حكاية شجرة
كان علي أن أنحنى قليلا,رغم قصر قامتى,لألج بهو المسجد العتيق...
استقبلتنى كعادتها,منذ سنين خلت,نضارة..صلابة...ورائحة فريدة...
شجرة التين هذه,خلسة ونحن نمحى الواحنا تحت ظلها,كنا نقطف ما تدلى منها ـ غالبا ما تكون تمارا لم تنضج بعد ـ لتتشقق شفاهنا بعد يوم واحد كدليل على تلبسنا.فكان العقاب ...لا خروج لمحو الالواح
كل قطرة ماء سقطت,في بهو المسجد العتيق,كانت تسقي شجرة التين تلك.ماء الواح...ماء مطر...ماء وضوء...ماء...
شجرة التين هاته لم يمل الفقيه من تشبيه رؤوس الشياطين بفروعها الضخمة...وحدثنا أكثر من مرة,خصوصا كلما حل مريد جديد,عن سر تلك الاقمشة التى تعلو أغصانها...حدث أن تسلقها طفل في سنكم ...علق بها منذ ذلك الزمن... تحول الى طائر ابيض يحرس الشجرة ليلا...
اقتربت من صبي يصارع لاخفاء حرف القاف من على لوحته ـ كانت الكلمة اقرأ ـ
استهوتنى رائحة الصلصال ولزوجته...ربت على رأسه الصغير...سألته ـ فقط لكي أعرف هل لا يزال هناك وجود لخرافة الفقيه ـ لمن هذه البقايا من الاقمشة؟
رفع عينين يشع منهما الذكاء وأجاب
ليخيفنا بها نحن العصافير...وابتسم