لقـــاء حـــواري مـــع الأخ الكريــــم محمــــد سنجــــر ...

[أبو شامة المغربي]

اللوحة منتصميم وإخراج
الأخ الكريم
طارق شفيق حقي
لقــــــاء حـــواري مــــع الأخ الكريـــــم
محمد سنجر

سلام الله عليك أخي الكريم
محمد
ورحمته تعالى وبركاته

... تنهمر دموعي أكثر فأكثر تغرق الكون من حولي
لم تحتملنا أرجلنا من شدة الضحك
سقطنا جلوسا على الأرض،
نركل الأرض بأقدامنا من شدة الضحك المختلط بالدموع،
يحاول كل منا الإمساك ببطنه التي تكاد أن تنفجر من كثرة الضحك
والدموع فنفشل فنحاول ونفشل ...
محمد سنجر

قبل أن أهدي إليك أخي محمد علامات استفهامي على هذه الصفحة المربدية المزهرة المتألقة، أبدأ لقائي الحواري معك بهذه الحروف الإستهلالية، وأسأل الله لنا جميعا التوفيق والسداد في رحاب هذه الجامعة المربدية الثقافية المباركة:

يستطيع المرء أن يلاحظ في غير عناء أو مشقة إقبالا مثيرا للفضول العلمي على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، لكن من حق المرء أن يبادر إلى الإستفهام حول هذا المنحى الواضح:
ترى هل الباعث على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، هو ما يسمها من قصر الحجم، مما يوفر على الكاتب شديد العناء؟
أم أن الاقصوصة والقصة القصيرة أدب ليس من اليسير أو الهين كتابته، وأن القليل القليل مما يتلقاه القارئ في هذا الباب، هو الذي يصل فن القص والحكي بسبب، في حين أن أكثر ما تتم كتابته ليس من هذا الفن في قليل أو كثير؟

علامة استفهامي الأولى
ما الذي يعنيه فن القص والحكي بالنسبة إليك، ثم ما الذي يدل عليه حسب اعتقادك؟
علامة استفهامي الثانية
كيف كان مستهل الكتابة الأدبية لديك، وما أثر ما تتلقاه بفعل القراءة من أدب في ما تقصه من قصص؟
علامة استفهامي الثالثة
إن لأدب القص لدى الكثيرين من الكتاب، حسب ما أرى، مقاما مميزا في ما يكتبونه، ما حقيقة الباعث لهم، يا ترى، على الكتابة في دائرة هذا الضرب من التعبير الأدبي؟
علامة استفهامي الرابعة
هل لنا أن نعرف البعض من أهل الأدب والنقد العرب، الذين قرأت لهم أكثر من مرة، وما عنوان أول عمل أدبي وأول عمل نقدي قرأتهما؟
علامة استفهامي الخامسة
ما السمة الغالبة على الإبداعات الأدبية التي تعثر لها في نفسك على أصوات وأصداء فريدة من نوعها، وما الذي يبعث منها في ذاتك الرغبة في الكتابة والشوق الدائم إليها؟
علامة استفهامي السادسة
ترى هل فعل الكتابة الأدبية، شعرا كانت أم نثرا، وفعل قراءة الأدب عموما، في نظرك، هما في حاجة إلى تنظيم محكم ونهج سبيل يجب أن يعتمد بصرامة؟
علامة استفهامي السابعة
كيف ترى اليوم حال النثر والشعر، وأساليب الناثرين والشعراء، وكيف تجد حال النقد الأدبي، وأساليب نقاد الأدب في البلاد العربية الإسلامية؟
علامة استفهامي الثامنة
ما الذي يعنيه الأدب القديم بالنسبة إليك، ثم هل استطاع الأدباء والنقاد المحدثون أن يأتوا في باب الأدب بما لم يأت به الأقدمون؟
علامة استفهامي التاسعة
هل ثمة من رابط قوي وعميق بين ما خلفه القدماء من أعمال أدبية ونقدية عتيقة، وما شهده العصر الحديث من أدب ونقد؟
علامة استفهامي العاشرة
ما هو في اعتقادك حظ الخيال ونصيب الواقع مما يقصه نثرا القصاصون العرب المعاصرون، ثم أمن حقنا أن نتحدث عن النثر الشعري، وعن الشعر النثري في الظرف الراهن؟
علامة استفهامي الحادية عشرة
ترى هل لسيرة أهل النثر والشعر الذاتية من أصوات وأصداء تسكن قلب ما يبدعون من أدب؟

هذه باقة من علامات الإستفهام الحوارية، انتقيت حروفها لك زهورا في مزهرية، وكل ما أهدف إليه، هو أن تكون جسرا لبلوغ الذوق الأدبي الرفيع بإذن الله تعالى، وأن تعثر في أريجها على حظ، ولو يسير، مما كنت تترقبه من بعيد أو تتطلع إلى بزوغ هلاله عن قريب.
أما أخوك أبو شامة المغربي، فسيظل يترقب بشوق - أخي الكريم محمد سنجر - رفقة أهل المربد الأزاهر إجاباتك على هذه الصفحة المربدية البهية.
حياك الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[محمد سنجر]

لقــــــاء حـــواري مــــع الأخ الكريـــــم
محمد سنجر

يستطيع المرء أن يلاحظ في غير عناء أو مشقة إقبالا مثيرا للفضول العلمي على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، لكن من حق المرء أن يبادر إلى الإستفهام حول هذا المنحى الواضح:
ترى هل الباعث على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، هو ما يسمها من قصر الحجم، مما يوفر على الكاتب شديد العناء؟
أم أن الاقصوصة والقصة القصيرة أدب ليس من اليسير أو الهين كتابته، وأن القليل القليل مما يتلقاه القارئ في هذا الباب، هو الذي يصل فن القص والحكي بسبب، في حين أن أكثر ما تتم كتابته ليس من هذا الفن في قليل أو كثير؟
أبو شامة المغربي
علامة استفهامي الأولى
ما الذي يعنيه فن القص والحكي بالنسبة إليك، ثم ما الذي يدل عليه حسب اعتقادك؟
أبو شامة المغربي
القص والحكي بالنسبة لدي عبارة عن تجربة مررت بها شخصيا سواء كانت واقعية، أو مررت بها بخيالي، أو لامستها عن قرب، أو سمعتها فتأثرت بها وعايشتها، ولذلك ضمنتها خلال رسالة أحببت - لوجه الله تعالى - أن أبعث بها لعلها تقع بين يدي من تترك في نفسه أثرا ما عند قراءتها.
محمد سنجر
علامة استفهامي الثانية
كيف كان مستهل الكتابة الأدبية لديك، وما أثر ما تتلقاه بفعل القراءة من أدب في ما تقصه من قصص؟
أبو شامة المغربي
مستهل الكتابة لدي كانت عبارة عن شعر وأنا في السابعة من عمري فقمت بعمل ديوان شعري باسمي، قمت بكتابته وتغليفه من بقايا أوراق كراساتي المدرسية، وأذكر منها هذه القصيدة كما كنت أسميها
الولد الكبير يلبس الحرير
ويأكل الفطير، ويضرب الصغير
كأنه أمير
لدرجة أن أخي الكبير (عدنان) كان يطلق علي ( محمد سنجر شاعر بمغص)
بعدها استمرت المحاولات الشعرية والأدبية، خاصة وأن والدي كان عبارة عن كتاب مفتوح لا حدود له نقرأه ليل نهار، لأنه كان مدرسا للغة العربية، وأعتقد أنه هو الذي زرع هذا الاتجاه بداخلي.
أما من ناحية المحاولات القصصية، فكانت من خلال كتابة قصة قصيرة أسميتها (كمالة عدد)، التي كتبتها في سن الرابعة عشر، وبعثت بها لجريدة الجمهورية، ولم تنشر طبعا، مما تسبب لي في صدمة، وبعض ما كنت أطلق عليه (قصائد)، التي أذكر منها قصيدة بمناسبة المولد النبوي الشريف، ولكن عندما عرضتها على أستاذي مدرس اللغة العربية بالمدرسة الثانوية أجلسني، وأخذ يكلمني عن العروض، وبحور الشعر، وكيفية وزن القصيدة، ولذلك قررت أن أتعلم العروض وبحور الشعر أولا، قبل أن أكتب، ثم بعد ذلك التحقت بكلية الفنون الجميلة، وهناك تعرفت إلى أصدقائي الشعراء مثل ناصر الجيلاني، وأسامة شريف، وعماد أغا، وصلاح أبو حطب، وفداء الشندويلي، وأيمن سنجر رحمة الله عليه، ومن خلالهم جميعا انجرفت أكثر إلى بحور الشعر أرتوي معهم منها ليل نهار، هذا علاوة على حبي الكبير للمسرح و قراءة المسرح العالمي.
محمد سنجر
علامة استفهامي الثالثة
إن لأدب القص لدى الكثيرين من الكتاب، حسب ما أرى، مقاما مميزا في ما يكتبونه، ما حقيقة الباعث لهم، يا ترى، على الكتابة في دائرة هذا الضرب من التعبير الأدبي؟
أبو شامة المغربي
الناس في ما يعشقون مذاهب
محمد سنجر
علامة استفهامي الرابعة
هل لنا أن نعرف البعض من أهل الأدب والنقد العرب، الذين قرأت لهم أكثر من مرة، وما عنوان أول عمل أدبي وأول عمل نقدي قرأتهما؟
أبو شامة المغربي
أغلب قراءاتي مسرحية، خاصة: شكسبير، بيكيت، سارتر، وت.س.إليوت، ألفريد دورينمات، ألبير كامو، ومن الكتاب العرب: ألفريد فرج، با كثير، صلاح عبد الصبور، ممدوح عدوان، معين بسيسو، سعد الدين وهبة، على سالم وغيرهم.
كذلك من الشعراء أحببت أمل دنقل, نزار، المتنبي طبعا, أبا تمام، إليا أبي ماضي، إبراهيم ناجي، طبعا الأبنودي، أحمد فؤاد نجم علاوة على أصدقائي السابق ذكرهم، أما في فن الرواية، فأحب نجيب محفوظ، جمال الغيطاني.
محمد سنجر
علامة استفهامي الخامسة
ما السمة الغالبة على الإبداعات الأدبية التي تعثر لها في نفسك على أصوات وأصداء فريدة من نوعها، وما الذي يبعث منها في ذاتك الرغبة في الكتابة والشوق الدائم إليها؟
أبو شامة المغربي
صراحة حبيبي أمل دنقل، فكلما أحببت أن أرحل عن المكان والزمان، تجولت معه حيث كان، ويكاد ديوان الأعمال الكاملة له لا يفارقني.
محمد سنجر
علامة استفهامي السادسة
ترى هل فعل الكتابة الأدبية، شعرا كانت أم نثرا، وفعل قراءة الأدب عموما، في نظرك، هما في حاجة إلى تنظيم محكم ونهج سبيل يجب أن يعتمد بصرامة؟
أبو شامة المغربي
لا طبعا، فأنا غير مقتنع بالتقيد بأي نهج مهما كان، فإنه يقيد الانطلاق والإبداع، وفي رأيي الخاص: إنه لولا إطلاق العنان للإبداع لما تقدمت البشرية، فلتسقط القوالب أيا كانت وكان من قولبها.
علامة استفهامي السابعة
كيف ترى اليوم حال النثر والشعر، وأساليب الناثرين والشعراء، وكيف تجد حال النقد الأدبي، وأساليب نقاد الأدب في البلاد العربية الإسلامية؟
أبو شامة المغربي
أنا أعتب على الكثير من إخواني أصحاب الأقلام وأصحاب الكلمة، سواء كانوا شعراء أم أدباء، والذين يضيعون أعمارهم في كتابة ما لا يخدم أمتنا العربية والإسلامية، وأقول لهم: والله إنكم لمسؤولون.
بالله عليكم ماذا ستقولون لرب العالمين إذا ما وقفتم بين يديه حفاة عراة، وسألكم عز وجل عن هذه الموهبة التي وهبها لكم ماذا فعلتم بها؟
محمد سنجر
علامة استفهامي الثامنة
ما الذي يعنيه الأدب القديم بالنسبة إليك، ثم هل استطاع الأدباء والنقاد المحدثون أن يأتوا في باب الأدب بما لم يأت به الأقدمون؟
أبو شامة المغربي
في اعتقادي أنه ليس هناك فارق بين أدب قديم وأدب حديث، فالأدب هو الأدب، سواء كان شعرا أو نثرا، ولكن ربما تختلف المواضيع.
محمد سنجر
علامة استفهامي التاسعة
هل ثمة من رابط قوي وعميق بين ما خلفه القدماء من أعمال أدبية ونقدية عتيقة، وما شهده العصر الحديث من أدب ونقد؟
أبو شامة المغربي
أنا لا أرى أن هناك فارقا بين القديم والحديث، ولكنني أراه بناءا شامخا، بنى الأقدمون أساسه، وظل يعلو بمر الزمن طابقا فطابق، أما من ناحية النقد، فأنا لا أعتقد بناقد غير أديب أو غير شاعر.
محمد سنجر
علامة استفهامي الحادية عشرة
ترى هل لسيرة أهل النثر والشعر الذاتية من أصوات وأصداء تسكن قلب ما يبدعون من أدب؟
أبو شامة المغربي
أكيد، وهذا في اعتقادي مرتبط بما يمكن أن نطلق عليه أحيانا بالأسلوب الأدبي، الذي يلقي بظلاله على جميع أعمال هذا الأديب أو الشاعر، وربما نلمس هذا عندما نقرأ قصة أو قصيدة مجهولة الهوية، فمن أول سطر لأديب أو بيت لشاعر تظن أنها من أعمال فلان، ثم يزداد ظنك رويدا رويدا حتى يصل إلى يقين باسم صاحب هذا الإبداع، خاصة الصادقين من الأدباء والشعراء، أما الشعراء والكتاب الذين يحيكون قصيدة أو قصة على المقاس، فأنا لا أحب أن أضعهم في زمرة الشعراء والأدباء أصلا.
محمد سنجر

[أبو شامة المغربي]

سلام الله عليك أخي الكريم
محمد سنجر
ورحمته تعالى وبركاته
وبعد...
جميل جدا ما قرأته لك هذا الصباح من حروف حوارية سنية
وكأني بها باقة أزهار في مزهرية
عميقة الأثر .. بليغة ندية
لك مني على كريم الإستجابة ألف تحية وتحية
وإلى لقاء حواري جديد قادم بإذن الله جل وعلا ومقامة بهية
حياك الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[خليد خريبش]

عندما قرأت الرد شدتني مسألة مهمة هي أن محمد سنجر نهل من الشعر العربي قديمه وحديثه الشيء الكثير وهذا ما علقت به على أولى نصوصه التي قرأت.

شاعرية الكاتب واضحة،
من حيث المعجم اللغوي الغني وانتقاء المفردات

شدتني مسألة أخرى هي الجملة التالية :

إنه لولا إطلاق العنان للإبداع لما تقدمت البشرية، فلتسقط القوالب أيا كانت وكان من قولبها.

وهي تطابق فكرة أتطرق لها مرارا :هي أن الأصل في الإبداع الحرية وقبول الرأي الآخر والنقاش البناء

[محمد سنجر]

جزاكم الله خيرا
يا أحبة رسول الله
صلوات ربي و سلامه عليه
لا عدمناكم