، لم يؤثر على دورها في العطاء بل على العكس فكما تقول نوال السباعي :« ان معظم الادباء والكتاب العرب الذين هاجروا او هُجروا من بلادهم ، انما خرجوا بحثا عن الحرية وعن ارض يستطيعون ان يقولوا ويعتقدوا فيها ما يرون ، دون ان يحاول جلاد سلخ جلودهم او تركيعهم ، او شراءهم ليحنوا له اقلامهم ...» .

وهكذا انطلقت الكاتبة نوال السباعي بحرية فكرها لتدون بالكتابة كل ما يجول في خاطرها بصدق دون قيد او شرط لتصل رسالتها الاعلامية الهادفة الى كل مكان .

تقول الكاتبة نوال السباعي ( لاشراقة) في تعريفها لمصطلح الوطن : الوطن لا اعرفه؟! عندما وجدت كل الناس لهم وطن بحثت عن وطن يليق بحبي فلم اجد الا فلسطين ، فهل تقبلني فلسطين مواطنه عربية مسلمة عاشقة ؟! ونحن بدورنا من رحاب قلب الاقصى النابض في ارض فلسطين نقول للكاتبة المتميزة نوال السباعي ، ان فلسطين واهل فلسطين يرحبون بك كمواطنة عربية فلسطينية مسلمة عاشقة لفلسطين ، وليس هذا فحسب بل يشرفنا ذلك ويزيدنا عزة وكرامة ان ينضم الى موكبنا امرأة عظيمة تحارب بسيف قلمها الذي جردته من غمده دفاعا عن الاسلام والمسلمين ونصرة للحق. فاذا كنا في مجلة اشراقة قد سعدنا لان تكون الاستاذة نوال السباعي زهرة هذا العدد ، كذلك فان القراء سيسعدون حين تطل عليهم ضيفتنا الكريمة بكتاباتها الرائعة والمفيدة - إن شاء الله - من خلال الحوار التالي :


للاديب والمثقف بطاقة تعريف خاصة به ، تختلف عن هوية المواطن العادي ! فكيف تقدم الاستاذة نوال السباعي بطاقتها الشخصية ؟
- دائما اصطدم بهذا السؤال : وأقول اصطدم به لانني اجده في بداية اي حديث او حوار او محاضرة او حتى حلقة نقاش ، واجده دائما خارج الاطار ، لأن من لم يقدمه ويُعرِّف به عمله فلن يعرفه الف خطاب ولا مؤهلات ولا كلمات . وعلى الرغم من هذه القناعة فانني اجد الجميع يصر على تقديم بطاقة التعريف هذه ، وانه« ليعجبني ان يتم تقديمي على انني « أُم وامرأة عربية مسلمة » ، بما يمكن ان تحمله كل من هذه الكلمات الاربع من معان وظلال وما يمكن ان تثيره من افكار ونقاشات .

* هل صحيح ان الانسان يولد اكثر من مرة ؟وإذا كان ذلك صحيحا .. فمتى ولدت الاستاذة نوال مرة أخرى ؟

- يا له من سؤال صغير في مؤداه خطير في معناه ؟ نعم اختي الكريمة لقد ولدت من جديد مرات عديدة جدا ، في كل مرة استطعت فيها ان آتي من الموت لاستمر في الحياة لقد ولدت من جديد في كل مرة استطعت فيها ان انهض من عثرتي واتشبث بالارض واواصل الطريق لقد ولدت من جديد في كل مرة رفعت يدي فيها الى الله لاقول له ساعدني وكن معي ولدت من جديد ، في كل مرة اعانني فيها على ان آخذ بيد احد ابنائي في اسرتي او احد ابنائي في الله ولدت من جديد ، في كل مرة قهرت فيها الصمت وخرجت من حِصارِه ولدت من جديد .

لقد لامست الموت مرارا ، الموت المادي والموت المعنوي ، ثم عدت من الموت كما يقول محمود درويش لاحيا ثم احيا واقاوم ، انني احاول التأسي بهؤلاء القوم الذين تعلموا السير على جراحهم ومشوا عليها رغم الآلام ، وتحدوا الاهوال مرة بعد مرة وهم يرجون ان لا يساوموا وان لا يكونوا ممن يباع ويشترى بسهولة .
وهذه هي الولادة الجديدة وهذه هي المنح بعد المحن وهذه هي افراح الروح الحقيقية .

يا له من سؤال ؟ هذا الذي تريدين من خلاله ان احدثك عن الولادات الجديدة المتكررة التي ربما ودون مبالغة تحدث يوميا كلما سمعت اذان فجر جديد هنا في احد مساجد مدريد ، او عرفت اخا فلسطينيا يحاول ان يأخذ بيدنا لكي نحيا ونحن الذين خذلناهم الف مرة وهم يواجهون الموت ، نعم لقد ولدت من جديد في كل مرة رأيت فيها شابا من بلادي قد خرج على هذا الواقع الآسن الذي نعيش وقرر ان يبدأ التحول من نفسه ، وان يبدأ التغيير من ذاته وجاء يتحدى الموات والعفن وإنا وجدنا آباءنا على سنة وانا على آثارهم سائرون .. انها حالات من الولادات المتتالية التي تمنح الواحد منا الحياة مرة بعد مرة ، وتعطيه قدرة على الاستمرار والتشبث بالدرب .

*يصنفك البعض على انك اديبة وكاتبة والبعض الآخر على انك اعلامية ؟ وهناك من يقول بانك امرأة فقط! فاين انت من كل هذا ؟
- جميل جدا تصنيف « امرأة» هذا! فكيف لا اكون امرأة وأنا متزوجة ورزقني الله باربعة اولاد ؟

وكيف لا اكون امرأة وأنا انسانة تتميز بانها امرأة تعيش بعواطف المرأة وتنظر الى الحياة بمنظار المرأة وتعرف حدود وحجم العالم من خلال كونها امرأة ، انه شرف واي شرف ان يولد الانسان امرأة ، انه شرف لانه الخيار الالهي لهذا الانسان ، وانه شرف لان الله اختار هذه الانسانة لتكون امينة على حياة انسانية اخرى تنمو في داخلها مرة ومرات وتبقى جزءً منها طيلة حياتها هي ، وانه لشرف لان المرأة انسانة تتميز برهافة حسها وتدفق عواطفها ونظرتها الامومية للحياة والاشياء والانسان.

اما الاديبة والكاتبة فلم يطل بي المقام للاسف الشديد عندهما لاسباب شخصية وعامة ، حيث انتقلت الى العمل الاعلامي الذي استولى على كل انتاجي خلال الاعوام العشرة الاخيرة ، ولكن الاديبة والكاتبة تأبى الا ان تطل حتى من خلال ادق التقارير التحليلية الاخبارية السياسية التي كنت اقدمها في بعض الاحيان وكذلك في جميع ما اكتبه اليوم من مقالات حيث تثير تساؤل الجميع ان كنت اديبة ؟ وللاسبان مقولة جميلة في هذا ، وهي ان كل صحفي واعلامي يمكن ان يكون كاتبا او اديبا الا ان كل اديب وكاتب لا بد ان يكون يوما صحفيا واعلاميا بالضرورة .

احن بصورة دائمة الى الكتابة الادبية ، خاصة ان الكتابة ليست مهنة واكتساب ، ولكنها حاجة وضرورة وحنين من شوك لا يهدأ في صدر الكاتب يجول ويصول في القلب والعقل يريد ان يخرج وبأي ثمن ، لكن العمل الاعلامي اليوم يعتبر كذلك ضرورة وضرورة ملحة في زمن الغش والكذب والتشويه والانبطاح والركوع والسجود امام كثير من الاشياء التي اصبح معها الاعلام المجال شبه الوحيد الذي يمكن للمرء من خلاله لا ان يعبر عن رأيه فحسب ، بل ان يصنع رأيا ، ويحرك امة ، ويهز شعوبا . فالاعلامي يحاول ان يشارك في صنع التاريخ والاديب يشهد على هذه الصناعة ويورث نتائج صناعته للاجيال .

* ما سر شهرة كتابك ( خواطر في زمن المحنة ) .

- اصدقك القول انني انا نفسي في حالة اندهاش وانبهار بسبب ما اجده من اقبال عجيب على هذا الكتاب من قبل الشباب بشكل خاص وعلى الرغم من مرور ما يقارب العشرين عاما على كتابته ، واعجب من ذلك هو ان بعض الذين تصدوا لمناقشة هذه الخواطر او دراستها او التعليق عليها اثبتوا على صغر سنهم انهم شباب متمكن ليس من اللغة فحسب بل من القدرة على التفكير والنقاش وصناعة الرأي الى درجة مذهلة ، المؤسف في الامر ان معظم الشباب الذين تصدوا لهذه المحاولات تركوا الاستمرار في العمل فيها ، وكانت هناك محاولة جادة من احد هؤلاء العمالقة صغار السن الذي بدأ بتسجيل خواطره على تلك الخواطر قبل عامين ، والذي ارجو ان يعود اليها لانه يمثل من وجهة نظري جيلا جديدا يفوقنا في كل شيء ، في قدرته على استعمال الخطاب الادبي الذي يستطيع الوصول الى الآخر دون كثير عناء ، عبارة قصيرة وكلمات واضحة لا غموض فيها ومعان سلسة ترتفع بالقارىء الى ما يريده الكاتب ولا تهبط بالكاتب الى ما يعجب القارىء ، وفكر قوي صاف جذل متماسك واضح وثابت يعبر عن اهداف غاية في الدقة ، وتعبير عن النفس الانسانية بصدق وبساطة ، صدق مع النفس ومع الآخرين ، ووضع الاصبع على مواقع الالم والجراح المتعفنة في اخلاقنا وسلوكياتنا وثقافتنا ومجتمعاتنا اليوم ، وفهم ابعاد المحن التي تعيشها الامة والحديث عنها بكل صدق وبساطة .

احن بصورة دائمة الى الكتابة الادبية ، خاصة ان الكتابة ليست مهنة واكتساب ، ولكنها حاجة وضرورة وحنين من شوك لا يهدأ في صدر الكاتب يجول ويصول في القلب والعقل يريد ان يخرج وبأي ثمن ، لكن العمل الاعلامي اليوم يعتبر كذلك ضرورة وضرورة ملحة في زمن الغش والكذب والتشويه والانبطاح والركوع والسجود امام كثير من الاشياء التي اصبح معها الاعلام المجال شبه الوحيد الذي يمكن للمرء من خلاله لا ان يعبر عن رأيه فحسب ، بل ان يصنع رأيا ، ويحرك امة ، ويهز شعوبا . فالاعلامي يحاول ان يشارك في صنع التاريخ والاديب يشهد على هذه الصناعة ويورث نتائج صناعته للاجيال .


* بحكم مكوثك الطويل في الغربة .. هل ما زال الاديب والمثقف العربي يؤدي دوره في الغربة ؟ ام ان مطارق الغربة احنت ظهره وقلمه ؟
- لا اعرف ولم اسمع عن كثيرين احنت الغربة ظهورهم ولا اقلامهم ، بل على العكس من ذلك طالما فجعنا نحن هنا في الغربة بالكثيرين والكثيرين جدا ممن احنى الوطن كل شيء فيهم ، افكارهم ، اقلامهم ، كرامتهم ، وطنيتهم ، وربما ايمانهم وصدقهم ، معظم الادباء العرب الذين هاجروا او هُجروا من بلادهم انما خرجوا بحثا عن الحرية ، بحثا عن ارض يستطيعون ان يقولوا فيها ما يقولون وان يعتقدوا فيها ما يرون دون ان يحاول جلاد سلخ جلودهم او تركيعهم او شراءهم ليحنوا له اقلامهم .

من قال ان الغربة فرح وانهار من عسل ولذات ؟ من قال بأن الكاتب العربي هنا يعيش على ضفاف السعادة ويتقلب في نعيم الحياة؟ نعم ان هناك حفنة من المرتزقة الذين يعيشون طفيليات على هامش حياة بعض اثرياء العرب ممن يقدمون الاموال على كل من لا يستحق فيصدرون بعض المجلات هنا وهناك وربما افتتحوا قنوات فضائية كذلك يستقطبون بها بعض الاقلام والاصوات والكفاءات ، ولكن ثقي ان الغربة لا تفسد الذهب الخالص ، ولذلك فان ثلاثة ارباع كتابنا وأدبائنا في الغربة ازدادوا تألقا وازدادوا لمعاناً ، لأن الحرية التي هاجروا او هجروا في سبيلها لم تكن ها هنا مجانية ، ! لقد كانت باهظة الثمن يا صديقتي ، لقد كان ثمنها مرا كالعلقم صبراً وتشبثاً بالهوية ومصابرة ومرابطة مع تربية الاولاد والحفاظ على الجذور .

* لم نسمع للتجمعات النسائية في الغرب موقفاً قوياً ومدوياً في قضية الحجاب في فرنسا ؟ اليس هذا محك اختبار لكم كاعلاميين ومثقفين ومهتمين في مجال المرأة ؟
- المسلمون في اوروبا مشغولون بقضايا خطيرة للغاية وموضوع القانون الفرنسي لا يشغل بالهم كما يشغل بال الناس في بلادنا والذين وجدوا لهم مخرجا للهرب من اهتمامهم بالقضية الفلسطينية والشأن العراقي في حقبة من اخطر الحقبات في تاريخهم الذي يصنعه لهم الآخرون وهم مشغولون بمعارك جانبية . ليت العرب تركوا معركة الحجاب في فرنسا للجاليات المسلمة في الغرب التي تعلمت بعد الحادي عشر من سبتمبر ان القافلة تسير لا يضرها عواء الذئاب .

لقد تعرضنا هنا في اسبانيا قبل عام لحملة مروعة ضد الحجاب ولكن الجالية صمدت بفضل الله ، وخرجت النساء المسلمات بحجابهن يمارسن اعمالهن في هدوء وصمت وصبر حتى مرت الازمة ولم يستطع احد ان ينال من حجاب هؤلاء الصابرات المحتسبات .

ازمة الحجاب في فرنسا قضية مفتعلة الهدف الرئيس منها تحريض المسلمين ليقوموا باعمال عنف تسوغ للغربيين سن المزيد من القوانين للتخلص منهم بعد ان اصبحوا قادرين بفضل من الله على تغيير الرأي العام الاوروبي ولا نظن صمت بعض الاعلاميين جبنا او تخاذلا ، كما لا نظن الحديث والصياح والضجات المثارة شجاعة واقداما ، فلقد منع الحجاب في تونس وسوريا وغيرها من البلاد العربية والاسلامية بقوة الجيوش والقهر والرصاص ولم نسمع لا جعجعة ولا طحنا ولم نر من يقف في وجه اولئك الظلمة ليمنعهم من ظلمهم حين زالوا وبقي الحجاب وبقي الاسلام وبقيت المسلمات وحدهن يحملن شعار الاسلام على رؤوسهن لا يبالين بهؤلاء ولا هؤلاء .

* كتاباتك في معظمها تتجه نحو الثورة على بعض المفاهيم السائدة وعلى الوضع العربي بشكل عام هل وجدت من يقف معك في هذه الثورات ؟
- المسلمة بحاجة الى مجتمع يرضى بها ويرضى عنها كامرأة وانسانة ومسلمة ، وهذا المجتمع بحاجة الى الاسلام الصافي العظيم والى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح بيده الحانية على رؤوس الناس يخرجهم من بؤسهم وشقائهم ويمنحهم بعض الرضى عن انفسهم وثبوتهم ويعقد مصالحة بينهم وبين ذواتهم ، لا تجد احدا في بلادنا راضٍ عن نفسه ولا عن زوجه ولا عن اولاده كل واحد يعمل على تغيير اخلاق وشخصية زوجته فيعنفها ، ليلا ونهارا ، يريد ان يغير من ابنائه ، يريد ان يغير كل شيء الا نفسه التي بين جنبيه ، نحن فعلا بحاجة الى عقد مصالحة مع انفسنا مع ازواجنا مع ابنائنا مع الناس مع الآخر مع الكون ، وحتى مع اسلامنا الذي جعلناه مبررا لكل الاذى والعنف الذي تعيشه مجتمعاتنا .

اما انني غاضبة وثائرة ، فنعم .. أنا غاضبة وثائرة على اوضاعنا ورضي الله عن عمر بن الخطاب الذي قال : « من استغضب ولم يغضب فهو حمار » وأسأل الله ان لا يحشرني يوم القيامة في زمرة الحمير !!

* هذا التأخر الشامل الذي يعيشه الوطن العربي .. أين المخرج منه ومن هي الشريحة التي يجب ان تنوء بحمل التغيير ؟ وهل من عودة الى القيادة والريادة ؟
- المخرج الوحيد هو التربية والتربية والتربية ، نحن بحاجة ماسة الى اعادة النظر في فهم الامة لعملية التربية جملة وتفصيلا ، والى اعادة تعريف العملية التربوية ، والى رمي كل وسائلنا التربوية في سلة قمامة التاريخ ، والى البدء من القواعد في صياغة نظريات جديدة في التربية نستفيد منها من تجارب غيرنا التي يجب ان نستفيد منها وكفانا انغلاقا على ذواتنا وكفانا ادعاءً الدفاع عن ديننا ، ديننا ليس في حاجة الينا لينتشر ويعم الارض بالخير ، ولكننا نحن بحاجة الى ديننا لنعيد صياغة عقولنا ونفهمه من جديد فان حصوننا لم تدك الا من داخلها ولم تؤت الا من عند انفسنا . الشريحة التي تسألينني عنها هي ابناء هذه الاجيال الصاعدة الآن والتي أسأل الله ان لا يكونوا من امثالنا نحن الجيل الذي احرق الاقصى وهو ينظر ، وضاعت القدس وهو ينظر ، وسقطت بغداد وهو ينظر ، الجيل الآتي الذي يجب ان يفهم ان الامة بأمس الحاجة الى الدراسات الانسانية والتربوية والتاريخية فيكف عن التكدس في كليات الطب والصيدلة ويهتم بالعلوم الانسانية واللغوية التي ستضع الامة على الدرب الصحيح باذن الله . انه جيل يتسلم الآن الامانة الصعبة منا ويحملها جمرا يحترق بين يديه ، لكنه جيل يثبت يوما بعد يوم على انه يستحق الحياة ويستحق الامل المعقود عليه ويستحق هذا الغد المقبل الذي هو احد وعود الله الذي لم ولن يخلف وعده .

* هل هناك جديد في مؤلفات وكتابات الاستاذة نوال ؟

- عندي الكثير من الاوراق والمسودات والقصاصات التي هي بحاجة الى اعادة صياغة وجمع ، ولدي اربعة كتب شبه جاهزة للطبع لكنني لا أجد الوقت ولا الظروف المناسبة للعمل فيها .


* لو طلبنا من الاستاذة نوال السباعي تعريف سريع لهذه المصطلحات .. فماذا سوف تقول : الحرية - الوطن - الغربة - المرأة- الرجل - الكتابة - المثقف .
- الحرية : الهواء الذي لا حياة بغيره .
الوطن - لا اعرفه ؟ .. وعندما وجدت كل الناس لهم وطن بحثت عن وطن يليق بحبي فلم اجد الا فلسطين ! فهل تقبلني فلسطين مواطنة عربية مسلمة عاشقة؟
المرأة : انسانة .
الرجل: قوام ودود ، وقائد رحيم ، وخيمة من أمن دافىء ،وحزم حنون .
الكتابة : ألم .
المثقف : انسان يعرف كيف يتعايش مع المتغيرات دون ان يمس بالثوابت ، الثقافة سلوك حضاري انساني يرتقي بالبشر الى حريتهم وامنهم وسلامهم مع انفسهم .


موقع إشراقة