لقــاء حــواري ثاني مع الأخ الكريـــم .. مروان قدري عثمــان مكانسي ...

[أبو شامة المغربي]

تصميم وإخراج
الأخ الكريم
طارق شفيق حقي
لقاء حواري ثاني مع الأخ الكريم
مروان قدري عثمان مكانسي
"قصة حب"
أنا ما نأيت بخاطري، لكنمـا
عصْفُ الزمانِ بمحنتـي أرداني
والشيبُ في رأسي بدا مستنفراً
والهـمُّ أفرغ من فمي أسنانـي
أما الصحاب فقد نسوا ما بيننـا
وإخال بُـعدي عنهم أنسانـي
لم يبـق لي إلا التذكر بُلْغــة
إذْ إنَّ في التذكار برْءَ الوانـي
لا تحسبوني في المدينة زاهـداً
روحي بها طربتْ، فما أهناني
لكن صدى الأوطان يبقى خالداً
في مهجتي ، في قلبيَ المتفاني
زاهر جميل قط
جميل ما قرأته لك أخي الكريم في هذا المقام من نبضات شعرية صادقة...
جميل جدا ما صادفته في حروفك الشعرية، المرسلة إلى صديق ضمني، من ألق جميل وعمق بليغ...
رائع حقا أن يحرص الكاتب المرسل، سواء أكان شاعرا أم ناثرا، على إشراك القراء المتلقين في تذوق جواهر المباني، والنفاذ إلى حيث يقيم أريج عمق المعاني...
سؤالي الأول
ترى ما يعنيه الشعر بالنسبة إلى شخصك الكريم، وما الذي يدل عليه في رأيك؟
سؤالي الثاني
هل ما زال الشعر ديوان العرب بغير منازع؟
سؤالي الثالث
ما هي في رأيك رسالة الشاعر ووظيفته الحقيقية؟
سؤالي الرابع
هل للصورة الشعرية مكانة في القصيدة العربية المعاصرة؟
سؤالي الخامس
كيف يا ترى ينتقي الشاعر عنوان قصيدته وديوانه الشعري؟
سؤالي السادس
ما الذي تراه في ما اصطلح عليه بالقصيدة النثرية؟
سؤالي السابع
هل ثمة سمة شكلية أو جوهرية غالبة على الشعر العربي المعاصر؟
سؤالي الثامن
كيف ترى مسألة الغموض والتعمية في الشعر الحديث، هل له ما للرمز من مقصد ومكانة في ذات الشعر؟
سؤالي التاسع
هل ثمة من تعريف مستجد للشعر في الظرف المعاصر؟
سؤالي العاشر
ما حقيقة الصلة بين الشاعر وشعره؟
سؤالي الحادي عشر
هل بالإمكان الحديث عن أغراض شعرية مستحدثة؟
سؤالي الثاني عشر
ترى هل سبق أن صادفت في قراءاتك بعض السير الذاتية الشعرية؟

هذه بعض حروف حوارية أهديها إليك أخي مروان أزهارا في مزهرية مربدية، وأرجو أن تعثر في منطوق وأريج مبانيها وفي روح وشذى معانيها على نصيب من المتعة والفائدة الأدبية والنقدية.
حياك الله

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[مروان قدري عثمان مكانسي]

عزيزي الدكتور
(أبو شامة)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولاً: أستميحك العذر على تأخيري في الرد على أسئلة حواركم، وما ذاك إلا لكثرة المشاغل التي لا تنتهي، وإني أرسل إليك أسمى آيات الحب والشكر والامتنان، على اختيارك لي للمرة الثانية لعرض بضاعتي المتواضعة رغم أنها مزجاة، ولكن الامتثال واجب حتمي، واسمح لي أن أبدأ:
سؤالي الأول
ترى ما يعنيه الشعر بالنسبة إلى شخصك الكريم، وما الذي يدل عليه في رأيك؟
سؤالي الثاني
هل ما زال الشعر ديوان العرب بغير منازع؟
سؤالي الثالث
ما هي في رأيك رسالة الشاعر ووظيفته الحقيقية؟
سؤالي الرابع
هل للصورة الشعرية مكانة في القصيدة العربية المعاصرة؟
أبو شامة المغربي
الشعر عندي: ترجمة صادقة لخلجات القلب ونبضات الفؤاد، وهو يولد كبيراً بالغاً، فإذا ما تحرك في كياني خرج عن طريق كلمات موزونة، فإذا انتهت الدفقة الشعرية ضممتها إلى أعمالي دون زيادة أو نقصان، وما أظنني يوماً ألزمت نفسي بزيادة بيت واحد عن الدفقة تلك.
وهو يدل: على صدق قائله، وتفاعله في محدثات متقلبة يعيشها بقلبه وقالبه، أما أن يكون الشعر ديواناً للعرب، فأين هم العرب اليوم؟
المفروض أن يكون الشعر ديواناً يرصد فيه كل جديد من التغيرات المتقاذفة، ولكن العرب اليوم رأوا لهم دواوين أخرى، وأما رسالة الشاعر اليوم فلا تختلف عن رسالته أيام عصر صدر الإسلام: تعريف عام بآداب الأمة ورسالتها والدفاع عنها، إذ الكلمة أحياناً تجني من الفوائد مالا يجنيه غيرها.
الصورة الشعرية هي عمدة القصيدة وموطن جمالها، وإن خلت قصيدة شعرية منها فقدت جمالها، على ألا تكون الصورة مبتذلة أو دونية.. والشعراء اليوم قد تخلوا عن الصورة الإبداعية الثرية واكتفوا بما هو دونها، إلا من رحم.
مروان قدري عثمان مكانسي

[مروان قدري عثمان مكانسي]

سؤالي الخامس
كيف يا ترى ينتقي الشاعر عنوان قصيدته وديوانه الشعري؟
سؤالي السادس
ما الذي تراه في ما اصطلح عليه بالقصيدة النثرية؟
أبو شامة المغربي
بعض الشعراء ينتقون عنوان قصيدتهم من أبرز ما جاء فيها، أو من الموضوع الذي طرقوه، والبعض الآخر يختارون عنواناً جذاباً يوحي من بعيد لما يكتبون، وذلك لاستدرار شهية القراء .. أما عنوان ديوانهم الشعري فغالباً ما يكون عنوان أبرز قصيدة يرونها.
أما القصيدة النثرية، أو حتى الشعر الحر أو المرسل فهو بدعة أندلسية، عرفت أيام صنع الموشحات، سار عليها من أعجب بها ورفضها آخرون، وأحسب أني من الصنف الأخير.
مروان قدري عثمان مكانسي

[أبو شامة المغربي]

سلام الله عليك من جديد أخي الكريم
مروان
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد...
قريب دائما من حروفك الحوارية الفصيحة والبليغة كالعادة، ثم إن حروف هذا اللقاء الحواري، وقد أشرت إلى هذه الحقيقة في غير هذا المقام المربدي، ستخلد للمربد صوته وأصداءه في ما يستقبل من الزمان، بقدر ما سيخلد المربد، المزهر بكل فعل وقول حسن، لذات الحروف صوتها وأصداءها في الآتي من الأيام...
حياك الله

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[مروان قدري عثمان مكانسي]

سؤالي السابع
هل ثمة سمة شكلية أو جوهرية غالبة على الشعر العربي المعاصر؟
سؤالي الثامن
كيف ترى مسألة الغموض والتعمية في الشعر الحديث، هل له ما للرمز من مقصد ومكانة في ذات الشعر؟
سؤالي التاسع
هل ثمة من تعريف مستجد للشعر في الظرف المعاصر؟
أبو شامة المغربي
إذا استثنينا بعض الشعراء المبدعين (وهم قلة)، فإن السمت الغالب على قصيدة اليوم هو: سطحي الفكرة، ضحل المفردات، ضعيف الصورة الجمالية، مبتذل الكلمات، وهو يعكس واقع العصر من جري لاهث وراء مجريات الأحداث ومتغيراتها، ومشبع لرغبات الكثيرين، ولا أدل على ذلك من كلمات الأغاني الهابطة التي يرافقها لحن هابط ومؤدٍ أكثر هبوطاً.
شتان ما بين الغموض والرمز، فالأول يدل على ضعف الكاتب وعجزه عن إبراز المعنى بوجهه الجلي، أما الرمز فيفتح سحائب الخيال عند القارىء، ويجعله يسبح ويغوص في بحوره، وقلما يتفق اثنان على تحليله وتفسيره، فلكل قارىء حصيف تفسيره الخاص.
الشعر في عصرنا لا يزيد عن نظم سريع (يشبه الوجبات السريعة)، ولا يغني ولا يسمن من جوع، أو إن شئت فقل: كلمات مرصوصة في قالب شعري خالية من العمق والجمال.
مروان قدري عثمان مكانسي

[مروان قدري عثمان مكانسي]

سؤالي العاشر
ما حقيقة الصلة بين الشاعر وشعره؟
أبو شامة المغربي
الشعر الهادف وثيق الصلة بصاحبه، بل هو صدى قلبه، وروحه، ووجدانه، وإن لم يكن كذلك، فهو كالشعر المستعار، الذي ما يلبث أن بنكشف زيفه، ومن هنا جاء تعريف الأدب الملتزم.
مروان قدري عثمان مكانسي
سؤالي الحادي عشر
هل بالإمكان الحديث عن أغراض شعرية مستحدثة؟
من الضروري إحداث أغراض شعرية حديثة تواكب العصر ومستجداته، وكشف ما يحيق بالأمة من مؤامرات ودسائس ومكائد، ففي القرن الماضي عرف الناس أدب المقاومة، وأدب السجون، و...
مروان قدري عثمان مكانسي