النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: لقـــاء حواري مع الأخ الكريــم .. سميـــر الفيـــل ...

  1. #1 لقـــاء حواري مع الأخ الكريــم .. سميـــر الفيـــل ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    اللوحة من تصميم وإخراج
    الأخ الكريم
    طارق شفيق حقي
    لقاء حواري مع الأخ الكريم
    سمير الفيل
    "مكابدات الطفولة والصبا"
    قال مدرس الدين: الموت علينا حق، ونظر إلي بالذات وهو يقول بحدة وكأنه يعنيني: إنه لا يبقى من الميت غير عمله، وولد يدعو له بالرحمة.
    وكنت لا أحفظ أي دعاء، فأحسست بالتقصير الشديد نحو أبي، ودفنت وجهي في خشب المقعد مستعيذا بالله من شر عصاه الباطشة.
    طلب منا أن نسمّع بالدور الجزء الأكبر من سورة "البقرة"، أغلبنا نال حصته من الخيزرانة، التي تركت في أكفنا خيوطا محمرة، حتى صارت يدي كقطعة كبد طازجة.
    سمير الفيل
    سؤالي الأول
    ترى ما الموضوعات التي تشد اهتمامك في القصة العربية المعاصرة، وفي باقي الأجناس الأدبية؟
    سؤالي الثاني
    هل ما زالت لفعل القص المعاصر ذات المكانة التي كانت له قديما؟
    سؤالي الثالث
    ما هي في رأيك رسالة القاص ووظيفته الحقيقية؟
    سؤالي الرابع
    هل لجمالية الصورة القصصية اعتبارا لدى كتاب القصة المحدثين؟
    سؤالي الخامس
    كيف يا ترى ينتقي القاص عنوان قصته أو عنوان مجموعته القصصية؟
    سؤالي السادس
    ما الذي تراه في شأن ما يجمع الرواية والقصة القصيرة من روابط؟
    سؤالي السابع
    هل ثمة سمة شكلية أو جوهرية غالبة على القص العربي المعاصر؟
    سؤالي الثامن
    كيف ترى مسألة الرمز في القصة العربية قديمها وحديثها؟
    سؤالي التاسع
    هل ثمة من إضافات نوعية مستجدة في الكتابة القصصية المعاصرة؟
    سؤالي العاشر
    ما حقيقة الصلة بين القاص العربي والقصص التي يكتبها؟
    سؤالي الحادي عشر
    هل بالإمكان الحديث عن أغراض قصصية مستحدثة؟
    سؤالي الثاني عشر
    ترى هل سبق أن قرأت بعض السير الذاتية القصصية؟


    هذه جملة من الحروف الحوارية، والتي أراها مدخلا طبيعيا إلى ولوج جملة من فضاءات الفن القصصي، وباعثا على طرق بعض الأبواب في رحاب تلقي ما ينبض به الحرف العربي من خفق حكائي، وقد رأيتها كذلك جسرا حواريا يصل بين المتعة الأدبية والفائدة النقدية.
    في انتظار إجاباتك
    حياك الله

    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 23/02/2007 الساعة 10:41 AM

    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريــم .. سميـــر الفيـــل ... 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    جنوب المتوسط
    المشاركات
    58
    معدل تقييم المستوى
    20

    رسالة اعتذار

    لم انتبه لوجود مادة للحوار معي ..
    ربما لن مشاغل الحياة لا تجعلني ادخل المنتديات بصفة منتظمة..
    ناهيك عن عدم قراءة الرسائل إلا مصادفة كما حدث معي اليوم
    ولكن طالما هناك نافذة للحوار والمناقشة فيسعدني ان اكون مع اهل موقع " منتديات اسواق المربد الكرام" ..
    هذا يسعدني جدا ، ويضيف إلى رصيدي ..

    سمير الفيل
    التعديل الأخير تم بواسطة سمير الفيل ; 31/12/2007 الساعة 08:40 AM
    سمير الفيل
    كاتب مصري
    Samir_feel@yahoo.com
    مدونتي :
    http://samir-feel.maktoobblog.com/
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    جنوب المتوسط
    المشاركات
    58
    معدل تقييم المستوى
    20
    سؤالي الأول
    ترى ما الموضوعات التي تشد اهتمامك في القصة العربية المعاصرة، وفي باقي الأجناس الأدبية؟


    لا أظن أن هناك موضوعات تحدد أفق الكاتب ، فثمة جدل لا ينقطع بين الكاتب وواقعه ، ولاشك أن هناك موضوعات تفرض نفسها على قلم الكاتب حين يستشعر أهميتها ، وإمكانية مساهمته في تقديم رؤيته لبعض القضايا الملحة التي يموج بها هذا الواقع .
    سأعود للسرد وهو مجال عملي الرئيسي حاليا ، فأقول : إنني لا أضع مخططا لكتابة نص سردي ما ، لكنني أترك نفسي على سجيتها ، وأجوس في الشوارع وأرقب المارة ، وأمارس حياتي العادية بعين يقظة مدربة ، لكنني أكون منتبها بكل حواسي لما يجري من حولي .
    يهمنى حكايات الجارات ، وما يتردد في الأسواق والمقاهي ، والطرف التي تروى مصادفة حين تركب فلوكة وتعبر نهر النيل أو تقف في طابور خبز . يلفت نظري أحيانا ما أراه من تناقضات في مجتمعي ، وأحيانا تمر بي أحداث أخالني نسيتها ثم تقض مضجعي فلا يمكنني النوم الآمن قبل رصدها. وفي مرات بلغ بي الملل أقصى حدوده فلم ينقذني سوى هاتف في الليل أن امسك قلمك وسود تلك الصفحات. هذه الأطياف العابرة تقدم لك أجمل الحكي لأنك في هذه الحالة لا تصطنع قصا ، ولا تختلق مواضيع بل تتهادى إليك " الكتابة " في غبش الفجر وما عليك سوى التدوين !
    لكن أهم ما يشغلني وقت الكتابة هو أن اتتبع هذا الخيط السري ، السحري ، الرقيق ، الذي لا يكاد يرى فأرصده وأعمل على ألا أكون متزيدا فلا أحضر بعقلي فقط بل بروحي أكثر ، وغالبا ما أكتفي بمهمة الرصد . في بعض الأحيان أعلق ساخراـ دون غرادة مني ـ ثم انسحب بعد ان اكتشف وجود راسي تطل عبر النص ، وهذا احيانا يمثل نقيصة فنية .
    أنا واحد من الكتاب السرديين الذين يتركون لأبطالهم هامش واسع جدا للحركة ، ولا أقمع شخصياتي بل أتركها تتصرف على طبيعتها. قد لا تجد عازلا حديديا أو جدارا أسمنتيا بين الواقع والخيال فثمة تضفير مؤكد للعنصرين وهذه خلاصة تجربة السارد ولا يمكن نقلها بالتلقين بل تتطلب وعيا وتمرسا.
    سمير الفيل
    كاتب مصري
    Samir_feel@yahoo.com
    مدونتي :
    http://samir-feel.maktoobblog.com/
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    جنوب المتوسط
    المشاركات
    58
    معدل تقييم المستوى
    20

    السؤال الثاني :

    هل ما زالت لفعل القص المعاصر ذات المكانة التي كانت له قديما؟


    توجت الحكاية ملكة على النثر منذ سنوات طويلة. صحيح أنني لم أكن قد ولدت بعد لكن فيما يبدو فإن الأسلاف كانوا بحاجة لمن يحكي لهم ، وينقل طرفا من خبر الآخرين، ويطوي هموم الليل الطويل بالتدبر والتفكير في مصائر الناس البعيدين .
    الشيخ الواعظ في الجامع ينجح تماما مع المصليين عندما يقص عليهم حكايات الغابرين في ثوب " قصصي " باهر ، ولو ركبت " تاكسي " وتوجهت من إقليم بعيد عن العاصمة إلى القاهرة لسمعت أشرطة " الكاسيت" وفيها قصص شعبية مليئة بالفواجع والدراما والحكم المصكوكة قصدا .إذن الحكاية قديمة ، ولكنها مع فكرة القصة الحديثة تلونت بأشكال شتى. فكتابة المنفلوطي ومحمد حسين هيكل غير كتابات عادل كامل ونجيب محفوظ ، وروايات بهاء طاهر وخيري شلبي مختلفة عن يحيى حقي ويوسف إدريس. لكل مرحلة كتابها ، ولكل زمن آليات تشكيل النص الخاص به .
    قد يبدو موقفي محافظا لو قلت أنني أستريح للقصة الكلاسيكية التي تمسك ب" عمود الحكي " فتتضح فيها علاقات الشخصيات ، وخطوط الصراع ، وتكون اللغة وسيلة لنقل الأفكار بنفس قيمتها الجمالية الخالصة كمادة خام رائقة ومشعة بالجمال.
    القصة تبدو في كل الأحوال في حالة ترقب لمن يصبها في الإناء المناسب ، وأنا واحد من الناس لم تكن لي جدة تحكي الحواديت ، ولا أم " فاضية " لتحكي عن الغيلان والشاطر حسن والسندباد ، فقد كانت الظروف الاقتصادية هي التي دفعتنا مبكرا إلى العمل فاستقينا " حكاياتنا " من مراقبة الناس ، وتسقط حكاياتهم، ومعرفة أحوالهم التي تتناقل همسا . في كل بيت شباك يطل على ألف حدوتة يمكنها أن تــُـحكي .
    تعود بي الذاكرة لشيء مدهش كنت أمارسه ، وأنا تلميذ في المرحلة الابتدائية . كان جسدي ضئيلا وقامتي قصيرة ، وجسدي تسكنه علل كثيرة لكنني في نفس الوقت في منتهى الشيطنة والحيوية ، لذا لم يكن مسموحا لي باللعب الجماعي ضمن " الشلل الرسمية " . كان مأزقا مرعبا أن أعيش منعزلا . واكتشفت أن هناك أسلوب ما لأحكي لهم حكايات عجيبة كنت أصنعها في التو بخيال محلق ( خلال فترات الفسح) .
    هذه الحيلة لا أعرف كيف انطلت على رفاق المدرسة فسمحوا لي بان أكون واحدا منهم في الألعاب التي تحتاج للمشاحنة ، والصدام الجسدي . وجدت في الحكاية مخرجا من الأزمة، وانخرطت بجنون في العراك اليومي الذي يبدأ فور دق ناقوس آخر حصة دراسية ، والفضل هنا لتيار الحكاية الذي كان يسكنني دون ان أنتبه له .
    أغرب شيء هو أنني عندما بدأت الكتابة الجدية في الصف الثاني من معهد المعلمين( يوازي الثانوية العامة ) بدأت بكتابة الشعر ، ولم ألتفت لتلك التجربة إلا بعد سنوات طويلة من الكتابة حين تفتقت قريحتي عن فنون سردية تختلف تماما عن تجربة الشعر.
    الشعر هو الإنشاد والسحر في كيمياء الألفاظ والإيقاع الذي يسحر العقول ، فيما أعتقد أن القصة مجالها الأرض بكل عنفوانها وزخمها ، مع وجود فضاء مناسب للتحليق في الأعالي وشحذ الخيال لإضفاء نكهة ما على السرد مهما كان واقعيا.
    لا يهمني بحال مكانة السرد ، ولا ألتفت للأسئلة الكبرى التي ربما تكون مبررة لمن يسألها . كل همي مع كتابة نص جديد أن أحاول أن أنقب عن الاحتمالات الممكنة للحكي ، وأن أوفر لها لغة تتسم بالتلقائية ، وربما الطزاجة. قد يكون لدي ميل للنسغ الشعبي الذي هو صرة الحكي في أغلب نصوصي لكنني بالأخير مخلص لفكرة أن يكون الشخص كاتبا أصيلا يكتب عما يعرف ، عليه مسئولية الكشف والتمحيص عن كل معلومة ينطلق بها نصه . الكاتب الحقيقي لا يزيف، ولا يلفق ، ولا يفتعل الكتابة إذا شعر بالمجرى جاف وضحل . عليه أن يصبر حتى لو اضطر الأمر للتوقف أشهرا عن الكتابة ، وهو ما يحدث لي في نوبات إحباط دورية قبل أن أتحفز وأمتلك إرادتي كي أعاود الحكي . أعاود الحياة.
    سمير الفيل
    كاتب مصري
    Samir_feel@yahoo.com
    مدونتي :
    http://samir-feel.maktoobblog.com/
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريــم .. سميـــر الفيـــل ... 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    جنوب المتوسط
    المشاركات
    58
    معدل تقييم المستوى
    20

    السؤال الثالث :

    ما هي في رأيك رسالة القاص ووظيفته الحقيقية؟


    لم يمر هذا السؤال في ذهني ، فقد بدأت الكتابة بدافع داخلي لم أتعرف على بواعثه ، واستمرت تجاربي في التطور دون أن أتجاسر بأن أسال نفسي عن معنى الكتابة ، ومغزاها.
    لكن طالما السؤال طرح فلابد له من إجابة ، ويمكنني الزعم أنني حينما أمسكت القلم في صدر شبابي الأول كنت أعتقد أن الكتابة مهمة جدا لأنها الطريقة الوحيدة للثورة على الظلم والفساد والزيف .
    كنا في نهاية الستينات نقرأ لمكسيم جوركي وتشيخوف وديستوفيسكي وتولستويوبوشكين وللتيار الروسي بعامة وهو بمثابة الصناعة الثقيلة في السرد العالمي ، وكانت الدراسات المواكبة للإبداع تأخذ هذا المنحى.
    الكتابة هي ثورة حقيقية على فساد وظلم العالم ، هذا ما كنا نعتقده ونقدمه على كل الفروض الأخرى .
    في مرحلة تالية رأيت الكتابة محاولة لاكتشاف العلاقات الحقيقية بين الأشياء . إنها بحث عن الماهية والكينونة ، وقد تحولت الكتابة في هذه المرحلة إلى نوع من مساءلة العالم حول طبيعة ما يحدث في فيه من تحولات عميقة . كان الأدب هو اليقين والقيمة الكبرى التي يمكن التغلب بها على اللامعنى.
    في مرحلة أخيرة أعيشها الآن وجدت الكتابة ـ وأنا هنا لا أفصل القصة عن أشكال الكتابة الأخرى ـ هي الانغماس في تيار الحياة في مواجهة الموت.
    نعم. إنت عندما تبدع قصتك وتحرك شخصياتك وتهيمن إلى حد كبير على دقائق عملك فأنت ابن الله ، ومسئوليتك مضاعفة لكي تروي سيرة الإنسان . بالحكي يمكنك أن توصل صوتك مهما كان ضعيفا أو مترددا أو خجولا.
    هي إذن تصورات مختلفة لدور الكاتب في واقعه، وربما تجاورت تلك التصورات وانصهرت في ضفيرة واحدة تشير إلى أن الكتابة هي حياة أخرى موازية للحياة. هي لغة تتحرك في اتجاه الواقع فمرة تعلوه ومرة تكون أسفله ، ومرة ثالثة تخترقه. وفي كل الأحوال هي تحاول ألا تكون الحياة نفسها لكن ربما ضميره الحي الخلاق .
    سأعود لوظيفة القاص فأقول أن الكتابة كمهنة دقيقة تحتاج إلى محترفين و" أسطوات " ، ومن وظائف الكاتب الأصيل أن يطور أدواته ، وأن يحاول كل مرة اختبار تلك الأدوات ، كما أن عليه الاجتراءعلى السائد والاتجاه لتخطى المألوف ،وهو هنا يعتبر الكتابة في حد ذاتها مغامرة تستحق كل جهد حقيقي ، أصيل . وسأضيف شيئا مهما جدا بالنسبة لي على الأقل ، وهو أن المتعة الفنية هي الشاهد في كل ما ذكرت.
    فهناك كتاب يحملون نوايا حسنة وضمائر نقية لكنهم غير قادرين على الخلق وتحريك الساكن وهؤلاء أقرب لموظفي الأرشيف الذين لديهم أكداس معلومات لكنهم لا يعرفون كيف يستفيدون من الكنوز التي تحت أيديهم. أليس كذلك ؟!
    سمير الفيل
    كاتب مصري
    Samir_feel@yahoo.com
    مدونتي :
    http://samir-feel.maktoobblog.com/
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريــم .. سميـــر الفيـــل ... 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    جنوب المتوسط
    المشاركات
    58
    معدل تقييم المستوى
    20


    السؤال الرابع :

    هل لجمالية الصورة القصصية اعتبارا لدى كتاب القصة المحدثين؟



    لاشك أن المشهد القصصي يلقي بظله على نجاح التجربة أو إخفاقها. لا أتصور نصا ناجحا يمكن أن يتم إنشاؤه بمعزل عن الصورة.
    ولكن هناك رؤى مختلفة لتلك الصورة وفنياتها كلما خبر الكاتب طريقه وتمكن من استخدام أدواته.
    هناك الصورة الواقعية المحضة التي تأخذ من الواقع دون محاولة للتخييل ، وهي صورة أشبه بالفوتوغرافيا في جمود أطرها ، واستقرار نسبها .
    وهناك الصورة التأثيرية التي تعتمد على لعب ماهر بالظلال ، والتي تستفيد من البعد الواقعي دون أن تخضع لمنطقه تماما .
    وثمة محاولات جادة لإنشاء صورة تخييلية مفترضة تعتمد على تلاقي الطرفين بنسب معقولة فنجد أصداء واقعية مضفورة بظلال تخييلية.
    الشاهد هنا أن تكون الصورة المنتجة متسقة تماما مع المادة الخام للسرد .
    وقد توقفنا في فترات زمنية معينة أمام صور قصصية كانت تنفلت من كل تحديد فتغرق في الرمزية أو تشوه الصورة الأم بوسائط تجريدية أوأنماط سريالية كما أن هناك صور اعتمدت على المادة الأرشيفية والجهد التوثيقي البحت .
    يبقى ما هو جمالي رائق يؤطر بفكر راق يمكنه أن يطرح الخطاب بلا نقصان ، أو تشوش ، أو عجز.
    هي الصورة الباذخة التي تتمكن من فرض جمالياتها دون أن نسأل أنفسنا ـ بكل تأكيد ـ عن " المصطلح " الذي يكمن في الخلفية.
    النص السردي الناجح لا يتركنا نطرح كل هذه الأسئلة لأنه يستولي على الأفئدة ويسحرها بجماليته العالية . وبدون ذلك لا تنفع المعرفة وحدها مهما كانت قناطير مقنطرة. السحر الكامن في طريقة الآداء الفني والتشكيل الجمالي عليه المعول الرئيسي في جمال صورة وقبح أخرى!
    سمير الفيل
    كاتب مصري
    Samir_feel@yahoo.com
    مدونتي :
    http://samir-feel.maktoobblog.com/
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريــم .. سميـــر الفيـــل ... 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    جنوب المتوسط
    المشاركات
    58
    معدل تقييم المستوى
    20


    السؤال الخامس :
    كيف يا ترى ينتقي القاص عنوان قصته أو عنوان مجموعته القصصية ؟



    ليست هناك طريقة ثابتة لاختيار عناوين قصصي . لكن هناك عدة طرق ، كل طريقة لها مميزاتها وعيوبها بالقطع.
    هناك مجموعة من نصوصي أجد أن البطل ( أوالبطلة ) هي التي يمكنها أن تحمل عنوان النص ، وهذه أسهل الطرق لأن الاسم في حد ذاته ربما لا يكشف عن أسرار السرد ، ولا يعري الأفكار الرئيسية ، فقصة مثل " مشيرة " أو" نرجس " أو " تمرحنة " وفرت علي مشقة الاختيار لأنني فضلت أن تحمل اسم البطلة ، ونفس الشيء حدث مع " ألحان علي " وهي شخصية لأمراة عراقية قابلتها صدفة في أتوبيس مزدحم بالقاهرة، وهناك " الزلنطحي " الذي صارت له شعبية كبيرة بعد ان نشرته في أكثر من مطبوعة لنه كان يعبر عن مرحلة من مراحل الواقع.
    هناك طريقة أخرى وهي أن أكون في البداية عارفا بفحوى ما اكتب فيكون العنوان هو غطاء سردي مكتنز بسحر الحكي فالمجانين عنوان نصهم " مناخوليا" ومع تفصيلات العشق والاغتراب والحب والغدر في حارة معينة يمكن أن نعطي عنوان " جيران" ومع النصوص التي كتبتها ليلا وأنا أعاني من مرض متعب يكون العنوان" حكايات السرير" وهكذا يمكن أن يكون العنوان أقرب للرمز .
    وأحيانا ما يستقر الأمر على اقتناص جملة أو عبارة من نص انتهيت منه فيكون هو العنوان كما حدث في " هذا العري" و" حالة ترميم" ، " أسماء أخت مهجت " ، " أخطاء صغيرة " .
    وكثيرا ما أتوقف أسبوعا أو اكثر للبحث عن عنوان يصلح لما كتبت فاهتدي في لحظة كاشفة للعنوان الذي قد يمثل حالة من حالات القص كما في " إرتباكات " ، و" إمالة الرأس " و" المأمورية" ، و" مكابدات الطفولة والصبا" ، و" الرابط والمربوط" .
    في مجموعتي الخامسة " شمال .. يمين" كانت العناوين من أسهل ما يمكن " فهناك 21 قصة كلها تجرى في فترة الإعداد للجندية او الدفع بالبطل لتشكيل قتالي ، فكانت العناوين مثل: " قايش وسط" ، " ياقات حمراء " ، " التزحيف " ، " الهدف " ، " أربع شرائط سوداء" . لكن هذا الحقل العسكري تقاطع مع فضاء إنساني فكانت هناك عناوين مختلفة مثل : " خنافس " ، " الظل" ، " الـــبنات " ، " فرد يمام " ، صيد العصاري" ثم زحفت نحو الأمكنة : " سرابيوم" ، " الدفرسوار" . العناوين تحتاج لاحتراف وقدرة غير عادية على التحكم في إرادتك وأنت تشكل النص وتضع آخر طوبة في هذا الصرح السردي المهيب!
    سمير الفيل
    كاتب مصري
    Samir_feel@yahoo.com
    مدونتي :
    http://samir-feel.maktoobblog.com/
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريــم .. سميـــر الفيـــل ... 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    جنوب المتوسط
    المشاركات
    58
    معدل تقييم المستوى
    20


    السؤال السادس :

    ما الذي تراه في شــــأن ما يجمع الرواية والقصة القصيرة من روابط ؟



    نستطيع القول أن القصة تشترك مع الرواية في وجود " حكاية " ما تروى، ونتصور أن هناك من ينتظرنا كي نحكيها .
    هي في القصة تكون مكتنزة ، ومختصرة ، وموجزة إلى حد بعيد ، لكنها في الرواية تمتد لفضاءات بعيدة بلا انتهاء .
    كذلك تشترك القصة مع الرواية في وجود حدث محوري يتم التركيز عليه في القصة ولكن في الرواية يمكن أن تكون هناك احداث فرعية كنهيرات صغيرة تصب في التيار الرئيسي.
    ربما تقوم القصة القصيرة على شخصية واحدة، وهذا نادرا ما يحدث في الرواية التي تتسع لشخصيات عديدة ذات مصائر متشابكة . وربما كانت الشخصيات في الرواية تحتاج لتوصيف دقيق من حيث طبيعتها النفسية والجسدية والأخلاقية ، فيما يمكن الاستغناء عن بعض التفصيلات في القصة ، وتأتي الشخصـــية كلا بدون فضفضة.
    يمكن اعتبار أن النص الكلاسيكي في الرواية يحتاج لعنصري الزمان والمكان ، وبدونهما لا يكون هناك نص جيد في حين نجد القصة القصيرة قد توجز هذين العنصرين بل تسقط الزمن تماما اعتمادا على عناصر بديلة . أنظر مثلا لما قامت به " نتالي ساروت" في " انفعالات" من الاعتماد على التشيئية وبالتالي لم يعد هناك ضرورة للمكان أو الزمان.
    وأود أن أنبه إلى وجود تيارات مختلفة من القص الحديث بعضه طليعي أو تعبيري أ سريالي ، أو عبثي قد يتجه للتحرر من هذه العناصر التي نشير إليها متكئا على قدرة الكاتب على استحضار موقف أو حدث ما عبر لغة شديدة التكثيف.
    ويمكنني القول أن الرواية في يقيني لابد أن تعتمد على عمود الحكي بمعنى أنك يمكن أن تعيد حكاية أحداث " الجريمة والعقاب" لديستوفيسكي ، أو " الغريب " لألبير كامو ، أو " الثلاثية " لنجييب محفوظ ، أو" الحي الاتيني " لسهيل إدريس، ولا يشترط ذلك في القصة القصيرة التي تعتمد في الغالب على كثافة اللغة ، وإحادية الحدث ، وقلة عدد الشخصيات ومن الصعب ـ بل من غير اللائق ـ أن نلخص قصة قصيرة .
    كنا دائما نسمع من أساتذتنا أن القصة القصيرة هي قطعة الحجر التي تقذفها في النهر فتصنع دوائر آخذة في الاتساع فيما يكون شأن الرواية هو وجود تيار نهري جارف يبدأ من المنبع وينتهي بالمصب مع ما يصادفه من مستنقعات ، وجنادل وشلالات وسدود.
    لكنني واقعيا التقيت مرة بالأستاذ يحيى حقي وسألته عن الفرق بين القصة القصيرة والرواية ، وقد أخذني من يدي وقال: أنظر من هذا الثقب في باب حجرتك . كل ما تراه من خلاله من أحداث وليس أكثر مجاله القصة .
    ثم جذبني جذبة أخرى ، وقال لي : الآن عليك أن تفتح الباب واسعا لتهبط الشارع ، وكل ما تراه فيه هو أساس لرواية ناجحة. ومازالت وجهة نظره البسيطة جديرة بالاحترام. هذا الأب المعلم الذي لا تنسى أياديه البيضاء على شباب كثيرين احتضنهم ودعم خطواتهم الأولى حتى تحققوا .
    سمير الفيل
    كاتب مصري
    Samir_feel@yahoo.com
    مدونتي :
    http://samir-feel.maktoobblog.com/
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريــم .. سميـــر الفيـــل ... 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    جنوب المتوسط
    المشاركات
    58
    معدل تقييم المستوى
    20

    السؤال السابع :

    هل ثمة سمة شكلية أو جوهرية غالبة على القص العربي المعاصر؟



    بالطبع لا يمكن أن نفصل الإنتاج القصصي العربي عما يجري في العالم ، فهناك تيارات أدبية أثرت في النصوص الروائية العربية كما هو الشأن في الإنتاج السردي العالمي.
    لكن السؤال هو : هل هناك خصوصية ما للقص العربي المعاصر ؟ هو سؤال صعب لأنه ليس لدينا مسح كامل بالإنتاج الغزير الذي شمل أقطارا عربية عديدة أسهمت خلال عقود في تأسيس وترسيخ المشهد القصصي العربي.
    يمكننا التذكير بأهم قصاصينا ومن خلال مدارسة إنتاجهم نستخلص الملامح العامة للإبداع القصصي في منطقتنا.
    هناك تيار الواقعية في القص وهي تعنى بالمكان كما نجد عند نجيب محفوظ وحنا مينا على سبيل المثال. تلك واقعية تعني بالإنسان من خلال احتفاء بالمكان حيث تطل القاهرة الفاطمية عبر روايات محفوظ ويطل المتوسط عبر روايات مينا .
    هناك تيار قصصي يعتمد على التسجيلية وتوثيق الأحداث وهو يتكيء على مادة الصحف والمجلات للتعبير عن راهنية ما ، وأقرب مثال لهذا التيار صنع الله ابراهيم.
    هناك التيار الذي يعتمد السيرة الذاتية منهجا في القص بكل فضائحيته كما نجد لدى الكاتب المغربي محمد شكري.
    هناك تجارب الحرب وكيف انتقلت من مساحات الأرض الخراب " بتعبير أليوت " إلى نفوس الناس كما نجد في تجارب الروائيين اللبنانيين " حجر الضحك" لهدى بركات ، و" عمارة ماتيلد" لحسن داود، ومن العراق " كم بدت السماء قريبة" لبتول الخضيري .
    هناك تيار يحتفي بالتراث ويقدم من خلاله النص كإسقاط على الراهن وهنا نسترجع " الزيني بركات" لجمال الغيطاني ، وأعمال الروائي المغربي بنسالم حميش ، وغيره كثير ومتشعب .
    وللغرائبية وأسطورة الصحراء سنجد الكاتب الليبي الفذ ابراهيم الكوني وهو يشكل تيارا متفردا .
    ولا يمكن أن ننسى الرواية التي تتقاطع مع التاريخ وسير الشعوب وتمثلها أعمال عبدالرحمن منيف.
    وسنتسائل أيمكن إسقاط الكتابات التي كتبت بالفرنسية وأثرت في أجيال من كتاب العرب كأعمال مالك حداد وكاتب ياسين ومحمد ديب وغيرهم؟
    كما لا نستطيع أن نمر مرور الكرام على أعمال يمنية وسعودية وكويتية وتونسية قدمت إسهامات ناصعة في إثراء النص الروائي العربي وإن كانت لم تأخذ نصيبها من الشهرة بعد .
    وهكذا يمكننا أن نسرد مئات النماذج لتيارات روائية متنوعة ومختلفة مما يشير إلى أن ديوان القص هو الأكثر تميزا الآن في دائرة الأدب العربي.
    قد نتوقف أمام السؤال بمنطق آخر هو : هل هناك موضوعات محددة ركزت عليها الرواية العربية ؟
    هنا يمكننا القول أن الرواية العربية كانت في أغلب الأحوال صدى لما يحدث في العالم فهي تعالج القضايا الوطنية بطريقة ساخرة كما فعل أميل حبيبي ، وبطريقة جادة جارحة كما عند الشهيد غسان كنفاني، وبطريقة توثيقية كما عند رشاد أبوشاور.
    والقهر العربي أفرز أدب المنافي والسجون وهو ما يتخلل روايات كاملة لغالب هسا أو صنع الله ابراهيم أو فتحي فضل أو لطيفة الزيات أو حتى يوسف إدريس ( أنظر روايته البيضاء ) . القهر مجال خصب للكتابة لأنه اقترن بتجارب حقيقية لدى المبدعين.
    على أن تجارب التلاقي بين الشرق والغرب ظلت مجالا خصبا لتجارب الكتاب منذ توفيق الحكيم وحتى آخر كتاب هذه الموجة ولعل الطيب صالح كان الأكثر فنية في رسم ملامح تلك التجربة وهناك جيل جديد له أنتاج محترم يخص ذات الدائرة.
    سأضطر للتوقف هنا والقول أنني لم أعثر على سمة شكلية أو معرفية جوهرية تخص الأدب العربي باستثناء وجود بعض الروايات القليلة التي استفادت من نظام الحكي في " ألف ليلة وليلة " ونظام التوليد فيه ، وربما شكل المقامات ، وأحيانا في تقسيم الفصول تقسيمات لها صلة بقوالب التراث.
    وأظن أن اللغة بجرسها وأجروميتها وأنساقها هي المجال الأرحب الذي يمكن أن يذكرنا بأنماط من الكتابة تستجيب لخصوصية العربية ومزاجها الخاص في الكتابة وهو مجال عمل الباحثين الأكاديميين الذين يمتلكون أدوات عملهم المتخصصة.
    سمير الفيل
    كاتب مصري
    Samir_feel@yahoo.com
    مدونتي :
    http://samir-feel.maktoobblog.com/
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10 رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريــم .. سميـــر الفيـــل ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    سلام الله عليك مجددا أخي الكريم
    سمير الفيل
    ورحمته جل وعلا وبركاته
    وبعد ...
    لك من أخيك أبي شامة المغربي جزيل الشكر ومنتهاه، ولك منه تمام التقدير وأصفاه على ما نثرته في هذا المقام من حروف سنية، ولا أظن إلا أن الرحلة ممتعة والإبحار شيق ...
    في انتظار إجاباتك
    حياك الله
    د. أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 09/03/2008 الساعة 04:28 PM

    رد مع اقتباس  
     

  11. #11 رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريــم .. سميـــر الفيـــل ... 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    جنوب المتوسط
    المشاركات
    58
    معدل تقييم المستوى
    20


    أبو شامة المغربي
    شكرا يا صديقي
    نستكمل إجابات الأسئلة في أقرب وقت إن شاء الله
    كل المودة
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 12/03/2008 الساعة 07:26 AM
    سمير الفيل
    كاتب مصري
    Samir_feel@yahoo.com
    مدونتي :
    http://samir-feel.maktoobblog.com/
    رد مع اقتباس  
     

  12. #12 شكر وتقدير ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. حسين الخطيب ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى حوارات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03/12/2009, 02:11 AM
  2. لقـــاء حواري مع الأخ الكريم .. أبو مريم ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى حوارات
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 15/07/2007, 04:05 PM
  3. لقـــاء حواري مع الأخ الكريــم .. محمد الزهراني ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى حوارات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26/03/2007, 09:44 PM
  4. لقـــاء حواري ثاني مع الأخ الكريــم .. تأبط شعـــــرا ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى حوارات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17/02/2007, 12:42 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17/02/2007, 12:22 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •