بسم الله الرحمن الرحيم
(ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين)

صدق الله العظيم
البرنامج السياسي للبعث ومقاومته الوطنية
((برنامج التحرير والاستقلال))

خاص بشبكة البصرة
إن البعث المؤمن المجاهد ومقاومته الوطنية الباسلة، وهي توسع عملياتها وقواعد عملها، تسندها قوى وطنية رافضة للاحتلال وعملاءه وترتيباته السياسية، ويحتضنها شعب مجاهد عظيم، ويقف معها وبدعمها الشرفاء من أبناء الأمة العربية والإسلامية وجميع أحرار العالم.. فإنها تطرح برنامجها السياسي الهادف إلى تحرير العراق ونيل استقلاله الوطني وتحقيق وحدة شعبه وأرضه، وحسب الأسبقيات والتسلسل الوارد في هذه الوثيقة وعلى الشكل التالي :

أولا- الاستقلال الوطني الكامل، ويقتضي قبول المحتل بالثوابت والمباديءالتالية :
الاعتراف الكامل من قبل الدول المحتلة بالمقاومة الوطنية العراقية بكافة فصائلها المسلحة وغير المسلحة كممثل شرعي ووحيد لشعب العراق العظيم.
الإعلان عن قرار الانسحاب الكامل وغير المشروط من العراق خلال فترة زمنية تحدد بالتنسيق بين المقاومة العراقية الباسلة والمحتل.
الإقرار المطلق بسيادة العراق واستقلاله الوطني والقومي، والمحافظة على وحدته الوطنية شعبا وأرضا ومقدسات وثروات، ورفض كافة الدعوات والقوانين الهادفة إلى تقسيم العراق وتفتيته.
القبول للدخول في مفاوضات جدية وهادفة وبناءة مع قيادة المقاومة أو من يمثلها استنادا لما ورد في هذه الوثيقة من حقوق وثوابت الوطن والتحرير، لغرض الوصول إلى صياغة اتفاقية التحرير والاستقلال الكامل.
إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها عن تحملهم مسؤولية الحرب والاحتلال ومن أن عملية احتلال العراق كان يشكل قرارا وعدوانا لا يستند إلى أي شرعية دولية أو وازع قانوني أو أخلاقي وإنها جاءت خارج أطار القانون الدولي.
الإعلان عن استعداد أمريكا وحلفاءها إلى تقديم اعتذار رسمي لشعب العراق عن الجرائم والاعتداءات والانتهاكات التي ارتكبت بحقه، واعتذارا لقيادته الوطنية عما صدر بحقها وحق العراق من إجراءات مجحفة وظالمة وتدميرية.
وفي حالة ان يعلن المحتل عن قبوله بالمبادئ أعلاه، فان قيادة البعث ومقاومته الباسلة تعلن موافقتها على الدخول في مفاوضات جادة وهادفة طبقا لما يلي :

ثانيا - المفاوضات، وتقتضي من المحتل وحلفاءه القبول بكافة الحقوق الوطنية لشعب العراق العظيم وثوابت التحرير، والتي تمثل إرادة شعب العراق ومصالحه الوطنية العليا وهي :
1- الانسحاب الكامل من كل العراق أرضا وسماءا ومياه، وبدون شرط أو قيد.
2- إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمسجونين وبدون استثناء، واعتبار المحاكمات الجارية بحق العراقيين باطلة وغير قانونية وغير شرعية، وإلغاء كل ما يترتب عليها من إجراءات، لأنها جاءت في ظل احتلال باطل، وما قام على باطل فهو باطل..
وكذلك الاعتراف بشرعية كافة مؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية وكافة القوانين والأعراف التي كانت قائمة قبل الاحتلال البغيض.
3- إلغاء العملية السياسية الجارية في ظل الاحتلال، وكذلك إلغاء كافة القرارات والقوانين والإجراءات السياسية والاقتصادية التي اتخذت خلافا للقوانين والأعراف الدولية..التي تقضي باستمرار العمل في قوانين الدولة المحتلة.. والنافدة حين وقوع عملية الاحتلال، ولا يجوز طبقا للقانون الدولي أن يصدر المحتل أي من القوانين والقرارات لتحقيق مصالحه أو مصالح عملاءه.
4- إعادة الجيش العراقي والقوات المسلحة الوطنية الأخرى إلى الخدمة وفق قوانينها وأنظمتها وتقاليدها النافذة قبل عملية الاحتلال ...
وكذلك إلغاء قانون اجتثاث البعث والاعتراف بدوره الوطني والقومي والإنساني في قيادة وبناء العراق، كحركة سياسية وفكرية واجتماعية ذات رسالة إنسانية عظيمة.. والتوقف عن القيام بالمداهمات والملاحقات والاعتقالات لمناضلي الحزب والمجاهدين من مختلف الفصائل.
5- التعهد بالتعويض الكامل لكل خسائر العراق منذ عام 1990 ولحد الآن ماديا ومعنويا، أفرادا ومؤسسات، وذلك من خلال صندوق يتم تمويله من قبل الدول المحتلة للعراق وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا وبقية الدول المساهمة والمؤيدة والتي سهلت الاحتلال.. بعد جرد الخسائر المادية الكبيرة التي تعرضت لها الدولة العراقية بسبب التدمير والنهب المنظم وسرقة الامواال والمصانع والبنوك والآثار وغيرها... ومن خلال لجان قانونية عراقية متخصصة وأخرى من دول محايدة يتم تسميتها من قبل قيادة المقاومة العراقية.. ويدار الصندوق من قبل حكومة وطنية يتم تشكيلها من قبل المقاومة ومن ثم منتخبة من قبل الشعب.
6- إلغاء كافة القرارات الدولية الجائرة التي صدرت ضد العراق من عام 1990 وحتى الآن وخاصة تلك المتعلقة بترسيم الحدود والتعويضات وغيرها.
7- تسليم العملاء والجواسيس والخونة ممن ارتكبوا جريمة الخيانة العظمى بحق الشعب والوطن لمحاكمتهم قانونا لينالوا جزاءهم العادل، بسبب تعاونهم مع المحتل في تدمير العراق وقتل شعبه ونهب ثرواته الوطنية وانتهاك مقدساته.
عند ذلك فان قيادة البعث ومقاومته الوطنية تعلن عن مشروعها الوطني بعد التحرير وفقا لما يرد من إجراءات وبالتنسيق والشراكة مع جميع فصائل الجهاد والمقاومة وكما يلي :

ثالثا - الانتخابات وإدارة شؤون الدولة بعد الاستقلال :
تقوم قيادة المقاومة العراقية بتشكيل مجلس شورى مؤقت يتكون من 50- 100 شخصية وطنية من بين فصائل المقاومة المسلحة والأحزاب والتيارات والشخصيات الوطنية المقاومة والرافضة للاحتلال وعملاءه.
يقوم مجلس الشورى... الذي يضم الفصائل المقاومة، بتشكيل حكومة وحدة وطنية من شخصيات عراقية وطنية معروفة بموقفها الرافض والمقاوم للاحتلال وذلك لمدة سنتين وتتولى هذه الحكومة وبإشراف كامل من قبل قيادة المقاومة ومجلس الشورى المؤقت القيام بالمسؤوليات التالية :
أ- الإشراف الكامل على تمشية أمور الدولة في المجالات كافة.
ب - تحقيق ماتم الاتفاق عليه من قبل قيادة المقاومة مع المحتل في المفاوضات وخاصة عملية انسحاب كامل وغير مشروط للقوات الغازية للعراق ومتابعة تطبيق بقية البنود في اتفاقية التحرير والاستقلال الوطني.
ج- حل الميليشيات التابعة للاحتلال وللأحزاب المتحالفة معه وبدون استثناء.. وحل الجيش الحالي والشرطة وقوى الأمن المشكلة في ظل الاحتلال وبفعله.. والعمل على إنهاء كافة المظاهر المسلحة في عموم العراق.
د- إعادة تشكيل الجيش العراقي الوطني السابق وبكافة تشكيلاته وقوى الأمن الوطنية السابقة بكافة تشكيلاتها، وإعادة الحياة لكافة مؤسسات الدولة المنحلة بموجب قرارات الاحتلال.. وتصفية الآثار المدمرة لهذه القرارات وتعويض المتضررين منها ماديا ومعنويا.
ه- إعداد دستور دائم للبلاد تتم مناقشته من قبل مجلس الشورى ويعرض للاستفتاء الشعبي العام بما ينظم الحياة السياسية والعامة في عموم العراق لمدة خمسة سنوات بعد الاستقلال، يتم خلالها انتخاب رئيسا للجمهورية وبرلمان، ويضمن الحقوق الوطنية والقومية للأكراد والأقليات الأخرى.. ويتعايش بموجبه الجميع بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم بنوع من الوحدة الوطنية الأزلية التي اتصف بها شعب العراق طيلة تاريخه المجيد... على أن يخول البرلمان المنتخب بتعديله بما ينسجم مع تطور واستقرار الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في العراق.
و- إجراء انتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة طبقا للدستور بعد انتهاء الفترة الانتقالية.. يضمن مشاركة حرة فيها، لجميع الحركات والأحزاب والتيارات السياسية، وبما يحقق ولادة نظام وطني ديمقراطي تعددي يحترم حقوق الإنسان ويصون الحريات العامة ويحفظ وحدة العراق وشعبه ويحقق استقلاله ويحافظ على ثرواته المادية والبشرية.
ز- القيام بعملية مصالحة وطنية شاملة على أساس ماورد في هذه الوثيقة من حقوق وثوابت وطنية، وان اللقاء والحوار والوفاق والمصالحة مفتوحا مع كافة العراقيين أحزابا وحركات وأفراد ممن يعلنون قبولهم بهذه الثوابت ويستعدون للعمل من اجل تنفيذها والجهاد في سبيل انتزاعها، على أن تسبق هذه المصالحة عملية مراجعة ومكاشفة من قبل جميع القوى الوطنية الفاعلة على الساحة العراقية وممارسة النقد والنقد الذاتي وعلى أوسع نطاق، واعتماد مبدأ،((عفى الله عما سلف))، والابتعاد عن سياسة الثار والثار المضاد، ونبذ الفتنة وتصفية الحسابات، وعدم توجيه السلاح الا للمحتل الغاصب من اجل تحرير الوطن والمقدسات، وذلك من اجل خلق روح من الثقة المتبادلة وزرعها في النفوس بين جميع العراقيين لتكون الضمانة الأساسية للمساهمة في بناء العراق بعد التحرير، بعيدا عن الاستئثار والانفراد والتسلط والابتزاز والمزايدة من قبل البعض على البعض الآخر.

رابعا - العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبقية دول العالم :
إن المقاومة الوطنية العراقية، وحكوماتها ستقيم أفضل العلاقات السياسية والاقتصادية مع جميع دول العالم عدا الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين العربية، وبما يضمن المصالح المتبادلة بين العراق وهذه الدول.. ويحقق الشراكة في تبادل المصالح والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما.
وان قيادة المقاومة العراقية، تتفهم طبيعة المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى، وإنها مستعدة لإقامة علاقات حسنة ودائمة معها على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفقا للاتفاقيات والمعاهدات والأعراف الدولية وبما يضمن تلك المصالح ويحافظ على سيادة واستقلال الدول والشعوب واحترام إرادتها ويضمن حقوقها في التصرف بثرواتها الوطنية المادية والبشرية والطبيعية.
كما وان المقاومة العراقية ستقيم أفضل العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع جميع دول الجوار المباشر للعراق وخاصة الدول العربية الشقيقة، واحترام جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وعدم اللجوء الى القوة في حل الخلافات الثنائية مطلقا، إلا في مجال الدفاع عن النفس والوطن والشعب ضد أي اعتداء خارجي مسلح.

خامسا : إن هذا البرنامج يعتبر من وجهة نظر البعث ومقاومته الوطنية، مدخلا متكاملا ومناسبا وموضوعيا لحل شامل للوضع القائم في العراق وإنهاء الاحتلال ومخلفاته وإفرازاته، وان المقاومة العراقية لن تقبل بأنصاف الحلول أو أجزاء منها مع المحتل، حيث لايمكن القبول بوقف لإطلاق النار والقتال، هنا أو هناك من ارض العراق من اجل منح الفرصة لإنجاح العملية السياسية الجارية في ظل الاحتلال وبإدارة عملاءه، كما وترفض قيادة البعث والمقاومة بشكل مطلق مبدأ المشاركة في أي عمل سياسي في ظل الاحتلال أو وفق إرادته.
وان قيادة البعث ومقاومته الوطنية، في الوقت التي تضع فيه برنامجها الوطني من اجل التحرير والاستقلال الوطني، فأنها مصممة على المضي في القتال وإدارة الصراع مع المحتلين من اجل انتزاع استقلال العراق وبناءه بناءا وطنيا ديمقراطيا... وأنها إذ تضع تلك المبادئ والأسس والثوابت والتي تمثل حقوق الشعب والوطن والتي لايمكن التنازل عنها أو التفريط بها ومهما غلت التضحيات، فإنها تأمل بان يرعوي المحتل ويعود إلى رشده، ويسلك طريق الحق ويستند إلى العقل والمنطق والتاريخ، ويعترف بهذه الحقوق ويلتزم بتنفيذها، ذلك إن قوى التحرير ومقاومة الشعوب من اجل نيل حريتها وتحقيق إرادتها لايمكن أن تهزم أو تنكسر لان الله والشعب والأحرار في العالم والتاريخ معها.. وإنها ستنتصر بإذن الله مهما طال زمن المعركة مع المحتلين والغزاة... وليس أمام المحتل إلا بقبول ثوابت التحرير الشامل والاستقلال الكامل من كل أشكال الهيمنة والسيطرة والاستغلال والجلوس إلى طاولة المفاوضات حقنا للدماء، وحفظ ما تبقى له من ماء الوجه، أو مواجهة الهزيمة المنكرة والمؤكدة لقواته الغازية وإسقاط مشروعه الإمبراطوري للهيمنة والتسلط، وما النصر إلا من عند الله العلي القدير..
عاش العراق... والنصر لمقاومته الباسلة.. وتحية للشهداء والمجاهدين
عاشت فلسطين حرة عربية... والله الموفق.

قيادة البعث ومقاومته الوطنية
تشرين الأول / 2006